خطبة: خطرُ الإتيان، للسّحرةِ والكهّان

وليد بن محمد العباد
1443/03/22 - 2021/10/28 21:37PM

خطبة: خطرُ الإتيان، للسّحرةِ والكُهّان.

الخطبة الأولى

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا أمّا بعدُ عبادَ الله

عندما يضعفُ الإيمانُ ويبتعدُ الناسُ عن تعاليمِ الدّين، يفشو الجهلُ وتسودُ الخرافات، ومن ذلك إقبالُ كثيرٍ من النّاسِ على الذّهابِ للسّحرةِ والعرّافينَ والكهّان، والذينَ هم شرارُ الخلقِ وأفسقُهم وأحقرُهم وأذلُّهم وأكذبُهم، فهم أولياءُ للجنِّ والشياطين، يتقرّبونَ لهم بالذّبحِ والسّجودِ والدّعاء، لتحصيلِ مالٍ أو جاه، فإذا كفروا باللهِ وعبدوهم من دونِ الله، أَطْلَعوهم على ما يسترقونَه من السّمعِ من أمورِ الغيب، ممّا يأتي به الشيطانُ الذي لم تُصِبْه الشُّهُبُ التي تَحرُسُ السّماء، وذلك بإذنِ اللهِ وعلمِهِ ابتلاءً للعباد، قالَ عليه الصلاةُ والسلام: إنّ الملائكةَ تَنْزِلُ في العَنَانِ -وهو السَّحَاب- فَتَذْكُرُ الأمرَ قُضِيَ في السماء، فَيَسْتَرِقُ الشيطانُ السَّمْعَ، فيسمعُه فيُوحِيه إلى الكُهَّان، فيكذبونَ معها مائةَ كَذْبَةٍ من عندِ أَنْفُسِهم. رواه البخاري. فيستخفّونَ بعقولِ من يأتونَهم لطلبِ الشّفاءِ أو لتحقيقِ مرغوبٍ أو لدفعِ مرهوب، أو للإيذاءِ والتفريقِ والإفساد، أو لمعرفةِ الحظِّ والطالعِ وإخبارِهم عن مستقبلِ حياتِهم، فإذا جاؤوا إلى السّاحرِ أو الكاهنِ سلبَ ما أرادَ من دنياهم، وهدَمَ ما بقيَ من توحيدِهم وإيمانِهم، ولم يصلوا إلى ما يريدون، خسروا الدنيا والآخرةَ ذلك هو الخسرانُ المبين. قالَ عليه الصلاةُ والسلام: مَنْ أتى عرَّافًا فسألَه عن شيءٍ لم تُقبلْ له صلاةٌ أربعينَ ليلة. رواه مسلم. وأمّا من صدّقَهم فقد كفر، قالَ عليه الصلاةُ والسلام: من أتى كاهنًا فصدّقَه بما يقول، فقد كفرَ بما أُنزلَ على محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم. رواه أحمد. فاتقوا اللهَ رحمكم الله، وحافظوا على توحيدِكم وعقيدتِكم، واحذروا من الذّهابِ للسّحرةِ والعرّافينَ والكهّانِ والمنجّمين، أو قراءةِ أخبارِهم وخرافاتِهم، أو متابعةِ صحفِهم وقنواتِهم، والاطلاعِ على ما يزعمونَ من كذبٍ وافتراءٍ وبهتان، من خلالِ أبراجِ الحظِّ وقراءةِ الكفِّ والفجان، فاحذروا من ذلك كلِّه ولو كانَ على سبيلِ التّسلية، فإنّه إثمٌ عظيمٌ وضلالٌ مبين، وعاقبتُه فسادٌ للدنيا والدّين، نسألُ اللهَ العافية. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرّجيم: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين. أمّا بعد: عبادَ الله: اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ. إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار.

اللهمّ اكفنا شرَّ الأشرار، وكيدَ السحرةِ والكهّانِ والفجّار، وشرَّ مردةِ الإنسِ والجنِّ يا عزيزُ يا غفّار، اللهمّ عليك بالسحرةِ والكهّانِ الذينَ يصدّونَ عن دينِك، ويضلّونَ عبادَك، ويؤذونَ أولياءَك، اللهمّ أبطلْ كيدَهم وسحرَهم، واهتكْ سترَهم، واكفِ المسلمينَ شرَّهم وأذاهم، اللهمّ عليك بهم فإنّهم لا يعجزونك، اللهمّ أنزلْ بهم بأسَك ورجزَك إلهَ الحقّ، ندرأُ بك اللهمّ في نحورِهم، ونعوذُ بك من شرورِهم، اللهمّ اكفناهم بما شئتَ إنّك على كلِّ شيءٍ قدير، اللهمّ اكشفْ سحرَ كلِّ مسحورٍ من المسلمين، اللهمّ أعذْهم من شرِّ السّحرةِ والحاسدينَ والعائنين، يا ربَّ العالمين، اللهمّ احفظنا بالإسلامِ قائمين، واحفظنا بالإسلامِ قاعدين، واحفظنا بالإسلامِ راقدين، ولا تشمتْ بنا الأعداءَ ولا الحاسدين، ولا تسلطْ علينا السحرةَ والمشعوذين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين. اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، وهيّءْ لهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رشدًا يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك ويذلُّ فيه أهلُ معصيتِك ويؤمرُ فيه بالمعروفِ ويُنهى فيه عن المنكرِ يا سميعَ الدعاء. اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين

دعاء الاستسقاء: اللهم أغثنا ،،،

عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصلاةُ والسلام: من صلّى عليّ صلاةً واحدةً صلى اللهُ عليه بها عشرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.                                                               

 إعداد / وليد بن محمد العباد – غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين

جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض – 23/3/1443

المشاهدات 916 | التعليقات 0