خطبة عن (العشر الأخيرة) للشيخ مشعل العتيبي

الفريق العلمي
1435/09/19 - 2014/07/16 15:27PM
الحمد لله رب العالمين على إحسانه، فهو ذو الإحسان والكرم..

حمدًا كثيرًا عميمًا أبيضًا وسنًا *** نفضي به شكرنا لله ذي النعم

حمدًا لك اللهم حمدًا حمدًا، ما قصرت في شكر جودك ألسن، ما اشتاقت في اللقيا لوجهك أعين، ما هام في طلب الشهادة مؤمن.
وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له،

مَن لو سجدنا جَمِيعَاً بالجباه له *** عَلَى شبا الشوكِ والــمُحْمَى من الإِبَرِ
لمْ نبلُغِ العُشرَ مِنْ مِعشَارِ نِعْمَتِهِ *** وَلَا العُشَيْرَ ولاعُشْرَاً مِنَ العُشُرِ

وأشهد أن محمدًا بن عبد الله ورسوله:

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله-، ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون

معاشرَ الصائمينَ عن لَغْوٍ وعن رَفَثٍ *** وعَنْ فُسُوقٍ وَعَمَّا يُغْضِبُ اللهَ:

ها هي أيام الشهر قد تتابعت،ولياليه الغر قد تلاحقت، هذه أيام رمضان قد أوشكت على الرحيل، وها نحن في هذا اليوم سنستقبل العشر الأواخر، ختام شهر رمضان ووداعه، نقف واياكم على الليالي العشر ونحن فقراء إلى رحمة الله،سنقف على أبواب هذه العشر وكلنا أمل في عفو الحليم الرحمن،فما منا إلا ومذنب ومسيء,وما منا إلا وهومخطئ ولكن رجاؤنا فيمن يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،ومن يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل(يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرتها لك ولا أبالي)

نقف واياكم على أبواب العشر الأواخر نشكو إلى الله تقصيرنا ،
نقف واياكم على أعتاب العشروكلنا أمل وطمع في رحمة الله أن لا يخيب رجاءنا،وأن يستجيب دعاءنا،
نقف واياكم على أبواب عشر ما دخلت على رسول اللهإلا شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله،صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.

عشر وماأدراكمالعشربينها ليلة خير من ألف شهر، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه،عشربينها ليلة القدر خير من ألف شهر
تَنَزّل الملائكةُ والروحُ فيها بإذن ربهم من كلِّ أَمر}

فيهاتهبطُ الملائكةُ مِن كلِّ سماء إلى الأرض.

فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كوكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر اللهَ عز وجل "

فهنيئا لمن عظمها وهنيئا على من حرص على تحريّها واغتنامها

عشر إذا دخلت على الأخيار والصالحين فروا إلى بيوت الله معتكفين ركعًا سجدًا، يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، قد فارقوا النوم والهجود، يرجون رحمة الله الحليم الودود، ويسألونه مقامًا مع الركع السجود، في نعيم الجنات جنات الخلود، مع المقربين الشهود، قد سمت أرواحهم إلى الخيرات، وتنافست أجسادهم في فعل الباقيات الصالحات،أقبلوا على ربهم دون ملل وفتور وبعد وقصور

ينقضي رمضان وقلوبهم لاتزال تنبض برضا الرحمن
ينقضي رمضان ودموعهم لم تقف شوقا وحنينا لعطف الرحمن

إذا ما الليل أظْلَمَ كابَدُوهُ *** فيسفر عنهمُ وهُمُ رُكُوع
يُعالونَ النحيبَ إليهِ شوقاً *** وإن خَفَضُوا فرَبُّهُمُ سميع
أطار الخوفُ نومَهمُ فقاموا *** وأهلُ الأمنِ في الدنيا هُجوع
لهم تحت الظلام وهمْ سُجُودٌ *** أنينٌ منه تنفرجُ الضُّلوع
وخُرْسٌ في النَّهارِ لِطُولِ صَمْتٍ *** عَلَيْهِمْ مِن سكينتِهِم خُشُوع

عشر وما أدراك ما هذه العشر؟! أقسم الله بها في كتابه المبين،وعظَّم شأنها بهدي رسول الله الأمين.

فياعبداللهإذا خرجت من بيتك لكي تعمر المسجد بالصلوات والقيام فاخرج وليس في قلبك إلا الله فاخرج بنية ترجو بها رحمة الله ،إذا خرجت بهذه النية لم تُرفع لك قدم إلا رفعت بها درجات، ولم توضع لك قدم إلا حُطَه عنك بها إصر وسيئات، اخرج بهذه النية الصادقة، لا رياءً ولا سمعة، ولو خيَّرت بين أن يراك الناس وبين أن لا يروك،لاخترت أنك وحيد خالٍ بقيامك لا يراك إلاالله،فتخرج في طريقك للمسجد وأنت ترجو رحمة الله، فكم من قدم أخلصت في القيام بين يدي الملك العلام أوجب الله لها بذلك القيام دار السلام! فإن الله تبارك وتعالى يصيب عبده برحمته على قدر إخلاصه في عبادته،فليجاهد العبد نفسه في إخلاص النية لله.

المحروم عباد الله المحروم من حرم الإخلاص في قيامه، كم من أقدام انتصبت في جوف الليل تتعبد الله بالقيام، ما كان لها حظ إلا التعب والنصب، نسأل الله السلامة والعافية

جاءت هذه العشر لتناديك للمغفرة والرحمات

تناديك لتنصرف إلى الله في هذه الليالي بالاعتكاف فتنصرف إلى الله وتلوذ في خلوتك لله تبتغى رحمته وتشترى رضاه

تعتكف لتخلو مع ربك ومولاك..تعتكف لتلح بالرجاء والدعاء

تعتكف لتناجيه بخلوتك بقلب صادق لايرجو أحدا سواه

الاعتكاف حافظ عليه الصلاة والسلام ،في العشر الأواخر ، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده

هكذا كان عليه الصلاة والسلام إذا أقبلت العشر شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله،ووُضع له فراشه في مسجده ليعتكف ويخلو بربه ومولاه

فما أعظم الاعتكاف حين تنقطع عن العبادلتنطرح بين يدي رب العباد فما أعظمها من خلوة شرعية،وعبادةمرضية،وسنة مؤكدة مرعية،هجرها كثير من المسلمين، ورغب عنها جل المصلين، إلاَّ من رحمهم أرحم الراحمين، واستبدلها بعض الغافلين اللاهين بوسائل اللهو واللعب والمجون، فشغلوا ليالي هذه العشر بما هم عنه سيسألون وعلى ما أضاعوه من الفرص سيندمون.

يقول عطاء رحمه الله:(مثل المعتكف كرجل له حاجة إلى عظيم، فجلس على بابه ويقول:لا أبرح حتى تقضي حاجتي، وكذلك المعتكف يجلس في بيت الله ويقول: لا أبرح حتى يغفر لي).

فيامن لم تجرب الاعتكاف جرب وربي ستجد حياة ثانيه بقرب الرحمن يقول أحد الذين جربّوا يقول والله ماشعرت بلذة العشر ولذة المناجاه وإجابة الدعاء إلا بعد أن جربت الاعتكاف ولم أدعه سنوات ..

فيا من أردت الاعتكاف: وصية لكم من كتاب الله وسنة رسوله الأمين: اعلموا أن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، لا يقبل الله من الاعتكاف إلا ما كان خالصًا لوجهه، يراد به ما عنده: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)اخرجوا إلى بيوت الله بالنية الصادقة، وليس في قلوبكم إلا الله،فلا للمدح والثناء ولا للسمعة والرياء

أخلصوا لله النيات، وأخلصوا لله العبادات والطاعات، فلا يزال العبد بخير إذا تكلم تكلملله،وإذا عمل عمل لله.

يا معاشر المعتكفين: قدموا الحقوق والواجبات، إياك أن تعتكف في مسجد أو تنصرف إلى مسجد ووراءك حق أمرك الله بأدائه يضيع باعتكافك،
إياك إياك أن تعتكف ولاتبالي بأعظم الحقوق فإن كان الوالدان بحاجة إلى برِّك وحنانك وعطفك وإحسانك فاحتسب عند الله في القيام عليهما، كم من قائم على أم حنون يسقيها دواءها، ويعالج جراحها وداءها، بلَّغه الله أجر المعتكفين،كم من قائم على أب ضعيف، شيخ كبير، يقضي حوائجه، ويرحم ضعفه، ويحسن إليه، ويجبر كسره، بلَّغه الله مقام المعتكفين،كم من قائم على زوجة سقيمة مريضة،يقوم عليها، بلَّغه الله أجر الاعتكاف بما كان من إحسانه إليها.
تخلف عثمان رضي الله عنه وأرضاهعن غزوة بدر بسبب زوجه التي كان يمرضها، رقية رضي الله عنها وأرضاها-،

فواللهلو كنت مريضًا لقامت هي على رأسك ولأحسنت إليك، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، إياك أن تعتكف والأبناء والبنات بحاجة إليك، أو يكون اعتكافك سببًا في ضياعهم، فاتق الله في الأقربين إليك.

يا معاشر المعتكفين:ادخلوا إلى بيوت الله معظمين شعائر الله،فللمساجد حقوق عظيمة، فلا تسبَّنَّ مسلمًا،ولا تشتمنَّ قائمًا، ولا تلزمن صائمًا،إياك وأذية المسلمين في اعتكافك،تجنب النوم في الأماكن الفاضلة،ومكن الناس من بيوت الله،ولا يجوز حجز الأماكن في المساجد إلا لمن خرج لقضاء حاجته، أما من

عدا ذلك فلا يجوز له أن يؤذي المسلمين في بيوت الله رب العالمين،المساجد بيوت الله،استوى فيها الغني والفقير،والجليلوالحقير،ذلة لله العظيم الكبير.
فكم هو عظيم عباد الله أن نملاء هذا الجامع بالمعتكفين القائمين الركع السجود قد طلقوا الدنيا وجاءوا الى الله ملبين النداء
نداء المغفرة والرحمات..

نداء تبديل السيئات إلى حسنات..نداء العتق من النيران

هنيئا لذلك الأب الذى كان قدوة لأبنائه وبناته فعظم هذه الليالى العشر وأحياها في بيته بالذكر والقرآن وذكرهم أن تكون هذه الليالي أفضل ليالي العمر في حياتهم ..وأن لايفرطوا في لحظاتها وأوقاتها

وهنيئا لذلك الأب الذى كان قدوة لأبنائه فخرج منهميحمل فراشه إلى المسجد وهو يذكرهم بفعل الحبيب عليه الصلاة والسلام فيعتكف العشر أو ماتيسر له من لياليهالينطرح بين يدي الله يدعو لنفسه وأبنائه ووالديه من خيري الدنيا والآخره ..

فطوبى لهم وحسن مآب..

تذكر أنه حين يراك الله وقد هجرت الدنيا ومافيها وفررت إليه وأنت تعلم أنك محتاج إليه كن على يقين أنك والله لن تكون أكرم من الله فهو الكريم الذى سيكرمك وهو الرحيم الذي سيكشف همك ويرحمك..

أياما معدودات وتنتهي وتنقضي .. وما أنت يا بن آدم إلا أياما معدودات وستنتهي وتنقضي فالبدار البدار مادام النفس يتردد ومادامت المهلة تساق إليك ..

تمُرُّ بنا الأيام تتْرا وإنما ** نُساقُ إلى الآجالِ والعَيْنُ تَنْظُرُ
إذا أنت لم ترحل بزادٍ مِن التُّقَى **ولاقَيْتَ بعد الموت مَن قد تَزَوَّدَا
ندمتَ على ألا تكونَ كَمِثْلِهِ *** وأنك لم ترصد لما كان أرْصَدَا

تقبل الله منا ومنكم، وأصلح أحوالنا وأحوالكم.


الخطبة الثانيه:

وردت في ثنايا آيات الصيام آيةٌ عظيمة

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

ولعل في ذلك إشارةٌ إلى قرب الله من عباده الصائمين القائمين ، وكثرة إجابته للدعاء في هذا شهر رمضان الفضيل
فإن اتبعت الصيام بالدعاء فإن الله قريب وإن اتبعت القيام بالدعاء فإن الله قريب ..فاللهم إننا استجبنا بالصيام واستجبنا بالقيام
اللهم اجعلنا ممن صام ايمانا واحتسابا وممن قام إيمانا واحتسابا

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا أَجْمَعِينَ، وَهَبْ الْمُسِيئِينَ مِنَّا لِلْمُحْسِنِينَ، اللهم لاتحرمنا في هذا الشهر من واسع فضلك ومن جميل إحسانك وعفوك
اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَسْتَجِيرُ بِكَ مِنَ النّارِ، اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَسْتَجِيرُ بِكَ مِنَ النّارِ، اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَسْتَجِيرُ بِكَ مِنَ النّارِ.

اللهم َلاَ يَغْفِرُ الذُّنوُبَ إِلاَّ أَنْتَ،فَاغْفِرْ لِنا مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِا إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِنا مَا قَدَّمْنا وَما أَخَّرْنا، وَما أَسْرَرْنا وَما أَعْلَنْا، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّا، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. اللهم إنا نَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ، وَنسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وَنَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَنسْأَلُكَ اللهم لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.اللَّهُمَّ زَيِّـنّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنا هُدَاةً مُهْتَدِينَ.

اللهم إنا نسألك علما نافعا، وقلبا خاشعا، ولسانا ذاكرا، ورزقا طيبا واسعا، وعملاصالحا متقبلا، وعافية في البدن، وبركة في العمر والذرية،اللهم أحيينا الحياة الطيبه اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين .. اللهم من كان بيننا مديونا فاللهم يارزاقياكريم هيئ له أسباب قضاء دينه وأعنه ويسّر له كل باب اللهم من كان مريضا فعجل بشفائه واجمع له بين الأجر والعافية يامن بيده الشفاء اشف مرضانا ومرضى المسلمين ..

اللهم اصلح لنا الذريه واجعلهم من البرره الصالحين حبب إليهم الصلوات والذكر والطاعات وَلاَ تَجْعَلْنا اللَّهُمَّواياهم مِمَّنْ اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فَشَغَلَتْهُ بِالدُّنْيا عَنِ الدِّينِ فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِينَ وَفِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

اللَّهُمَّ يا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ،يامَنْ إِلَيْهِ يَلْجَأُ الْخَائِفُونَ،يامَنْ إِلَيْهِ تُرْفَعُ الشَّكْوَى،يَا عَالِمَ السِرِّ وَالنَّجْوَى،يارَبَّالأَرْبابِ،يا عَظِيمَ الْجَنابِ،يامَنْ إِذَا دُعِيَ أَجَابَ،يا سَرِيعَ الْحِسَابِ، يا كَرِيمُ يا وَهَّابُ،اللهم اجعل هذه الساعة لَنا سَاعَةَ رِضَا، اللهم هَبْها لَنا سَاعَةَ تَوْبَةٍ، اللهم هَبْها لَنا سَاعَةَ عتق.
اللَّهُمَّ اعْتِقْ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَإِخْوَانِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا وَأَهْلِينَا وَعُلَمَائِنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا وَالْمُسْلِمِينَ مِنَ النَّارِ.

اللهم انْظُر إِلَيْنا بِعَيْنِ الْعَطْفِ وَالرَّحْمَةِ وَالإِحْسَانِ.اللَّهُمَّ يا مَنَّانُ..يا رَحْمَنُ.. يا دَيَّانُ..لاَ تَرُدَّنا خَائِبِينَ وَلاَ مِنْ فَضْلِكَ مَحْرُومِينَ،يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.. اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُنادَى غَداً فِي الدَّارِ الآخِرَةِ ﴿كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ بِرَحمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ في هذا اليوم العظيم لإِخْوَةٍ لَنا تَحْتَ التراب وتحت أَطْبَاقِ الثَّرَى،قَدْ انْقَطَعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ، وَأَصْبَحُوا رَهَائِنَ لاَ يُطْلَقُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ أَحْوَجُ مَا يَكُونُونَ إِلَى نَفْحَةٍ مِنْ نَفَحَاتِكَ،فَنَسْأَلُكَاللَّهُمَّ أَنْ تَغْفِرَ لَهُمْ وَتَرْحَمَهُمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ قُبُورَهُم رِياضاَ مِنْ رِياضِ الْجَنَّةِ،وَأَفْسِحْ لَهُمْ فِيهَا مَدَّ البَصَرِ، وَافْتَحْ لَهُمْ أَبْواباً إِلَى الْجِنَانِ. اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فَرِحاً مَسْرُوراً فَزِدْهُ فَرَحاً وَسُرُوراً،وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَهْمُوماً مَكْرُوباً فَبَدِّلْ هَمَّهُ وَكَرْبَهُ فَرَحاً وَسُرُوراً.اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ فِي قُبُورِهِمْ الضِّياءَ وَالنُّورَ،وَالفُسْحَةَوَالسُّرُورَ،وَاجْعَلْهُمْ فِي بُطُونِ الأَلْحَادِ مُطْمَئِنِّينَ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ آمِنِينَ،وَاخْصُصْ بِذَلِكَ مَنْ مَضَى مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ، وَالأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ، وَذَوِي القُرْبَى وَالأَرْحَامِ،وَعُمُومَالْمُسْلِمِينَ.اللَّهُمَّ وَارْحَمْنا إِذَا صِرْنا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ..اللهم ومن كان من والدينا حيا فاللهم أحييه الحياة الرضيّه اللهم اجزهم عنا خيرا اللهم اجزهم عنا خير..رب ارحمهما كما ربونا صغارا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِنا وَارْحَمْنا وَاحْشُرْنِا مَعَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مَنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوالَ أُمَّةِ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الْحَقِّ.اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يا رَبَّ العَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ مَنْ تَرَبَّصَ بِالْمُسْلِمِينَ فَكَادَهُمْ أَوْ مَكَرَ بِهِمْ، فَأَرِنَا فِيهِ العَجَائِبَ، وَزَلْزِلْهُ بِالْمَصَائِبِ،وَسَلِّطْ عَلَيْهِ النَّوَائِبَ.

اللَّهُمَّ وارحم إخواننا المضطهدين في كل مكان يارب العالمين اللهم ارحمهم في غزة وارحمهم في الشام وارحمهم في العراق اللهم كن لعبادك في مشارق الأرض ومغاربها يارحمن يارحيم ...اللهم نتوسل إليك بصيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا فلاتردنا خائبين يامن قلت وقولك الحق وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان..

فاللهم ياقريب يامجيب دعوناك وتوكلنا عليك فلا تحرمنا يا أرحم الرحمين

عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال عزوجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
المشاهدات 1918 | التعليقات 0