خطبة عن الرجاء وحسن الظن بالله تعالى
عبدالله عوض الأسمري
خطبة عن الرجاء وحسن الظن بالله تعالى
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وبعد ..
اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
أن الرجاء هو حسن الظن بالله تعالى وهو من لوازم التوحيد ومن واجبات التوحيد والله تعالي مع الذين يحسنون الظن به سبحانه وتعالي فهم يعتقدون في الله خيراً أنه سيرحمهم وانه سوف يوفقهم وييسر أمرورهم وأنه سيحقق لهم ما يصبون إليه في الدنيا والآخرة , وأما الكفار والمنافقين فإنهم يسيئون الظن بالله عز وجل وإنهم لن يحاسبون على أعمالهم ولن يحقق لهم ما وعدهم الله عز وجل فقال الله عنهم (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) الفتح الآية 6 ولهذا على المسلم أن يظن في الله خيراً حتى يتحقق له ما يريد فقد ثبت في الحديث القدسي أن الله تعال قال :( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ( رواه البخاري ومسلم
فعلي المسلم أن يظن في الله خيراً في أي أمر من الأمور وخاصة في المصائب والأمراض والفقر وغير ذلك من الابتلاءات , فهناك من الناس يدعو الله عز وجل بأن يشفيهم من أمراضهم ويرزقهم ثم إذا تأخرت الإجابة عنهم أصابه اليأس والقنوط ويقول قد دعوت فلم يستجب لي فهذا إساءة الظن بالله ولم يعلموا حكمة الله عز وجل وانه لم يستجب لهم إلا لمصلحة عظمي لا يعلمونها , فعليك أن تفوض الأمر لله وأن تعلم أن الله عز وجل لا يريد لك إلا خيراً وهناك من الناس من يرتكب المعاصي والذنوب ويقول لن يهديني الله وهذا إساءة الظن بالله عز وجل بل يجب عليك أن تحسن الظن بالله عز وجل وتدعو الله عز وجل الهدايه وتثق بالله أن يهديك وهناك من الناس من يحكم على نفسه أنه سيظل فقيراً طوال حياته ولن يرزقه الله وهذا اساءة الظن بالله عز وجل فلا بد أن تحسن الظن بالله وانه سيهديك وأن تأخرت الاجابه فذلك لمصلحة يراها الله لك
*وهناك من يبحث عن وظيفة بعد الجامعة او الثانوية أو غيره ولكنه لا يجد وظيفة ربما سنوات عديدة ولم يتحقق له وظيفة فلا يجوز له أن يسيء الظن بالله عز وجل , عليه الاستمرار في البحث مع التوكل على الله وحسن الظن بالله ويقول في نفسه ما أراد الله لي إلا خيراً في تأخر هذه الوظيفة وسيعوضك الله خيراً ويعطيك الله على حسن ظنك بالله عز وجل وإياك من سوء الظن فإن أسأت الظن فسوف تسوء حالتك ولن تجد إلا شراً . نسأل الله السلامة والعافية.
*عباد الله :-
يتأكد حسن الظن بالله عند اقتراب الموت خاصة الاحتضار فينبغي أن يزيد حسن الظن بالله عز وجل وثقتك بالله تعالي أن الله عز وجل سيغفر ذنوبك وسيرحمك ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأنه سيدخلك الجنة والنبي صلي الله عليه وسلم قال :" لا يموتن أحد منكم ألا وهو يحسن الظن بالله عز وجل " كما فعل الشاب الذي نزل به ما نزل عند موته فدخل عليه النبي صلي الله عليه وسلم وسأله عن حاله وقال له كيف تجدك ؟ قال : والله يا رسول الله إني أرجو الله وأخاف ذنوبي " فقال له صلي الله عليه وسلم :
"والذي نفسي بيده لا يجتمعان مثل هذا الظن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه ما يخاف
فهذا الشاب كان يحسن الظن بالله أنه سيغفر له ويرضيه ويتجاوز عنه وفي نفس الوقت يخاف ذنوبه ومعاصيه في حياته وهو بين الخوف والرجاء وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المرء من بين رجاء وحسن ظن بالله عز وجل نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن الظن بالله تعالي ونعوذ بالله من سوء الظن به سبحانه وتعالي .
أقول ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه
والصلاة والسلام على محمد وبعد :
الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل يجب أن يصاحبه العمل الصالح من قيام بالواجبات وترك المحارم .
فهناك من يصل رجاءه وثقته بالله أن يترك الصلوات ويرتكب المحرمات ويقول أن الله غفور رحيم وأنه لن يعاقبني فهذا رجاء وأماني كاذبه وهذا امن من مكر الله فان هذا الرجاء مخالف للشرع لان الله عز وجل أمر بالعمل مع الرجاء فقال سبحانه وتعالي : (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا ) كما أنه ينبغي أن تحسن الظن بالله في النصر للمسلمين مهما بلغ بالمسلمين من أزمات أو نكبات فإن اله عز وجل سوف ينصرهم فعليك بالدعاء لهم وحسن الظن بالله أنه سينصر الإسلام والمسلمين " كتب الله لاغلبن أنا ورسلي "
الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين واقم الصلاة.
المرفقات
عن-الرجاء-وحسن-الظن-بالله-تعالى
عن-الرجاء-وحسن-الظن-بالله-تعالى