خطبة عن الفرقة التيجانية الصوفية

الحمدلله الذي هدانا لهذا الدين وما كنا لنتهدي لولا أن هدانا الله وأتم على عباده فضله وهداه وحذّر من التفرق أهل دينه وتقواه فلاإله إلا الله مخلصين له الدين ولا نعبد إلا إياه والصلاة والسلام على رسوله ونبيه وعلى آله وأهل بيته وصحبه وأتباعه وحزبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد :
فاتقوا الله -عباد الله -( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ( ياأيها الذين الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
عباد الله : التفرّق في الدين واتباع الحزبيات وأصحاب الفرق سواءاً كانت صوفية أوقبورية أو شركية أو بدعية يتفح شرّاً ويهدم سنّة ويحيي بدعة ويصدع وحدة الأمة ويقوّض بنيانها المتين ولو وقفت على كثير من تلك الفرق لوجدت أنهم يعظمون غير الله كتعظيم الله ويرفعون المخلوق ويقدّسونه كتقديس الخالق سبحانه ويصرفون من أنواع العبادة للأولياء مايحرمُ أن يُصرف لغير الله ومن تلك الفرق التيجانية والتي هي فرقة صوفية تعتقد بأكثر اعتقادات الصوفية ومؤسس الفرقة هو أحمد بن محمد بن المختار التيجاني الذي وُلد في الجزائر في عام 1150 من الهجرة النبوية ويُقال أنه حفظ القرآن وهو صغير ودرس العلوم الشرعية وارتحل في طلب العلم .
وأسس فرقته في أواخر القرن الثاني عشر في حدود عام 1196 هجري ودرّس في ذلك وأسس أصولاً لها حتى كوّن له أتباع ينشرون بدعته وضلالاته والتي منها :
* القول بوحدة الوجود وهذا كفر صُراح وأن الله يتجسد في المخلوق وينبني على هذا القول أن الله يكون في الأرض ويخلو منه العرش وأنه ليس فوق سماواته ومستوٍعلى عرشه ومن المعلوم أن الله فوق سماوته ومستوٍ على عرشه وهو مع الخلق بعلمه لابذاته وهذا هو مذهب أنبياء الله وأتباعهم وماعداه فهو طريق الباطل الذي منتهاه لجهنم وبئس المصير .
* يزعم التيجاني أن من رآه دخل الجنة وأن من رآه يوم الإثنين والجمعة على وجه الخصوص ضمن الجنة كما يدعي وأنه سيدخل الجنة وأتباعه بلا حساب ولا عذاب نسأل الله العافية .
* ويزعم أنه يوضع له يوم القيامة منبر من نور ويُنادى له في يوم الموقف .
* ومنها : يدّعي التيجاني أنه التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم لقاءاً حسياً مادياً وأنه كلمه مشافهة ومعاينة وأنه تعلّم منه - كما يزعم - مايسمّونه صلاة الفتح لما أُغلق وهي قولهم : " اللهم صلّ على محمدٍ الفاتح لما أُغلق ، والخاتمِ لما سبق ، ناصر الحق بالحق ، الهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم " ولهم في صيغة الصلاة هذه اعتقادات يعتقدونها ومن ذلك :
- أن ذكر الواحدة منها تعدل قراءة القرآن ست مرات وقال بعضهم ستة آلاف مرة .
- أنها أفضل من كل ذكر ودعاء وأفضل من كلمة التوحيد ( لاإله إلا الله ) .
- أن من تلى هذه الصيغة المذكورة وقرأها خير ممن لم يقرأها ولو عاش من يقرأها ألف سنة . - يزعمون في هذه الصيغة التي ذكروا أنها من كلام الله وأنها كالحديث القدسي .
- وأن تاليها لايحصل له فضل إلا بعد أن يأخذ الإذن من صاحب السند المتصل إلى التيجاني وإلا لم ينتفع بذلك كما يقرّرون .
- وأن من قرأها مرّة كفّرت ذنوبه وإن كانت من كبار الذنوب .
* ومن أصول طريقتهم أن التيجاني عندهم آخر الأولياء كما أن النبي صلى الله عليه آخر الأنبياء أبان الله فريتهم وعوارهم وكشف الله لعوام المخدوعين زيفهم .
وُيلاحظ من أتباعه كثرة نسبة معرفة الغيب للتيجاني وأن له بصيرة نافذه وعنده علم بأحوال الأصحاب ويكشف له عواقب الحوائج وأحداث الوقائع وغير ذلك من خرافاتهم التي يوهمون بها العامة وتساعدهم أحوال الجهال على نشر دعوتهم وإغراء السطحيين من الناس باتباعهم وتعظيم وليهم .
ومن كذب أتباع التيجاني وافتراءاتهم أنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى التيجاني أن يدعو بأسماء الله الحسنى وأمره أن يدعو بصلاة الفاتح لما أُغلق الآنفة الذكر وكذلك يزعمون أن طائفة من أصحابهم لو وزنوا بأمة محمد لكانوا أفضل منهم فكيف بالولي الأعظم عندهم كما يقولون وأن أتباعهم تخفف عليهم سكرات الموت وأن يُظلون بظل الله تعالى يوم القيامة وحدهم وأنهم يدخلون الجنة مع الزمرة الأولى يوم القيامة وغير ذلك من وحي الشيطان لهم فنسأل الله أن يهدي الضلّال منهم وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه ويريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه وأن يكف إضلالهم للعوام ويرزق المسلمين التمسك بعرى الإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه . . أقوم مانسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم . =========== الخطبة الثانية =========== الحمدلله الذي يُضل من يشاء بحكمته ويهدي من يشاء برحمته ، منه النعمة السابغة وله الحكمة البالغة وهو قائم على كل نفس ٍبقدرته والصلاة والسلام على من أرسله الله بمنته نبينا محمد عليه وعلى آله  وصحبه أكمل الصلوات وأزكى التسليم والتحيات إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله - عباد الله - واعلموا أن من عباد الله من يُضله ويغويه مع أنه من حملة الكتاب والسنة ومن حفاظ الوحيين ولكنه في الواقع كان مستودعاً لهما ولم يفقه مافيهما من علم وبصيرة أو كان عنده هوى يُفسد عليه الهدى والنور الذي قد سعى لجمعه في صدره ، فلم ينتفع بذلك النور الذي حفظه في صدره واستظهره فأظلّه الله لأنه اتخذ إلهه هواه وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة . . وعند تتأمل بعض أرباب الطرق الصوفية كالتيجاني والهرري وغيرهم تجد أنهم من حفظة القرآن وممن لديهم علم بالسنة ولكن لم ينفعهم ذلك لأن عندهم دخل إما شهوة وإما شبهة ويتسرعون بتكفير من خالفهم ، قد زيّن لهم الشيطان أعمالهم فتجد أن الصغير من الناس ممن فهم القرآن يرد عليهم وينتقدهم في مسلّمات وثوابت في الشرع كانوا يحيدون عنها ، فالله ماأنزل على رسوله ماأنزل إلا ليفهم قبل أن يُحفظ ومن سبق بحفظٍ وأهمل التدبر والفهم فهو عُرضة لكل فتنة وعلمٍ خاطئ وسوء فهم وتحميل للنصوص مالاتحتمل أو تفسيرها بغير مراد الله تعالى ، والواجب السؤال عند الإشكال والتباس الأمر وعدم التسرّع في تفسير النصوص ولذا قال الله تعالى : " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا " وأولي الأمر هنا المقصود بهم هم العلماء وأمناء الوحيين الكتاب والسنة وانظروا كيف أشار إلى أن عدم ردِّ المشكلِ من العلم أو المسألة المختلف فيها أو التي يجهلها الناس عدمُ ردّها إلى أهلها وهم العلماء الربانيون أن ذلك يلزم منه إتباع الشيطان وذلك كلّه بسبب الأهواء والإنتصار للرأي ولو كان على غير هدى ونور من الله ولذا قال الله لنبيه : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله إن الله لايهدي القوم الظالمين ) . . وصلوا وسلموا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عزّ من قائل عليما : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) 

المشاهدات 256 | التعليقات 0