خطبة عن: المخدرات.
محمد الأحمد
1433/02/11 - 2012/01/05 19:39PM
المخدرات
12/2/1433هـ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها المسلون الكِرام ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزَّ وجل، وأوصيكم أيضاً بالحذر من الخطر الذي يستهدف شبابنا، ويترصد لمجتمعنا..
خطرٌ تكالب أهل الشر لنشره، وتواثبوا تواثب الكِلاب لدعمه.
وجرمٌ .. نسجوا أحابيله بعيداً عنَّا ، وغزلوا خطة الإيقاع بنا في غفلة منَّا ..
ولولا لطفُ الله ورحمتُه لغرِق مجتمعنا في وحله .
حديثنا ليسَ عن جرمٍ فحسب، هي حربٌ ضروس، استُهدفنا فيها بعد أن سقطت مجتمعات فيها.
حربٌ كان للصهاينة دورٌ فيها ولأساطين المال من اليهود مكسب منها.
حديثنا عن إرهابٍ يقتل العقول ، وعن إجرام يستهدف أعزَّ ما تملكه الأمة، إنَّه يستهدف شبابنا، ويتقصّد نخر قوتها ، فلا يكون لمستقبلنا أملٌ ولا قوة .
أيها المسلمون الكِرام .. إنَّ حديثنا اليوم .. هو عن قضية المُخدِّرات ..
نعم ، لا تستهنْ بها يا من عافاك الله منها وعافى أهلَ بيتِك ..
فهو داءٌ خطير ، وجرمٌ مستطير، انتشر بين الشباب، وتفرقت بيوت بسببه، وضاعت أسر لأجله، وانهار مستقبل شبابٍ بعد أن ابتلاهم الله به ..
معاشر الأحبة :لقد فُجعنا وفرحنا في آنٍ واحد مما أعلنته وزارة الداخلية عن أنه خلال شهريْ ذي القَعدةِ وذي الحِجّة الماضييْن فقط، تم القبض على ثلاثمائة وستين شخصاً تورطوا في تهريب المخدرات وترويجها في المجتمع [وليس التناول]، وقُدّرت قيمة هذه المخدرات بثمانمائة وستةٍ وستين مليون ريال !! تشتمل على أطنانٍ من الحشيش والهيروين .. حمانا الله منها.
وهذه إحصائية لشهْريْن فقط، فكيف بالأشهر والسنوات التي سبقتها ؟
كلُّ ثلاثة أشهر سيتم الإعلان عن تقارير ضبط المخدرات ومهرِّبيها .. فهل نعي ونعلم كيف أن من حولنا يريد التربص بنا وبشبابنا ..!
أيها الإخوة الكرام .. الأمرُ جدُّ خطير، ونحن مستهدفون من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم ..
المخدرات من أخبث الخبائث، إذا وقع الإنسان فيها ضاع عقله، فإذا ضاع عقله ضاع كلُّ ما يملك من ماله ودينه وبيته.
ومع كلِّ ذلك فقد أبى بعض التائهين إلاّ الانحطاط إلى درَك الذلّة والانحدارَ إلى المهانة والقِلّة؛ فأزالوا عقولَهم معارضين بذلك العقل والشرعَ والجِبِلّة؛ وذلك بتعاطي الخمور والمسكرات، والمفتّرات والمخدّرات
هل تعلمون أن حبوب الكبتاجون وبعض المخدرات إذا استخدمها الإنسان فإنها تدمّر خلايا في مخّه، ولا يمكن استعادتها بالعلاج أبداً .
تكشف لنا مجريات المحاكمات في المحاكم ، ونتائج التحقيق في وزارة الداخلية عمَّن باع عرضه لأجل المخدرات، وعمَّن أفلس من المال بسبب المخدرات، ومن انتحر، يموتون بسبب المخدرات في دورات المياه، وبعضهم يموت في وكْره ولا يُعلم عنه إلا بعد انتشار رائحته في المكان .. ضياع وفساد ..
الخمر أم الخبائث، والمخدرات أشدُّ فتكاً بالإنسان وبعقله وبأهله من الخمر.. ولذا؛ فقد وفق الله العلماء وولاة الأمر في هذه البلاد إلى استصدار قرار شرعي بأن عقوبة مهرِّب المخدرات هو القتل ..(إنَّمَا جَزَاء ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى ٱلأرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مّنْ خِلَـٰفٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأرْضِ)
هؤلاء قطّاع الطرق إنما غايةُ أمرهم تهديدُ الأمن أو نهبُ الأموال، لكن من يفسدون الأخلاقَ ويدمّرون كيان الأمة ويقضون على عقولها وأفكارها هؤلاء أولى أن يكونوا حربًا لله ورسوله.. فلذلك استحقوا القتل.
أيها المسلمون الكرام .. ((كلكم راعٍ وكلم مسؤول عن رعيته)) ، وعلينا بعد أن عرفنا هذا الداء .. أن نعرف الأسباب التي تُوقِع الشباب في هذا المستنقع الآسن ..
ألا وإن أخطر الأسباب وأولَها: قرناء السوء .
نعم .. فالقرين الفاسد، والصديق والسيئ هو من يوقع صاحبَه في ذلك.. كلُّ من تاب نجده يقول : لقد أغراني قرناء السوء، وقال لي أصدقائي السابقين: جرّب ولن تندم .
والشاب الطائش، لا يُفرِّق بائع المسك ونافخ الكير، ولا يَعلم أن الخطوة الأولى في المخدرات هي التجربة الأولى . فإذا وقع فيها أدمن عليها..
وبعد ذلك .. يبدأ المرض يفتك فيه شيئاً فشيئاً .. حتى يصل إلى مرحلة السرقة من بيته، وسرقة أموال والديه وإخوانه ليتحصل على هذا الرجس.
أيها الكرام ، قال لنا صلى الله عليه وسلم: ((الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)) فلنختر أصدقاءنا بعناية، ولنتنبه إلى قرناء أبنائنا .. ولا نجعل بكاء وحزننا بعد أن يتورط الابن مع قرينه.
السبب الثاني: إهمال الوالدين وسوء التربية،
نعم، فللإهمال دور كبير، وإذا كان الوالد جاداً غير مهمل سنجده مراعياً لأبنائه متابعاً لهم ، ومرشداً لهم في كلِّ خطوةٍ يخطونها .
أمَّا وقد ترك الشارعَ يُربِّيهم ، وجعل أصدقاء السوء يتولون إرشاد أبنائه ، فلا تلَمْ أحداً أيها الأب إذا وجدتَ أبناءك قد وقعوا في الحرام ..
الخلل الكبير.. هو تضييع الوالدين لابنهم .. فيبحث الابن عمَّن يستمع له ويلجأ إليه ويستمع لمشكلاته ويلعب معه.. فلا يجد الابن والديه .. ولكنه يجد قرناء السوء.
كما أن الدلال والترف الزائد وتلبية كل ما يريد الأبناء طريق من طرق هذا البلاء، وكذلك الضرب والقسوة الزائدة والحط دائمًا من قدر الأبناء طريق من طرق هذا البلاء، فلنكن متوسطين في تربيتنا ..
أيها الكرام .. ذئاب المخدرات، ووحوش الحشيش والحبوب يحاولون اقتناص فرائسهم الذي يعلمون ضعف مراقبة أهلهم لهم.
فجلوس الشباب والمراهقين إلى ساعات متأخرة من الليل في الشارع، هدفٌ لأهل المخدرات، لأنه بسبب الفراغ القاتل يُريد هذا الشاب أن يُجرِّب ما يعرضه عليه الذئب البشري..
وذئاب المخدرات لا نجدهم يمكثون في أماكنهم ، بل يتنقلون إلى حيث فرائسُهم..
كَيفَ تَنَامُ أَعيُنُ بَعضِ الآبَاءِ قَرِيرَةً وَتَرتَاحُ قُلُوبُهُم، وَأَبنَاؤُهُم يَقضُونَ مُعظَمَ أَوقَاتِهِم خَارِجَ البُيُوتِ بَعِيدًا عَن رَقَابَتِهِم
يأتي الآباء إلى الصلاة ويكبر الإمام للصلاة.. وأبناؤهم في الحديقة وفي الشارع يلعبون.. فكيف نرجو صلاح شبابنا إذ كان والده قد أهمله ؟
كيف يسعد الوالد بدخوله للمسجد، وقد ترك ابنه يُخرِّب شباباً آخرين ويعينهم على ترك الصلاة ؟
أيها الآباء الكرام .. الأمر خطير .. والتهاون عاقبته وخيمة .. وتدارك الأمر قبل أن يأتي يوم لا حلَّ فيه إلا البكاء .
السبب الثالث: المشاكل الأسرية وتفكك البيت والطلاق بين الوالدين، فلا يجد الابن مأوى له إلا قرناء السوء.
أيها الكرام، يجب ألا تنتقل المشاكل التي بين الزوجين حتى ولو كان طلاقاً.. يجب ألا تنتقل إلى الأبناء، فالأبناء لا علاقة لهم بهذه المشاكل، وإذا تم إهمالهم بسبب هذه المشاكل كانوا فريسة سهلة لأهل الشر والفساد.
السبب الرابع: الإعلام الفاسد، فله أثرٌ كبير بنشر الفساد الأخلاقي ، يُبعِد الشباب عن الدين، ويُخفف لهم جرم الرذيلة وشرب الخمر واستخدام المخدرات.
السبب الخامس، ضعف الإيمان وضعف التدين والخوف من الله ، فلا يُبالي الإنسان بمَ يهدم دينَه ودنياه، ولذلك فقد نبَّه الله على ذلك حينما نهى عن الخمر فقال عند نهاية الآية أن ذلك ((رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
فأقبلوا عباد الله على أبنائكم ، وانتبهوا لشبابكم، فهناك فرقٌ بين الثقة وبين الإهمال، وادعوا الله أن يحفظ أبناءنا عن هذه الشرور والمفسدات .
اللهم احفظنا واكفنا شر المسكرات والمخدرات .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فاعلموا عباد الله أنه يجب علينا جميعاً أن نكون جنوداً متوحّدين لمكافحة هذا الجرم الخبيث، ووسيلة ذلك، هو تلافي الأسباب التي ذُكرت في الخطبة الأولى.
إضافة إلى غرس الإيمان في قلوبنا، واستشعرا الخوف من الله ومراقبته، فمن خاف الله اتقاه وترك معصيته ..
الإيمان والصلاح، ما جاء في قلب مسلم إلا أصلحه وحفظه ..
والصلاة ما حافظ عليها المسلم إلا كانت درعاً له من الفساد وذئابه، وصيانة له ولأهله، ((وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)).
واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفةُ كلِّ مسلمٍ، ولو ائتمرنا بيننا وتناهينا ونصحنا وتناصحنا؛ لما وجَدَ الشيطان سبيلاً إلى ضعيفٍ بيننا.
لا بدّ أن يتكاتفَ أفراد المجتمع مع الجهاتِ المسؤولة على نبذِ المروّجين والتبليغ عنهم، والحذر من التستّر عليهم أو التهاون معهم، أما المبتلى بالتعاطي فهو مريض بحاجةٍ إلى المساعدة، لا إلى مجرّد الشفقة والسكوت السلبيّ.
لنكن مع أبنائنا .. تربيةً لهم .. وحرصاً على من يقترنون بهم ..
ليشترك أبناؤنا في المراكز الصيفية، والحلقات القرآنية، والأنشطة التطوعية، والمعاهد التدريبية، ولا نجعل لهم فراغاً يستغله أهل السوء فيوقعونهم في الحرام وفيما لا نريد ..
كما أن من العلاج مكافحة هذا الداء ، بالإبلاغ عن كلِّ جريمة مخدرات.. فإذا تعاونا جميعاً .. بإصلاح أنفسنا وبيوتنا .. والانتباه لشبابنا .. ومكافحة المروجين والمستخدمين .. كنا يداً واحدة لضرب هذا الورم الخبيث والتخلص منه ..
اللهم احفظنا من المخدرات .. اللهم احفظنا واحفظ المسلمين منها ..
اللهم وفق رجال الأمن لمكافحتها والترصد لمن يريد نشرها بين المسلمين ..
اللهم وفقنا جميعاً لأداء ما أمرتنا به، وأعنا على اجتناب ما نهيتنا عنه...
اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين المهتدين،اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
اللهم اهدنا لطريقك ومرضاتك، واجعلنا ممن يعتبر بآياتك.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
ووفقنا اللهم للعمل الصالح، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها،
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك ..
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، اللهم طهر قلوبنا من الرياء .....
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضل عمن سواك
اللهم ارزقنا توبةً نصوحاً، واختم أعمالنا في هذه الدنيا بعمل صالح متقبل، واجعل خير أعمالنا آخرها... وخير أيامنا يوم لقاك
اللهم اغفر لجميع المسلمين والمسلمات، ووفق الأحياء منهم لهداك إنك سميع مجيب..
الدعاء لسوريا.
طلب الاستسقاء.
عباد الله إن الله وملائكته يصلون ... إل
12/2/1433هـ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها المسلون الكِرام ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزَّ وجل، وأوصيكم أيضاً بالحذر من الخطر الذي يستهدف شبابنا، ويترصد لمجتمعنا..
خطرٌ تكالب أهل الشر لنشره، وتواثبوا تواثب الكِلاب لدعمه.
وجرمٌ .. نسجوا أحابيله بعيداً عنَّا ، وغزلوا خطة الإيقاع بنا في غفلة منَّا ..
ولولا لطفُ الله ورحمتُه لغرِق مجتمعنا في وحله .
حديثنا ليسَ عن جرمٍ فحسب، هي حربٌ ضروس، استُهدفنا فيها بعد أن سقطت مجتمعات فيها.
حربٌ كان للصهاينة دورٌ فيها ولأساطين المال من اليهود مكسب منها.
حديثنا عن إرهابٍ يقتل العقول ، وعن إجرام يستهدف أعزَّ ما تملكه الأمة، إنَّه يستهدف شبابنا، ويتقصّد نخر قوتها ، فلا يكون لمستقبلنا أملٌ ولا قوة .
أيها المسلمون الكِرام .. إنَّ حديثنا اليوم .. هو عن قضية المُخدِّرات ..
نعم ، لا تستهنْ بها يا من عافاك الله منها وعافى أهلَ بيتِك ..
فهو داءٌ خطير ، وجرمٌ مستطير، انتشر بين الشباب، وتفرقت بيوت بسببه، وضاعت أسر لأجله، وانهار مستقبل شبابٍ بعد أن ابتلاهم الله به ..
معاشر الأحبة :لقد فُجعنا وفرحنا في آنٍ واحد مما أعلنته وزارة الداخلية عن أنه خلال شهريْ ذي القَعدةِ وذي الحِجّة الماضييْن فقط، تم القبض على ثلاثمائة وستين شخصاً تورطوا في تهريب المخدرات وترويجها في المجتمع [وليس التناول]، وقُدّرت قيمة هذه المخدرات بثمانمائة وستةٍ وستين مليون ريال !! تشتمل على أطنانٍ من الحشيش والهيروين .. حمانا الله منها.
وهذه إحصائية لشهْريْن فقط، فكيف بالأشهر والسنوات التي سبقتها ؟
كلُّ ثلاثة أشهر سيتم الإعلان عن تقارير ضبط المخدرات ومهرِّبيها .. فهل نعي ونعلم كيف أن من حولنا يريد التربص بنا وبشبابنا ..!
أيها الإخوة الكرام .. الأمرُ جدُّ خطير، ونحن مستهدفون من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم ..
المخدرات من أخبث الخبائث، إذا وقع الإنسان فيها ضاع عقله، فإذا ضاع عقله ضاع كلُّ ما يملك من ماله ودينه وبيته.
ومع كلِّ ذلك فقد أبى بعض التائهين إلاّ الانحطاط إلى درَك الذلّة والانحدارَ إلى المهانة والقِلّة؛ فأزالوا عقولَهم معارضين بذلك العقل والشرعَ والجِبِلّة؛ وذلك بتعاطي الخمور والمسكرات، والمفتّرات والمخدّرات
هل تعلمون أن حبوب الكبتاجون وبعض المخدرات إذا استخدمها الإنسان فإنها تدمّر خلايا في مخّه، ولا يمكن استعادتها بالعلاج أبداً .
تكشف لنا مجريات المحاكمات في المحاكم ، ونتائج التحقيق في وزارة الداخلية عمَّن باع عرضه لأجل المخدرات، وعمَّن أفلس من المال بسبب المخدرات، ومن انتحر، يموتون بسبب المخدرات في دورات المياه، وبعضهم يموت في وكْره ولا يُعلم عنه إلا بعد انتشار رائحته في المكان .. ضياع وفساد ..
الخمر أم الخبائث، والمخدرات أشدُّ فتكاً بالإنسان وبعقله وبأهله من الخمر.. ولذا؛ فقد وفق الله العلماء وولاة الأمر في هذه البلاد إلى استصدار قرار شرعي بأن عقوبة مهرِّب المخدرات هو القتل ..(إنَّمَا جَزَاء ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى ٱلأرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مّنْ خِلَـٰفٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأرْضِ)
هؤلاء قطّاع الطرق إنما غايةُ أمرهم تهديدُ الأمن أو نهبُ الأموال، لكن من يفسدون الأخلاقَ ويدمّرون كيان الأمة ويقضون على عقولها وأفكارها هؤلاء أولى أن يكونوا حربًا لله ورسوله.. فلذلك استحقوا القتل.
أيها المسلمون الكرام .. ((كلكم راعٍ وكلم مسؤول عن رعيته)) ، وعلينا بعد أن عرفنا هذا الداء .. أن نعرف الأسباب التي تُوقِع الشباب في هذا المستنقع الآسن ..
ألا وإن أخطر الأسباب وأولَها: قرناء السوء .
نعم .. فالقرين الفاسد، والصديق والسيئ هو من يوقع صاحبَه في ذلك.. كلُّ من تاب نجده يقول : لقد أغراني قرناء السوء، وقال لي أصدقائي السابقين: جرّب ولن تندم .
والشاب الطائش، لا يُفرِّق بائع المسك ونافخ الكير، ولا يَعلم أن الخطوة الأولى في المخدرات هي التجربة الأولى . فإذا وقع فيها أدمن عليها..
وبعد ذلك .. يبدأ المرض يفتك فيه شيئاً فشيئاً .. حتى يصل إلى مرحلة السرقة من بيته، وسرقة أموال والديه وإخوانه ليتحصل على هذا الرجس.
أيها الكرام ، قال لنا صلى الله عليه وسلم: ((الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)) فلنختر أصدقاءنا بعناية، ولنتنبه إلى قرناء أبنائنا .. ولا نجعل بكاء وحزننا بعد أن يتورط الابن مع قرينه.
السبب الثاني: إهمال الوالدين وسوء التربية،
نعم، فللإهمال دور كبير، وإذا كان الوالد جاداً غير مهمل سنجده مراعياً لأبنائه متابعاً لهم ، ومرشداً لهم في كلِّ خطوةٍ يخطونها .
أمَّا وقد ترك الشارعَ يُربِّيهم ، وجعل أصدقاء السوء يتولون إرشاد أبنائه ، فلا تلَمْ أحداً أيها الأب إذا وجدتَ أبناءك قد وقعوا في الحرام ..
الخلل الكبير.. هو تضييع الوالدين لابنهم .. فيبحث الابن عمَّن يستمع له ويلجأ إليه ويستمع لمشكلاته ويلعب معه.. فلا يجد الابن والديه .. ولكنه يجد قرناء السوء.
كما أن الدلال والترف الزائد وتلبية كل ما يريد الأبناء طريق من طرق هذا البلاء، وكذلك الضرب والقسوة الزائدة والحط دائمًا من قدر الأبناء طريق من طرق هذا البلاء، فلنكن متوسطين في تربيتنا ..
أيها الكرام .. ذئاب المخدرات، ووحوش الحشيش والحبوب يحاولون اقتناص فرائسهم الذي يعلمون ضعف مراقبة أهلهم لهم.
فجلوس الشباب والمراهقين إلى ساعات متأخرة من الليل في الشارع، هدفٌ لأهل المخدرات، لأنه بسبب الفراغ القاتل يُريد هذا الشاب أن يُجرِّب ما يعرضه عليه الذئب البشري..
وذئاب المخدرات لا نجدهم يمكثون في أماكنهم ، بل يتنقلون إلى حيث فرائسُهم..
كَيفَ تَنَامُ أَعيُنُ بَعضِ الآبَاءِ قَرِيرَةً وَتَرتَاحُ قُلُوبُهُم، وَأَبنَاؤُهُم يَقضُونَ مُعظَمَ أَوقَاتِهِم خَارِجَ البُيُوتِ بَعِيدًا عَن رَقَابَتِهِم
يأتي الآباء إلى الصلاة ويكبر الإمام للصلاة.. وأبناؤهم في الحديقة وفي الشارع يلعبون.. فكيف نرجو صلاح شبابنا إذ كان والده قد أهمله ؟
كيف يسعد الوالد بدخوله للمسجد، وقد ترك ابنه يُخرِّب شباباً آخرين ويعينهم على ترك الصلاة ؟
أيها الآباء الكرام .. الأمر خطير .. والتهاون عاقبته وخيمة .. وتدارك الأمر قبل أن يأتي يوم لا حلَّ فيه إلا البكاء .
السبب الثالث: المشاكل الأسرية وتفكك البيت والطلاق بين الوالدين، فلا يجد الابن مأوى له إلا قرناء السوء.
أيها الكرام، يجب ألا تنتقل المشاكل التي بين الزوجين حتى ولو كان طلاقاً.. يجب ألا تنتقل إلى الأبناء، فالأبناء لا علاقة لهم بهذه المشاكل، وإذا تم إهمالهم بسبب هذه المشاكل كانوا فريسة سهلة لأهل الشر والفساد.
السبب الرابع: الإعلام الفاسد، فله أثرٌ كبير بنشر الفساد الأخلاقي ، يُبعِد الشباب عن الدين، ويُخفف لهم جرم الرذيلة وشرب الخمر واستخدام المخدرات.
السبب الخامس، ضعف الإيمان وضعف التدين والخوف من الله ، فلا يُبالي الإنسان بمَ يهدم دينَه ودنياه، ولذلك فقد نبَّه الله على ذلك حينما نهى عن الخمر فقال عند نهاية الآية أن ذلك ((رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
فأقبلوا عباد الله على أبنائكم ، وانتبهوا لشبابكم، فهناك فرقٌ بين الثقة وبين الإهمال، وادعوا الله أن يحفظ أبناءنا عن هذه الشرور والمفسدات .
اللهم احفظنا واكفنا شر المسكرات والمخدرات .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فاعلموا عباد الله أنه يجب علينا جميعاً أن نكون جنوداً متوحّدين لمكافحة هذا الجرم الخبيث، ووسيلة ذلك، هو تلافي الأسباب التي ذُكرت في الخطبة الأولى.
إضافة إلى غرس الإيمان في قلوبنا، واستشعرا الخوف من الله ومراقبته، فمن خاف الله اتقاه وترك معصيته ..
الإيمان والصلاح، ما جاء في قلب مسلم إلا أصلحه وحفظه ..
والصلاة ما حافظ عليها المسلم إلا كانت درعاً له من الفساد وذئابه، وصيانة له ولأهله، ((وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)).
واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفةُ كلِّ مسلمٍ، ولو ائتمرنا بيننا وتناهينا ونصحنا وتناصحنا؛ لما وجَدَ الشيطان سبيلاً إلى ضعيفٍ بيننا.
لا بدّ أن يتكاتفَ أفراد المجتمع مع الجهاتِ المسؤولة على نبذِ المروّجين والتبليغ عنهم، والحذر من التستّر عليهم أو التهاون معهم، أما المبتلى بالتعاطي فهو مريض بحاجةٍ إلى المساعدة، لا إلى مجرّد الشفقة والسكوت السلبيّ.
لنكن مع أبنائنا .. تربيةً لهم .. وحرصاً على من يقترنون بهم ..
ليشترك أبناؤنا في المراكز الصيفية، والحلقات القرآنية، والأنشطة التطوعية، والمعاهد التدريبية، ولا نجعل لهم فراغاً يستغله أهل السوء فيوقعونهم في الحرام وفيما لا نريد ..
كما أن من العلاج مكافحة هذا الداء ، بالإبلاغ عن كلِّ جريمة مخدرات.. فإذا تعاونا جميعاً .. بإصلاح أنفسنا وبيوتنا .. والانتباه لشبابنا .. ومكافحة المروجين والمستخدمين .. كنا يداً واحدة لضرب هذا الورم الخبيث والتخلص منه ..
اللهم احفظنا من المخدرات .. اللهم احفظنا واحفظ المسلمين منها ..
اللهم وفق رجال الأمن لمكافحتها والترصد لمن يريد نشرها بين المسلمين ..
اللهم وفقنا جميعاً لأداء ما أمرتنا به، وأعنا على اجتناب ما نهيتنا عنه...
اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين المهتدين،اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
اللهم اهدنا لطريقك ومرضاتك، واجعلنا ممن يعتبر بآياتك.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
ووفقنا اللهم للعمل الصالح، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها،
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك ..
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، اللهم طهر قلوبنا من الرياء .....
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضل عمن سواك
اللهم ارزقنا توبةً نصوحاً، واختم أعمالنا في هذه الدنيا بعمل صالح متقبل، واجعل خير أعمالنا آخرها... وخير أيامنا يوم لقاك
اللهم اغفر لجميع المسلمين والمسلمات، ووفق الأحياء منهم لهداك إنك سميع مجيب..
الدعاء لسوريا.
طلب الاستسقاء.
عباد الله إن الله وملائكته يصلون ... إل
المرفقات
المخدرات.doc
المخدرات.doc
المشاهدات 8646 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
محبـ الخير
اسأل الله أن ينفع بها
جزاك الله خير
تعديل التعليق