(خطبة ) خبث اليهود وكفرهم
خالد الشايع
الخطبة الأولى ( اليهود وخبثهم ) 12/4/1445
أما بعد فيا أيها الناس : فإن دين الله واحد ، وإن اختلفت الشرائع ، فكل أمة أرسل الله لهم رسولا ، وأنزل معه شريعة يسير عليها بمن اتبعه ، وكل نبي يدعو قومه للتوحيد ، وهو توحيد الله بالعبادة والكفر بكل ما سواه ، كما قال سبحانه ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
والإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والخلوص من الشرك والبراءة من الشرك وأهله ، والكفر بما يعبد من دون الله ، فلا يوجد ديانات سماوية مختلفة ، بل كلها دين واحد جاء به الرسل ، وهو الإسلام ، غير أن كل نبي كان يبعث إلى قومه خاصة ، ثم إذا توفاه الله دب التحريف بعد مدة من الزمن على ما جاء به ، حتى جاء الإسلام ناسخا لكل شريعة جاءت قبله ، كما قال سبحانه ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يده من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) وتكفل الله بحفظ هذا الدين ، وجعله صالحا لكل زمان ومكان ، فكان ناسخا لكل شريعة قبله ، كما أخرج أحمد في مسنده من حديث جابر قال صلى الله عليه وسلم ( لو كان موسى حيا لما وسعه إلا أن يتبعني ).
وإذا نزل عيسى ابن مريم في آخر الزمان ، فإنه يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا بالنصرانية ، ويصلي خلف إمامنا ولا يؤمنا ، كما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة ، فنحن من خير الأمم ، ونبينا خير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
وقد أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم صريحة ، أنه لا دين يقبل من أحد من الناس بعد بعثته غير الدين الذي جاء به هو عليه الصلاة والسلام ، كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم ( و الذي نفسي بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار )
معاشر المسلمين : لقد كفر الله اليهود والنصارى في كتابه ، فقال في النصارى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم )
وقال في اليهود وأشباههم ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ، أولئك هم الكافرون حقا )
ومن نواقض الإسلام عدم تكفير المشركين أو الشك في كفرهم ، أو تصحيح مذهبهم .
فلا يجوز لمسلم أن يقول إن اليهود والنصارى مؤمنون ، أو أنهم إخوان لنا ، فضلا عن أن يترحم عليهم أو يقول بدخولهم الجنة .
واليهود أشد الناس عداوة للمؤمنين ، كما قال سبحانه ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )
وهم أهل نقض للعهود ، كما فعلوا مع موسى عليه السلام مرارا ، وكما فعلوا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، بل حاولوا قتله مرارا ، حتى أجلاهم من المدينة ، ثم أجلاهم عمر في خلافته خارج جزيرة العرب ، والقاعدة العامة في تعاملهم مع المسلمين كما قال الله ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وهم أهل الحيل والمكر ، كما تحايلوا على شرائع الله ، وكل خبث فهم أساسه ، وكل مكر فهم من ورائه ، فلا يستأمنهم إلا جاهل ، وهم في زمننا هذا على طريقة أسلافهم ، وزادوا عليهم باغتصابهم أراضي المسلمين ، كما فعلوا في فلسطين ، من عشرات السنين ، وهم يطالبون المسلمين بالاعتراف بهم ، وهم محتلون خونة ، غصبوا الديار وسفكوا الدماء ، ولا يزالون على ذلك ، فمهما بلغ المسلمون من الضعف ، فلا يجوز لهم أن يعقدوا الصلح الأبدي معهم ، ووضع الحرب معهم ، فقد كان اليهود جيران النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ، وعلّمنا كيف نتعامل معهم ، فقد عقد معهم صلحا مؤقتا ، لما كان ضعيفا معادى من أكثر من جهة ، فصالحهم ليخفف عنه العداء من جهتهم ، ومع ذلك نكثوا ، ولما صالحهم على أرض خيبر ، قال : تقيمون فيها ما نشاء ، ثم أخرجهم عمر في خلافته ، فلا صلح أبدي معهم ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يتبايع معهم ، ويستخدم سلعهم ، وأباح الله لنا أكلهم وذبائحهم التي يذكرون اسم الله عليها عند الذبح ، كما أحل لنا نكاح المحصنات من نسائهم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .........
الخطبة الثانية
أما بعد فيا أيها الناس : لا يزال الحديث موصولا عن خبث اليهود وغدرهم ، معاشر المسلمين : الكل يسمع ويتابع ما يصنعه اليهود بإخواننا في غزة وما جاورها ، مجازر وقتلى بالمئات يوميا ، واستهداف للأطفال والنساء والمستشفيات ، لا يرقبون في مؤمن إلاّ ًولا ذمة ، وقد تكالب الغرب معهم بالدعم والنصرة بالمال والعتاد والعدة ، وهم لا ناصر لهم إلا الله ، وإغاثات الشعوب بالدعاء لهم ، إن ما يصنعه اليهود اليوم دليل واضح على الحقد الدفين في قلوبهم ، ولولا الخوف الذي ملأ قلوبهم ، لسحقوا غزة كلها ، فهم ينظرون إلى المسلمين في كل مكان أنهم أرذل الخلق ، ولا حاجة لوجودهم على الأرض ، ويرون أنهم هم شعب الله المختار ، كما قال الله عن حالهم ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤا الله وأحباؤه ) فكذبهم سبحانه بقوله ( قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق ) إن اليهود الذين اغتصبوا بلاد المسلمين ومقدساتهم ، هم من سلالة اليهود الذين كانوا مع موسى عليه السلام ، ومن لم يكن من سلالتهم فهو على معتقداتهم ، ولقد أحسن الله إلى اليهود وهم بنو إسرائيل أيما إحسان ، فاسمع قوله تعالى لهم (يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(47) فقد فضلهم الله فجعلهم أفضل أهل زمانهم ، ثم امتن عليهم بنعمه فقال مذكرا لهم (48)وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49)وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(50) فما جفت أقدامهم من البحر بعد إذ أنجاهم الله وأغرق آل فرعون حتى قالوا لموسى ( اجعل لنا إله كما لهم آلهة ) ولما ذهب موسى لميقات ربه ، كفروا وارتدوا وعبدوا العجل ، قال سبحانه : (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ(51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) كفر ونكث للعهد متكرر ، ثم قال الله لهم ادخلوا بيت المقدس فاتحين وسأمنحكم الثمار والأرزاق ، وادخلوا المسجد تائبين ، فسوف أتوب عليكم ، كما قال سبحانه ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59) فدخلوا المسجد يزحفون عن أستاههم وهم يقولون حبة حنطة في شعيرة ، استهزاء بالله ، تعالى الله عن قولهم ، فهل بعد هذا الكفر كفر ، فهم أهل نقض للعهود ، وغدر بالمؤمنين ، وتربص بعوراتهم ،
وقلة أدبهم مع الله ، فاسمع قوله تعالى عنهم (وقالت اليهود يد الله مغلولة ) يعني يصفون الله بالبخل تعالى الله عن قولهم فرد عليهم سبحانه قوله ( غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ) ومثله قولهم تعالى الله عن قولهم ( إن الله فقير ونحن أغنياء )
ومن شنيع قلة أدبهم مع الله ، وجرأتهم عليه قولهم ( عزير ابن الله ) فنسبوا لله الولد ، تعالى الله عن قولهم ، هل بعد هذا الخبث خبث .
معاشر المسلمين : بعد ما سمعنا من خبث اليهود وغدرهم ، وحقدهم على المسلمين ، هل يثق بهم أحد ، وهل يرجو منهم صلحا ، أو علاقات طيبة ، أو حكما عادلا ، فمعاملتهم مع ا لمسلمين اليوم كلها غدر وتربص وكيد ، وإني لأعجب ممن يتفوه جهلا بقوله إن لليهود حق في الدفاع عن أنفسهم ، أو يقول إن الأرض المقدسة لهم ، ولا يتحرك قلبه لإخوانه المسلمين ، إن الحرب في فلسطين حرب بين إسلام وكفر ، لا مجال للفلسفة والتكلم فيها بجهل ، فعجوا لربكم طالبين النصر والتمكين لإخوانكم المسلمين في فلسطين ، وأن يرد المسجد الأقصى إلى حوزة المسلمين لا يشركهم فيه أحد ، فهذا أقل الواجبات تجاه القضية
اللهم طهر بلاد المسلمين من اليهود وأذنابهم
المرفقات
1698329533_خبث اليهود وكفرهم.docx