خطبة ختام شهر رمضان

عبدالرحمن السحيم
1445/09/25 - 2024/04/04 23:42PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْعَظَمَةِ وَالْكَمَالِ وَالْجَمَالِ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الْمَآلِ.  أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ –عباد الله- حَقَّ التَّقْوَى، فَأَعْمَارُكُمْ تَمْضِي، وَآجَالُكُمْ تَدْنُو (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

واعْلَمُوا أنَّكُم غدًا أمامَ اللهِ مَوْقُوفون، ويومَ العَرْضِ عليه مُحَاسَبون، وبأعمَالِكُم مجزِيُّون، واعلَموا أنَّ للقُبورِ وَحْشَةٌ أُنْسُها الأعمَالُ الصالحة، وبها ظُلْمَةٌ يُبدِّدُها تَدارُكُ الموَاسِمِ السَّانِحة، فلا تغُرَّنَّكمُ الحياةُ الدُّنيا، ولا تُلهيَنَّكُمْ عن الآخِرة، وقدموا صالحًا تسعدون به في قبوركم ويوم لقاء ربكم.

فاجْتَهِدُوا عباد الله فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذِهِ اللَّيَالِي؛ فَإِنَّهَا خَيْرُ اللَّيَالِي، وَأَحْسِنُوا خِتَامَ الشَّهْرِ الْكَرِيمِ؛ فَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ، وَرُبَّ دَعْوَةٍ خَرَجَتْ مِنَ الْقَلْبِ فَاسْتُجِيبَ لَهَا، وَرَبَّ دَمْعَةٍ سَالَتْ مِنَ الْعَيْنِ فَغُفِرَ لِلْعَبْدِ بِهَا، وَرُبَّ تَوْبَةٍ نَصُوحٍ هُدِيَ الْعَبْدُ إِلَيْهَا فسعد في الدارين، وَرُبَّ مُنَاجَاةٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ رُحِمَ الْعَبْدُ بِسَبَبِهَا، وَرُبَّ هَمٍّ لَازَمَ الْعَبْدَ عَامَهُ كُلَّهُ أَزَاحَهُ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْعَشْـرِ، فَأَلِحُّوا عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى- بِالدُّعَاءِ وتذللوا وتضرعوا بين يديه؛ فَإِنَّكُمْ تَدْعُونَ رَبًّا قَرِيبًا مُجِيبًا، سَمِيعًا بَصِيرًا، عَالِمًا بِأَحْوَالِكُمْ وَحَاجَاتِكُمْ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ: يَعْظُمُ الرَّجَاءُ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَظِيمَةِ؛ حَيْثُ تَتَنَزَّلُ الرَّحَمَاتُ وَالْبَرَكَاتُ، وَيَكْثُرُ الْعَفْوُ وَالْمَغْفِرَةُ وَالْعِتْقُ مِنَ النَّارِ، فَيَا لَهَا مِنْ لَيَالٍ عَظِيمَةٍ فِي نُفُوسِ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ، وَيَا لَهَا مِنْ أُجُورٍ مُضَاعَفَةٍ لِلْقَائِمِينَ الْمُخْلِصِينَ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا، وارْجُوْا مِنْ رَبِّكُمْ فَضْلًا؛ فَإِنَّ الرَّجَاءَ فِيرَّبِّنَا عَظِيمٌ، وَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِهِ مِنْ صِفَاتِ الْمُوقِنِينَ، وَإِنَّ الْيَأْسَ وَالْقُنُوطَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ مِنْ صِفَاتِ الضَّالِّينَ؛﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ: هَذِهِ أَيَّامُ شَهْرِكُم تَتَقَلَّصُ، ولَيَالِيْهِ الشَّـرِيْفَةُ تَـتَـقَضَّى، شَاهِدةً بِما عَمِلْتُم، وحَافِظةً لِما أوْدَعتُم، هِيَ لِأَعْمَالِكُمْ خَزَائِنُ مُـحْـكَمةٌ، ومُسْتَوْدَعَاتٌ مَحْفُوْظَةٌ، تُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ﴾، يُنَادِيْ رَبُّكُمْ: (يَا عِبَادِي: إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ). أَيَّامٌ مُبَارَكَةٌ آذَنَتْ بِالرَّحِيْلِ وأَوْشَكَتْ عَلَى الزَّوَالِ، مَوْسِمٌ شَرِيْفٌ يُودِّعُهُ المُسْلِمُونَ، كَمْ مِنْ حَيٍّ يَعِيْشُ آَخِرَ رَمَضَانَ لَه، ولَنْ يَعُودَ عَلَيْهِ الشَّهْرُ، وقَدْ كُتِبَ فِي عِدَادِ أَهْلِ القُبُوْرِ بَعْدَهُ، وأَصْبَحَ مَرْهُوْنًا بِمَا يَعْمْلُهُ اليَوْمَ، فَاجْتَهِدُوا -رَحِمَكُم اللهُ- فِي بَقِيَّتِه، فَالْأعْمَالُ بِالْـخَوَاتِيمِ، والْعِبْرَةُ فِي كَمَالِ النِّهَايَاتِ، لَا بنَقْصِ الْبِدَايَاتِ، وإِذَا لَمْ تُحْسِنْ الاسْتِقْبَالَ، فلَعَلَّكَ تُحْسِنُ الوَدَاعَ.

ولو لم يتبقى من شهرك إلا ساعة لكانت حرية منك بالاهتمام، وحسن الاغتنام؛ إذ لا تعلم هل يعود عليك الشهر أو هو آخر العهد به، وأنت أحوج ما تكون في قبرك ويوم القيامة للحسنة الواحدة (يوم يفر المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه) يوم تجد ما عملته أمامك (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ).

وقد تنالك يا عبد الله فيما تبقى من شهرك نفحة من نفحات الرحيم الرحمن فتسعد سعادة الأبدين، فأري الله من نفسك خيرًا.

وقَدْ بَقِيَتْ لَيَالٍ مِنْ الشَّهْرِ هِيَ أَرْجَى مَا تَكُونُ لِلَيْلَةِ القَدْرُ، وقد قال الله: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) فَجِدُّوا وَشَمِّرُوا، وَلا تُثَبِّطَنَّكُمُ الرُّؤَى وَالمَنَامَاتُ فِي تَحْدِيدِهَا؛ فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ اطْلَاعَ خَلْقِهِ عَلَيْهَا لَفَعَلَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالعَمَلِ، وَلاَ تَتَوَاكَلُوا فَكُلُّ لَيَالِ العَشْـرِ حَرِيَّةٌ بِهَا، وَأَرْجَاهَا لَيَالِ الوِتْرِ، وَأَرْجَاهُنَّ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْـرِينَ، التي كان يُقسم بعض السلف على أنها هي ليلة القدر وسوف تستقبلونها هذه الليلة، وسوف تحل بكم ليلة تسع وعشرين، وهي من الأوتار التي تُرجى أن تكون ليلة القدر فيها.

وكل ليلة من شهركم هذا شريفة، وإنّ لله فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، ولا تعلم أي ليلة من شهرك تفوز بهذه المكرمة.

وإنَّ العَاقِلُ مَنْ اِغْتَنَمَ بَقِيَّةَ لحَظَاتِ شَهْرِه فَشَغلَها بالطَّاعَاتِ وعَظِيْمِ القُرُبَاتِ، واسْتَبْدَلَ السَّيئَاتِ بالحَسَناتِ، ومَنْ كَانَ فِي شَهْرِه مُنِيبًا، وفِي عَمَلِه مُصِيبًا، فليُحْكِمْ البِنَاءَ ولا يَهْدِمْ ما بَنَاهُ بالخَطِيْئَاتِ، فيَكَونُ كَالَّتَي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أنْكَاثًا، وإِذَا أكْمَلَ المُسْلِمُ العَمَلَ وأَتمَّهُ وجَبَ عَلَيْهِ الخَشْيَةُ مِنْ عَدَمِ قَبُولِهِ أَوْ فَسَادِهِ بَعْدَ قَبُولِهِ، قَالَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "كُوْنُوَا لِقَبُوْلِ العَمَلِ أشَدَّ اهْتِمامًا مِنْكُم بِالعَمَلِ".

أَيُّهَا المُسلِمُونَ: الدُّنْيَا سَاعَاتٌ وأَيَّامٌ، وهِيَ مِنْ صَحَائِفِ الأَعْمَاِرِ، وعُمُرُ الإِنْسَانِ مِنْهَا عَمَلُهُ، والسَّعِيْدُ مَنْ خَلَّدَهَا بِأَحْسَنِ الأعْمَالِ، والفَائِزُ مَنْ اغْتَنَمَ بِالخَيْرِ لحَظَاتَ وَقْتِه، ولمْ يُفرِّطْ فِي شَيءٍ مِنْ دَهْرِه، والمغْبُوْنُ مَنْ انْفَرَطَ أمْرُهُ، وغَفَلَ قَلْبُهْ، والمَحْرُوْمُ مَنْ حُرِمَ الخَيْرَ فِي رَمَضَانَ، والشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي أَشْرفِ الأَزْمَانِ، قَالَ عَليْه الصَّلاةُ والسَّلامُ:(رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ). فَزَكُّوَا أنْفُسَكُمْ -عِبَادَ اللهِ- بِطَاعَةِ اللهِ، والإِخْلاصِ فِي عِبَادَتِه، واخْتِمُوا شَهْرَكُمْ بكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ، وتُوبُوُا إِلَى اللِه مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ، فالتَّوْبَةُ فِي الأيَّامِ الفَاضِلَةِ أرْجَى لِلْقَبُوْلِ، واتَّقُوا رَبَّكُمْ فِيْ كُلِّ آَنٍ ومَكَانٍ، واغتنموا لحظات هذه العشر فإن اليَوْمَ عَمَلٌ ولا حِسَاب، وغدًا حِسَابٌ ولا عَمَل، (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)..

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِا بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ ولسائر المسلمين، فَاسْتَغْفِرُوْهُ وتوبوا إليه إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.

 

الخطبة الثانية: الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ؛ فَإِنَّكُمْ فِي آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ، فَأَرُوا اللَّهَ تَعَالَى مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا؛ فَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ، وَخُذُوا مِنْ حَيَاتِكُمْ لِمَوْتِكُمْ، وَمِنْ صِحَّتِكُمْ لِسَقَمِكُمْ، واستغلوا مواسم الخيرات بما يقربكم إلى مولاكم، وجِدُّوا فِيْ بَقِيَّةِ شَهْرِكُمْ هَذَا؛ فعَمَّا قَرِيْبٍ سَيُفَارِقُكم بِما اسْتَودَعْتُمْ فِيه مِنْ أعْمَالِكُم، فَجِدُّوا واجْتَهِدُوا، وأَمِّلُوا وأبْشِـرُوا، وأحسنوا ظنكم بالله؛ فإِنَّ ربَّكُم غَفُورٌ رَحِيمٌ، غَنيٌّ كَرِيمٌ.

أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: شُرِعَ لَكُمْ فِي خِتَامِ الشَّهْرِ الْكَرِيمِ إِخْرَاجُ زَكَاةِ الْفِطْرِ؛ شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى الْبَقَاءِ حَوْلًا كَامِلًا، وَشُكْرًا عَلَى صِيَامِ رَمَضَانَ، وَالسُّنَّةُ فِيهَا أَنْ تُخْرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَقَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ، وَيَجُوزُ تَقْدِيمُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، وَتُخْرَجُ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ.

وَيَتَأَكَّدُ عَلَى المُسْلِمِ حُضُورُ صَلَاةِ الْعِيدِ، وَهِيَ فَرْضُ كِفَايَةٍ عِنْدَ الْجُمْهُورِ، وَسُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ لِلْأَفْرَادِ، وَقَالَ جَمْعٌ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ: إِنَّهَا فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ، فَلَا يَحْسُنُ التَّسَاهُلُ فِي التَّخَلُّفِ عَنْهَا بَعْدَ رَمَضَانَ. وَتَحْضُـرُهَا النِّسَاءُ بِلَا زِينَةٍ وَلَا طِيبٍ؛ لِئَلَّا يُفْتَنَ الرِّجَالُ بِهِنَّ؛ قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: (أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ، وَدَعْوَتَهُمْ وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ عَنْ مُصَلَّاهُنَّ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَاحْذَرُوا الْمُنْكَرَاتِ فِي الْعِيدِ؛ فَإِنَّهُ يَوْمُ شُكْرٍ لِلَّهِ تَعَالَى، وَالْمَعْصِيَةُ فِيهِ مِنْ كُفْرَانِ نِعْمَةِ الْعِيدِ، وَنِعْمَةِ رَمَضَانَ، وَنِعْمَةِ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ. وَأَتْبِعُوا رَمَضَانَ بِصِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ؛ لِتَكُونَ لَكُمْ مَعَ رَمَضَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ، وَأَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ بِالْقَبُولِ فِي خِتَامِ الشَّهْرِ الْكَرِيمِ؛ فَإِنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَى الْقَبُولِ، ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.

جعلنا الله وإياكم ووالدينا والمسلمين من المقبولين والمغفورين والعتقاء..

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى فإنه من صلى عليَّه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً.  اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين..

اللهم تقبَّل منا الصيامَ والقيامَ والصالح من الأعمال، واغفر لنا التقصير والزلل، واختم لنا رمضان بغفرانك والعتق من نيرانك، وأعده علينا أعوام عديدة وأزمنة مديدة ونحن في خير حال.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل أعداء الدين. اللهم انصر إخواننا في فلسطين وفي كل مكان، اللهم اشف مريضهم وداوي جريحهم وتقبل قتيلهم وأمنّ خائفهم وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم يا قوي يا عزيز. اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله! اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

 

المرفقات

1712263320_خطبة ختام شهر رمضان.docx

1712263325_خطبة ختام شهر رمضان.pdf

المشاهدات 2937 | التعليقات 0