خطبة عيد الأضحى المبارك 1438هـ

محمد بن سليمان المهوس
1438/12/06 - 2017/08/28 14:28PM

الْخُطْبَةُ الْأُولَى

اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ

إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً

أمّا بعدُ : أيّهَا النّاس / أُوصِيكُم ونَفْسِي بِتقْوى اللهِ عزَّ وجَلَّ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ، والإخلاصِ لهُ فِي الْقَوْلِ والْعَمَلِ ،((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / اشْكُرُوا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنَّ بَلَغَكُمْ هَذَا الْيَوْمَ الْعَظِيمَ ، الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ قَدْرَهُ ، وَأَعْلَى ذِكْرَهَ ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، وَجَعَلَهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ حُجَّاجًا وَمُقِيمِينَ ، فِيهِ يَنْتَظِمُ عِقْدُ الْحَجِيجِ عَلَى صَعِيدِ مِنَى بَعْدَ أَنْ وَقَفُوا بِعَرَفَةَ وَبَاتُوا بِـمُزْدَلِفَةَ.

هَذَا الْيَوْمُ هُوَ أَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى؛ فِيهِ وَقَفَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِنًى خَطِيبًا فِي الْحُجَّاجِ ، فَذَكَرَ تَعْظِيمَ مَكَانِ الْحَجِّ ، وَتَعْظِيمَ زَمَانِهِ ، وَتَعْظِيمَ يَوْمِهِ الْأَكْبَرِ الَّذِي هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ ، وَتَعْظِيمَ أَمْرِ الدِّمَاءِ وَالْأَعْرَاضِ وَالْأَمْوَالِ؛ كَمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ :((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ )) قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ قَالَ :((فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ )) قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ :((فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ )) قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ :(( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا )) فَأَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:((اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ))مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / إنَّ اللهَ تعالى خَلَقنا لِعبادتِهِ وتوْحِيدِهِ كَمَا قالَ تَعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) وأَمَرنا بتوْحيدِهِ وطاعتِهِ وأرْسلَ إليْنا رسولاً منْ أنْفُسِنا ويتكلَّمُ بِلُغَتِنا يعلمُنا الطَّريقَ الصَّحيحَ والمسلكَ الْبَيِّنَ الواضحَ لِعبادةِ ربِّنا ، كَما قالَ تَعالى ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ))

ووعدَ منْ أطاعَهُ وأطاعَ رسولَهُ صلى الله عليه وسلم الفوْزَ والفلاحَ بِالدُّنيا والآخرةِ كَمَا قالَ تَعالى ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ))

وقدْ أمرَنا اللهُ تعالى أنْ نكونَ في هذه الدّنيا أمةً واحدةً نعْتصمُ بِكتابهِ ،ونتبّعُ سنَّةَ نبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،ونحذرُ التَّفَرُّقَ والاخْتِلافَ فِي الْعقيدةِ والتَّوجُّهِ ، كَمَا قالَ تَعَالَى(( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ... الآيَة ))

وَلاَ يَرْتَفِعُ شَأْنُ الأمّةِ الإسلاميّةِ ولَا تَقْوى شوكتُها ولا يدومُ عزُّها ويتحقّقُ نصْرُها إلا إذا كَانتْ عَلى ما كان عَليْهِ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه وَصَدَقَتْ في توجُّهِها ،وابْتـَعدتْ عنِ السُّبل الشَّيطانيةِ الَّتي تُفَرِّقُها ، كَمَا قالَ تَعالى (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد

أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ جاء العيدُ والأمّةُ بحاجة ماسةٍ إلى التّمسُّكِ بعقيدتها ، وكتابِ ربِّها وسنةِ نبيّها لِتُعالِجَ واقِعها، وتَـهْنأَ باستقرارِها وأمْنِها ؛ فالأمّةُ الإسلاميةُ اليومَ حُبْلَى بِالمناهجِ البعيدةِ عن المنهجِ الحقّ حتّى تَنَوَّعَ الفكرُ الفاسدُ ، وانْتشرَ دُعاةُ التَّطَرّفِ الْبائدِ ، واختلطَ الحقُّ بالباطلِ ؛فمِنْ هذا الْمُنطلَقِ فإنّ ضرورةَ المسلمينَ اليومَ كبيرةٌ في تبصيرِ أنْفُسِها ومنْ تَعولُ مِنْ أبْنائِها بِالعقيدةِ الصّافِيةِ ، والسُّنّةِ الصّحِيحةِ والْمَنْهَجِ الْـحَقّ.

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد

أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ يَأْتِي عَليْنَا الْعِيدُ ونَحْنُ بِفضْلِ اللهِ وَكَرمِهِ مُسْلِمُونَ مُعْتَصِمُونَ بِكِتَابِ رَبِّنَا وَسُنّةِ نَبِيِّنَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ، آمِنُونَ فِي أَوْطَانِنَا ، نَنْعَمُ بِنِعَمٍ لاتُحَدُّ وَلاتُعَدُّ ؛ بِلَادُنَا حُكُومَةً وَشَعْباً تَشْرُفُ بِخِدْمَةِ حُجَّاجِ الْحَاضِرِ والْبَادِ، وَمَنْ قَدِمُوا مِنْ خَارِجِ الْبِلَادِ ،وَتَقْمَعُ أَهْلَ الرَّفْضِ وَالْعِنَادِ ،وَتَرَدُّوْا بِالْأَفْعَالِ عَلَى الْحَاقِدِيِنَ الْحُسَّادِ ، فَاشْكُروا اللهَ تَعالى يَزِدْكُمْ ، واحْذَروا كُفْرَ نِعْمَتهِ ،وَعُضُّوا بِالنَّواجذِ عَلى هَدْيِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَسَلَفِهِ الصَّالِحيِنَ ؛فَهذا هُوَ السَّبِيلُ الْأَوْحَدُ لِاسْتِبْقَاءِ النِّعَمِ وَعَدَمِ زَوالِها قالَ تَعالى (( وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ))

أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ انْظروا في حالِكُم، وحاسِبُوا أنفُسَكُم , واتّقُوا اللهَ ربَّكُم ، واهْنَئُوا بِعيدِكُم، والْزَمُوا الصّلاحَ وأصْلِحُوا ، فالْعيدُ يومُ فرَحٍ وسرورٍ ، ويومُ ابتهاجٍ وعفوٍ وإحْسان ، تقبَّل الله طَاعاتِكم ، وصَالِحَ أعْمالِكُم ، وَضَاعَفَ لكُمُ الأجْرَ والثَّوابَ ، وجعلَ عِيدَكُمْ مُباركًا ،وأيّامَكُم أيامَ سَعادةٍ وَهَناءٍ وفضْلٍ وإحْسَانٍ وعَمَل ، بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكَمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ.

اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

اللهُ أكْبَر اللهُ أكْبَر اللهُ أكْبَر اللهُ أكْبَر اللهُ أكْبَر اللهُ أكْبَر اللهُ أكْبَر الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانَهُ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .

أمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ : اِتَّقُوْا اللَّهَ تَعَالَى بِطِلَبِ مَرَضَاتِهِ، وَالْبُعْدِ عَنْ مُحْرِمَاتِهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ جَلِيلٌ ، وَأَنَّ عِيدَكُمْ عِيدٌ فَضِيلٌ ، قال صلى الله عليه وسلم : ((أَفْضَلُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ))رواهُ أبُودَاوُدَ ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ .

وَيَوْمُ الْقَرِّ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، وَهُوَ الْاِسْتِقْرَارُ بِمِنًى

وَفِي هَذَا الْيَوْمِ يَشْتَرِكُ الْحُجَّاجُ وَغَيْرُ الْحُجَّاجِ بِإِرَاقَةِ دِمَاءِ الْهَدْيِ والْأَضَاحِي تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ تَعَالَى: ((لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ))

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا .

وَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ الْأُضْحِيَةَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنّهَا وَاجِبَةٌ لِمَنْ وَجَدَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ، وَذَبْحُ الأُضْحِيَةِ أَفْضَلُ مِنَ الصّدَقَةِ بِثَمَنِهَا ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ عَمَلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ مَعهُ ، وَيُجَوُزُ اِلاشْتِرَاكُ فِي الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ، بِخِلَاَفِ الضَّأْنِ وَالْمَاعِزِ فَإِنّهُ لَا اِشْتِرَاكَ فِيهِمَا إلا فِي الثَّوَابِ. وَالْأَصْلُ فِي الْأُضْحِيَةِ أَنّهَا مَشْرُوعَةٌ فِي حَقِّ الْأَحْيَاءِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يُضَحُونَ عَنْ أَنَفُسِهِمْ وَأَهْلِيْهِمْ وَيَنْوُونَ بِهَا الْأَحْيَاءَ وَالْأموَاتَ ، وَلِلْإِنْسَانِ أَنْ يُضَحِّيَ عَنِ الْأموَاتِ بِمُقْتَضَي وَصَايَاَهُمْ تَنْفِيذاً لَهَا.

وَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ الْأُضْحِيَةُ مُسْتَوْفِيَةٌ لِلشُّرُوطِ، سَالِمَةٌ مَنِ الْعُيُوبِ، بَالِغَةٌ السِّنَّ الْمُعْتَبَرَ شَرَعاً ، قالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ ; الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا ، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا ، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي )) رَوَاهُ أَبُو دَاوُد ، وَالنَّسَائِيُّ .

وَاعْلَمُوا أَنَّ وَقْتَ ذَبْحَ الْأَضَاحِي بَعْدَ الْاِنْتِهَاءِ مِنْ صَلَاَةِ الْعِيدِ، وَيَمْتَدُّ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ أيَّام التَّشْرِيقِ، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاَةِ فَهِي شَاةُ لَحْمٍ وَلَيْسَتْ بِأُضْحِيَةٍ ، قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ أَوْ نُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ ))  مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد

أيُّهَا الْأُخْتُ الْمُسْلِمَةُ : إِنّ اللهَ تَعالى قدْ أنْزلَ فِيكِ سُوَراً وآياتٍ تُتْلَى إلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ  فَاسْتَمْسِكِ بِشرعِ اللهِ ، وكُونِيِ منَ الصّالِحات ،وَتَذَكَّرِي نعْمةَ اللهِ عَليْكِ إذْ جَعَلَكِ منْ أتْباعِ مُحمّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كُوني قُدْوةً لِغَيْرُكِ وداعِيَةً إِلى اللهِ تعالى ، صُونِي بَيْتَكِ وأطِيعي زوجَكِ، واعْتَني بِتربيةِ أوْلادَكِ ؛فَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولةٌ عَنْ رَعِيّتِها .

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، وَلِلّهِ الْحَمْدُ

أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ اِعْلَمُوا أَنَّ عِيدَكُمْ قَدْ وَافَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَمَنْ صَلَّى الْعِيدَ رُخِّصَ لَهُ فِي عَدَمِ حُضُورِ صَلَاَةِ الْجُمُعَةِ وَيُصَلِّيهَا ظُهْرَا فِي وَقْتَ الظُّهْرِ، وَإِنْ صَلَّى الْجُمُعَةَ فَهُوَ أَفُضُل، وَمَنْ لَمْ يُصَلِّيْ الْعِيدَ فَتَجِبُ عَلِيْهِ صَلَاَةُ الْجُمُعَةِ.

اللّهُمَّ أحْيِنا مُؤْمِنينَ وتوفّنا مُسْلِمينَ وَألْحِقْنا بِالصّالِحينَ غَيْرَ خَزايا ولا مَفْتُونِينَ، تَقَبّلْ تَوْبَتَنا وَاغْسِلْ حَوْبَتَنا واشْفِ صُدُورَنا وَطَهّرْ قُلوبَنا وَحَصّنْ فُرُوجَنا وارْحَمْ أمْواتَنا واشْفِ مَرْضانا، وَاقْضِ دُيونَنا واهْدِ ضَالّنا، وَأَدِمْ أَمْنَنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنا ، وَوَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنا ، وَأَصْلِحْ أَحْوالَ أُمَّتِنا يَارَبَّ الْعَالَمِيِن .

((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))

 

المرفقات

االأضحى-1438هـ

االأضحى-1438هـ

المشاهدات 1390 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا