خطبة عيدالفطر 1437هجرية

عبدالوهاب بن محمد المعبأ
1437/09/30 - 2016/07/05 20:40PM
خطبة عيدالفطر1437هـ
اعداد عبدالوهاب المعبأ
الخطبة الأولى
الله أكبر، الله أَكبر، الله أَكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، الله أَكبر، الله أَكبر، الله أَكبر، الله أَكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
الله أكبرُ ما طلَع صباح وأسفَر، الله أكبر ما هلَّ هلال وأنوَر، الله أكبر ما لاحَ ظرفٌ وأزهر، الله أكبر كلّما أرعَد سحاب وأمطَر، الله أكبر ما نبَتَ نبات وأثمَر، الله أكبر ما ذَكَر اللهَ ذاكر وكبَّر، الله أكبر ما صامَ صائم وأفطَر، الله أكبر ما طافَ طائِف واعتمَر، أفاض علينا من خزائنِ جودِه التي لا تحصَر، وسهَّل لنا صومَ رمضانَ ويسَّر، وجعل لنا عيدًا يعودُ ويتكرَّر.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله خالقِ الخلق وفالِق الإصباح، فرَّق وجمَع ووصَل وقطَع وحرَّم وأباح، رفع السماء وأنزَل الماء وذرَأ الرّياح، علِم ما كان وما يكون وعليه التّكلان والرّكونُ في الغدوّ والرّواح، اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ [النور:35]، أحمده على مواسِمِ التكريم والأعيادِ والأفراح، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةً نرجو بها الفوز والفلاح والسعادة والنجاح، وأشهد أن نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله قائدُ ركبِ الدعوة والإصلاح، صلى الله عليه وعلى رفيقِه أبي بكر في الغار، وعلى عمر فاتح الأمصار، وعلى عثمان شهيدِ الدار، وعلى عليّ المبشَّر بالقرار في دار الأبرار، وعلى جميع الآل والصّحب الأخيار.
أمّا بعد: فيا أيها المسلمون، هنيئًا لكم هذا اليومُ البهيج، هنيئًا لكم هذا اليومُ المجيد، هنيئًا لكم يومُ العيد السعيد، هنيئًا لكم عيدُ الإفطار ويومُ الأفراحِ والمسارّ والبهجة والأنوار، جعَلَه الله مقرونًا بالقَبول ودَركِ البُغيةِ ونُجح المأمول، وعاودتكم السُّعود ما عاد عيد واخضرّ عود، صبحٌ أزهر ويوم أغرّ وسعادة كبرى ومِنّة عظمى، فلك الحمد ـ يا ربي ـ على إكمال عِدّة الصيامِ، ولك الحمد ـ يا ربي ـ على إدراك رمضان حتى التمام وحضوره حتى الختام، جعَلَنا الله ممن أُعتق فيه من النار وأُنزل منازلَ الصادقين الأبرار.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
هذا ديننا دين التعظيم والتمجيد للكبير المتعال بموجب أمره تعالى {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} وأمره للصائمين بعد نهاية الشهر {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
فنكبر الله تعالى في أحياننا كلها في الأذان .. الله أكبر
في الإقامة لها .. الله أكبروفي الدخول في الصلاة .. الله أكبروفي التنقل بين أركانها وواجباتها .. الله أكبر
وعند الطواف .. الله أكبروعند السعي .. الله أكبر
وعند نحر الأضاحي والهدي والذبح .. الله أكبر
وعند رمي الجمار .. الله أكبروعند الجهاد ورفع راية الدين .. الله أكبر
تكبير يملأ القلب بالجلال والإجلال والتعظيم لله العظيم الكبير المتعال
ليعلم العبد أنه ليس فوق الله أحد ولا أعظم من الله أحد
فيعبده وحده ويخافه وحده ويدعوه وحده ويطلبه الرزق والصحة والولد وحده ويعلم أن الحكم لله وحده
إذا امتلأ القلب بهذا التعظيم والتكبير تصاغرت عنده الدنيا بما فيها بعظمائها وملوكها وعروشهم وأموالهم فكلهم أمام عظمة الله هباء منثور الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
الله أكبر؛ صام له الصائمون، وقام القائمون، واستغفر المتسحرون، وأنفق الموسرون، وانقطع المعتكفون، وترنم بآياته القارئون.. واليوم خرجوا للمصلى يكبرون، ولشعائر العيد يعظمون، لا يرجون شيئا من الدنيا.. وإنما يرجون قبول الله تعالى لهم وعفوه ومغفرته ورحمته ورضوانه وجنته؛ فالله أكبر على ما هداهم، والله أكبر على ما حباهم، والله أكبر وفقهم وحُرِم غيرُهم.

الله أكبر؛ عرفه المؤمنون فأحبوه وعظموه وعبدوه، وجهله المستكبرون فكرهوا شريعته، وصدوا عن دينه، وحاربوا أولياءه.

أيها المسلمون: صمتم شهركم، وأرضيتم ربكم، وحضرتم عيدكم، فأبشروا بجوائز الله تعالى لكم، وابقوا بعد رمضان على عهدكم؛ فإن الله تعالى يعبد في كل زمان ومكان وحال ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 56-57].

أيها المسلمون، لقد رحل عنّا رمضان، وطويت سجلاته ودفاتره، وكل منّا أدرى بما قدم، لكن هل يدركنا رمضان القادم؟! هل يمنّ المولى علينا وندرك رمضان القادم، أم نكون من الذين ترحّم عليهم؟!
يا خسارة من لم يغفر له في رمضان، ويا خسارة من لم يعتق من النار في رمضان، ويا خسارة من حرم من فيض الرحيم الرحمن.
معاشر المؤمنين: ما أسعد المؤمن عندما ينهي عمله وينتظر أجره، فهذا يوم الجوائز، يوم يكرم الله فيه عباده العاملين المطيعين، الذين طالما قاموا والناس في لهوهم، والذين طالما جلسوا في المساجد والناس يلعبون، هذا يومُ ينفع الصادقين صدقهم، فلْتَقَرَّ عيونٌ طالما بكت من خشية الله، ولتنعم أجسادٌ طالما تألمت من القيام والركوع والسجود والجلوس لتلاوة القرآن.
بشراكم يا من قُمتم وصُمتم، بُشراكم يا مَن تصدَّقتُم واجتهَدتم وأحسنَتم، هذا يومُ الفرح والسرور والفوز والحبور، ذهب التّعَب، وزال النصب، وثبت الأجرُ إن شاء الله تعالى.
أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي المقصرة بوصية رسول الله ، إذ جعل يقول وهو يجود بنفسه: ((الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم))؛ وذلك لأن الصلاة عمود الإسلام وثاني أركانه وآخر ما يبقى منه، لقد كنتم من المصلين ومن روّاد المساجد طيلة شهر رمضان فواصلوا هذا الخير، الصلاة هي الناهية عن الفحشاء والمنكر، ولا دين ولا إسلام لمن تركها، أقيموها جماعة في بيوت الله وفي أوقاتها التي كتبها الله، وعلى الصورة والهيئة التي سنها رسول الله ، فالصلاة شأنها عظيم في هذا الدين، وقد حكم الله ورسوله على تاركها ومضيعها بأنه كافر مشرك، وأن له الويل في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ [الروم:31]، وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4، 5]، وقال رسول الله : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)).
عباد الله، إنّ من أعظمِ المآثمِ وأخطرِ الجرائمِ أنْ يُسفَكَ دمُ امرئٍ مسلمٍ بغير سلطان أو تُزهقَ روحه من غير برهان، وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93].
إنّ التفجيرات والمواجهات المسلّحة التي تُزهَق منها الأنفس المعصومة لا تبني أمّةً ولا تنصر دينًا ولا تدحر عدوًّا، بل هي على الضدّ من ذلك، ومن نظر في التاريخ عَلِمَ أنّها لا تجرّ على الديار إلاّ الخراب والدمار والفساد والتبار.
أيّها الناس، لقد أوجب الله علينا برّ الوالدين، وأمرنا أن نخفض لهما جناح الذُلّ من الرحمة، وأن نُحسن إليهما ولا سيّما عند العجز والكبر، ونقول لهما قولاً كريمًا، فبرّوا الآباء والأمّهات، وإيّاكم وعقوق الوالدين، فإنّه نُكرانٌ للجميل ومعصيةٌ للجليل، وإنّ رضا الله في رضا الوالدين، وسخطه في سخط الوالدين،
واحذروا من قطيعة الرحم فإنّها متعلَّقة بعرش الرحمن، تقول: من وَصَلَني وصله الله، ومن قطعني قَطَعه الله، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها.
إن يوم العيد يوم إحسان وبر وصلة، فصلوا أرحامكم، وتزاوروا، وليدع بعضكم لبعض
إن يوم العيد يوم عفو ومغفرة، فمن أراد أن يعفو الله عنه ويغفر له، فليعفُ عن الناس ويغفر لهم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22].
معاشر الصائمين القائمين: ما الفائدة أن يكون ثوبك جديدا ناصع البياض، وقلبك أسود مربادّ، لا يعرف لمسكين حقا، ولا لقريب ودا؟! إنه -للأسف!- يوجد بيننا مَن هجر أخاه أو أباه أو عمه أو ابنه أو قريبه، أو جاره، أو زميله، بل حتى زوجته، ووالله ماهجره لله! إنما هجره لدنيا زائلة، ولحظوظ النفس الأمارة بالسوء، ألا فلْنتَّقِ الله، ولْنُطهِّر أنفسنا من الغل والحسد والقطيعة.

ولقد توعد الله القاطع لرحمه باللعنة وبسوء الدار في الآخرة، (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْض أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [الرعد:25].

واعلموا أنّكم مسؤولون بين يدي الله عن تربية أولادكم وتأديبهم على الأخلاق الفاضلة والشمائل الكريمة، كما قال الله سبحانه وتعالى: يَا أيُّها الَّذيِنَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأهْلِكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غَلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّه مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم: 6]، قال علي رضي الله عنه : (معناها: علّموهم وأدّبوهم). وإنّ بداية صلاح الأبناء والبنات هي صلاح الآباء والأمّهات، وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا [الأعراف: 58].
واستوصوا بالنّساءِ خيرًا، وعاشروهنّ بالمعروف، ولا تنسوا الفضل بينكم، يقول عليه الصلاة والسلام: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقا, وخياركم خياركم لنسائهم)) رواه الترمذي وقال: "حسنٌ صحيح".
أيها المسلمون، اعلموا أنّ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأنّ من حق المسلم على أخيه أنْ يحفظ دمَه ومالَه وعِرضَه، ((كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه))، واحذروا مِن أكل مال اليتيم إلاّ بالتي هي أحسن، إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10].
واحذروا شهادة الزور والكذبَ والفجور والغدر والخيانة؛ فإنّها بئست البِطانة، وطهّروا ألسنتكم من الغيبة والنميمة والسخرية من المسلمين والاستهزاء بالدين، وطهّروا قلوبكم من الغل والحقد والحسد، وكونوا من عباد الرحمن الذين قال الله عنهم: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص: 55].

الحطبة الثانية
أيها المسلمون, عبـاد الله: لقد آن لهذه الأمة أفراداً وجماعات ودول وحكاماً ومحكومين, أن يعملوا جميعاً للخروج بالأوطان إلى بر الأمان, فنحتكم للشرع, ونحافظ على ثوابت الأمة ونحسن العمل والإنتاج, وبذل الأسباب, ونعالج خلافاتنا وقضايانا بالتفاهم والحوار, وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة, ومصالح الأوطان على مصالح الأشخاص, وننبذ العصبية الجاهلية والطائفية والمذهبية, ونعمل جميعاً على تقوية روابط الأخوة بين المسلمين, ونأخذ جميعاً على يد الظالم, حتى يعود إلى الحق وننتصر للمظلوم؛ حتى يأخذ حقه ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر, وهذه هي طريق النجاة والخيرية قال -عزَّ وجلَّ-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران:110].
عباد الله، كما أدخلتم الفرحة والسرور في قلوبكم بهذا العيد أدخلوا الفرحة والسرور في قلوب الأيتام الذين فقدوا آباءهم، فقدوا القلب الرحيم واليد الحانية، قد انكسرت قلوبهم بفقد آبائهم، فلا تنسوهم ـ عباد الله ـ في غمرة فرحتكم وسروركم، عوضوهم عنهم في هذا اليوم العظيم بالصلة والإحسان وإزالة ذل اليتم وقسوته من قلوبهم، اجعلوهم لا يحسّون بفقد آبائهم، فكونوا لهم آباءً وإخوانًا، فإن في ذلك أجرًا عظيمًا وعاقبة حميدة.
ـ عباد الله ـ ان فرحِنا في هذا اليوم البهيج، لا ينسينا الفرح بهذا اليوم إخوانًا لنا يعيشون بيننا قد عض عليهم الفقر بأنيابه، فلم يفرحوا كما فرح إخوانهم، خيّم الحزن عليهم، وعلت الكآبة وجوههم، لا يقدرون على التجمل في هذا اليوم، فلنتذكرهم ـ عباد الله ـ ونواسيهم في هذا اليوم، ونمسح دمعة الحزن التي سالت على وجناتهم، فتذكرهم في هذا اليوم من أفضل الأعمال وأرجاها عند الله، ونسعى في قضاء حوائجهم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار) رواه البخاري
وفي الحديث: ((إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)).
وتذكروا ببهجتكم وسروركم في هذا اليوم المبارك المعوزين والمضطهدين في بعض المناطق الذين تعلو وجوههم الكآبة والحزن، وترجف قلوبهم من الخوف وقلة الأمن فكم هن الارامل البئسات اليوم وكم هوبكاء من يتّموا من الأطفال وكم هو بكاء ممن اصيبوا في اولادهم وقرابتهم جراء القتل والحروب
ايها الاخوة حزن وأسى عند كثير من الاسر العيد
رأيت من الاسر الفقيرة تعيش الحزن
والأسى تنظرالأم الى صغارها لباسهم أطمارا ممزقة
وخيوطا مقطعة طمر واحد على الطفل
به يصحوا وعليه ينام هزيل أجرد
شاحب الوجه افحج لاكحل ولاحناء ولا دهن ولا عطر
لا لباس ولارياش لاصدقة ولامعاش
يأتي العيد على المحرومين فتعلو ا صيحات الصغار
وترتفع صرخات الطفولة المحرومة والصبية المقهورة
أماه ,.أماه, أماه
صراخ وعويل بكاء يحمل معاني القهر والحزن جاء العيد من غير تعييد جاء العيد من غير تبديل ولاتجديد شاخ الطفل وحدودب ظهره وهو صغير وبكى الشيبة كالطفل وهو كبير
في مجيء العيد على الفقراء يجيء على وجوه عابسة
وأكف يابسة وجيوب بائسة قلب الأم يتمزق لوعة وأسى
وعينها تنزف دموعا ودما
يأتي العيد على الأم المكلومة فتغلق على زغبها باب قبرها وتسدل على أفراخها المنتوفين ستار ظلمة سردابها
لباسهم الهم والقهر وحلواهم مرارة الأسى
ولعبهم التراب والطين ياناس ياعالم يابشر
اين أخوة الاسلام اين معاني انسانية الانسان
اين قيم البر والاحسان يامسلمون حال أولئك المحرومين لا لباس ولاكساء
ولادقيق ولاماء ولافرحة ولاحلوى
اين اهل الزكوات والصدقات اين أهل البذل والنفقات
اين أهل المعروف والشفاعات
اين اهل الخير والسعاة شعيرة العيد من شعائر الدين العظيمة وادخال الفرحة على الضعفاء فيه
من مقاصد الدين الكبيرة دعوة من القلب لمن كان له قلب عيشوا أحوال من هذا حاله
عيشوا من هكذا هو وعياله إرحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء
ماقيمة المال اذا لم تسعد به محروم وتنصر به مظلوم
وتدخل به السرور على مهموم ماقيمة العيد عندك وجارك محزون ماقيمة عيدك وحولك
الأرملة الضائقة والطفولة الضائعة والأكباد الجائعة
والأجساد العارية العيد السعيد هو على من عاد
بالسرور على المحتاج والفقير العيد السعيد على من أعلى البسمة على شفاه عابسه العيد السعيد هو على من عاد المريض وواساه وعلى من تلمس المحتاج وسانده
العيد السعيد هو على من تفقد الجار فأكرمة
وكسى الطفل العاري وستره
فقلي اي عيد من عيده عواد على خاصة بيته ونفسه
لاشفقة ولار حمة ولا مشاعر ولا احساس
ضمير ميت وقلب قاسي لايعرف الإحسان
الا اذا جاءه ولايعرف الخير الا اذا كان له
ادخلوالفرحة على أطفال الضعفاء
وصغار المساكين من خلال كسوة العيد
وايظا فرحة الكبار بالدراهم والريالات يسترون بذلك
انفسهم ويسدون حاجتهم وصدقة العيد مكانتها عظيمة
لايدرك ذلك الا موفق
أيتها المرأة المسلمة، وتمشيًا مع سنة المصطفى في تخصيص موعظة للنساء فإني أقول لأخواتي المسلمات: اتقين الله عز وجل في أنفسكن، أطعن الله ورسوله، أطعن أزواجكن بالمعروف، كنَّ من الصالحات القانتات، احذرن الألبسة المخالفة لشرع الله التي تظهر الزينة، أو تتضمّن تشبهًا بالكافرات وتعوُّدًا على ترك الحياء وإظهار الفتنة.
وتخلقي بأخلاق الإسلام، واحذري التبرج والسفور، وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ [الأحزاب:33]،
وأخيرًا أختاه، بيتك ثم بيتك ثم بيتك، هو دوحتك الصغيرة التي تستظلي فيها من هجير هذه الدنيا، فاحرصي على أن يكون بيتًا إسلاميًا، واحرصي على طاعة زوجك والتودد إليه وعدم تحميله ما لا يطيق، وتحرّي فضله، وكوني له هاشة باشة، واحرصي على راحته، فإن حق زوجك عليك عظيم، وإنما هو جنتك ونارك، فانظري أين أنت منه، واتقي الله لو بشق تمرة، وتذكري قول حبيبك : ((يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار)).
إذا كان رمضان قد ولى فإنه قد ترك فينا خوفنا من الله رب العالمين، وقد تدربنا فيه على الصيام وحبس النفس عن الشهوات، وتعلمنا أن نقوم فيه بالليل لله، تدربنا على أن نقول فيه للناس حسنًا، وهو ما ينبغي أن نحافظ عليه بعد رمضان، حتى نحقق التقوى التي هي الغاية من تشريع الصيام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].

فالعبد المسلم الحقيقي يكون عبدًا ربانيًّا لا عبدًا رمضانيًّا؛ لأن رب رمضان هو رب الشهور كلها، والعاقل يعتبر رمضان مرحلة تدريبية يخرج منها قادرًا على مواجهة الحياة والشهوات والمفاسد ليعش حياته مرضيًا لله رب العالمين.
عباد الله فيا من وفَّى في رمضان على أحسن حال: لا تغير في شوال، ويا من أدرك العيد: عليك بشكر النعم والثناء عليه
أيّها المسلمون، ابتهِجوا بعيدكم، ولا تكدِّروا جمالَه وجلالَه وصفاءَه وبهاءَه بالمعاصِي والآثام واللهوِ الحرام، واستقيموا على الطاعة والإحسان بعد رمضان، فما أحسنَ الإحسانَ يتبعُه الإحسان، وما أقبَح العصيانَ بعد الإحسان، ومن صام رمضانَ ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر، ومن لم يخرِج زكاةَ فِطره فليبادِر إلى إخراجِها فورًا قضاء، ومن أتى مِنكم من طريقٍ فليرجِع من طريقٍ آخر إن تيسَّر له ذلك اقتداءً بسنّة رسول الله .
أعاد الله عليَّ وعليكم من بركات هذا العيد، وجعلنا في القيامة من الآمنين، وحشرنا تحت لواء سيد المرسلين، عليه الصلاة من رب العالمين.
اللهم اجعل عيدنا فوزًا برضاك، واجعلنا ممن قبلتهم فأعتقت رقابهم من النار، اللهم اجعل رمضان راحلاً بذنوبنا، قد غفرت فيه سيئاتنا، ورفعت فيه درجاتنا.
ألا وصلوا ـ عباد الله ـ على خير البرية أجمعين ورسول رب العالمين نبي الهدى والرسول المجتبى، فقد أمركم مولاكم بذلك في محكم كتابه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وصحابته المهاجرين منهم والأنصار، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين...
اعداد عبدالوهاب المعبأ
ملاحظة الخطبة طويلة على حسب طلب
بعض الاخوة وبإمكان الخطيب ان يختصرها بنفسه
773027648جوال
المشاهدات 1295 | التعليقات 0