خطبة عن العشر الأواخر من رمضان

عبدالله عوض الأسمري
1439/09/22 - 2018/06/06 16:50PM

                     خطبة عن العشر الأواخر من رمضان

الخطبة الأولى

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً وبعد ..

اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

*لا زلنا نعيش أيام العشر المباركة بالصيام في النهار والقيام في الليل , و نتلذذ بقيام الليل ونحن نناجي وندعوا الرحمن الرحيم أن يتقبل منا ويغفر لنا ذنوبنا

{ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } الزمر 9

أن صلاة الليل أيها الصائمون تزيد من الإيمان وتزيد الصلة بالله جل وعلا وخاصة حينما ينزل سبحانه وتعالي في الثلث الأخير من الليل كما ثبت في الحديث القدسي فيقول سبحانه وتعالى  " هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأجيبه" فهنيئاً لمن قام الليل وخاصة في الثلث الأخير من الليل فدعا ربه وقدم طلباته ورغباته إلي المولي سبحانه وتعالى مجيب الدعوات وخاصة في هذه الليالي الفاضلة

*لقد حث الإسلام على قيام الليل ليس في رمضان فقط لكن في السنة كلها فقال سبحانه وتعالى وهو يصف المؤمنين .

"إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم , أنهم كانوا قبل ذلك من محسنين  كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون "

وقال سبحانه وتعالي { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} الفرقان : 64

نعم هذه صفات المؤمنين في قيام الليل .

*وقد حث النبي صلي الله عليه وسلم على قيام الليل فقال : " أن أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " رواه مسلم  . وهي قربه إلي الله تعالى ونهج الصالحين السابقين .

قال صلي الله عليه وسلم " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربه الى ربكم , ومكفرة للسيئات ومنهاة للاثم  ومطردة للداء من الجسد . رواه الترمذي وحسنه الألباني .

ففي الحديث أنه دأب  الصالحين أي عادتهم دائماً و معني قربه إلي الله أي مما يتقرب به العبد إلي الله تعالى  ومعني مكفرة للسيئات أي يكفر ويمحو السيئات قيام الليل  ومنهاة للاثم  أي أن قيام الليل ينهي عن ارتكاب الفواحش والآثام ومعني مطردة للداء من الجسد : أي قيام الليل سبب في صحة الجسد وعافيته .

فقدوتنا في قيام الليل هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فإنه كان يقوم الليل حتي تفطرت قدماه أي تشققت , فتقول عائشة " لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال : أفلا أكون عبداً شكوراً .

*فالمسلم يستمر على قيام الليل وهي سنة مؤكدة وتبدأ صلاة الليل من بعد صلاة العشاء إلي طلوع الفجر وأفضل وقتها الثلث الأخير من الليل حين يتنزل المولي عز وجل , وان صلاها قبل ذلك فلا بأس وأقلها ركعة الوتر وليس لأكثرها حد على الصحيح من أقوال أهل العلم , ولكن ما ثبت عن صلاة النبي صلي الله عليه وسلم مما روي عن عائشه رضي الله عنها  : أنها أحدي عشرة ركعة وفي رواية ثلاثة عشرة ركعة .

*فعلينا أن نعود أنفسنا على قيام الليل فلا نترك قيام الليل بعد رمضان .

*ثم علينا أن نعود أبناءنا على قيام الليل ولا نتركهم في الشوارع , يجب أن نعودهم على الواجبات والسنن حتي يعتادوا عليها وقد لاحظنا بعض الأولاد ومن هم في الابتدائية والمتوسطة والثانويه ممايواضبون  على صلاة التراويح والتهجد فب المساجد  وهذا امر طيب علينا ان نشجعهم وندعو لهم وهناك من يضيع وقته في الشوارع والأحياء يقضون وقتهم في اللعب وتركوا الفرائض والسنن من التهجد والقيام بل  وهذا ليس من التربية والمسئولية وعلى اولياء اموهم ان يربوهم على الصلوات والتعلق بالمساجد ونسأل الهداية لنا ولهم والتوفيق والسداد أقول ما سمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

 

  الخطبة الثانية

    الحمد لله والصلاة على محمد                          وبعد ..

ثم أعلموا أنهم يجب على كل مسلم لديه كفاية من قوته أن يخرج عن أهل بيته   كبير أو صغير ذكر أو أنثى إخراج زكاة الفطر ومقدارها صاع من طعام من تمر أو شعير أو بر أو أرز أو دخن أو ذرة وكل ما يأكل منه  الناس في البلد .

كما ثبت في البخاري ومسلم من حديث أبن عمر رضي الله عنهما قال : فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم " زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد الحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر فيها أن تؤدي قبل خروج الناس إلي الصلاة اما بعدها فإنه صدقة من الصدقات , وأفضل وقت أخراجها قبل الصلاة صلاة عيد الفطر ويجوز قبل ذلك بيوم أو يومين .

*مقدار الصاع ما يقارب (3) كيلو ويستحب إخراجها عن الجنين في بطن أمه , وإن لم يخرج عنه فلا شيء عليه .

*والهدف من زكاة الفطر فرحة للفقراء والمساكين يوم العيد الفطر وطهره للصائم من الشح والبخل وما نقص من صومه وإظهاراً لشكر الله عز وجل , كما أنه من السنة التكبير ليلة العيد وتقام الصلاة شكراً لله عز وجل على أن بلغنا إتمام صيام هذا الشهر { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة 185

والسنة الغسل وأكل تمرات وتراً قبل الذهاب لصلاة عيد الفطر وكذلك من السنة المشي أن أمكن وأعلموا أن صلاة العيد على قول أكثر العلماء أنها فرض عين ولذلك أمر النبي صلي الله عليه وسلم النساء أن يخرجن إلي الصلاة حتى الحيض منهن إلا أنهن تعتزلن النساء نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصلاة والقيام وصالح الأعمال ثم صلوا وسلموا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً كما أمركم الله تعالي " أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه ..... " اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم انصر المسلمين في كل مكان وأحفظهم بحفظك اللهم أغفر لنا ولوالدينا وإخواننا المسلمين وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين

 

المرفقات

عن-العشر-الأواخر-من-رمضان-2

عن-العشر-الأواخر-من-رمضان-2

المشاهدات 1369 | التعليقات 0