خطبة عن التراحم
د.صالح العبداللطيف
1438/06/17 - 2017/03/16 18:51PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبذكره تنشرح الصدور وتتنزل البركات، له الحمد نعمه لا تحصى وأفضاله لا تحد، خلقنا فسوانا وكل بلاء حسن أبلانا،، فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأصلي وأسلم على نبيه ومصطفاه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصبحه ومن اهتدى بهداه.. أما بعد: فاتقوا الله واعدوا العُدة للقائه.. قال الله تبارك تعالى: يا إيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا إن الله خبير بما تعملون
معاشر المسلمين.. ما أجمل الإنسان.. حين يحنو على أخيه الإنسان.. فيطوقُه بعطفه وحنانه.. ويقف معه في شدته وبلائه.. ما أروع المسلم.. حين يَهُبُ لنجدة أخيه.. ويبادرُ للوقوف معه في شدته.. ويشد من عضده..
كم يبتهج المسلم.. ويتراقص قلبُه فرحا.. وهو يرى إخوانه يتزاحمون على أبواب الخير.. ويصورون الأخوة الإسلامية في أبهى صورها.. وأعلى مقاماتها..
فليس غريباً على أمة الإسلام.. أن تخرج لنا رجالاً ونساءً.. يتنافسون ويتسابقون في ميادين الخير والبذلِ والعطاء.. والسعيِ في طلب رضوان الله ورحماته
كيف تكون غريبة علينا هذه النماذج.. إذا علمنا أن هذه الأجيالَ المؤمنة.. وتلك الأيدي المتوضئة.. ما هي إلا امتدادٌ لذلك الجيل الخالد.. جيلٌ كان على رأسه.. أعظم البشر وخاتم الرسل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم
فإذا رأينا مبادرات خيرة.. يقف فيها المسلم مع أخيه في أحلك ظروفه.. فيقيمُه من عثرته التي وقع فيها.. ويجمعُ عليه أهله وولده.. ويساعدُه في ضائقته فلنتذكرْ ذلك الموقفَ الجليل.. والمشهدَ المؤثر..
الذي وقع في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. روى مسلم في صحيحه عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ: {اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ} «تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»
نعم.. كيف لا يبادر المسلم في نجدة أخيه المسلم.. وهو يعلم فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله.. ويعلم أثرها في الوقاية من عذاب الله وغضبه.. {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» متفق عليه..
يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ الله ِ تـَبْذلـُهُ *** في أوجُـهِ الخير ِما لِلمال ِ نـُقصانُ
كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالا ً جادَ صاحِبُهُ *** إنَّ السَخاءَ بـِحُـكـْم ِاللـهِ رضــوانُ
الشـحُّ يُـفـْضي لِسُقم ٍ لا دَواءَ لـَهُ *** مالُ البَخيل ِ غـَدا إرْثـا ً لِمَنْ عانوا
إنَّ التـَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُـرِموا *** أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْتهُمْ بـانوا
داوي عَليْلـَكَ بالمِسْكين ِتـُطـْعِمُهُ *** البَـذلُ يُنـْجيـكَ مِـنْ سُـقـْم ٍ وَنِيرانُ
يا مُنـْفِقا ً خـَلـَفا ً أُعْطِيتَ مَنـْزِلـَة ً *** يا مُمْسِكـَا ًتـَلـَفــا ًتـَلـْقى وَخُسْـرانُ
لا تـَخـْذِلـَنَّ لآتٍ رادَ مَسْألـَة ً *** جَــلَّ الـَّذي ساقـَهُ كافـاكَ إحْســانُ
نسأل الله أن يقيَنا شح نفوسنا.. ويجعلنا من المسابقين في الخيرات..
أقول ماتسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.. وبعد: فإن من البشائر المباركة.. والمبادرات المتألقة.. والتي نرجو أن تكون فاتحةَ خير لمبادرات متتابعة بإذن الله.. ما قام به مجموعة من شبابنا المباركين.. في هذه المدينة الطيبة.. من جهود جليلة بمساعدة من لجنة تراحم.. وجهات أخرى.. بذلوا جهوداً مشكورة جبارة.. أثمرت بفضل الله.. في إخراج أعدادٍ كبيرة من المساجين.. ولمِّ شملهم بأهلهم.. والمساعدة في تفريج كربتهم.. فنسأل الله أن يتقبل منهم ويبارك فيهم وفي جهودهم.. كما نسأله سبحانه أن يخلف على المنفقين خيراً.. وأن يرزقهم البركة في أهليهم وأموالهم.. وهي دعوة للأغنياء بأن يساهموا في هذا الميدان الشريف.. ويعينوا إخوانهم ويخففوا عنهم.. ولا يكن نصيبهم من هذا الخير.. المشاهدةُ واصطيادُ العيوب..
وإن من حسن الختام في مثل هذا المقال.. التحذيرَ من الاستهانة في أمر الدَّين.. والتعجلَ والتسرعَ في الاقتراض لأدنى علة وسبب.. والعاقل لا يقترض إلا بعد استشارة واستخارة.. وتأملٍ كثير.. فالدخول في الدَّين سهلً والخروج منه عسير.. وكان خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الدين فيقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» رواه البخاري.. وضلع الدين ثقله وشدته..
اللهم اعز الإسلام والمسلمين.. وأذل الشرك والمشركين.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين.. اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك ياارحم الراحمين.. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا..ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.اللهم صل على نبينا محمد
معاشر المسلمين.. ما أجمل الإنسان.. حين يحنو على أخيه الإنسان.. فيطوقُه بعطفه وحنانه.. ويقف معه في شدته وبلائه.. ما أروع المسلم.. حين يَهُبُ لنجدة أخيه.. ويبادرُ للوقوف معه في شدته.. ويشد من عضده..
كم يبتهج المسلم.. ويتراقص قلبُه فرحا.. وهو يرى إخوانه يتزاحمون على أبواب الخير.. ويصورون الأخوة الإسلامية في أبهى صورها.. وأعلى مقاماتها..
فليس غريباً على أمة الإسلام.. أن تخرج لنا رجالاً ونساءً.. يتنافسون ويتسابقون في ميادين الخير والبذلِ والعطاء.. والسعيِ في طلب رضوان الله ورحماته
كيف تكون غريبة علينا هذه النماذج.. إذا علمنا أن هذه الأجيالَ المؤمنة.. وتلك الأيدي المتوضئة.. ما هي إلا امتدادٌ لذلك الجيل الخالد.. جيلٌ كان على رأسه.. أعظم البشر وخاتم الرسل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم
فإذا رأينا مبادرات خيرة.. يقف فيها المسلم مع أخيه في أحلك ظروفه.. فيقيمُه من عثرته التي وقع فيها.. ويجمعُ عليه أهله وولده.. ويساعدُه في ضائقته فلنتذكرْ ذلك الموقفَ الجليل.. والمشهدَ المؤثر..
الذي وقع في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. روى مسلم في صحيحه عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ: {اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ} «تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»
نعم.. كيف لا يبادر المسلم في نجدة أخيه المسلم.. وهو يعلم فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله.. ويعلم أثرها في الوقاية من عذاب الله وغضبه.. {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» متفق عليه..
يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ الله ِ تـَبْذلـُهُ *** في أوجُـهِ الخير ِما لِلمال ِ نـُقصانُ
كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالا ً جادَ صاحِبُهُ *** إنَّ السَخاءَ بـِحُـكـْم ِاللـهِ رضــوانُ
الشـحُّ يُـفـْضي لِسُقم ٍ لا دَواءَ لـَهُ *** مالُ البَخيل ِ غـَدا إرْثـا ً لِمَنْ عانوا
إنَّ التـَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُـرِموا *** أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْتهُمْ بـانوا
داوي عَليْلـَكَ بالمِسْكين ِتـُطـْعِمُهُ *** البَـذلُ يُنـْجيـكَ مِـنْ سُـقـْم ٍ وَنِيرانُ
يا مُنـْفِقا ً خـَلـَفا ً أُعْطِيتَ مَنـْزِلـَة ً *** يا مُمْسِكـَا ًتـَلـَفــا ًتـَلـْقى وَخُسْـرانُ
لا تـَخـْذِلـَنَّ لآتٍ رادَ مَسْألـَة ً *** جَــلَّ الـَّذي ساقـَهُ كافـاكَ إحْســانُ
نسأل الله أن يقيَنا شح نفوسنا.. ويجعلنا من المسابقين في الخيرات..
أقول ماتسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.. وبعد: فإن من البشائر المباركة.. والمبادرات المتألقة.. والتي نرجو أن تكون فاتحةَ خير لمبادرات متتابعة بإذن الله.. ما قام به مجموعة من شبابنا المباركين.. في هذه المدينة الطيبة.. من جهود جليلة بمساعدة من لجنة تراحم.. وجهات أخرى.. بذلوا جهوداً مشكورة جبارة.. أثمرت بفضل الله.. في إخراج أعدادٍ كبيرة من المساجين.. ولمِّ شملهم بأهلهم.. والمساعدة في تفريج كربتهم.. فنسأل الله أن يتقبل منهم ويبارك فيهم وفي جهودهم.. كما نسأله سبحانه أن يخلف على المنفقين خيراً.. وأن يرزقهم البركة في أهليهم وأموالهم.. وهي دعوة للأغنياء بأن يساهموا في هذا الميدان الشريف.. ويعينوا إخوانهم ويخففوا عنهم.. ولا يكن نصيبهم من هذا الخير.. المشاهدةُ واصطيادُ العيوب..
وإن من حسن الختام في مثل هذا المقال.. التحذيرَ من الاستهانة في أمر الدَّين.. والتعجلَ والتسرعَ في الاقتراض لأدنى علة وسبب.. والعاقل لا يقترض إلا بعد استشارة واستخارة.. وتأملٍ كثير.. فالدخول في الدَّين سهلً والخروج منه عسير.. وكان خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الدين فيقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» رواه البخاري.. وضلع الدين ثقله وشدته..
اللهم اعز الإسلام والمسلمين.. وأذل الشرك والمشركين.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين.. اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك ياارحم الراحمين.. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا..ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.اللهم صل على نبينا محمد
المرفقات
خطبة عن التراحم.docx
خطبة عن التراحم.docx