خطبة: عنايةُ الإسلامِ بذوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ

أحمد بن عبدالله الحزيمي
1439/07/04 - 2018/03/21 13:27PM

عنايةُ الإسلامِ بذوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ

 الحمدُ للهِ خلَقَ الإنسَانَ ولَم يَكنْ شيئاً مَذكُوراً، صوَّرَهُ فَجَعَلَهُ سَمِيعاً بَصِيرًا، أرسَلَ إليهِ رُسُلَهُ وَهَدَاهُ السَّبِيلَ إمَّا شَاكِرًا وإمَّا كَفُوراً، نَشهدُ أنْ لا إِلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ إنَّهُ كانَ حِليماً غَفُوراً، ونَشهدُ أنَّ سيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحمَّداً عَبدُ اللهِ ورَسُولُهُ، كانَ لِرَبِّهِ عَبداً شَكُوراً، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليهِ وعلَى آلِهِ وأصحَابِهِ، والتَّابعينَ ومَن تَبعَهُم بإحسانٍ وإيمانٍ إِلى يَومِ نَلقَى فيهِ كتابَنَا مَنشُوراً... أمَّا بعدُ:

فيَا مُسلِمونَ: اتقوا اللهَ حَقَّ التَّقوَى، ورَاقِبوا اللهَ في السِّرِّ والنَّجَوى {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.

لاَ تَقُلْ "إنِّي مُعَاق" .. مُدَّ لي كَفَّ الأُخوَّة .. سَترانِي في السِّبَاق .. أَعبرُ الشَّوطَ بقُوَّة

ما العَمَى أَنْ تَفقِدَ العينُ الضِّيَاء ... الْعَمَى أَنْ تَفقِدَ النَّفُسُ الأَمَل

والَّذِي يَسمعُ أَصْواتَ الرَّجَاء ... لا يُبَالِي إنْ عَرَى السَّمَعَ كَلَل

رُبَّ طِفلٍ مُقعَدٍ ليسَ يَسِير ... ذِكْرُهُ يَسبَحُ مَا بينَ الغُيوم

وأَمانِيهِ إلى الشمسِ تَطِير ... ومَرَامِيهِ تُنَاجِيهَا النُّجُوم

 

أيُّها المسلمونَ: إِخوانُنَا وأبنَاؤنَا وأَخواتُنَا وبَناتُنَا ذَوُو الاحتياجاتِ الخاصَّةِ، وهمْ مِمَّن ابتُلُوا بقُصُورٍ أو خَللٍ وَظِيفيٍّ مُستدِيمٍ؛ حَرَكيٍّ أو حِسِّيٍّ أو عَقْليٍّ، وُلِدَ بهِ أو أُصيبَ بهِ بعدَ وِلاَدَتِهِ، هُم مِنَّا ونحن مِنهُم, هُم جُزءٌ مِن بِنَائِنَا ونَسيجِنَا الاجتماعيِّ، إنَّهم عَناصِرُ فَعَّالَةٌ ذَاتُ إِسهَامٍ في هذا البِنَاءِ، حَقُّهُمْ أَنْ تُوَفَّرَ لَهُمُ البِيئَةُ الصَّالحةُ والظُّروفُ الملائِمَةُ لِمَنحِهِمُ الفُرَصَ الحقيقيةَ المناسِبةَ مِن أَجلِ حَياةٍ لائِقَةٍ, مِن أَجلِ البِناءِ والعَطاءِ وتَوظِيفِ القُدُرَاتِ واستثمَارِهَا لَهُم.

تَأمَّلُوا -أيها الإِخوةُ- في أَحوالِ بعضَ الأَديانِ والشُّعُوبِ!! كَيفَ كانَ استقبَالُهُم لهؤلاءِ الضُّعفَاءِ والعَجَزَةِ, ففي عَهدِ الإِمْبِرَاطُورِيَّةِ الرُّومَانِيَّةِ يُذكَرُ أنَّ المُعَاقِينَ يُترَكونَ للموتِ جُوعًا؛ أَو يُرْمَوْنَ في الصحراءِ، كِبارًا كَانوا أَو مَوالِيدَ، لِتأْكُلُهُمُ الطُّيورُ والسِّبَاعُ.

بَل تَذكُرُ بعضُ الرِّواياتِ التَّاريخيَّةِ أنَّه في الحربِ العَالميَّةِ كانَ مَشاهِيرُ القياداتِ العسكريةِ يَحتفِظونَ بالأطفالِ الأصحَّاءِ لتَحضِيرِهِمْ للتجنيدِ العَسكَريِّ الإِجبارِيِّ، وأمَّا فِئَةُ المعَاقينَ فلا بُدَّ مِن التَّخلُّصِ مِنهَا، إمَّا بالنَّفْيِ أَو القَتلِ؛ ومَا ذاكَ إلاَّ لاعتقَادِهِم بعَدَمِ إنتاجِهِمْ، وأنَّهُم عَالةٌ علَى المجتمعِ، ويَسْتَنْزِفُونَ اقتصادَ الدُّولِ.

وأمَّا في الإسلامِ العَظيمِ فهُم شَرِيحَةٌ مِن شَرائِحِ المجتمعِ، وفِئةٌ عَزيزةٌ مِن فِئَاتِهِ، لَهُمْ سَائِرُ الحقوقِ الَّتي للفردِ الصَّحيحِ، بلْ لَهُم حُقوقٌ أُخرَى انفرَدُوا بِهَا، مُراعاةً لأَحوَالِهِم وحَاجَاتِهِم.

وقَد شَمِلَ الإِسلامُ المعَاقِينَ بالرعايةِ فجَعلَهُم مَع غَيرِهِم مِنَ الأَسوِيَاءِ, يَتمتَّعُونَ بكاملِ حُقُوقِهِم, حيثُ حَفِظَتْ لَهُمُ الشَّريعةُ الكَرامةَ والعَدلَ والأمنَ والمُسَاواةَ, وكَفَلَتْ لَهُم حَقَّهُم فِي التَّعليمِ والصِّحةِ والعَملِ والتَأهِيلِ وإِبرَامِ العُقُودِ، والتَمَلُّكِ، وتَولِّي الوَظَائِفَ الشَّرعيةَ والإِداريةَ التي تَصِلُ إِلى الإِمارَةِ، كمَا أَعفَاهُم مِن مُهمَّةِ القِتالِ والدِّفاعِ عَنِ الأَوطَانِ لهذِه العِلَّةِ؛ قالَ تعَالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ }.

ووضع الإسلام قاعدة تدفع عنهم المشقة والحرج، فقال سبحانه [لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا[.

 حتى في أعظَمِ أركانِ الإسلامِ عذرَ اللهُ المرضى وذوي الإعاقاتِ فقالَ صلَّى الله عليه وسلَّم (صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ). فأيُّ تَكريمٍ؟! وأيُّ تَخفيفٍ؟! وأيُّ توجيهٍ لنا وَتنبِيهٍ لِتلكَ الفئَةِ الغالِيَةِ؟! حقَّا إنَّهُ دِينُ الرَّحمةِ!

والشرع المطهر راعى المعاق عند تكليفه، ولم يحمّله ما لا يطيق، أو ما لا يتناسب وقدراته وطاقته، وبينت أن الإعاقة تخفف عن المريض التكليف، ويكتب له الأجر كاملاً، قال  : ((إذا مرض العبد أو سافر كَتَبَ الله تعالى له من الأجر ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا)) رواه البخاري،

وكَذلكَ حَثَّ الإسلامُ الأُسرةَ قَبلَ تَكويِنِهَا علَى حُسنِ الاختيارِ عِندَ الرَّغبةِ في الزَّواجِ، وكذلكَ الفُحُوصِ الْمُسبَقَةِ؛ لأنَّ الأمراضَ الوراثيةَ مِن مُسبِّبَاتِ الإِعاقةِ، ومِن حُقوقِ الوَلدِ علَى وَالِدَيْهِ: مُراعاةُ الصَّلاحِ والاستقَامةِ، والسَّلامةِ مِن العُيوبِ.

ثُمَّ تَأتِي أَهميَّةُ العِنايةِ بالمولودِ مُنْذُ أَنْ يَكونَ جَنينًا في بَطنِ أُمِّهِ، بالتَّدَخُّلِ الْمُبَكِّرِ، وتَجِنِيبِهِ أَسبابَ الإِعَاقَةِ، وحِمايَتِهِ مِنهَا -بإذنِ اللهِ تعَالى-.

وكذلكَ فإنَّ الإِسلامَ أَباحَ للحَامِلِ أنْ تُفطِرَ في رَمضَانَ، لِتحْمِيَ جَنينَهَا مِنَ الضَّررِ، وكذلكَ مَأمورةٌ أَن تُحافِظَ عليهِ مِنْ كلِّ مَا يُؤَثِّرُ في نُمُوِّهِ وتَكوِينِهِ: مِنْ تَدخِينٍ ومُخدِّراتٍ، أَو تَناولِ أَدْويةٍ، دُونَ استشارةٍ طِبيةٍ، مِمَّا يُسبِّبُ للجنينِ أَضرارًا ومُؤثِّراتٍ تُؤدِّي إلى وِلادَتِهِ مُعَاقًا، أَو مُشَوَّهًا, لا قَدَّرَ اللهُ ذَلكَ.

عبادَ اللهِ: في تَاريخِ الإِسلامِ الكبير، حَظِيَ ذَوُو الاحتياجاتِ الخَاصَّةِ باحتِرَامٍ وتَقدِيرٍ كَبيرَيْنِ، ولنَا في الفَارُوقِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ -رضيَ اللهُ عَنهُ- أُسوَةً حَسنةً فِي اهْتِمامِهِ بهذِه الفِئَةِ العَزيزَةِ؛ حَيثُ بَلَغَ اهتِمَامُهُ وحِرصُهُ إلى أَنْ بَادَرَ إِلى سَنِّ أَوَّلِ نِظامٍ اجتِمَاعيٍّ في العَالَمِ لحمَايةِ المستضعَفِينَ والمقعَدِينَ والأَطفَالِ, وذَلكَ بإِنشاءِ دِيوَانٍ للطُّفُولَةِ والمستضعفينَ، وقَد فَرضَ للْمَفْطُومِ والْمُسِنِّ والمُعَاقِ فَريضةً إضَافِيةً مِن بَيتِ المَالِ.

وقَد بَلغَ مِن اهتِمَامِ عُمرَ بنِ عَبدِالعزيزِ -رحمهُ اللهُ- بهذِهِ الفِئَةِ أَيضاً، أَنْ عَمِلَ علَى إِحصاءِ المعَاقِينَ في دَولَتِهِ، وخَصَّصَ مُرَافِقًا لكُلِّ كَفيفٍ، وخَادِماً لكلِّ مُقْعَدٍ لا يَقوَى علَى القِيامِ.

وقَضَتْ تَشرِيعَاتُ المسلمينَ أَنْ يَكُونَ بيتُ المالِ مَسؤولاً عَن نَفقةِ العَاجِزِينَ مِنَ المعَاقِينَ.

وَبنَى الخليفةُ الوَلِيدُ بنُ عَبدِالملكِ أَوَّلَ مُستَشَفىً للمَجْذُومِينَ (عامَ ثَمَانٍ وثَمانِينَ للهجرةِ)، وقَد أَعطَى كُلَّ مُقْعَدٍ خَادِمًا، وكلَّ أَعمَى قَائِدًا.

وبَنَى الخَليفَةُ المأمُونُ مَأوىً للعُمْيانِ والنِّساءِ العَاجزَاتِ في بَغدَادَ والمُدُنِ الكَبيرةِ، كمَا بَنَى السلطانُ قَلاوونُ مُستَشفىً لرعَايَةِ المعَاقِينَ.

وكمَا سَمِعتُمْ -يا عبادَ اللهِ- كُلَّ هذه الإنجازاتِ الاجتماعيةِ لهذِه الفِئةِ العَزيزةِ تَمَّتْ قَبلَ مِئَاتِ السِّنينَ, وقَبلَ أَن تُقِرَّهَا وتَدعُوَ إليهَا المنظماتُ الحقوقيةُ، والجمعياتُ الخيريةُ في العُصُورِ المتأخِّرةِ ومَا ذَاكَ إلاَّ لِعظَمَةِ هذا الدِّينِ وعُلوِّ مَنزِلَتِهِ, ورُقِيِّ فِكْرِ أَهلِهِ.

نسألُ اللهَ -جلَّ وعلا- أنْ يَشفِيَ مَنِ ابتُلِيَ مِنَ المسلِمينَ، وأنْ يَرزُقَهُمُ الصَّبرَ والاحتسابَ هُم وأَولياءُ أمورِهِم، ونسألُ اللهَ -عز وجل-: أنْ يُعافِيَنَا في أبدَانِنَا، وأنْ يَرحَمَنَا في كِبَرِنَا؛ كمَا قَوَّانَا في صِغَرِنَا..  أقولُ ما تَسمعُونَ......

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ حَقَّ حَمدِهِ، ومَا كُلُّ نِعمَةٍ إلاَّ مِن عِندِه. والصلاةُ والسلامُ على خَاتَمِ أَنبيَائِهِ ورُسُلِهِ، وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ ومَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ... وبَعدُ:

وإِلَى إِخوانِنَا مِن ذَوِي الاحتياجاتِ الخاصةِ: نُذكِّرُكُم بأَنَّ اللهَ تعَالَى يَبتَلِي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ بالْمِحَنِ، لِيَتَبيَّنَ الصَّادِقُ مِنَ الكَاذِبِ، والجَازعُ مِن الصَّابرِ، وهَذِه سُنَّتُهُ تَعَالى في عِبادِهِ؛ فسَلِّموا لربِّكُمْ وارْضَوْا بِمَا قَسَمَهُ -سُبحانَه-، وتذَكَّرُوا مَا أَعدَّهُ للمؤمنينَ بالقضاءِ والقَدَرِ، والصابرينَ علَى البلاءِ والضَّررِ من الخيرِ العظيمِ في الدنيا والآخِرةِ.

فاشكُرُوا مَولاكُم علَى مَا أَصابَكُم مِنَ البَّلاءِ وثِقُوا أنَّه ابتلاءُ مَحبَّةٍ واصطِفاءٍ، وأنَّ عَاقِبَتَه إنْ صَبرتُم جَنةٌ عَرضُهَا كعَرضِ الأرضِ والسَّماءِ، وتَذكَّرُوا دَوماً وأَبداً قولَ العَليمِ الخَبيرِ سبحانَه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، وتَذَكَّروا أيضاً قولَ الحبيبِ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم: "إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ" رواه الترمذيُّ وابنُ ماجَه.

كمَا يَنبغِي العِلمُ أنَّ الإعاقةَ لَم تَكُن يَومًا سَببًا للخُمُولِ والرُّكُودِ أو التَّنَصُّلِ مِنَ المسؤوليةِ والحَركَةِ في الأرضِ والإِسهَامِ في كافَّةِ مَجالاتِهَا الدينيةِ والدُّنيويةِ, فالإِعَاقةُ وإنْ حَرَمَتْ صَاحِبَهَا شَيئا مِنَ المجَالاتِ, فإنَّ ثَمَّةَ مَجالاتٌ لا حَدَّ لَهَا يَستطِيعُ مِن خَلالِهَا تَحقيقَ أَعلَى الإِنجازَاتِ وأَفضلَ الأَعمالِ, والتَّاريخُ حَافِلٌ بالمِئَاتِ مِن العُلماءِ والمفكِّرينَ والمختَرِعينَ, مِمَّن لَم تَمْنَعْهُمْ إِعاقَتُهُمْ عَن الإِنجَازِ والإِبدَاعِ.

وإذَا رُزِقَ الوَالدَانَ: الوَلَدَ، وكَتبَ اللُه تعالى عَليهِم أَنْ يَكونَ مُعَاقًا، فلْيَعْتَبِرَاهُ اختِبَارًا مِنَ اللهِ، فإنَّ الإسلامَ حثَّ الوالدينِ علَى العِنايةِ بهِ، وكيفيةِ التَّعامُلِ الصَّحيحِ مَعَ إِعاقَتِهِ، وتَربِيَتِهِ تَربيةً صَالحةً، والاهتمامِ بكافَّةِ شُئُونِهِ، وبذلِ كلِّ مَا يَحتَاجُهُ في سَبيلِ ذَلكَ، فلِكُلِّ الذينَ أَكرَمَهُمُ اللهُ عز وجل بوُجُودِ ذَوِي الإِعاقَةِ بَينَهُم مِن آبَاءٍ وأمهَاتٍ، وجَمعِيَّاتٍ، ومُعلِّمينَ ومُدرِّبينَ، وأَطبَّاءٍ وممرضِينَ، وتَدفَعُهُمْ إلى بَذلِ المزِيدِ مِن العِنايةِ، والرِّعايةِ بِهِم؛ فخِدمَتُهُم ورِعايَتُهُم، وإدخَالُ السُّرورِ على أنفُسِهِم، مِن أَحبِّ الأَعمالِ إلى اللهِ تعَالى؛ "فَخَيرُ النَّاسِ أَنفَعُهُمْ للنَّاسِ".

بقِيَ الإشارةُ إلى حُقُوقِ هَؤلاءِ الأَحبَّةِ والوَاجبِ تِجَاهُهُمْ، وهو مَا سَيكونُ حَديثُنَا في الأسبوعِ القَادمِ إن شاءَ اللهُ.

أَسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العَرشِ العَظيمِ بأسمائِهِ الحسنَى، وصفاتِه العُلَى أَن يَجعَلَنَا دَائمًا وأَبدًا مِن أَهلِ الصَّبرِ والرِّضَى ومِن أَصحابِ الهِمَمِ العَاليةِ، ومِن أَصحابِ العَزائمِ الصَّادقَةِ، وأنْ يَشفِيَ مَرضَانَا، ومَرضَى المسلمينَ، ويَرحَمَ مَوتَانَا، ومَوتَى المسلمينَ.

ثُمَّ صلَّوا وسلِّموا على نَبِيِّ الرَّحمَةِ، فقد قالَ اللهُ في مُحكَمِ تَنزِيلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}؛ فاللهمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك على عَبدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمَّدٍ وعلى آلِهِ الطَّيبينَ الطَّاهِرينَ.

اللهم إنَّا نَسألُكَ العَفوَ والعَافِيَةَ والمعافاةَ الدَّائِمةَ في دِينِنا ودُنيانا وأَهلِينا وأَموالِنا، واحْفَظْنَا مِن بينِ أَيدِينا وَمن خَلفِنَا، وعن أَيمَانِنا وعن شَمَائِلِنا، ومِن فَوقِنَا، ونَعوذُ بِكَ أنْ نُغتَالَ مِن تَحتِنا.

اللهمَّ إنَّا نَسأَلُكَ صِحَّةً في إِيمَانٍ، وإيمَانَاً في حُسنٍ خُلُقٍ وعَمَلٍ.

 اللهمَّ اشْفِ مَرضَانَا ومَرْضَى المُسلِمِينَ وعافِ مُبتَلانَا، اللهمَّ أَنزِلْ رَحمَتَكَ وشِفَاءَكَ على المُسلِمينَ.

اللهمَّ آمنِّا في أوطَانِنا وأَصلح أَئِمَّتَنَا، دُلَّهُم على الحقِّ والرَّشَادِ، وبَاعِدْ عنهم أَهلَ الغَيِّ والفَسَادِ

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ،)وآخرُ دَعوانَا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ.

المرفقات

الإسلام-بذوي-الاحتياجات-الخاصة-2

الإسلام-بذوي-الاحتياجات-الخاصة-2

المشاهدات 1335 | التعليقات 0