خطبة عن الأقصى مسجدنا لا هيكلهم

حسين عامر
1431/04/03 - 2010/03/19 11:35AM
%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89.gif


الأقصى مسجدنا لا هيكلهم
هل هناك حقيقة تاريخية لما يسمى هيكل سليمان المزعوم ؟
وقبل أن أجيب ينبغي أن نعرِّف أولا بمكانة المسجد الأقصى عند المسلمين ثم نعرج على تاريخ إنشائه

مكانة المسجد الأقصى
المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة الإسراء والمعراج

ومن مكانة الأقصى في الإسلام وفضله على باقي المساجد في الأرض بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن الصلاة فيه تعد بخمسمائة صلاة فيما سواه، قال صلى الله عليه وسلم: «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» (حديث حسن رواه الطبراني).
والمسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها للحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». رواه البخاري ومسلم

والمسجد الأقصى كان القبلة الأولى للمسلمينَ، فهو أولى القبلتينِ حيثُ صلَّى المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهرًا قبل أن يَتَحَوَّلوا إلى الكعبة ويتخذوها قبلتهم وتوثقت مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين بحادثة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة التي اختص بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

لماذا لم يعرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) مباشرة من المسجد الحرام إلى السموات العلا؟

هذا يدلنا على أن المرور ببيت المقدس، كان مقصوداً، والصلاة بالأنبياء الذين استقبلوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيت المقدس، هذا له معناه ودلالته، أن القيادة قد انتقلت إلى أمة جديدة وإلى نبوة جديدة، إلى نبوة عالمية ليست كالنبوات السابقة التي أرسل فيها كل نبي لقومه .
هذا الربط بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ليشعرالمسلم أن لكلا المسجدين قدسيته، وأن التفريط في المسجد الأقصى كالتفريط في المسجد الحرام .
تاريخ بناء المسجد الأقصى بداية سأتحدث عن بداية بناء الأقصى المبارك عبر تاريخه الطويل ، مبيناً بالدليل الواضح أن القول بوجود هيكل كان تحت الأقصى المبارك ما هو إلا أسطورة وزعم كاذب عن سبق إصرار يهدف إلى تأسيس حق سياسي باطل لليهود في الأقصى المبارك !! . روى البخاري في صحيحه : " عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة " .

كما هو واضح من هذا الحديث الصحيح أن بناء المسجد الأقصى تم بعد بناء المسجد الحرام بأربعين عام ، فإذا حددنا زمن بناء المسجد الحرام فإننا نستطيع أن نحدد زمن بناء المسجد الأقصى فمن الذي بنى المسجد الحرام ؟ ومتى بني المسجد الحرام ؟ هناك روايات تؤكد أن أول من بنى المسجد الحرام هو آدم عليه السلام ، وعليه فإن أول بناء كان للمسجد الأقصى على عهد آدم عليه السلام ، أو في عهد أبنائه .
يقول القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ( ج4 ص148 ) : " واختلف في أول من أسس بيت المقدس، فروي أن أول من بنى البيت – يعني البيت الحرام – آدم عليه السلام، فيجوز أن يكون ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً، ويجوز أن تكون الملائكة أيضاً بنته بعد بنائها البيت بإذن الله، وكل محتمل والله أعلم.

قال ابن حجر : " فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم ثم أنتشر ولده في الأرض ، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس " وقال : " وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال : أن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين ، فذكر ابن هشام في كتاب " التيجان " أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس ، وأن يبنيه ، فبناه ونسك فيه " ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى بني قبل إبراهيم وداود وسليمان عليهم السلام ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى كان أول بناء بني في كل أرض الشام بشكل عام وكان أول بناء بني على أرض القدس الشريف بشكل خاص ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى بني في القدس الشريف قبل وجود أي كنيس أو كنيسة أو مسجد فيها ، وهذا يعني أن المسجد الأقصى كان قبل وجود تاريخ بني إسرائيل بشكل عام . وهذا يعني أن المستحيل في تفكير كل عاقل أن يكون هناك بناء حجر أو بناء كان تحت المسجد الأقصى

. - قد يظن ظان أن أول من بنى المسجد الحرام هو نبي الله إبراهيم عليه السلام ، قد يفهم أن المسجد الأقصى بني على عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام . بل على العكس نجد أن الأدلة تؤكد أن نبي الله إبراهيم عليه السلام ، كان بعد بناء المسجد الحرام أي بعد بناء المسجد الأقصى ، وأن ما قام به نبي الله إبراهيم عليه السلام هو رفع قواعد المسجد الحرام التي كانت موجودة من قبل ، بمعنى أنه لم يكن أول من بنى المسجد الحرام وبمعنى آخر أنه لم يكن هو الذي بنى المسجد الأقصى .

روى البخاري في الصحيح عن ابن عباس حديثاً طويلاً مرفوعاً ، في قصة هاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام ، ومن ضمن ما ورد في هذا الحديث الطويل : " فأنطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه واستقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال : { ربنا أني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم .. } فالسياق يدل كما هو واضح أن إبراهيم عليه السلام دعا ربه بهذا الدعاء يوم أن ترك ابنه إسماعيل رضيعاً ، ونصوص القرآن تثبت أن رفع القواعد من البيت كان بعد أن وصل إسماعيل سن الشباب ، حيث ساعد أباه في البناء ، فقوله : { عند بيتك المحرم .. } يدل على أن البيت كان موجوداً يوم وضع إبراهيم ابنه إسماعيل – عليهما السلام – رضيعاً ، بمعنى أن هذا الدليل يؤكد أن المسجد الحرام كان قبل إبراهيم عليه السلام ، مما يؤكد أن المسجد الأقصى كان قبل إبراهيم عليه السلام كذلك .
ومن ضمن ما ورد في هذا الحديث الطويل " فإذا هي– أي هاجر – بالملك عند موضع زمزم ، فبحثه بعقبه ، أو قال : بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف … قال : فشربت وأرضعت ولدها .. وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذه عن يمينه وشماله " فقوله وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية " يدل على أن المسجد الحرام كان قبل إبراهيم عليه السلام ، مما يؤكد أن المسجد الأقصى كان قبل إبراهيم عليه السلام كذلك . ومن الواضح لكل عاقل أن كل ذلك يعني أن المسجد الأقصى كان قبل سليمان وداود عليهما السلام ، وكان قبل تاريخ بني إسرائيل .
وأما ما رواه النسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثاً: - حكماً يصادف حكمه - وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده -وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- : " أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة" . قال النووي في شرح مسلم: ورد أن واضع المسجدين آدم – عليه السلام – وبه يندفع الإشكال بأن إبراهيم بنى المسجد الحرام، وسليمان بنى بيت المقدس، وبينهما أكثر من أربعين عاماً، بلا ريب فإنما هما مجددان. وواضح أن الرواية تعود وتؤكد على مصطلح " المسجد " ، وهذا يعني أن نبي الله سليمان عليه السلام قام ببناء وتوسعة للمسجد الأقصى الذي كان قائماً منذ آدم عليه السلام ، ولم يقم نبي الله سليمان عليه السلام ببناء تأسيسي للمسجد الأقصى المبارك ، فكما أن إبراهيم عليه السلام قام برفع قواعد المسجد الحرام بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام ، فإن سليمان عليه السلام قام بتجديد وتوسعة للمسجد الأقصى بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام . . وعليه أؤكد بوضوح لا غموض فيه أن كل إدعاء بوجود هيكل أول أو ثان تحت المسجد الأقصى هو ادعاء باطل ، وكل ادعاء بوجود حق لغير المسلمين في المسجد الأقصى هو ادعاء باطل ، وكل ادعاء بوجود بقايا بناء آخر تحت المسجد الأقصى أو في حرمه هو ادعاء باطل سواء سموا هذا الادعاء الباطل باسم " حائط المبكى " أو سموا هذا الادعاء الباطل باسم " باب خلدة " أو باسم " نفق الحشمونائيم " ، فكل هذه الادعاءات باطلة ، فحائط المبكى في تسميته الصحيحة هو " حائط البراق " وباب خلدة هو أحد أبواب الأقصى المبارك ، وكذلك " نفق الحشمونائيم " تسمية باطلة لا تثبت حقاً لغير المسلمين .

ويقول الإمام البغوي في تفسيره: " قالوا : فلم يزل بيت المقدس على ما بناه سليمان حتى غزاه بختنصر، فخرب المدينة، وهدمها ونقض المسجد، وأخذ ما كان في سقوفه وحيطانه من الذهب والفضة والدر والياقوت وسائر الجواهر، فحمله إلى دار مملكته من أرض العراق" . ومما سبق يتبين أن ما قام به سليمان – عليه السلام- في بيت المقدس، لم يكن بناءً لهيكل، وإنما هو تجديد للمسجد الأقصى المبارك كما فعل إبراهيم – عليه السلام- في المسجد الحرام، فهو قبل سليمان وموسى ويعقوب وإبراهيم – عليهم السلام- ليكون مسجداً للأمة المسلمة

وطبقاً لما ذكرته المصادر التاريخية، فقد تم بناء المسجد وهدمه ثلاث مرات، فقد تم تدمير مدينة القدس والمسجد عام 587 ق.م على يد نبوخذ نصر ملك بابل وسُبى أكثر سكانها
وأعيد بناء المسجد حوالي 520-515 ق.م
وهُدم المسجد للمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام 170ق.م
وأعيد بناه المسجد مرة ثالثة على يد هيرودوس الذي أصبح ملكاً على اليهود عام 40 ق.م بمساعدة الرومان.
وهدم المسجد للمرة الثالثة على يد الرومان عام 70م ودمروا القدس بأسرها
وفي عام 135 م قام اليهود بثورة في زمن الإمبراطور الروماني أدريانوس الذي دمر أورشليم و بنى مكان المسجد معبدا لجوبيتير وغير أورشليم إلى إيليا كابي تولينا و تخلص من اليهود بالقتل والتعذيب والنفي وبدأ ما يعرف بعصر الشتات أو الدياسبورا .
بحيث بقي مكان المسجد خالياً تماماً ، باستثناء بقايا السور ومنه الجزء الأكثر شهرة الحائط الغربي أوحائط البراق الذي ربط فيه النبي البراق ليلة الإسراء والمعراج والذي يسميه الصهاينة حائط المبكى . فأين هي آثار الهيكل؟
لا توجد صورة حقيقية للهيكل، وإنما صور مزعومة يروجها اليهود ليهدموا المسجد الأقصى ويقيموا الهيكل المزعوم مكانه.
أما مرادهم من احتلال فلسطين فإنهم يرونها –حسب مزاعمهم-أرض الميعاد- و الأرض التي سوف يأتيهم فيها (المنتظر) الذي يقاتلون به الناس وينتصرون ،وهو المعروف عند المسلمين بالأعور الدجال كما ثبت ذلك في نصوص صحيحة صريحة.
كما أن الغرب رأى في وجود اليهود في فلسطين فائدة كبيرة لكسر شوكة المسلمين وإذلالهم وجعلهم تحت الهيمنة اليهودية، وتحت سقف التفوق العسكري اليهودي، وبعضهم يرى وجود اليهود حتمية دينية نصرانية ،كما يرى ذلك الآن من يعرف بالنصارى المتصهينين .

الفاروق ومقاليد بيت المَقْدس
كان الفتح الإسلامي لبيت المَقدس سنة 15هـ/ 636م، عندما دَخَلَها الخليفة عمر بن الخطاب سلمًا، وأعطى لأهلها الأمان من خلال وثيقته التي عُرِفَتْ بالعهدة العُمَريَّة،
وبعد تسلمه مفاتيح مدينة القُدس من بطريرك الروم صفرنيوس، سار الفاروق عمر إلى منطقة الحرم الشريف التي كانت خرابًا تامًّا في ذلك الوقت، وزار موقع الصخرة المشرفة وأمر بتنظيفها كما أمر بإقامة مسجدٍ في الجهة الجنوبية منَ الحَرَم الشريف.
والذي ينسب إليه ويعرف بمسجد عمر بن الخطاب

الأُمَوِيُّون وعمارة الأقصى
وتم تعمير الأقصى مرة أخرى في عهد الدولة الأموية ، حيث نُفذهذا في عهدي الخليفة عبدالملك بن مروان وابنه الخليفة الوليد، الذي اشتمل على بناء قبة الصخرة المشرفة وقبة السلسلة في عهد الخليفة عبدالملك، وبناء المسجد الأقصى ودار الإمارة والأبواب ومعالم أخرى عديدة اندثرت جراء الهزَّات الأرضيَّة العنيفة التي حدثت في بيت المقدس وفِلَسطين .

%D9%82%D8%A8%D8%A9+%D8%A7%D8%AA%D9%84%D8%B5%D8%AE%D8%B1%D8%A9.jpg
وقبة الصخرة هي المبنى ذو القبة الذهبية، وموقعها بالنسبة للمسجد الأقصى ككل كموقع القلب من جسد الإنسان أي أنها تقع في وسطه إلى اليسار قليلاً.
وهذه القبة تعتبر هي قبة المسجد ككل، وهي من أقدم وأعظم المعالم الإسلامية المتميزة.
سميت بهذا الإسم نسبة إلى الصخرة التي تقع داخل المبنى والتي عرج منها النبي إلى السماء على بعض الأقوال لأن الصخرة هي أعلى بقعة في المسجد الأقصى.
وقبة الصخرة هي حالياً مصلى النساء في المسجد الأقصى.
والصخرة غير معلقة كما يعتقد عامة الناس، لكنه يوجد اسفلها مغارة صغيرة.

صلاح الدين واستعادة المسجد الأقصى
عاد الطَّابَع المعماري للمسجد الأقصى المبارَك في هذه الفترة بعد تحريره وتطهيره من الصليبيينَ الذين عَبِثوا به وغَيَّروا بعض ملامحه، فقد آلى صلاح الدين الأيوبي على نفسه ألا يبتسم حتى يحرر بيت المقدس من سيطرة الصَّليبيين، وكان له ما أراد بنصر الله في عام 583 هـ (4 يوليو 1187م)، وتَمَّ فتح بيت المقدس في 27 رجب من عام 573هـ (2 أكتوبر 1187م) بعد استعمار صليبي دام 88 عامًا؛ حيث قام المسلمون بإرجاعه إلى ما كان عليه قبل الغزو الصليبي وإصلاحه وتعميره وإضافة بعض المنشآت إليه.

الأقصى في خطر
لقد ابتليتِ الأمة الإسلامية بهيمنة الاستعمار الغربي بعد سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م فكانت الأردن وفِلَسطين ومصر من نصيب المستعمر البريطاني الذي عمد إلى منح اليهود وعد بلفور عام 1917م بتمكينهم من احتلال فِلَسطين، وقد كان لهم ماخَطَّطوا بإقامة الدولة العبرية عام 1948م على أرض المسلمين المباركة وابتلعوا القدس الشريفة.
ومنذ الاحتلال الصِّهْيَونِي لفِلَسطين والمحاولات حثيثة ودؤوبة لتدمير المسجد الأقصى وإزالته وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وهم يعملون على تحقيق ذلكَ بشَتَّى الطُّرق والحِيَل والمُخَطَّطَات.. فكان الحريق الإجرامي الشهير الذي وقع للمسجد
في صباح يوم الخميس 21-8-1969م حيث تعرَّض المسجد الأقصى لعملية إحراق متعمدة، هدفت إلى إزالة هذا المسجد المبارك عن الوجود تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم مكانه. وهبّ أهل القدس يطفئون نيران الحقد الصهيونية التي طالت مسجدهم المبارك وأقدس مقدسات المسلمين. وأتت النيران على "منبر صلاح الدين الأيوبي"، ومحراب زكريا عليه السلام وجانب كبير من المسجد الأقصى حيث اشتعلت النار في سطحه الجنوبي، كما التهمت النيران سقف ثلاثة أروقة وجزء كبير من هذا القسم، بفعل أيد مجرمة تعمدت الجريمة مع سبق الإصرار. وأدعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن مرتكب الجريمة اليهودي الأسترالي مايكل دينيس روهان (28 سنة) معتوه؟!!!!!! وما لبثت أن أطلقت سراحه وأبعدته إلى بلاده. وقال المجرم روهان لدى اعتقاله عقب نشوب الحريق : ان ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله. وأضاف أنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله، وعليه فإن هذا الحريق قد تم عن قصد وتعمد وسبق إصرار
.11.jpg

Brand8.jpg


وقبله وبعده العديد من الاختراقات التي قام بها متطرّفون صهاينة في حماية سلطات الاحتلال، وكل عام تدعو جماعة أبناء الهيكل إلى اقتِحام المسجد والتمهيد لإقامة الهيكل، وربما يعد التهديد الأخطر الذي يتعرض له هذه الحفريات المستمرة تحت الأقصى بزعم البحث عن الهيكل نفسه. %D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%AA.jpg1.jpg%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%AA.jpg
إلا أن الخطر الأكبر الذي يتهدد المسجد الأقصى هو تلك الحفريات المنظمة والأنفاق في أساساته وتلك "الإجراءات" التي تمارس تحت الأرض, والتي أثارت شكوكا حقيقية في طبيعة النوايا والدوافع التي تقف وراء مثل هذه الإجراءات التي يرى المسلمون فيها أنها قد تحدث خلخلة في أساساته يمكن أن تؤدي لا قدر الله إلى تصدعه وانهياره. وفي ذات السياق ففي العام 1996 وتحديدا في شهر أيلول حدث انتهاك خطير على مستوى إسرائيلي رسمي في المسجد الأقصى ممثلا بافتتاح النفق الكائن تحته سياحيا الأمر الذي أدى يومها إلى "انتفاضة النفق", وسقوط عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين احتجاجا على هذا التصرف الإسرائيلي.



إلا أن الحديث عن جماعة "أمناء الهيكل" يصور قمة الخطر الذي يتربص بالمسجد الأقصى. فهذه الجماعة قد أعدت الخرائط الهيكلية لبناء ما تزعم أنه "الهيكل الثالث". ولكي تعطي انطباعا بالجدية والتصميم فقد أعدت حجرا ضخما أطلقت عليه "حجر الاساس" حاولت قبل عامين أن تقتحم رحاب المسجد الأقصى لكي ترسيه في باحته وتجعل منه حجر أساس لبناء هذا الهيكل المزعوم. إلا أنها فشلت بذلك فطافت به على متن شاحنة في شوارع مدينة القدس مدللة بذلك على أنها لن تتراجع عن نواياها ومتحدية كل المشاعر الإسلامية. إن هذا المسلسل من الانتهاكات والاعتداءات والنوايا المبيتة لا يقف عند حد. ويأتي قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي العام الفائت بالسماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى تطورا خطيرا للغاية في السياسة الإسرائيلية الرسمية المعلنة تجاه الأقصى. وهو قرار من منظومة قرارات, استكمالا لسياسة التحكم والمنع التي تفرضها إسرائيل على زيارة المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه وبخاصة الفئات الشابة. ويتساءل المسلمون في هذا الصدد فيما إذا كان هذا القرار مقدمة لفرض سياسة "المقاسمة" التي تتبعها في المسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن. إن القرار الإسرائيلي وكل القرارات السابقة له تأتي استفزازا للمشاعر الدينية الإسلامية ومساسا بحرمة مكان من أقدس الأماكن للمسلمين في العالم.



ومما هو جدير بالذكر أن الصهيونية المسيحية تعتقد أن ثلاث إشارات ينبغي أن تسبق عودة المسيح :
1-الإشارة الأولى هي: قيام إسرائيل، وقد قامت سنة (1948 م).
2-والإشارة الثانية هي: احتلال مدينة القدس، وقد احتلت سنة (1967 م).
3-و الإشارة الثالثة هي: إعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى. وهذا ما تعمل له إسرائيل منذ زمن، وما تقوم به من حفريات تحت بنيان المسجد الأقصى، بحجة البحث عن آثار يهودية مطموسة، وفي مقدمتها الهيكل المزعوم.

و لقد نشرت الصحف منذ سنوات تصريحا للجنرال الإسرائيلي المعروف موشي ديان يبرر به ضم القدس إلى إسرائيل وإنشاء مستوطنات جديدة فيقول: إن على الذين يعارضون هذه السياسة مراجعة موقفهم من الإنجيل والتوراة !).



إنَّ الأمة مَدْعُوَّة اليوم أن تهبَّ لمُنَاصَرة الأقصى وحمايته منَ التَّدنيس والتدمير والعدوان المستمر.



%D9%86%D9%81%D9%82.jpg


نسأل الله أن يحفظ المسجد الأقصى من مكر الصهاينة وأذنابهم وأن يجعل تدبيرهم في تدميرهم وأن يثبت المرابطين في المسجد الأقصى
وأن يرزقنا صلاة فيه قبل الممات
اللهم آمين
وهذا ملحق عن كنيس الخراب
يقوم الكنيس على بناء عثماني يقع ضمن الأبنية الإسلامية المجاورة للمسجد العمري وعلى أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف التي فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948 وفي عام 1967 تم هدم أغلب بيوتها، وإقامة حي استيطاني كبير سمي بـ"حارة اليهود" على حساب حي الشرف ، وتحاكى قبة الكنيس المزعوم فى شكلها العام قبة الصخرة المشرفة وهو مايهدد هوية القدس الاسلامية ،
ويبلغ ارتفاع الكنيس 24 مترا وتضم قبته 12 نافذة ويروج الصهاينة لمزاعم تقول أن حاخاما إسرائيليا عاش في العام 1750م، وكتب يومها متنبئا أن يوم إعادة افتتاح كنيس الخراب هو يوم إعادة بدء البناء في الهيكل الثالث المزعوم
صور كنيس الخراب الملاصق لباحات المسجد الاقصى
قبة الكنيس أعلى ارتفاعا من قبة الصخرة
836de5c626.jpg

المدخل الرئيسي لكنيس الخراب
b16b84a1f4.jpg

الكنيس من الجهة الخلفية له
8db8bef7a4.jpg

كنيس الخراب من الداخل
bc782207c2.jpg

احتفالات في بحات مسجد الاقصى
ebef1aeab1.jpg
لا يبعد عن أسوار المسجد الاقصى سوى 250 متر وأعلى ارتفاعا من قبة الصخرة
ابنوا ما تشاؤون سيهدم غدا إن شاء الله والله غالب على أمره
المشاهدات 7791 | التعليقات 0