خطبة عن الحرب في اليمن . مجمعة من خطب المشايخ في هذا المنتدى المبارك.

ابواسامة الرشيد
1436/06/14 - 2015/04/03 13:05PM
الْحَمْدُ لِلَّـهِ الْوَلِيِّ الْحَمِيدِ؛ رَافِعِ الْهَمِّ، وَدَافِعِ الْغَمِّ، وَكَاشِفِ الْكَرْبِ، وَمُجِيبِ دَعْوَةِ المُضْطَرِّ، لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَاهُ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَاهُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، نَحْمَدُهُ وَنَشْكُرُهُ عَلَى عَافِيَةٍ أَتَمَّهَا، وَنِعَمٍ أَكْمَلَهَا، وَنِقَمٍ دَفَعَهَا، وَبَلَايَا رَفَعَهَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ شَدِيدُ المِحَالِ، وَعَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ، يُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102]. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى بِالنُّورِ وَالْهُدَى؛ فَفَتَحَ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا، وَرَفَعَ بِهِ مِنَ الضَّعَةِ، وَأَعَزَّ بِهِ مِنَ الذِّلَّةِ، وَجَمَعَ بِهِ بَعْدَ الْفُرْقَةِ، وَكَثَّرَ بِهِ الْقِلَّةَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاسْتَقِيمُوا عَلَى أَمْرِهِ، وَتَمَسَّكُوا بِدِينِهِ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِحَوْلِكُمْ وَطَوْلِكُمْ وَقُوَّتِكُمْ، وَلَا بِمَا تَرْتَعُونَ فِيهِ مِنْ نِعَمِ رَبِّكُمْ؛ فَإِنَّ دَوَامَ الْحَالِ مِنَ المُحَالِ، وَإِنَّ سَلْبَ النِّعَمِ يَكُونُ بِالْكُفْرَانِ، وَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ لَقِيَ اللهَ تَعَالَى وَقَدْ وَفَى بِعَهْدِهِ، وَأَدَّى أَمَانَتَهُ. وَأَعْظَمُ الْأَمَانَاتِ أَمَانَةُ الدِّينِ، وَهِيَ أَصْلُ الْأَمَانَةِ وَأَسَاسُهَا، فَمَنْ خَانَ دِينَهُ كَانَ لِمَا دُونَهُ أَخْوَنُ ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾
أيها المسلمون: لقد تكالبت أمم الشرق والغرب على أهل السنة ووجهوا جميعاً سهامهم ورصاصهم ضد أهل السنة وما من بلد من بلاد المسلمين إلا وتجد فيه أهل السنة هم أذل الناس وأكثرهم جراحاً وبلاء وتشتتاً وتفرقاً.
وغدوا مستضعفين في الأرض لا يألون على شيء وليس لهم كيان يحميهم, وتوالت الضربات الموجعة والسهام المتتالية عليهم فصار حالهم يرثى له بسبب ما يقع عليهم من الظلم الكبير والحيف العظيم الذي ينالهم من كل مكان والبلاء الصعب الذي يأتيهم من الشرق والغرب.
(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
إن ما يجري اليوم في العالم لأهل السنة من أحداث جسيمة ومأسي عظيمة ستظل محفورة في الأذهان شاهدة على هذا الجبروت والطغيان الذي يعانيه أهل السنة في كل مكان من قتل واضطهاد واعتقال وتهجير وتشريد وضرب واغتصاب واهانات مستمرة وملاحقة ومطاردة
ففي سوريا يقتل أهل السنة كل يوم بالمئات على مرأى من العالم ومسمع ويُصب عليهم العذاب صباً ويحرقون بالكيماوي وترمى على رءوسهم وبيوتهم البراميل المتفجرة ولا أحد يحرك ساكناً لا لشيء إلا لأنهم من أهل السنة الذين لا راثي لهم ولا بواكي تبكى أسى من أجلهم
وفي العراق بلاد الرافدين دُمر أهل السنة شر تدمير وشردوا كل مشرد وأذاقهم الروافض – قاتلهم الله – أصنافاً وألواناً من العذاب والتعذيب ولا يزالون إلى اليوم أذلاء صاغرين تحت رحمة هؤلاء الأنجاس الحاقدين الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ولأهل السنة خاصة.
وفي لبنان يسام أهل السنة سوء العذاب ويُنكل بهم الروافض شر تنكيل ويهينونهم شر إهانة ويزجون بهم في السجون والمعتقلات تحت تهم سخيفة ووشايات ملفقة {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
والان تجري رحى معارك الاعداء وخطط الرافضة للاستيلاء على اليمن السعيد ويتبجحون بكل صفاقة انهم اسقطوا عواصم السنة وأن بلاد فارس صار لها دولة عظمى
(لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ).
وَإِنَّ مَن يَقرَأُ التَّأرِيخَ وَيَتَتَبَّعُهُ يَعلَمُ عِلمَ يَقِينٍ لا شَكَّ فِيهِ وَلا رَيبَ أَنَّ الرافضة هي الفِرقَةَ المُبتَدِعَةَ الضَّالَّةَ المُضِلَّةَ، التي كَانَت وَمَا زَالَت حَربًا عَلَى أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَسَبَبًا في كُلِّ مِحنَةٍ لِلإِسلامِ وَرَزِيَّةٍ؛ فَأَبُو لُؤلُؤَةَ المَجُوسِيُّ الَّذِي قَتَلَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- هُوَ الَّذِي يَتَرَحَّمُ عَلَيهِ الرَّافِضَةُ وَيَدعُونَ اللهَ أَن يَحشُرَهُم مَعَهُ..
وَالقَرَامِطَةُ وَهُم مِن غُلاةِ الشِّيعَةِ البَاطِنِيَّةِ, هُمُ الَّذِينَ انتَهَكُوا حُرمَةَ البَيتِ الحَرَامِ في عَامِ سَبعَةَ عَشَرَ وَثَلاثِ مِئَةٍ لِلهِجرَةِ، حَيثُ دَخَلُوهُ وَاستَحَلُّوهُ في يَومِ التَّروِيَةِ، وَقَتَلُوا الحُجَّاجَ وَأَلقَوا بِجُثَثِهِم في بِئرِ زَمزَمَ، ثم اقتَلَعُوا الحَجَرَ الأَسوَدَ بَعدَ أَن مَزَّقُوا أَستَارَ الكَعبَةِ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلى دِيَارِهِم، وَبَقِيَ فِيهَا ثِنتَينِ وَعِشرِينَ سَنَةً، وَبِسَبَبِهِمُ انقَطَعَ الحَجُّ سِنِينَ عَدِيدَةً؛ إِذ كَانُوا يَقطَعُونَ عَلَى الحُجَّاجِ الطَّرِيقَ وَيَستَبِيحُونَهُم وَيَمنَعُونَهُم مِنَ الذَّهَابِ إِلى مَكَّةَ.
وَأَمَّا في التَّأرِيخِ الحَدِيثِ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَّا يَتَذَكَّرُ مَا حَصَلَ في عَامِ أَلفٍ وَأَربَعِ مِئَةٍ وَسِتَّةٍ لِلهِجرَةِ؛ إِذْ عَرَضَت وَسَائِلُ الإِعلامِ في بِلادِنَا صُوَرًا لِمَوَادَّ مُتَفَجِّرَةٍ أَدخَلَهَا الرَّافِضَةُ إِلى الدِّيَارِ المُقَدَّسَةِ؛ لِلتَّندِيدِ بِأَمرِيكَا -كَمَا يَزعُمُونَ-، وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ وَكُشِفَ أَمرُ أُولَئِكَ المُجرِمِينَ.
وَفي حَجِّ عَامِ سَبعَةٍ وَأَربَعِ مِئَةٍ وَأَلفٍ نَظَّمَ الرَّافِضَةُ مُظَاهَرَاتٍ بِالقُربِ مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ بِالحُجَّةِ نَفسِهَا، اِستَخدَمُوا فِيهَا السَّكَاكِينَ وَالأَسلِحَةَ البَيضَاءَ، وَقَتَلُوا في حَرَمِ اللهِ الآمِنِ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ الحُجَّاجِ وَالجُنُودِ، وَمَثَّلُوا بِالجُثَثِ وَعَلَّقُوهَا في أَعمِدَةِ الإِضَاءَةِ.
وَبَعدَهَا بِعَامَينِ في عَامِ تِسعَةٍ وَأَربَعِ مِئَةٍ وَأَلفٍ قَامُوا بِالتَّفجِيرِ قُربَ الحَرَمِ المَكِيِّ، وَقَتَلُوا عَدَدًا مِنَ الحُجَّاجِ.
وَفي عَامِ عَشَرَةٍ وَأَربَعِ مِئَةٍ وَأَلفٍ وَفي نَفَقِ المُعَيصِمِ أَطلَقُوا غَازَ الخَردَلِ السَّامَّ، فَتُوُفِّيَ مِن جَرَاءِ ذَلِكَ المِئَاتُ مِنَ الحُجَّاجِ.
فتاريخهم الاسود مع أهل السنة قديم حديث حتى قال شيخُ الإسلامِ ومُفتي الأنام, الذي عاصَرَهم ورأى بأُمِّ عينِه خُبْثهم وكفرهم: "أَضَرُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْأَعْدَاءِ, وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا، لَيْسَ فِي جَمِيعِ الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ, مَعَ بِدْعَةٍ وَضَلَالَةٍ شَرٌّ مِنْهُمْ: لَا أَجْهَلَ وَلَا أَكْذَبَ وَلَا أَظْلَمَ، وَلَا أَقْرَبَ إِلَى الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، وَأَبْعَدَ عَنْ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ مِنْهُمْ, والْفِتْنَةُ إِنَّمَا ظَهَرَتْ فِي الْإِسْلَامِ مِنَ الشِّيعَةِ، فَإِنَّهُمْ أَسَاسُ كُلِّ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ، وَهُمْ قُطْبُ رَحَى الْفِتَنِ. ا.ه
عباد الله: من الملاحظ جداً في حروب الروافض على أهل السنة أنهم يستغلون الاحداث ويلوون السنتهم بالكذب ويتخذون الكذب مطية لتحقيق مآربهم فهم يحاولون خداع أهل السنة الى ان الحرب عليهم حرب على اقامة العدالة الاجتماعية أو حرب على إرادة الشعوب أو حرب لمخطط صهيوني, وكل ذلك لتخدير أهل السنة, وهذا ديدنهم عبر العصور فهم من أَكْثَرُ الْفِرَقِ المُنْتَسِبَةِ لِلْقِبْلَةِ كَذِبًا، وَأَشَدُّ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ بُهْتَانًا، وَأَعْظَمُهَا غَدْرًا. وَلَا سِيَّمَا الْفِرْقَةُ الْإِمَامِيَّةُ؛ فَإِنَّ مَبْنَى دِينِهِمْ عَلَى الْكَذِبِ، وَكَثِيرٌ مِنْ أُصُولِهِ كَذِبٌ، وَيَتَدَيَّنُونَ بِالْكَذِبِ وَالْغَدْرِ؛ إِذْ جَعَلُوهُ دِينًا لَهُمْ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الِانْحِرَافِ عَنِ الْحَقِّ حِينَ يُرَوِّجُونَ لِبَاطِلِهِمْ بِالْكَذِبِ، وَيَنْتَصِرُونَ بِالْغَدْرِ؛ فإن مِنْ أُصُولِ دِينِهِمْ: التَّقِيَّةُ، وَهِيَ إِظْهَارُ خِلَافِ مَا يُبْطَنُ لِغَيْرِ طَائِفَتِهِ، وَذَلِكَ بِالْكَذِبِ إِذَا حَدَّثَ، وَبِتَبْيِيِتِ الْغَدْرِ إِذَا عَاهَدَ. قال صلى الله عليه وسلم«...وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ»، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَأَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ كَانُوا يَعْلَمُونَ كَذِبَهم مُنْذُ زَمَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِ؛ لِأَنَّهُمْ خَالَطُوهُمْ وَنَاظَرُوهُمْ وَنَاقَشُوهُمْ، وَسَبَرُوا مَرْوِيَّاتِهِمْ، وَعَرَفُوا أَخْبَارَهُمْ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى نَتِيجَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهِيَ أَنَّ الرَّوَافِضَ أَكْذَبُ النَّاسِ فِي الْأَخْبَارِ:
سُئِلَ الْإِمَامُ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- عَنِ الرَّافِضَةِ، فَقَالَ: «لَا تُكَلِّمْهُمْ، وَلَا تَرْوِ عَنْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ يَكْذِبُونَ».
وَقَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «لَمْ أَرَ أَحَدًا أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ».
وَقَالَ الْإِمَامُ الْأَعْمَشُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «أَدْرَكْتُ النَّاسَ، وَمَا يُسَمُّونَهُمْ إِلَّا الْكَذَّابِينَ».
وَقَالَ الْإِمَامُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «كَانُوا أَكْذَبَ فِرَقِ الْأُمَّةِ. فَلَيْسَ فِي الطَّوَائِفِ المُنْتَسِبَةِ إلَى الْقِبْلَةِ أَكْثَرُ كَذِبًا وَلَا أَكْثَرُ تَصْدِيقًا لِلْكَذِبِ وَتَكْذِيبًا لِلصِّدْقِ مِنْهُمْ، وَسِيمَا النِّفَاقِ فِيهِمْ أَظْهَرُ مِنْهُ فِي سَائِرِ النَّاسِ... ؛ وَلِهَذَا يَسْتَعْمِلُونَ التَّقِيَّةَ الَّتِي هِيَ سِيمَا المُنَافِقِينَ وَالْيَهُودِ، ويَسْتَعْمِلُونَهَا مَعَ المُسْلِمِينَ ﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ وَيَحْلِفُونَ مَا قَالُوا وَقَدْ قَالُوا، وَيَحْلِفُونَ بِاَللَّـهِ لِيُرْضُوا المُؤْمِنِينَ وَاَللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ».
الخطبة الثانية
الحمد لله .....
أما بعد فيا اخوة الإيمان :
أرضُ اليمنِ دارُ السكينةِ والوقار ، والفقهِ والإيمان، هم أصلُ العروبةِ ، ومن أرضهم تخرجَ العلماءُ والفقهاءُ والأدباءُ، فأهلُه هم أهلُنا ، نَحْنُ مِنْهُم ، وهُمْ مِنَّا ،
يُؤذينا ما يُؤذيهم ، ويُفرِحنا ما يُفرحهم ، فهم أهلُ جوارٍ ، وللجارِ حقُّه وحرماتُه .
لقد عانى أهلنا في اليمنِ أشهراً عصيبة من عًرْبَدةِ العصاباتِ الحوثيةِ الرافضية،
مساجدُ يُذكر فيها اسم الله تعالى تُخرَّبُ وتُحْرَقُ، ومنازُل متواضعةٌ تؤوي أهلَها تُدكُّ وتُهْدَمُ.
قصفٌ بالأسلحةِ الثقيلةِ والدبابات، ورجمٌ عشوائيٌّ للمساكنِ والتجمعات. استهدافٌ وإرهاب ، حصار وإرعاب ، وتهجير للنساء والأطفال والشباب.
فعلينا إخوة الايمان في هذه النازلة الكبرى أن نطلب النصر ممن بيده النصر، ( وما النصر إلا من عند الله ) ، وأن نجأر إليه بالتوبة والاستغفار، وإصلاح الحال ، وتصحيح المسار، والثبات على ذلك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).
وحذارِ حذارِ من الإشاعات والأراجيف، وإثارة الفرقة والتصنيف، فنحن جميعاً أمام عدوٍّ متربص، فلا مكان للتنابز والتناحر ، وليس هذا وقت التطاحن والتدابر.
ولا تنسوا الدعاء الدعاء لأهل الثغور والرباط، والتواصل معهم وتشجيعهم ، وإشعارهم أنهم في جهاد ، وأن جهادهم من أعظم القربات إذا صحَّت معه النيات.
المشاهدات 4360 | التعليقات 0