خطبة عن يوم النحر وأيام التشريق

خطبة جمعة : عن يوم النحر وأيام التشريق  كتبها : خالد بن خضران العتيبي. الجمش- الدوادمي
 

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد :

عباد الله اجتهدوا في الخير فإنكم تعيشون أياماً عظيمة هي أفضل الأيام والعمل الصالح فيها محبوبٌ عند الله يقول عليه الصلاة والسلام [ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء]

فأكثروا من الأعمال الصالحة ولا تأخذكم الغفلة .

وفي هذه العشر هو يوم عرفة يومٌ كمل الله عز وجل فيه الدين ففي البخاري ومسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3] قَالَ عُمَرُ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ»

وهذا اليوم هو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : ما من يوم أكثرُ من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء )

وهذا العتق ليس خاصاً بحجاج بيت الله بل شاملٌ للجميع.

ومن صلاة فجر يوم عرفة بدا التكبير المقيد بعد الصلوات وينتهي بصلاة العصر لليوم الثالث عشر فإذا صلى المسلم الفريضة يكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد وليس هناك عددٌ معين ثم بعد ذلك يقول أذكار الصلاة وأما التكبير المطلق يعني في كل وقت فهذا مستمرٌ إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر.

ومن الأيام الفاضلة عباد الله  يوم النحر وهو الحج الأكبر وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وهو عيد الأضحى أحد أعياد المسلمين .

جاء في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر )

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحج الأكبر

فاحرص أيها المسلم على صلاة العيد مع المسلمين وبعد صلاة العيد بادر بذبح أضحيتك وذبح الأضاحي يستمر من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا عل ذكره وشكره وحسن عبادته .

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

 

 

 الخطبة الثانية :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد :

من الأيام الفاضلة أيامَ التشريق وهي اليوم الحادي عشر واليوم الثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة سميت بهذا الاسم لأن الناس يشرقون فيها لحوم الأضاحي بعد تقطيعها .

وهذه الأيام من الأيام الفاضلة التي أمر الله عباده بذكره فيها قال تعالى (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ) (البقرة : 203 )  قال ابن عمر رضي الله عنهما إنها أيام التشريق  .

وفي حديث نبيشة الهذلي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) أخرجه مسلم .

فأيام التشريق أيام أكل وشرب وإظهار للفرح والسرور ولذلك لا يجوز صيام هذه الأيام تطوعاً فلا يجوز التطوع بصيام يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر   إلا للمتمتع والقارن إذا لم يجدا هدياً قال تعالى ((  فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ  ) (البقرة : 196 )

فيُرخص للمتمتع والقارن  إذا لم يجد الهدي أن يصوم الأيام الثلاثة في أيام التشريق .

فعلينا عباد الله نكثر من الأعمال الصالحة ونستغل هذه الأزمان المباركة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

 

 

المرفقات

1718278933_خطبة جمعة عن يوم النحر وأيام التشريق.docx

المشاهدات 720 | التعليقات 0