خُطْبَةِ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ (1440هـ)

محمد البدر
1440/12/06 - 2019/08/07 13:31PM
خُطْبَةِ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ (1440هـ)
قَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . فهَذَا اليَومُ من أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ يَومُ الحَجِّ الأَكبَرِ، وَعِيدُ الأَضحَى ،قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ« أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ »رَوَاهُ مُسلِمٌ .
في هذه الأَيَّامِ يَجمَعُ المُسلِمُونَ بَينَ ذِكرِ اللهِ بِالصَّلاةِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ، وَبَينَ التَّقَرُّبِ إِلَيهِ بِذَبحِ الأَضَاحِي وَإِرَاقَةِ دِمَائِهَا طاعة لله واقتداء بالنبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللهِ: فلنحمد الله على نعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان والاستقرار في الأوطان فالأمن من نعم الله توجب الشكر للمنعم لتدوم وتزيد قَالَ تَعَالَى:﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ ﴾ ، وبتوحيد الله واجتناب الشرك ، تتحقق الصلة بالله جل وعلا، ويعم الأمن أرجاء المجتمعات، قَالَ تَعَالَى:﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور:55]. وهذا ديدن بلاد الحرمين ومهبط الوحي المملكة العربية السعودية محاربة الشرك والبدع والخرافات ووأدها في مهدها فهي ثغر من ثغور الإسلام الباقية فالله الله لا تكونوا عوناً لليهود والنصارى والخوارج والروافض على تدميره وكونوا يداً واحدة مع ولاة أمركم وعلماءكم.
عِبَادَ اللهِ: بعد صلاتنا هذه يبدأ ذبح الأضاحي قربة لله قَالَ تَعَالَى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ﴾. وَإيّاكم والشِّركَ بالله والذّبح لغير الله والدّعاءِ والاستِعانة والاستِغاثة والاستِعاذة والنذر والتوكُّل والخوف والرجاء ونحو ذلك من العبادة لغير الله قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾. وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ« إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّى ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ذبح الأضاحي عن الموتى ليس من السنة، فإن نوى بها عن نفسه وعن أهل بيته ونوى عن الأحياء والأموات فيرجى أن يشملهم الأجر إن شاء الله.
عِبَادَ اللهِ: حافظوا على الصلاةَ فإنها مَنْ أَرْكَان الْإِسْلَامِ وناهيَةٌ عن الفحشاء والمنكر والبغي فأقيموها في بيوتِ الله جماعة؛ وأدّوا زكاةَ أموالِكم طيّبةً بها نفوسُكم ،وعليكم ببرِّ الوالدين وصِلَة الأرحام ،وأحسنوا الرعايةَ للزوجات والأولادِ والخدَم ومن ولاّكم الله أمرَه، وأدّوا حقوقهم، واحمِلوهم على ما ينفعهم، وجنِّبوهم ما يضرّهم، قَالَ تَعَالَى: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ ﴾ وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وتخلقوا يا عِبَادَ اللهِ بالآداب الفاضلة من غض البصر، وحفظ الفرج، وصيانة اللسان، وعليكم بالصدق والأمانة واجتنبوا الكذب والخيانة والغيبة والنميمة والحسد والربا والزنا وشرب الدخان وتعاطي المسكرات والمخدرات وكل ما يُذهب العقل والبعد عن المعاملات الخبيثة، والمكاسب المحرمة وغيرها، وتعاونوا على غرس العقيدة الصحيحة في أبناءنا وابعادهم عن الغلو والتطرف والسفور وتحذيرهم من الخروج عن الشرع والتحلل من أحكامه وقيمه وأفضل مسلك لتجنب هذه الفتن تعليمهم العلمُ الشرعي الصحيح على الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة الصالحين وتوجيههم للأخذ من العلماء المعتبرين المعروفين بسلامة المنهج والعقيدة والرأي السليم قَالَ تَعَالَى:﴿ وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الامن أَوِ الخوف أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرسول وإلى أُوْلِى الامر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ . عِبَادَ اللَّهِ: الْيَوْمُ يَوْم عِيدٍ وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ، فالْعِيدَ يَوْم فَرَحٍ للمسلمين و فرصة لزيارة الأقارب وصلة الأرحام قَالَ تَعَالَى:﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾. وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .والشَجْنَةٌ: هي القرابة. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
عِبَادَ اللَّهِ: اعلموا ان من هدي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذهاب إلى مصلى النساء فيعظهن ويذكرهن وينصحهن في هذا اليوم فنقول اقتداء بالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يا معشر النساء أطعن الله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأطعن أزواجكن بالمعروف وأقمن الصلاة، وآتين الزكاة، وأكثرن من الصدقة ,فإنكن أكثر أهل النار، واحذرن من دعاة التحرر والفجور والسفور والاختلاط.
يَا أَمَةَ اللهِ الحجاب حمايةً لأعراضِكنّ وصيانةً لنفوسِكنّ وطهارةً لقلوبكنّ وعصمةً من الفتن ، فعليكنّ بالحجاب والاستِتار والحشمة، واغضُضن من أبصاركنّ، واحفَظنَ فروجكنّ قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ .
..الا وصلوا...
المرفقات

عِيدِ-الأَضحَى-المُبَارَكِ-1440هـ

عِيدِ-الأَضحَى-المُبَارَكِ-1440هـ

المشاهدات 1752 | التعليقات 0