خطبة عيد أضحى 1445
حسين بن حمزة حسين
1445/12/06 - 2024/06/12 18:56PM
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ (تسعًا)، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد. اللهُ أَكْبَرُ مَا لَبِسَ الحَجِيجُ مَلَابِسَ الإِحْرَامِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا رَأَوا الكَعْبَةَ فَبَادَرُوهَا بِالتَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا سَعَوْا وَصَلَّوا عِنْدَ المَقَامِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا وَقَفَ الحَجِيجُ فِي صَعِيدِ عَرَفَاتٍ، اللهُ أَكْبَرُ مَا تَضَرَّعُوا فِي الصَّفَا وَالمَرْوَةِ بِخَالِصِ الدَعَوَاتِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَصَامَ وَحَجَّ وَاعْتَمَر، فاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ تَسْلِيماً مَدِيداً. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد. اللَّهُ أَكْبَرُ؛ وَقَفَ إِخْوَانُكُمْ الْحُجَّاجُ بِالْأَمْسِ فِي عَرَفَاتٍ، واليوم يَسِيرونُ الْآنَ مُتَّجِهِينَ إِلَى الْجَمَرَاتِ مُلَبِّينَ مُكَبِّرِينَ مُعَظِّمِينَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ؛ لِيَرْمُوا جمرة العقبة بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يَذْبَحُوا هَدْيَهُمْ، وَيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ، وَيَحِلُّوا مِنْ إِحْرَامِهِمْ، وَيَطُوفُوا طَوَافَ الْحَجِّ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ حَجَّهُمْ مَبْرُورًا، وَسَعْيَهُمْ مَشْكُورًا، وَذَنْبَهُمْ مَغْفُورًا. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد. يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، هَذَا اليَوْمُ يوم العيد الأكبر، هذا أَفْضَلِ أَيَّامِ العَامِ عَلَى الإِطْلَاق؛ يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَومُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ القَرَّ"، وَاليَوْمَ هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ.. وَغَدًا يَوْمُ القَرِّ. أَلَا وَإنَّ أَظْهَرَ عِبَادَةٍ لِهَذَا اليَومِ: ذَبْحُ الهدي والأَضَاحِي؛ يَتَقَرَّبُ الْمُسْلِمُونَ لِلَّهِ -تَعَالَى- بذبح الهدايا عند البيت العتيق، ويتقرّب المسلمون فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ بِذَبْحِ الْأَضَاحِيِّ، فَاللَّهُمَّ اقْبَلْ مِنَ الجميع طاعاتهم، وَاجْعَلْهَا ذُخْرًا لَهُمْ، وَارْزُقِ الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ يارب العالمين، وَيَمْتَدُّ وَقْتُ ذَّبْحِ الأضاحي إِلَى مَا قَبْلَ غُرُوبِ شَمْسِ الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ، وَيَصِحُّ الذَّبْحُ لَيْلًا، والنهار أفضل، وَالسُّنَّةُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ وَيُهْدِيَ وَيَتَصَدَّقَ، وَلَوْ صَنَعَ مِنْهَا وَلِيمَةً جَازَ لكن الأفضل أن يتصدق منها نيّةً غيْرَ مطبوخةٍ ولو بالشيء اليسير، وَيَحْرُمُ صَوْمُ يَوْمِ الْعِيدِ، وَالْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي بَعْدَهُ، وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ -تَعَالَى-؛ فَتُجْتَنَبُ فِيهَا الْمُحَرَّمَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَالْغِنَاءُ وَالتَّبَرُّجُ وَالسُّفُورُ؛ طَاعَةً لِلَّهِ -تَعَالَى-، وَشُكْرًا لَهُ عَلَى نِعَمِهِ الْعَظِيمَةِ. وَشِعَارُ هَذِهِ الْأَيَّامِ هُوَ الذِّكْرُ وَالتَّكْبِيرُ، (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) أَعَادَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ. اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
الخطبة الثانية
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ (سبعاً)، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلا الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقَوْا اللهَ عِبَادَ اللهِ حَقَّ التَّقْوَى.. هنيئًا لكم العيد، وبارك الله يومَكم المجيد، وأدامَ عليكم السعدَ والسُّرور، وأفاضَ عليكم البهجةَ والحُبُور، وتقبَّل منكم الطاعات، وأدامَ عليكم المسرَّات، وغفرَ لكم ذنوبَكم، وأسعدَ بالخيرات قلوبَكم، وحقَّقَ لكم الآمال، ووفَّقَكم لصالح الأعمال، الْعَيِدُ فَرْحَةٌ تَتَصَافَى فِيْهِ الْقُلُوبُ، وَيَتَبادَلُ الْجَمِيعُ التَّهَانيَ، اجْعَلُوا شعار عِيدَكُمْ نشر الودّ والمحبة وصلة الأرحام، أُنْبُذوا الخِلافَ والشِّقَاقِ وَالنِّزَاعِ، يرْضى عنْكم ربّكم وتتجدّد أواصِرُ محبتكم وتجتمعُ قلوبكم وقوّتكم (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْد. أيها المؤمنات: فيا من رضيتُن بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ نبيًّا: قَرْنَ في بيوتكن، ولا تبرَّجنَ تبرجَ الجاهليةِ الأولى، وأقمنَ الصلاةَ وآتينَ الزكاةَ، وأطعنَ الله ورسولَه، وأطعن أزواجكن بغير معصية الله، واحذرنَ من خطواتِ شياطينِ الإنس والجن، فمن تبعهم نالَ خزيَ الدنيا وعذابَ الآخرة، ومن أرادتِ السلامةَ فلتُشغلْ نفسَها بطاعة الله، ولتتركْ متابعةَ مشاهير التوافه ببرامج التواصل من الساقطين والساقطات، فإن لمتابعتهم أثرًا عظيمًا في فساد القلب، وزرعِ محبةِ المعصيةِ فيه، يقول الله سبحانه: (والله يريدُ أن يتوبَ عليكم، ويريدُ الذين يتبعونَ الشهواتِ أن تميلوا ميلًا عظيمًا).