خطبة صلاة عيد الفطر لعام 1437

عبدالله بن معلا الصاعدي
1437/09/28 - 2016/07/03 07:17AM
كتبت في يوم الاثنين الموافق 22/9/1437هـ

خطبة العيد

الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.
الله أكبر. الله أكبر لا إله إلا الله. الله أكبر. الله أكبر. ولله الحمد.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.



الحمد لله الذي امتن علينا بنعمة الإسلام، وشرح صدورنا بنور الإيمان، وأفاض علينا بآلائه العظام حيث جعلنا خير أمة أخرجت للناس، وأنزل علينا أعظم كتبه ، ويسر لنا أمر طاعته، وبشر المتقين بجنته، وحذر المعرضين بأليم عقابه.
الحمد لله إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأراضين، ومالك يوم الدين، الذي لا عز إلا في طاعته، ولانعيم إلا في قربه، ولاصلاح للقلب ولافلاح إلا في الإخلاص له وتوحيد ومحبته.
الحمد لله الذي تفرد بالعظمة والبقاء، والعز والكبرياء، والجود والعطاء.

فله الحمد ما ذكره الذاكرون، وغفل عنه ذكره الغافلون، وله الحمد عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد، كلماته، ورضا نفسه.

أحمده سبحانه حمدًا يليق بفضله، وعطائه ونعمه، وأشكره شكر عبد خضع لجبروته وعزته، فله الحمد دائمًا أبدًا بلساني وقلبي وجوارحي وأركاني، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد يرجو برَّها وذخرها يوم العرض الأكبر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب الحوض الأعظم، والمقام الأكرم، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بسنته إلى يوم الفزع الأكبر
أهلا .....
أهلا بعيد الفطر قد وافانا*** بالفرح بعد صيامنا رمضانا
عيد عليك مبارك يا أمتي *** جمع الشتات وألف الإخوانا
الفرح يوم العيد غاية مطلبي *** والسعد بعد الصوم قد وافانا

أما بعد فيأيها المؤمنون والمؤمنات:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ
عباد الله:
فاتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا من الدين بالعروة الوثقى فمن اتقى الله وقاه، ومن عمل بطاعته رضي عنه وأرضاه، ومن تمسك بهداه نال الرضا والرضوان، والنعيم الدائم في الجنان.


عباد الله:
اتقوا الله تعالى واشكروه على ما من به عليكم من إتمام شهر الصيام، وسلوه القبول والغفران والعتق من النيران، واعلموا أن هذا اليوم يوم عيد يفرح فيه المؤمنون بما منَّ الله به عليهم من نعمة الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
إن هذا اليوم يوم عظيم جليل، جعله الله تعالى فرحة لأمة الإسلام يستبشرون بها بعد طول صيام وقيام، وبذل وإحسان، فأدخل عليهم بفضله السرور، وبشرهم بالنعيم والحبور. في هذا اليوم المشهود يوفي الرب - جل وعلا - العاملين بجزيل العطايا والأجور، فيوفيهم أجورهم بأحسن ما كانوا يعملون. في هذا اليوم المبارك يمن الله تعالى على عباده الصالحين بالقبول والرضوان، والوعد بالروح والريحان، والخلود في دار الكرامة والسلام. فهذا اليوم يوم شكر وذكر، وأكل وشرب وفطر، يَحْرُم صومه لأن فيه مخالفة لأمر الله.

فيا لها من فرحة عظيمة، وبشرى كريمة، وهبة جزيلة، ونعمة من الله كبيرة.
فأبشروا يا عباد الله بفضل الله، وأبشروا يا عباد الله بعطاء الله، وأبشروا يا عباد الله عند لقاء الله، فاليوم يوم الفرح والسرور، ويوم القيامة توفون أعظم الأجور.

الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.
عباد الله:
أن الأعياد الشرعية لم تجعل للهو واللعب كما يفعل كثير من المسلمين في غير المباحات، وإنما جعلت لإقامة ذكر الله وطاعته والإكثار من شكره، والاستغفار بين يديه، فعيدنا ليس كعيد غيرنا جعلوه للمفاخرة والاستكبار، إنما جُعل عيدنا لإقامة ذكر الله والخضوع له وشكره على استكمال الصيام والقيام وسائر القربات.

الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون
أن العيد فرصة عظيمة للتواصل والتزاور
وبر الوالدين وصلة الرحم والاحسان الى الناس وتفقد الجيران والاخوان وتقوية اواصر المحبة بين افراد المجتمع المسلم كيف لا والجميع في هذا اليوم فرح مسرور بنفوس طيبة وقلوب مطمئنة يسودها الفرح والسرور والمحبة والحبور فكما شرع الله لعباده صيام رمضان فقد شرع لهم في هذا اليوم الفرح والسرور




الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

لا يخفى عباد الله كل مسلم ما تمر به أمة الاسلام في هذه الايام من المحن والمصائب
والفتن والقلاقل وتسلط اعداء الملة والدين على إخواننا المسلمين في شتى انحاء المعمورة
وهذه لعمر الله ليؤذي كل مسلم غيور على دينه وأمته مستشعرا بحال إخوانه المسلمين وما يصيبهم من الهموم والغموم والاحزان وعظيم البلاء وهذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حدث عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )
وهذا الاستشعار ياعباد الله هو اقل ما يجب على المسلم تجاه إخوانه المسلمين مع كثرة الدعاء لهم والالحاح على الله أن يفرج همهم ويرفع يد الظلم والطغيان عنهم وينصرهم على عدوهم

الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.

أيها المسلمون
لقد جاءت شريعة الاسلام بالتحذير من الفتن وأسبابها واخطارها لما فيها من ضرر كبير على عقيد المسلم
واي فتنة اعظم ياعباد الله من تفكك المجتجع المسلم وزعزعت صفوفه ونشر الكراهيه والعداوة بين ابناء المسلمين قال الله تعالى ( والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم أن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة وأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون )
الا وأن ما اصاب الامة في هذه الازمنه المتأخر من اختلاف وتفكك وخروج بعض ابناء المسلمين بعقائد تخالف المنبع الصافي للعقيدة الاسلامية له من اعظم البلايا الفتن واشد الرزايا والمحن
لذا كان لزاما على عقلاء الامة الالتفات الى النشئ والشباب وحمايتهم من هذه العقائد الفاسدة
التى اضرت بالامة وزرعت بين ابناءها الخلاف والحقد والكراهيه حتى وصل الحال ببعضهم البراءة من إخوانه وكراهية قرابته بل وصل الحال الى ما هو اعظم من ذلك من سفك الدماء وإزهاق الأرواح الى اقرب الناس بعقائد فاسدة وحجج واهيه
وهل هناك ياعباد الله بلاء اعظم من أن يقتل الرجل أمه و اباه من كان السبب في وجودة في هذه الحياة من عظم الله عز وجل حقهما في كتابه الكريم وقرن برهما بعبادته
( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا )
فالى الله المشتكى وعليه المتكل



الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.

ايها المسلمون
إن دوام المسلم على طاعة الله والاقبال على الله بالاعمال الصالحة دليل على محبة الله للعبد قال صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد في مسنده (إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب( .
إذ أن عبادة الله لا تقتصر على رمضان فحسب بل أن العبد عبد لله في رمضان وغيره من شهور العام ولقد شرع الله لعباده صيام أيام من هذا الشهر وجعلها استكمالا لصيام الدهر قال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر " أخرجه الإمام مسلم في الصحيح
فجدير بالمسلم أن يصوم هذه الايام الست طاعة لله وإتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبا للاجر والثواب وتحقيقا لقبول العمل عند الله فأن من علامة قبول العمل الصالح الثبات عليه والمداومة على فعله ومن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها

الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.

ايها المسلمون
أن فضائل الله عز وجل على عباده عظيمة ومنته على اولياءه كبيره
فتأملوا يا رعاكم الله عظيم فضل الله على عباده المؤمنين يرشدهم للعمل الصالحة ويوفقهم له ويعينهم على أداءة ويتقبله منهم وينميه لهم أضعاف ما عملوا ويجازيهم عليه بعظيم الجزاء وكريم الثواب
فأن العبد لا حول له ولا حيلة ولا طول له ولا قوة إلا بتوفيق الله له وتسديده اياه
فاحمدوا الله على ما تفضل به عليكم من صالح الأعمال وكريم الخصال والثبات على الإيمان فو الله لولا الله ما اهتدينا ولا سجدنا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الإقدام إذ لاقين

معاشر نساء المسلمين
اتقين الله عز وجل فان تقوى الله سبيل لكل خير ومنجاة من كل شر
وهي وصية الله لعبادة وجميع خلقه ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )
واعلمن رحمكن الله أن الله جعل عليكن واجبات وكلفكن بتكاليف وكفل لكن
حقوق فعلى المسلمة أن تودي ما اوجب الله عليها من واجبات طاعة لله وابتغاء مرضاته وطاعة لرسوله وابتغاء الاجر والمثوبة من الله تعالى
فلها بذلك اجر عظيم وثواب من الله جزيل فعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. ورواه ابن حبان في صحيحه

أيها المسلمون أني داع فأمنوا وابشروا وأملوا
اللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين
المشاهدات 1302 | التعليقات 0