خطبة رائعة ختام رمضان 1437

عادل الحزنوي
1437/09/26 - 2016/07/01 02:53AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أحبابي هذه خطبة جمعتها من عدة خطب من المنتدى وغيره واختصرتها ولعل الاخوة الذين لا اذكرهم يأذنون لي نفعني الله واياكم بها




الحمد لله العزيز الوهاب ، الغفور التواب ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، إمام الأنبياء وسيد الحنفاء، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، الذين آمنوا وهُدوا إلى الطيب من القول، وهدوا إلى صراط الحميد.
أما بعد
أيّها المسلمون: هذا رمضانُ قد دنا رحيلُه وأزِف تحويلُه؛ فمع نهاية هذا الأسبوع يودعنا هذا الضيفُ الكريم فهنيئًا لمن زَكت فيه نفسُه، ورقّ فيه قلبُه، وتهذَّبت فيه أخلاقُه، ويا ضيعةَ من قطَعه غافلاً ساهيًا، وطواه عاصيًا لاهيًا، وبدَّده متكاسِلاً متثاقِلاً متشاغِلاً.
دَ الله: لم يبقَ من شهرِكم إلا ثلاثَ ليالٍ أو أربع، وهيَ وإنْ كانت قليلة؛ إلا أنها بالخيراتِ مَلِيئة، وبالبركاتِ حَرِيَّة، فَتَدَارَكُوا ما بَقِي، استمرُّوا على الإحسانِ، والزموا طاعةَ الرحمن، وَسَلُوهُ تعالى القبولَ والغُفران.
معاشر الصائمين .. ونحن نودع شهرنا الكريم ، هذه همسات الوداع تقول : أحسنوا وداع شهركم .. ضاعفوا الإجتهاد في هذه الليالي ، أكثروا من الذكر ... أكثروا من تلاوة القرآن ... أكثروا من الصلاة ، أكثروا من الصدقات ، أكثروا من اعمال البر والاحسان ... ففي صحيح مسلم أن رسول الله كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها0
همسات الوداع تقول : ارفعوا عنكم التنازع والخصام فإنه سببٌ في منع الخير وخفائه
همسات الوداع تقول : لا تفسدوا صفو الليالي ببعض المعكرات التي تفسد الجنان ... وتجلبُ الأحزان ... وتؤنبُ الضمائر ... وتقلقُ الخواطر ... فلقد اعتكف بعض الناس في هذه الليالي في الأسواق ومحلاتها ، وتهافتوا على المراكزِ التجارية ومسابقاتِها ، وتسمروا أمام القنوات وشاشاتها .
فيا لله .. ماذا قدموا للآخرة؟ ماذا قدموا للقبور وظلماتها ، والقيامة وعرصاتها ، والنار ودركاتها ، والجنة ودرجاتها .
همسات الوداع تقول: القبول القبول ، فقد كان السلف رحمهم الله يجتهدون في إتمام العمل وإكماله ، فإذا عملوا كانت قلوبهم وجلة خائفة من أن يرد عليهم عملهم ، كانوا ما قال الله (يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون) .
ومن هم أهل القبول؟ إنهم الذين وصفهم الله (إنما يتقبل الله من المتقين) جعلنا الله وإياكم منهم .
ويا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه ، ومن المطرود منا فنعزيه .

فيا أيها المقبول هنيئاً لك بقبول الله وإحسانه ، ورحمته وغفرانه ، وثوابه ورضوانه .. ويا أيها المطرود بعصيانه ، وغفلته وخسرانه، لقد عظمت مصيبتك بغضب الله وهوانه.
يا هذا .. متى يُغفَر لمن لا يُغفَر له في هذا الشهر؟ ومتى يقبل من رُد في ليلة القدر؟
متى يتوب من لم يتب في رمضان؟ ومتى يصلح من فيه من الجهل والغفلة مرضان؟ فتب إلى ربك ، واستدرك ما بقي من شهرك ، وابك على خطيئتك ، لعلك تلحق بركب المقبولين .
فاتقوا الله ربكم .. وسلوه من فضله في ختام شهركم ، و(سابقوا إلى مغفرة من ربكم ، وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )
أقول ما سمعوت وأستغفر الله العظيم .

الخطبة الثانية:
الحمد لله يهدي من يشاءُ إلى صراط مستقيم، أحمدُه سبحانه وأشكرُه، ولا يزالُ للشاكرِ منهُ خيرٌ عميم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو الحكيمُ العليم، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه جاءَ بالدِّين القويم،  وعلى آله وأصحابه الذين بذلوا في سبيلِ الدينِ كل غالٍ وعظيم.
أما بعد: ألا إن السعيد في هذا الشهر المبارك من وفق لإتمام العمل وحسن الختام بالتوبة والاستغفار والأعمال بالخواتيم
اعلمو عباد الله انه كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يختم كل عمل صالح بالاستغفار فيختم الصلاة بالاستغفار ويختم قيام الليل بالاستغفار ويختم الحج بالاستغفار فاختموا شهر رمضان بالتوبة وكثرة الاستغفار فهو يجبر النقص ويكمل الخلل
ثم اعلموا عباد الله ان لله تعالى نعمة يسديها لعباده الطائعين الا وهي مضاعفة المغفرة في آخر ليلة من رمضان نعم في آخر ليلة من رمضان يعتق الله فيها ما يعتقه في سائر ليالي الشهر
يقول النبي المختار عليه أفضل الصلاة والسلام (يعتق الله فيها ما يعتقه في سائر الشهر الكريم ويجود بفضله على عباده المؤمنين، قالوا يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال لا، ولكن العامل يؤتى أجره بختام عمله) [رواه الإمام أحمد].
نقول ذلك لأن الكثير من المسلمين قد يغفل في اخر ليلة من رمضان عن التقرب لمولاه وقد يشتغل بدنياه ويتبع هواه فيقضي ىخر ليلة في الأسواق او في المنتزهات او في الاعداد للولائم الا فانتبهو واعلموا انما الاعمال بالخواتيم
عباد الله اعلموا ان الله شرعَ لكم في ختامِ هذا الشهرِ زكاةُ الفطرِ وهي طهرةٌ للصّائم من اللغو والرفث. وهي صاعُ من طعامِ الآدميّين كالرزّ و القمح والتّمر وغيرِه، وكلَّما كان الصنفُ أطيبَ وأنفعَ كان ذلك أفضلَ وأعظمَ.
وقد فرضها الله على جميعِ المسلمين: ذكرِهم وأنثاهم، صغيرِهم وكبيرِهم لمن فضلت عن قوته يوم العيد ، والأفضلُ إخراجُها عن الحملِ الذي في البطن. أما وقتُها فيجوزُ إخراجُها قبلَ العيد بيومين ولا يجوزُ قبلَ ذلك، ويستمرُّ وقتُها إلى صلاةِ العيد، فلا تجزيءُ بعدها إلا إذا كان الإنسان جاهلا، أو عجز عن أدائها في وقتها من غير تفريط.
عباد الله ومما يشرع لكم بعد ختام شهركم صلاة العيد وفيها يستحب للعبد ان يحافظ على عدة امور
1- التكبير ، ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد . قال الله تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " .
وصيغة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد .
يجهر به الرجال في المجامع والأسواق والبيوت ، وتسر به النساء لأنهن مأمورات بالستر والحشمة . ومن سنن العيد:
2- الاغتسال لصلاة العيد والتجمل بلبس الثياب الجميلة والتطيب .
3- الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد ، ويسن أن يأكلهن وتراً .
4- الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد .
5- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر .
6- صلاة العيد في المصلى إذ هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصلاة في المسجد جائزة .
7- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء كما كانت سنته صلى الله عليه وسلم .
8- الاستماع إلى خطبة العيد .
9- التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك ، قال الحافظ ابن حجر: اسناده حسن .
إخوة الإسلام: تقبّل الله طاعاتكم, وثبّت قلوبكم على دينه, وجعلكم من المسارعين إلى الخيرات, وإنّ من علامة قبولِ العمل أنْ تَتْبَعَ الحسنةُ الحسنةَ,قال الله عزّ وجل : ﴿إنما يتقبّل الله من المتقين﴾.,
المشاهدات 1674 | التعليقات 0