خطبة عيد الأضحى المبارك    لعام 1445هـ

د عبدالعزيز التويجري
1445/12/08 - 2024/06/14 17:40PM

الخطبة الأولى : خطبة عيد الأضحى المبارك    لعام 1445ه

الحمد لله المتفرد بالعزة والجلال، له الحمد والشكر في الغدو والآصال ، حج لبيته الحجاج يعلنون أن الله هو الكبير المتعال ، وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله، أفضل من صلى وصام، وأطهر من حج بيت الله الحرام ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، وعلى من سار على دربهم واتبع الآثار إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا.

الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر  كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا 

الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر 

         الله أكبر بُكرةً وعشيَّةً   **    الله أكـــبرُ سامعُ الأصــــواتِ

        الله أكبر عالمًا ومُهيمِــنًـا   **    مُحصِي الحَجيج وجامعِ الأشتاتِ

       الله أكبر أنت أرحمُ راحمٍ  **   فاقبَلْ كريمًا صالحَ الدعــــواتِ

الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلا أما بعد .

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

إنّ يومَكم هذا يومُ عظيمٌ جليلٌ أبان اللهٌ فضلَه، وأوجبَ تشريفَه، وعظّم حرمتَه، ووفّق له من خلقهِ صفوَته، وابتلى فيه خليلَه، وفدى فيه من الذّبح نبيّه، ؛ يومٌ حرامٌ من أيّامٍ عَظامٍ، جعله اللهُ خاتمَ الأيامِ المعلوماتِ من العشر، ومتقدّمَ الأيامِ المعدوداتِ من النّفر ،  ذلكم هو يومُ النحر ، يومُ الحجِّ الأكبرِ، يومُ دعا اللهُ إلى مشهدهِ، ونَزَلَ القرآنُ بتعظيمهِ  (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} .

هذا اليومُ الأغرُ عيدٌنا أهل الإسلام ، يَستفتحهُ بصلاةِ العيدِ أهلُ الأمصار، ويستفتحهُ الحجاجُ برمي الجمار، أقوالُ وأعمَالُ وأنساكُ يتجلَّى فيها توحِيدُ اللهِ والانقِيادُ لهُ (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ) .

شُرعت فيه أعمالٌ هي من أجلِّ العباداتِ وأعظَمِ الطاعاتِ، من حجِّ بيتِ اللهِ الحرامِ، وَالوقوفِ بالمشاعرِ العظامِ.. فيا هناءَ من بَلَغوا ذاك المقام، وهم الآن يدفعون من مزدلفة لرمي الجمار.. يلبونَ ..

            لبيكَ لبيكَ جدّ الركبُ وانطلقت   **    جموعُــــه والنداءُ العذبُ يدفعُــــه

       أصداؤه في فجاجِ الأرضِ عاليـــةٌ    **     والبِيــــــدُ في رَحْبِها نشوى تُرَجِعُه

      وفي الجوانحِ من وجدٍ ومن ولـــــــــــــهٍ   **    ماجاشَ في النفسِ حتى صابَ مُتْرَعَهُ

     فلله ما أنقى وأجملَ من تردادِ تلبيةٍ   **    ينجـــو بها محــرمٌ والكـــــونُ يُسْمِعُـــــهُ

بيتُ اللهِ الحرامِ، والمشاعرِ العظامِ، رمزُ الحنيفيةِ، ملةُ إبراهيمَ إمامُ الحنفاءِ، جعلَ اللهُ به الأسوةُ بالدينِ، وبه الاقتداءُ في البراءةِ من المشركين {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ}

 ملةُ أبينا إبراهيمِ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} لاتقاربَ مع ملةِ غيرِ الإسلامِ {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } ولا توادَ ولا تسامحَ مع من يقولوا على اللهِ قولاً عظيماً  {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} تعالى اللهُ عما يقول الظّالمون علوا كبيرا. فسحقا لهم وبُعدا، فصلاً  لا وصلا، هجراً لبلادهم وبعدا، عداوةً لهم وبغضا، دائماً أَبَدًا حَتَّى يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ.

  الله أكبر كبيرا  والحمدلله كثيرا  وسبحان الله بكرة وأصيلا .

ليس لأهلِ الأرضِ خيارٌ إلا الإسلام، قال مبلغُ الرسالةِ  r«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» أخرجه مسلم .

لا يسعُ أحدٌ كائنا من كان أن يحيدَ عن منهجِ محمدِ r بأصولهِ وفروعِه،  قال عليه الصلاة والسلام «والذي نفسي بيده، لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني» أخرجه الإمام احمد

كفا ضياعا أن توَجهَ القلوبُ إلى غيرِ باريها، والأجيالُ إلى غيرِ معلِمها ، والمناهجُ إلى غير مُحكمِها.

كفا تيهاً وتخبطاً بأهواءٍ وشبهاتٍ ، تُزعْزعُ الدينَ وتُشككُ بربِ العالمين .. موجاتُ إلحادٍ تهُبُ رِياحُها نحو عقولِ النساءِ والصبيان، وتعصفُ بثوابتِ الدينِ في قلوبِ ضِعافِ المسلمين.. تقودُها منظماتٌ غربيةٍ  بلباسٍ عربية ، بخططٍ ماسونية وشبهٍ إلحاديه ، تُبَثُ عبرَ مواقعَ شبكية ومقاطع أَو من خِلالِ أنشِطَةٍ وألعابٍ إِلكترونِيَّة. يُدمنُ عليها الصغارُ ولا يفقهها الكبار ..

حَربٌ على العقِيدةِ والتوحيد.. يُسْتَهدَفُ بِها النَّشْءُ في شَتَى مراحِلِ أعمارِهِم. يَخُوضَون هذهِ الحَربَ فُرادَى، فَيُواجِهُونَها بِجَهلٍ، ويتَلَقونَها بِصَمتٍ، وتَعْمَلُ فِيهِم بِخَفاء.

تتغلغل الشبهُ الإلحادية، وتتزعزعُ الثوابتُ الإسلامية في قلوبِ النشء حِينَ لا يَعلمُون أَن الحُبَّ في اللهِ من أَوثَقِ عُرى الإِيمان، وأَن العَداءَ للكافِرِينَ من لوازمِ شَهادةِ التَوْحِيد.        وحِينَ لايَعلَمُونَ أَنَّ للإِسلامِ نَواقِضَ مَنْ اقْتَرَفَها خَرَجَ مِنْ دِيْنِ الإِسلامِ {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}.

الله أكبر الله أكبر ، الله اكبر لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد

إِنَّ من أَوْجَبَ الواجباتِ وألزم المهماتِ على الوالدين تِجاهَ أولادهم.. وعلى المُعَلِّمِ تِجاهَ طَلِابِه، وعلى المُرَبِي تِجاهَ تلامِذِته. أَنْ يَتـعَاهَدُوهُم بِدُرُوسٍ تُرسِّخُ العقِيدَة فِيهم.  وأَن تُستَثْمَرُ التـقنِيَةُ بِما يَخدِمُ الدِينَ ويَحفظُ العقيدَةَ.. ومَنْ سَعَى في الخيرِ أَدركَ، ومن بَذلَ الوُسْعَ بَرِئ {وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

تُربى النفوسُ وتعلمُ الأجيالُ إنّ دين اللهِ قويٌ متينٌ، وأحكامُه راسخةٌ واضحةٌ، لاتغيرُها الضروفُ، ولا تهُونُها الأزماتُ والصروفُ {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ}

شرع مبين ومنهج واضح، من تمسك بها سما ومن مات عليه نجا .. من صَفَى صُفّي لهُ، ومن خلطَ خُلِّط عليهِ، ولا يُؤتَى الإنسانُ إلا من قِبَل نفسِهِ، ولا يصيبُهُ المكروهُ إلا من تفريطٍ في حق ربه {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}

تُربى النفوسُ وتعلمُ الأجيالُ أن الدينُ لا يشتدُ عودهُ ولا يظهرُ برهانُه إلا بعد التمحيصِ والابتلاءِ، وما نجحت دعوةُ الأنبياءِ، وانتصرَ الأولياءُ في الاختبارِ والابتلاءِ ، إلا بعد التسليم والانقياد لرب العباد (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ )

تُربى النفوسُ وتعلمُ الأجيالُ أن الشدائدَ والمحنَ والفتنَ «تُعْرَضُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاء، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»..

 وفي آخِرِ الزمان «يُصِيبُ هذه الأمةِ بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، القابضُ فيه عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ،  تَجِيءُ الفِتْنُ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .. »

 لاثبات ولانجاة إلا بإيمانٍ صادقٍ وعقيدةٍ خالصةٍ ، لا رياء ولا مراء ، ولا تنازل عن حكم الله وأحكامه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}

ثم ثقوا بوعد الله ونصره وتثبيته {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكبرُ لا إله إلا الله والله أكبر ،  الله كبر ولله الحمد ..

     نحمد الله ونشكره ونستغفره  فاستغفروه إن ربنا لغفور شكور.

 

الخطبة الثانية  ..  الحمد لله الكبيرِ المتعال .. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلا وصلى الله وسلم على عبده ورسلوه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد

هذا اليوم العظيم، يومُ النحرِ يومُ الحجِ الأكبر ، تتجلى فيه عظمةُ هذا الدينِ القويمِ بأحكامه وأركانه ، فالحجُ يُجلي كرامةَ المرأةِ وُيعلِي شأنَها ويحترمُ خصوصيتَها.. قالت عائشةُ رضي الله عنها: كان الرُّكبانُ يمرُّون بنا ونحن مع رسول الله r مُحرِماتٌ، فإذا حاذَوْا بنا سَدَلتْ إحدانا جلبابَها مِن رأسِها على وجههِا فإذا جاوزُونا كشفناه"

وفي الطوافِ وفي اطهرِ مكانٍ وبين أفضلِ أصحابٍ كانت عائشةُ تتجنبُ الرجالَ وتبتعدُ أن تختلطَ بهم، في صحيح البخاري قال عطاء : لَمْ يَكُنَّ النساء يُخَالِطْنَ الرجال، كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَطُوفُ حَجْرَةً مِنَ الرِّجَالِ، لاَ تُخَالِطُهُمْ، وكنّ يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ، قُلْتُ: وَمَا حِجَابُهَا؟ يعني عائشة قَالَ: هِيَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، لَهَا غِشَاءٌ وعَلَيْهَا دِرْعًا مُوَرَّدًا.. أخرجه البخاري.

المرأةُ بلا حجابٍ مدينةُ بلا أسوار، والقِوامة رفعةُ لها وسلامة، والولايةُ ليست وصاية لكنها حفظ وحماية

    يابنتَ عائشةَ التي حفِظت لنا    **   هدي الحبيبِ بحكمةٍ وتمامِ

   يا أختَ فاطمـةَ التي بِحيائِهـــــــا    **   نالت من الديانِ خيرَ وسامِ

   صوني الأمانةَ في الحياةِ ليُرتجى    **   نصرُ لأمتنـــا ونيـــــــــلُ مـَـــــرامِ

    رَبـِّـــي لنا جيـــــلاً أبيّـــاً مؤمنـــــــــاً    **   ليعيش يرفعُ رايةَ الإســـــــلامِ

يافيدةَ عائشةَ وبنت هاجر.. لا يكن همُك ِكوباً ومنظراً وزيّا .. فأنت عظيمةٌ بثباتكِ قويةٌ بهمتكِ فوظيفتُكِ عظيمةٌ إن شرُفتِ بحملها .. فما السعيُ بين الصفا والمروةِ بعد فضل الله إلا حسنةٌ من حسناتِ أُمنا هاجر .. وهل ماءُ زمزمَ إلا فيضٌ من صبرِ هاجرَ وعدمُ تمردِها على زوجها، ليكافئها ربُها بعين زمزمَ لتُروي نفسَها وطفلَها والاجيالَ من بعدها ..

هذا هو الصبرُ والثباتُ والشموخُ ، لا التبعيةُ والانسلاخُ من الدينِ والخلقِ والحياءِ والقِوامة لتعيش تهيم تتقاذفها المغرياتُ تسبحُ في سرابٍ، وتعيش في تبابٍ..

والرجل راعٍ يحافظ على كيانِ أسرته أن ينهد بلطفٍ وتربية وإنفاقٍ وحسن خلق.

وعند بر الأبناء والبنات بالآباء والأمهات تعيش الأسرة بعزٍ وسعادة ، واكتفاءٍ وكفايةٍ..

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً

في هذا اليومِ المشهودِ أفضلُ ما يعملُ فيه إراقةُ الدماءِ من بهيمةِ الانعامِ، فكلوا منها واطعموا البائس الفقير، سنة الخليلين( وفديناه بذبح عظيم) قال انسٌ بن مالك رضي الله عنه ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر .

     ضحُّوا فإن لحُومَها ودماءَها  **    سينالُها التقوى بلا نُقصانِ

    العيدُ أَضحى فالدماءُ رخيصةٌ  **   مُهراقةً للواحد الديَّانِ

      هي سنةٌ بعد الذبيحِ وإنها     **  من خير ما يُهدَى من القُربانِ

ضَحُّوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم ، واذكرُوا الله على ما رزقَكُم ، وكبرُوهُ على ما هداكُم  ، إنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، فتهادَوا وتصدقُوا، وَكلُوا وادَّخِرُوا، تواصَلُوا وتزاوَرُوا، وتصافَحُوا وتصالَحُوا، وأفشوا السَّلامَ بينكم تفلحوا، فإِنَّكُم في أيامِ عيدٍ وأكلٍ وشُربٍ وذكرٍ للهِ، يَحرُمُ صومُهَا، وتُعَظَّمُ الشَّعَائِرُ فيها، من صلاواتٍ وطاعاتٍ وقرباتٍ ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). 

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وغفرلنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

اللهم ادفع وارفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والمنكرات ياذا الجلال والاكرام .

ربنا آمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا . اللهم صل وسم على عبدك ورسولك نبينا محمد

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكبرُ لا إله إلا الله والله أكبر ،  الله كبر ولله الحمد ..

 

المرفقات

1718376112_خطبة عيد الاضحى لعام 1445هـ.docx

1718376112_خطبة عيد الاضحى لعام 1445هـ.pdf

المشاهدات 8918 | التعليقات 0