خُطبَةُ صَلاة الاستسقاء خطبة مختصرة 23 / 4 / 1444هـ
نجم الدين
خطبة صلاة الاستسقاء 23/4/1444هـ
إن الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آله وَصَحْبِهِ أجمعين وسَلَّمَ تَسْـلِيمًا كَــثِيْــرا، أمَّا بَعْدُ :
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ، فتقوى الله هي طريق الفلاح، وهي طريق النجاة والسلامة، وبتقوى الله تزول النقم، وتكثُرٌ النعم، ويأتي الفرجُ بعد الشدة، ويأتي اليُسرُ بعد الكُربَة، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾[سورة الأعراف: 96 ]
عباد الله : داء الغفلة، يُصَابُ به بعض العباد ، فلا تؤثر فيهم موعظة، ولا تنفع مع أحدهم نصيحة، تتوالى عليهم نِـــعَمُ الله فيجحدوها، ولايشكروه، ﴿أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ ﴾الشعراء: 205 ـ 207
وسُنّةُ اللهِ ماضية لاتتبدل ولا تتغير ، مَنْ آمنَ واتقى ، وشَكَرَ وحَــمِدَ بارك الله لهُ وزادَهُ ، ومن جَحدَ النعمةَ، وكَــفَرَهَا فَمآله شَـــــرُّ مآل، ومصيرُهُ شـــرُّ مصير.
أيها المسلمون: الغيث خيرٌ ونعمةٌ عظيمةٌ لو زالت لهلكت البلاد، وهلك العباد، ولذا كان من السُّنةِ إذا تأخر الغيث يخرج المسلمون منكسرين، خاشعين، خاضعين، لمولاهم ، مستشعرين شِدّةَ حاجتهم لهذه النعمة ، معترفين بتقصيرهم، قال تعالى ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الروم: 41.
إخوةَ الإسلام: إن ما تُبتلى به الديار من قلة الغيث وغور الآبار، تذكيرٌ وموعظةٌ وإنذار وتخويف للعباد لعلهم يرجعون، ويتوبون، ولتكن التوبة من كل الذنوب صغائرها وكبائرها ومن ذلك التوبة من ظلم الناس وأكل حقوقهم أو المماطلة في أدائها ، وترك الغش بكل أنواعه فالكسب الخبيث إثم ومعصية ، وفيه محق للبركة،
أيها المسلمون، إذا فشت المنكرات وفشت رذائل الأخلاق والعادات فنعوذ بالله من عذابه ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾الأنفال: 53.
عبادالله: إن شكرنا وآمنا ولزمنا تقوى الله ، فهو سبحانه يقبل التوبة ويزيد العباد من فضله، قال تعالى
﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26) ﴾
معاشر المسلمين: ومن كان عنده مال تجب فيه الزكاة فليبادر إلى أدائها، فهي ركن من أركان الإسلام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم «لم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا» رواه الطبراني وصححه الألباني
ولتلزم نساء المسلمين الحشمة، والحجاب، والعفاف،والحياء، ويحذرن من التبرج، والسُفُــور
ولنُــكثر –عبادالله- من الاستغفار،فهو سبب من أسباب نزول الغيث بإذن الله، اقرؤوا وصية نبي الله نوح عليه السلام لقومه﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ﴾ [نوح: 10 ـ 12] ولنُكثِر من الثناء على ربنا وتعظيمه، ولنُكثِر من الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مرئيًا، عامًا نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا هدم، ولا بلاء، ولا غرق، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، اقلبوا أرديتكم تأسيًا بنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم واجتهدوا في الدعاء، وألحوا في المسألة، وأخلصوا وأحسنوا، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابةسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
المرفقات
1668635051_خطبة صلاة الاستسقاء 23 ربيع2 عام1444.docx
1668635064_خطبة صلاة الاستسقاء 23 ربيع2 عام1444.pdf