خطبة عن الابتزاز

1436/05/25 - 2015/03/16 09:08AM
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عن الابتزاز الجامع القديم بمحافظة البدائع/// سليمان السلامة
15/5/1436هـ

الحمدلله شرع الأحكام و أحكمها وحدّ حدودا و نهانا عن تجاوزها ....
أمابعد
فاتقوا الله عباد الله و لا تتعدوا حدوده , فتقوى الله هي الموصلة للعز و الكرامة و الرفعة و الصلاح .
أيها المسلمون :
ديننا الإسلامي جاء بتأصيل الفضيلة و حمايتها و حرم الفواحش و الرذيلة و توعد مرتكبها بالعقوبات الرادعة .
ألا و إن من القضايا التي تحزن الفؤاد و تقض المضاجع و تجلب الهم و الغم ما تنقله لنا وسائل الإعلام من أخبار جرائم الابتزاز إذا لا يمر يوم غالبا إلا و نقرأ خبرا عن الابتزاز , الابتزاز تلكم الجريمة النكراء التي يقوم فيها شاب منحرف عديم المرؤة باستدراج الفتاة لإيقاعها في الفاحشة . الابتزاز جريمة نكراء يقوم فيها شاب منحرف عديم المرؤة باستدراج شاب لإيقاعه في الفاحشة .
المبتز رجل شهواني ضعيف الإيمان ميت القلب عديم الحياء من الله و الناس متدثر بالوقاحة و الصفاقة , يقول ابن القيم في وصف أمثال هؤلاء : (( فالهوى إمامه و الشهوات قائده , و الجهل سائقه , و الغفلة مركبه , فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور , و بسكرة الهوى و حب العاجلة مخمور , و يتبع كل شيطان مريد)).
أيها المؤمنون الغيورون : ألا تتساءلون لماذا يتجرأ المبتز على الابتزاز ؟ ما أسباب وجود الابتزاز ؟
لقد كتبت حول ذلك الدراسات و البحوث العلمية و تبين منها أن من الأسباب ضعف الوازع الديني لدى الشباب و الفتيات و أصبحت عناية كثير من الأسر اليوم بتربية أولادهم تربية جسدية لا روحية , فقل ذكر الله في البيوت و أغرقت البيوت في قنوات فضائية هي مجلبة للشياطين مؤججة للشهوات .
لقد تراجع دور كثير من الأسر في التربية حتى أصبحت تعاني تلك البيوت من فراغ عاطفي فمعظم القضايا التي سجلت لدى الجهات المختصة كانت أسبابها ضعف الدفء العائلي العاطفي , في عصر تعددت فيه وسائل الإغراء و الإغواء , هل تصدقون أن من الآباء من انشغل بنفسه و أصدقائه و تجارته و قضى جل وقته في استراحته و ترك متابعة أبنائه و بناته ؟!!, لا يرون والدهم إلا نذرا يسيرا , أب مشغول على مدار الساعة مشغول بكل شيء إلا بأولاده حتى أن أم الأولاد هي من تتسوق للبيت
و هي من تتصل على المدرسة لمتابعة أولادها , وهي من تتواصل دائما مع السائق لقضاء حاجيات البيت.
من أسباب الابتزاز : التقنية الحديثة بأنواعها من انترنت و جوال و برامج التواصل الاجتماعي ، حينما يتعامل مع التقنية تعاملا منفتحا لا زمام و لا خطام ، فقد تنزل البنت صورا لها تكون بداية الابتزاز من الذئاب البشرية , وحينما يدخل الشاب محادثا أو مراسلا من لا يعرفه فقد يبتزه بمعسول الكلام .
يا غيورون : من الأسباب الاختلاط اختلاط الرجال بالنساء في أماكن العمل مع ارتباط مصالح النساء العاملات برجال ليسوا أحيانا من أهل الأمانة و المرؤة .
و صدق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان )) رواه أحمد
و جاء في الصحيحين (( إياكم و الدخول على النساء , قيل يارسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال الحمو الموت )) (الحمو أخو الزوج أو قريبه )
ومن الاختلاط الضار حينما تنعدم الرقابة في الاجتماعات العائلية التي يكون فيها مبيت باستراحة مثلا فينام الكبار مع الصغار دون أن ينام معهم رجل كبير مراقب لهم فربما حصل شيء من الفساد .
يا مؤمنون : الدراسات و الوقائع تقول إن من أسباب الابتزاز الثقة المفرطة بالأبناء و البنات ، و منها انطواء البنت و بقاؤها بغرفتها لوحدها أغلب الوقت ، ومنها الإعلانات الوهمية لوظائف الفتيات, ومنها بعض إعلانات بيع أرقام الجوالات و منها : بعض مواقع الزواج على الانترنت و بعض الخطابات التي تطلب صورة الفتاة .
و منها : استغلال حاجة البنت أو الشاب المادية بل إن بعضهم يبتز البنت أو الشاب ببطاقة شحن اتصال أو بجهاز جوال.
و منها : وسائل المواصلات و النقل غير المأمونة و مجهولة الحال .
و منها : أن من البنات من تكون سببا في ابتزازها بسبب تبرجها و تزينها و لبسها الفاتن من اللباس و خروجها للسوق بهذا التزين و التبرج أو شاب يتزين كما تتزين المرأة ليلفت الأنظار إليه فيكون ضحية للمبتزين .
فتلك خطوات شيطانية على طريق الابتزاز و قد حذرنا ربنا من إغواء الشيطان (( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء و المنكر )) .
اللهم أصلح لنا النية و الذرية و اغفر لنا و ارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:

2 الخطبة الثانية

الحمدلله أما بعد
فيا مؤمنون يا غُيُِر : لا بد لنا أن نشترك في حماية مجتمعنا من و بال الابتزازوضررالابتزاز ، لا بد أن نعي جميعا شدة خطره و ألا ننزل رؤوسنا و نغمض أعيننا عن واقع مؤلم ، و من علامة الإيمان الغيرة على أعراض المسلمين و المسلمات .
قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يغار , و إن المؤمن يغار )) رواه مسلم .
قال ابن القيم : ((أصل الدين الغيرة , و من لا غيرة له لا دين له)) .
و من الغيرة السعي في حماية المجتمع عن الابتزاز فالوقاية خير من العلاج ،و أول أمر نقي فيه فلذات أكبادنا أن نكاشفهم و نصارحهم بما يحدث في مجتمعنا، و أن هناك ذئابا بشرية مجرمة مفسدة ماكرة تبحث عن صيد توقعه في الابتزاز , لنكاشف أبناءنا و بناتنا وأخواتنا في معنى الابتزاز معنى الفاحشة معنى اللواط , لنحذرهم من جلساء السوء و من مواقع السوء على الانترنت , لنحذر نساءنا و بناتنا و أخواتنا من تنزيل صورهن على الانترنت أو إرسالهن لزميلة لهن أو خطابة , قال حذيفة رضي الله عنه : (( كان الناس يسألون النبي عن الخير , و كنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ))
يا أيها الولي : قل لابنتك : أنا لا أخاف منك بل أخاف عليك .
يا أيها الولي : قل لابنك : أنا لا أخاف منك بل أخاف عليك.
يا أيها الولي من أعظم أسباب الحماية من الابتزاز أن نشبع عاطفة بناتنا و أبنائنا و أخواتنا , اسمعهم كلمات الحب كلمات العطف كلمات اللطف كلمات المدح و الثناء .
و أرسل لهم تلك الكلمات . كانت فاطمة رضي الله عنها تدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيقوم إليها و يقبلها بل و يجلسها مكانه .
يا أيها الولي من أعظم أسباب الحماية من الابتزاز : سد حاجة أبنائك و بناتك المادية لا تبخل عليهم , لا تهملهم تلمس حاجاتهم كن معهم كريما من غير إسراف , سخيا من غير تبذير , لا يكن المبتزون المجرمون أكرم منك .
من أسباب الحماية من الابتزاز : تشجيع الشباب و الفتيات على الزواج المبكر و خفض المهور .
من أسباب الحماية من الابتزاز : أن تنشأ الفتيات على الستر و الحشمة و الحياء و الخوف من الله و البعد عن مخالطة الرجال قالت عائشة رضي الله عنها :(( إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة ))
وألا ينشأ الفتيان على زيادة التزين والاهتمام الزائد بالملبس وقصات الشعر الي تجعل الفتى شبيها بالفتيات .
عباد الله : وإذا ذكر الابتزاز فإنه يذكر جهد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي لها فضل كبير بعد الله تعالى في إنقاذ كثير من الفتيات وكثير من الشباب، إنقاذهم من مخالب وشراك المبتزين المجرمين ، وما يحوط تعاملهم مع القضايا من سرية وعدم تشهير وقد خصصوا رقما خاصا للإبلاغ عن حالات الابتزاز، فلله درُ رجال الهيئة وجزاهم الله عنا خير الجزاء وجعلهم ربي سندا وذخرا وزادهم قوة إلى قوتهم .
يا مؤمنون يا غُيُِر :
والله وتالله وبالله إن موضوع الابتزاز لخطير جد خطير .
وها أنا قد بلغت اللهم فاشهد .
ألا فليبلغ الشاهد الغائب .
ألا فليحدث كل أب عما سمعه في هذه الخطبة من بناته وأخواته وأبنائه. ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجاره ... )

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظنا بحفظك وأعذنا من السوء وأهل السوء . اللهم أنبت ذرياتنا نباتا حسنا واجعلهم قرة عين لنا اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرا رشدا...
المشاهدات 2670 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا