خطبة ختام شهر رمضان 1440هـ

algehani algehani
1440/09/24 - 2019/05/29 15:02PM
((خطبة ختام رمضان ))
الْحَمْدُ للهِ الذِي وَفَّقَ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، وَشَرَحَ صُدُورَ أَوْلِيَائِهِ لِلإِيمَانِ بِمَا أَنْزَلَ مِنَ الآيَات، وَيَسَّرَ لَهُمْ مَنَ الأَعْمَالِ مَا يَتَبَوَّؤُنَ بِهِ أعالي الْجَنَّات، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى مَا لَهُ مِنَ الأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَات، وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَسْدَاهُ مِنَ الإِنْعَامِ وَالْبَرَكَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً أَرْجُو بِهَا رَفِيعَ الدَّرَجَات، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الآيَاتِ, صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ذَوِي الْهِمَمِ الْعَالِيَات، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.
" . . . أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، وتفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام ، وتأملوا سرعة إنقضاء الشهور والأعوام ، واعلموا أنه بمرورها تنقص أعماركم ، وتطوى صحائفكم ، وتقبلون على ربكم
هاهو شهر المغفرة والرحمات يوشك أن يرحل عنكم بما أودعتموه من أعمال وأقوال
فأحسنوا فيما بقي فيه من ليالٍ وأيام
علكم أن تدركوا فيه ليلة القدر فتفوزوا بعظيم الثواب والأجر
ودعوا شهركم بصالح الأعمال ، وتفقدوا قبل إنقضائه أحوال إخوانكم الفقراء والمساكين ، والأرامل واليتامى والمحتاجين ، أغنوهم عن السؤال ومد اليد ، سدوا عوزهم ، وأطعموا جائعهم ، واكسوا عاريهم ، وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ، فالمال أمانة عندكم ، فأروا الله من أنفسكم خيراً في مثل هذه الأيام المباركات ، فالسعيد من أنفق ماله في الطاعات والقربات ، والشقي من صرفه في الهوى والشهوات ،.
ثم إعلموا رحمكم الله أن الله جل وعلا شرع  لكم في ختام شهركم ((صدقة الفطر)) ،
وصدقة الفطر واجبة على الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد والغني والفقير ، ويستحب إخراجها عن الحمل في بطن أمه من غير وجوب  ، وتجب على اليتيم في ماله ، ويخرج عنه وليه ، ويستأذن الخدم في إخراجها عنهم ،
وتكون الزكاة من غالب قوت البلد ، فتخرج من الأرز والبر والتمر وكل ما اعتاد الناس اقتياته ، ومقدارها صاع من طعام أي ما مقداره ثلاثة كيلوجرامات تقريباً ، ووقت إخراجها الفاضل بعد صلاة الفجر ، وقبل صلاة العيد فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "، ويجوز تقديمها قبل يوم العيد بيوم أو يومين ، ولا يجوز إخراجها قبل ذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : " كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " ، ويخرجها المسلم عنه وعمن يقوم بنفقته ، من الآباء والأبناء والزوجات وغيرهم ممن هو ملزم بنفقتهم ، فأخرجوها رحمكم الله طيبة بها نفوسكم ، فإنما فرضت صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين ، وشكراً لله على ما أنعم به عليكم من صيام شهر رمضان وقيامه ،
واعلموا أنه لا يجوز دفع النقود بدل الطعام ، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إخراجها من الطعام ، من غالب قوت البلد أما القيمة فلا تجزئ في ذلك ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر في رمضان صاعاً من تمر ، أو صاعاً من أقط ، أو صاعاً من شعير على كل حر وعبد ، ذكر وأنثى من المسلمين " ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام ، أو صاعاً من تمر ، أو صاعاً من أقط ، أو صاعاً من زبيب ،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى "
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنه ونفعني وإياكم بمافيهما من الآيات والحكمه
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئه
فإستغفروه  وتوبوا إليه
فيا فوز المستغفرين.
 
 
الخطبة الثانيه
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله في كل أحوالكم ،وسائر أموركم ، فإن الله تعالى رقيب لا يغيب ، قيوم لا ينام ، سبحانه من إله عظيم ، لا تخفى عليه من أموركم خافية.
عباد الله : شرع الله لكم في ختام هذا الشهر التكبير في ليلة العيد ، قال تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " فيبدأ التكبير بعد غروب شمس ليلة العيد وحتى دخول الإمام لصلاة العيد ،
وصفة التكبير أن يقول :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله ،
و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
ومما شرعه الله لنا في ختام هذا الشهر المبارك أداء صلاة العيد شكراً لله تعالى على أداء فريضة الصيام ، ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ : " كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى "
ألا فاعلموا رحمكم الله  أن الخروج لصلاة العيد إظهار لشعائر الإسلام ، وعلم من أعلامه الظاهرة ، فاحرصوا على حضورها  فإنها من مكملات أحكام هذا الشهر المبارك ، لا سيما وهي فرض كفاية ،وأعلموا أن من علامات القبول إن الطاعة تتبع بالطاعة لا بضدها ،
لذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته اتباع صوم شهر رمضان بصوم ستة أيام من شوال ، فقد روى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر "
اللهم تقبل منا صالح القول والعمل
وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
هذا وصلوا رحمكم الله على من أمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ, فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ, وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ, الْأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ, وَعُمَرَ, وَعُثْمَانَ, وَعَلِيٍّ, وَعَنْ سَائِرِ الآلِ, وَالصَّحَابَةِ, وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلامَ والمُسْلِمِين, وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِينَ, وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا, مُطْمَئِنًا, سخَاءً رَخَاءً, , وسَائِرَ بلَادِ المُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ أصلِحْ لنَا دِينَنَا الذي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلِيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
المشاهدات 2166 | التعليقات 0