خطبة عن عظم عشر ذي الحجة وفضائلها...

علي الفضلي
1434/11/28 - 2013/10/04 18:00PM
خطبة عن عظم عشر ذي الحجة وفضائلها :

https://www.youtube.com/watch?v=4SFPrfHhf3s
المرفقات

350.pdf

المشاهدات 4111 | التعليقات 5

@علي الفضلي 18858 wrote:

خطبة عن عظم عشر ذي الحجة وفضائلها:
https://app.box.com/s/2x1484m8fsie3ipmdho0



http://www.youtube.com/watch?v=4SFPrfHhf3s&feature=youtu.be


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أما بعد :
لقد أظلتنا ليال عظيمة من ليالي الله تعالى ، وهي الليالي العشر من ذي الحجة،هذه الليالي التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم ،وأقسم بها في قوله جل وعلا :
{والفجر وليال عشر} .
هذه الليالي التي تتخللها شعيرة عظيمة من شعائر الله تعالى شعيرة الحج التي قال فيها النبي –صلى الله عليه وسلم – راويا عن ربه جل وعلا فيما أخرجه أبو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- :
( إنّ الله تعالى يقول :
إنّ عبدا أصححت له جسمه ، ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم).
وقال عليه الصلاة و السلام كما رواه ابن عمر –رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يقول :
(ما رفع رجل قدما ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات ، وحطّ عنه عشر سيئات ، و رفع له عشر درجات).
أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن غير أبي داود.
وصححه العلامة الألباني.
فحديثنا عن فضل هذه العشر من ذي الحجة والتي يتخللها مثل هذا الركن العظيم أعني الحج .
أخرج أحمد والبخاري وأصحاب السنن إلا النسائي وأخرجه الطبرانيّ في الكبير وأخرجه البيهقي واللفظ لأحمد عن ابن عباس –رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم – أنه قال :
(ما مِنْ أيّام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعني أيام العشر، قال: قالوا : يا رسول الله !: ولا الجهاد في سبيل الله ؟!
قال : ولا الجهاد في سبيل الله ! ، إلا رجلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء).
وفي رواية للبيهقي :
قال: (ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظمَ أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى).
قيل : ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: (ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ،فقال: فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه).
وعن جابر-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((أفضل أيام الدنيا أيام العشر)).
رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1144.
وفي المسند من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)).وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب".
دلت هذا الأحاديث العظيمة على أنّ العمل في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من العمل في سائر أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه الماتع "لطائف المعارف":
(وحينئذ فيكون المراد أن ما فُعل في العشر من فرض فهو أفضل مما فعل في عشر غيره من فرض ، فقد تضاعف صلواته المكتوبة على صلوات عشر رمضان ، وما فعل فيه من نفل فهو أفضل مما فعل في غيره من نفل)اهـ.
و لذا استحب العلماء الإكثار من الطاعات بأنواعها في مثل هذه العشر ، بما في ذلك الصوم - صوم النفل - عملا بهذا الحديث،ويكثر فيها المسلم من التهليل أي: قول: لا إله إلا الله،والتحميد أي:قول: الحمد لله، والتكبير،كما دل عليه حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-.
ومن فضائل هذه العشر :
أنّ الله تعالى قد أقسم بهذه الليالي العشر ، فقال سبحانه وتعالى :
{والفجر وليال عشر}.
والليالي العشر هي العشر من ذي الحجة،وهذا عليه جمهور أهل العلم؛
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري:
(هي ليالي عشر ذي الحجة ،لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه)اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره:
(والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف)اهـ.
وهذا يدلك على فضيلة هذه الليالي .
والله سبحانه وتعالى له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم أو يحلف إلا بالله عزوجل ، لأن القسم بغير الله عز وجل شرك ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم - :
(من حلف بغير الله فقد أشرك).
وقال عليه الصلاة والسلام :
(من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت).
ومن فضائل هذه العشر أنّ فيها يوم عرفة ، الذي هو أفضل هذه العشرة ،والذي من فضله أن صيامه يكفر سنة ماضية وسنة باقية ، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة – رضي الله عنه – قال : سئل رسول الله –صلى الله عليه و سلم –عن صوم يوم عرفة فقال :
(يكفر السنة الماضية والباقية).
وهذا التكفير تكفير للصغائر لا الكبائر ، وهذا هو قول جمهور أهل العلم ، فالكبائر يشترط لها التوبة منها ، والإقلاع عنها ، والندم ، وإرجاع الحقوق لأهلها .
ومن فضائل هذه العشر أنها الأيام المعلومات التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم ، قال تعالى :
{وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.
وجمهور العلماء ومنهم ابن عمر وابن عباس، على أنّ هذه الأيام المعلومات هي العشر من ذي الحجة.
وقوله تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} :
دلت هذه الآية على سنة من السنن الثابتة التي يحرص عليها المسلمون هي التكبير في عشر ذي الحجة ؛ وهي من العبادات العظيمة التي يُعظَّم فيها الرب جل جلاله.
والتكبير في هذه العشر نوعان:
الأول : مطلق ويسميه بعض أهل العلم (مرسل).
والثاني : مقيد .
أما التكبير المطلق:
قال النووي في المجموع 5/32:
(التكبير نوعان: مرسل وهو المطلق، ومقيد.
أما المطلق فهو الذي لا يتقيد بحال بل يؤتى به في المنازل والمساجد والطرق ليلاً ونهاراً مشروع في العيدين جميعاً...)انتهى كلامه.
وهذا التكبير يكون في العشر كلها.
وفي البخاري معلقاً ووصله محمد بن إسحق بن العباس الفاكهي ت 275 بسند حسن : ( أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق في أيام عشر ذي الحجة يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما).
وقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد. وهذا عام في كل عشر ذي الحجة.
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 24/221.:
(أما التكبير – يعني المطلق – فإنه مشروع في الأضحى بالاتفاق، وفي عيد الفطر عند مالك والشافعي وأحمد)
وأما التكبير المقيد:
فهو الذي يكون عقب كل فريضة في جماعة من صلاة الفجر يوم عرفة ، وللمحرم من صلاة الظهر يوم النحر إلى عصر آخر أيام التشريق.
ودليل ذلك : الآثار عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام أحمد : " الإجماع " أي: إجماع الصحابة ، علي وابن عباس وابن مسعود .
أما أثر علي فهو ثابت في مصنف ابن أبي شيبة بإسناد صحيح : ( أنه كان يكبر بعد صلاة الصبح من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر ) .
ونحوه عن ابن عباس عند البيهقي .
ونحوه عن ابن مسعود عند الحاكم وهي أسانيد صحاح إليهم .
وقال ابن تيمية : " هو إجماع من أكابر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - " ا هـ.
أما المحرم فإنه يكبر بعد صلاة الظهر من يوم النحر ؛ لأنه منشغل قبل ذلك بالتلبية ، فإذا صلى الظهر وقد رمى جمرة العقبة ضحى فإنه بعد صلاة الظهر يكون التكبير المقيد .
وعليه : فإن رمى - كما يكون هذا للضعفة ، إن رمى - قبل الفجر عل قول فيكون قد انتهى من التلبية فإنها تنتهي برمي جمرة العقبة ، وحينئذ يكبر بعد صلاة الفجر .
فإذن : قالوا بعد صلاة الظهر ؛ لأنه هو الوقت الغالب في انتهاء الناس من رمي الجمار فيكبرون لانتهائهم من التلبية وحينئذ يكون انشغالهم بالتكبير .
ولكن مع ذلك فالأظهر أنه لا بأس أن يكبر ولا ينكر عليه ، بدليل ما ثبت في البخاري وغيره عن أنس قال في غدوهم و النبي صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة : ( يلبي الملبي فلا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه ) .
واعلموا أيها الإخوة الكرام أنه كما أن غير الحاج يشارك الحاج في هذه العشر بالإكثار من الطاعات والقربات لله عزوجل والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى ، فإنه يشارك الحاج في إعداد الهدي ، فغير الحاج ممن كان له سعة واستطاعة يعد الأضاحي في هذه العشر ، ومن قبل هذه العشر .
ويشارك الحاج في بعض إحرامه في كونه إذا دخل عليه العشر من ذي الحجة ، وهو ناو لذبح أضحيته فإنه لا يأخذ من أظفاره ولا من شعره ولا من بشره شيئا ؛ فقد نهى النبي –صلى الله عليه وسلم – من أراد أن يضحي نهاه أن يأخذ من أظفاره أو شعره وبشره شيئا ، ففي صحيح مسلم من حديث أم سلمة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أنّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم – قال :
(إذا دخلت العشر –أي:عشر ذي الحجة- وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا )- وفي رواية-: (فليمسك عن شعره وأظفاره).
وقد ذهب ثلة من العلماء – وهو الصحيح – إلى وجوب الإمساك عن الشعر والظفر والبشر ، منهم أحمد وإسحاق ،
وقال الشيخ العلامة العثيمين – رحمه الله تعالى – في شرح الزاد :
(لو أخذ الإنسان ،وتجاوز هل تقبل أضحيته؟
نعم تقبل ،لكنه يكون عاصياً، وأما ما اشتهر عند العوام أنه إذا أخذ الإنسان من شعره أو ظفره أو بشرته في أيام العشر فإنه لا أضحية له، فهذا ليس بصحيح؛ لأنه لا علاقة بين صحة التضحية والأخذ من هذه الثلاثة)اهـ.
والحمد لله رب العالمين.


خطبة رائعة وشاملة وكافية شيخ علي لله درك كتبها ربي في ميزان الحسنات وجعلها من العلم الذي ينفع صاحبه ومن العلم الذي ينتفع به


زياد الريسي;18895 wrote:
خطبة رائعة وشاملة وكافية شيخ علي لله درك كتبها ربي في ميزان الحسنات وجعلها من العلم الذي ينفع صاحبه ومن العلم الذي ينتفع به
جزاك الله خيرا أخي المكرم زيادا.


يرفع لمناسبته .......