خطبة جمعه (فضل يوم الجمعه وعرفه وسنن العيد)

ابو سعود
1435/12/08 - 2014/10/02 20:31PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه خطبة جمعه من خطب المشائخ (محمد الشرافي وعبدالرحمن اللهيبي وهلال الهاجري)

وفقهم الله


الحمدُ للهِ مُبدِعِ المخلوقاتِ، وشارِعِ العباداتِ، أحمدُه وقد أسبَغَ علينا الخيرَ الجزيلَ،وأسبلَ السِترَ الجميلَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له شهادةَعبدٍ آمنَ بربِّه، ورجا العفوَ والغُفرانَ لذنبِه، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيدَنامحمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وأتباعِه وحِزبِه، صلاةًوسلامًا دائمَيْن مُمتدَّينَ إلى يومِ الدينِ .. أمابعدُ:
فيا أيهاالمسلمونَ .. بالتقوى تحصُل البرَكةُ، وتندفعُ الهلَكةُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أيهاالمسلمونَ:
في عرفةَ بينَ الأوديةِ والجِبالِ، وبينَ الشِّعابِوالتِّلالِ، هنالِكَ حيثُ المهابةُ والجلالُ، وحيثُ البهاءُ والجمالُ، حينَ تجتمعُ قوافلُ الحجَّاجِ، وتكتملُ حُشُودُ الأفواجِ،يَكسوهم خُشوعُ الإنابةِ والأوبةِ، ويسكُبُونَ عَبَراتِ الشوقِ، ودموعَ التَّوبةِ.

فهنيئاً للحُجَّاجِ والعُمَّارِ حجُّهم واعتمارُهم، فهم وفدُ اللهِ الَّذينَ دعاهم فأجابوا، وسألوه فنالوا، والحجُّ يهدِمُ ما قبلَه، ومن حجَّ فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ رجعَ من ذنوبِه كيومِ ولدَتْهُ أمُّه، والحجُّ المبرورُليس له ثوابٌ إلا الجنَّةَ.
أيهاالمسلمونَ:

ما أعظمَ هذا اليومِ الذي نحنُ فيه، وما أجلَّه من موسمٍ،اجتمعَ فيه يومُ عرفةَ بيومِ الجمعةِ، فيومُ الجُمعةِ الذي قالَ فيه صلى اللهُ عليهوسلمَ: (خيرُ يومٍ طَلعتْ عليه الشَّمسُ يومُ الجُمعةِ؛ فيه خُلقَ آدمُ، وفيهأُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرجَ منها، ولا تقومُ الساعةُ إلا في يومِ الجُمعةِ).

وأما يومُ عرفةَ وما أدراكَ ما يومُ عرفةَ فهو يومٌ شريفٌ كريمٌ، يومٌ تُعتَقُ فيه الرِّقابُ، ويُسمَعُ فيه الدعاءُ ويُجابُ، وما من يومٍأكثرُ من أن يُعتِقَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه عبدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وإنه ليدنُو ثم يُباهِي بهم الملائكةَ، فيقولُ: (ما أرادَ هؤلاءِ؟) .. واعلموا رحِمَكم اللهُ تعالى أن عتقَ الرقابِ وإجابةَ الدعاءِ وغفرانَ الذنوبِ والأوزارِ هو عامٌ للواقفينَ بعرفةَ وغيرِهم من أهلِ الأمصارِ .. فرحمةُ اللهِ إذا نزلتْ شَملتْ كلَّمن طلبَها من العزيزِّ الغفَّارِ.
فإذا وافقَ يومُ عرفةَ يومَ الجمعةِ كانَ له مَزيةٌ على سائرِ الأيامِ، ففيه: أن ذلك يوافقَ حَجَّةَالنَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ، وهو اليومُ الَّذي أكملَ اللهُ لنا الدِّينَ،وأتَّمَ علينا النِّعمةَ، ففي الصَّحيحِ أنَّ رجلاً من اليهودِ قالَ لعُمرِ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه: يا أميرَ المؤمنينَ، آيةً في كتابِكم تقرؤونها، لو علينا معشرَ اليهودِ نزلتْ، لاتَّخذنا هذا اليومَ عيداً، قالَ: أيُّ آيةٍ؟، قالَ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ) .. قالَ عمرُ: قد عرفْنا ذلك اليومَ والمكانَ الذي نزلتْ فيه على النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ، وهو قائمٌ بعرفةَيومَ جُمعةٍ.

وفيه أن الجمعةَ هو اليومُ الذي فيه ساعةٌ محققةُالإجابةِ، ويومُ عرفةَ من الأيامِ التي يَستجيبُ اللهُ فيها الدُّعاءَ وخيرُالدعاءِ دعاءُ عرفةَ، فاجتمعَ في هذا اليومِ موجباتُ إجابةِ الدعاءِ، فأظهِروا ياعبادَ اللهِ في هذا اليومِ التوبةَ والاستغفارَ، والتذلُّلَ والانكِسارَ، والندامةَوالافتقارَ، والحاجةَ والاضطرارَ، ولو بقيَ الواحدُ منَّا اليومَ في المسجدِ إلىغروبِ الشَّمسِ لم يكنْ هذا كثيراً، ففي هذا اليومِ من الفَضائلِ والرحماتِوالخيراتِ والبركاتِ ما تُستحقُ لأجلِها أن تُبذلَ الأوقاتُ.

من يُحبُ اليومَأن يكونَ من النَّارِ عتيقاً؟ .. ومن يريدُ أن يكونَ اليومَ من أَسرِ الذُّنوبِطليقاً؟ .. فاضرعْ إلى ربِّك بالدُّعاءِ .. واسبلْ دموعَ الحزنِ والرَّجاءِ .. واستغفرْ من ذنوبٍ تراكمتْ على مرِّ السنينَ .. وكُفَّ عن الآثامِ التي يشيبُ منهَولِها الجَنينُ .. فكم حالتْ بينَك وبينَ رحمةِ أرحمِالرَّاحمينَ.

فهذا اليومُ يومُ الإجابةِ، وقد قالَ ربُّكم: (ادْعُونِيأَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَجَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، وقالَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (خيرُ الدُّعاءِدعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ مِن قَبلي لا إلهَ إلا اللهُوحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍقديرٍ).

فاحذرْ أن تكونَ في هذا اليومِ عن اللهِ مُنشغلاً أولغيرِه راجياً ومؤملاً .. عن سالمِ بنِ عبدِاللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ أنه رأىسائلاً يسألُ النَّاسَ يومَ عرفةَ، فقالَ: (يا عاجزاً .. في هذا اليومِ تَسألُ غيرَاللهِ تعالى).
أيها المسلمونَ: ما أعظمَه من مَشهدٍ هذا اليومِ أن ترى النَّاسَ في عرفةَ وفي سائرِ البلدانِ قدلجئوا إلى ربِّهم وتضرعوا إلى مولاهم، بالحمدِ والثناءِ يلهجونَ، وبالبكاءِوالدعاءِ يَضجُّونَ .. القلوبُ منكسرةٌ، والدموعُمنهمرةٌ.

فلو رأيتُهم وقد سألوا ربَّهم خاشعينَ، ورفعوا أكفَّالافتقارِ إليه مُتضرعينَ، وأسبلوا العَبراتِ مُتذللينَ .. يقولونَ: يا ربَّنا .. لقدْ تعاظمتْ منا المعاصي والذُّنوبُ .. وتراكمتْ علينا النَّقائصُ والعُيوبُ .. ونحن يا مولانا في عفوكِ طامعينَ، ولخيرِك وجُودِك مؤملينَ .. فنحنُ الفقراءُ إليك،الأُسارى بين يديك .. إن قطَعتَنا فمن يصلُنا؟، وإن أعرضتَ عنا فمن يقرِّبُنا؟ .. فارحمْ خضوعَنا، وأقبلْ خشوعَنا، وأجبرِ قلوبَنا، واغفرْ ذنوبَنا، وأنِلْنا يامولانا مطلوبَنا.

هذه هي حالُ عبادِ اللهِالصَّالحينَ، يتضرعونَ إلى ربِّهم خاشعينَ، ولأنواعِ مآربِهم طالبينَ .. واللهُسميعٌ عليمٌ، غنيٌّ كريمٌ، ذو فضلٍ واسعٍ عظيمٌ .. لا يتبرَّمُ بإلحاحِ الملحينَ،ولا يبالي بكثرةِ السَّائلينَ.
نَظرَ الفُضيلُبنُ عياضٍ إلى تسبيحِ النَّاسِ وبُكائِهم عَشيةَ عرفةَ فقالَ: أرأيتُم لو أن هؤلاءصاروا إلى رجلٍ فسألوه دانقاً –وهو مبلغٌ ضئيلٌ من المالِ- فهل كانَ يردُّهم؟،قالوا: لا، فقال: واللهِ لَلمغفرةِ عندَ اللهِ أهونُ من إجابةِ رجلٍ لهمبدانقٍ.

فيا منَ يَطمعُ اليومَ في العتقِ من النَّارِ، ويرجورحمةَ العزيزِ الغفَّارِ .. لا تَحُلْ بينك وبينَ رحمةِ ربِّك بالإصرارِ علىمعانقةِ الحرامِ، وإيَّاكَ أن تُوبقَ نفسَك بجليلِ المعاصي والآثامِ، فإن أبيتَالتَّوبةَ والإنابةَ في هذا اليومِ العظيمِ، فمتى هو الرجوعُ إلى صراطِ اللهِالمُستقيمِ؟.

انتهزوا يا عبادَ اللهِ فرصةَ نُزولِ اللهِ وقُربِه منعبادِه عشيةَ عرفةَ، من زَوالِ الشَّمسِ إلى غروبِها، فلا يألوَنَّ أحدُكم جُهدَهفي سبيلِ تحصيلِ رحمةِ اللهِ وغفرانِه، وليباهي بكَ اللهُ ملائكتَه كما يُباهيبأهلِ عرفةَ، فلقد لهونا لهوَاً كثيراً، وعصينا عُصياناًكبيراً.

لَهَوْنا لَعَمْرُ اللهِ .. حتَّى تتابَعَتْ *** ذُنوبٌ على آثارِهِنَّذنوبُ


باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسنةِ، ونفعني وإياكم بما فيهما منالبيناتِ والحكمةِ، أقولُ ما تسمعونَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ منكلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُالرحيمُ.


الخطبة الثانية:


الحمدُ للهِ الذي لاخيرَ إلا منه، ولا فضلَ إلا من لدُنه، ولا اعتمادَ إلا عليه، ولا ملجأَ ولا منجامنه إلا إليه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له سميعٌ لراجِيه، قريبٌلمناجِيه، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه ونبيُّه، وصفيُهوخليلُه، ووليُّه ورضِيُّه، وأمينُه على وحيِه، وخِيرتُه من خلقِه، صلَّى الله عليهوعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا أما بعد:
فيا عبادَ اللهِ: من فاتَه القيامُ بعرفةَ، فليقمْ للهِ بالحقِّ الذي عرفَه، ومن عجزَ عن المبيتِبمزدلفةَ، فليبيِّت عزمَه على طاعةِ اللهِ الذي قربَّه وأزلفَه، ومن لم يقدرِ علىنحرِ هديه بمِنى، فليذبحْ هواه هُنا، ومن لم يصلْ إلى البيتِ العتيقِ، فليقصدْ ربَّالبيتِ المجيدَ، فإنه أقربُ إلى من دعاه ورجاه من حبلِالوَريدِ.

أيها المؤمنونَ: في يومِ عرفةَ نستذكرُ ذلك الحدثَالتَّاريخي، حينَ وقفَ فيه النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ ذلك الموقفَ المشهودَ،وقفَ على صعيدِ عرفةَ، وقد اجتمعَ حولَه أكثرُ من مائةٍ وعشرينَ ألفاً فخطبَخُطبتَه الخالدةَ، فكانَ مما قالَه لهم ولنا ولمن سيأتي بعدَنا: (أيها النَّاسُ،إنه لا نَبيَّ بعدي، ألا فاعبدوا ربَّكم .. أيها النَّاسُ، إن دماءَكم وأموالَكمبينَكم حرامٌ، فلا ترجعوا بعدى كفاراً يَضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، وإن رِباالجاهليةِ موضوعٌ، واستوصوا بالنِّساءِ خيراً، إن لنسائِكم عليكم حقاً، ولكمعليهنَّ حقٌ، إن ربَكم واحدٌ، وإن إلهَكم واحدٌ، كلُّكم لآدمَ، وآدمُ من ترابٍ، إنأكرمَكم عندَ اللهِ أتقاكم) .. ثم قالَ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (ألا هلْ بلغتُ؟،اللهم فاشهدْ).
وفي ذلكَ اليومَودَّعَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ أصحابَه بتلكَ الكلماتِ الحزينةِ، فقال لهم: (لعلي لا ألقاكم بعد عاميِ هذا) .. فاللهمَّ إنا نُشهدُك أن نبيَّك صلى اللهُ عليهوسلمَ قد بلَّغَ الرِّسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ للأمةِ وجاهدَ فيكَ حقَّ جهادِه .. اللهمَّ فاجمعنا به في الفردوسِ الأعلى وأوردنا حوضَه يا غفورُ، ياكريمُ.

أيها المسلمون:

من السُنةِ في هذهالأيامِ التكبيرُ مطلقًا ومقيدًا، والمقيَّدُ هو الذي يكون أدبارُ الفرائضِ، ويبدأُمن فجرِ يومِ عرفةَ، ويمتدُ إلى عصرِ آخرِ أيامِ التشريقِ، يُكبرُ ما شاءَ بعدَقولِه: أستغفرُ اللهَ ثلاثاً، اللهم أنتَ السَّلامُ ومنك السَّلامُ تباركتَ يا ذاالجلالِ والإكرامِ، ثم يُكملُ أذكارَ أدبارِالصواتِ.
فَأَمَّاصَلَاةُ العِيدِ : فَهِيَ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الإِسْلامِيَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ مُرَدِّدِينَ التَّكْبِيرَوَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ
وَصَلاةُالعِيدِ وَاجِبَةٌ فِي حَقِّ الرِّجَالِ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ قَوْلَي العُلَمَاءِ , وَهِيَ سُنَّةٌ في حَقِّ النِّسَاءِ , لِحَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ رضيالله عنهاقَالَتْ : أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ اَلْعَوَاتِقَ , وَالْحُيَّضَ فِي الْعِيدَيْنِ , يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ اَلْمُسْلِمِينَ , وَيَعْتَزِلُ اَلْحُيَّضُاَلْمُصَلَّى . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
فَمَنْ تَرَكَ صَلاةَالعِيدِ مِنَ الرِّجَالِ البَالِغِينَ مِنْ غَيرِ عُذْرٍ فَهُوَ آَثِمٌ. وَالقَوْلُ بِوُجُوبِ صَلاةِ العِيدِ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ وَاخْتِيَارُالشَّيْخَيْنِ ابْنِ بَازٍ وابْنِ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُمُ اللهُ أَجْمَعِينَ .
وَمِنْ سُنَنِ العِيدِ: التَّكْبِيرُ , والاغْتِسَالُ , وَلُبْسُ أَحْسِنِالثِّيَابِ , والتَّطَيِّبُ , وَالذَّهَابُ مِنْ طِرِيقٍ إِلَى الْمُصَلَّىوَالعَوْدَةُ مِنْ طَرِيقٍ آَخَرَ , واصْطِحَابُ الأَطْفَالِوَالنِّسَاءِ دُونَ اسْتِثْنَاءٍ حَتَّى الحُيَّضِ وَالْعَوَاتِقِ وَذَوَاتِالخُدُورِ , والاسْتَمَاعُ إِلَى خُطْبَةِ العِيدِ , وَالتَّهْنِئَةُ بِالعِيدِبِقَوْلِ : تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ , أَوْ غَيْرِهَا مِنْ العِبَارَاتِالْمُبَاحَةِ , فَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَوا يَومَ العِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُملِبَعْضٍ تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ [قَالَ الحَافِظُ فِي فَتْحِ البَارِي : إِسْنَادُهُ حُسُنٌ]
وَمِنَ السُّنَنِ الخَاصَّةِبِعِيدِ الأَضْحَى أَنْ لا يَأْكُلَ حَتَّى يَرْجِعَ مِنَ مُصَلَّاهُ , فَعَنِابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضَيَ اللهُعَنْهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يَخْرُجُيَوْمَ اَلْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ , وَلَا يَطْعَمُ يَوْمَ اَلْأَضْحَى حَتَّىيُصَلِّيَ) رَوَاهُ وَاَلتِّرْمِذِيُّ, وَصَحَّحَهُ ابْنُحِبَّانَ والأَلْبَانِي
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه،وأيَّه بكم - أيها المؤمنون - من جنِّه وإنسِه، فقال قولاً كريمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَوَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواصَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّوسلِّم على نبيِّنا وسيدنا محمد بشير الرحمة والثواب ونذير السَّطوة والعقاب الشافعالمُشفَّع يوم الحساب، اللهم وارضَ عن جميع الآل والأصحاب، وعنَّا معهم بمنِّكوكرمك وجُودك يا كريم يا وهَّاب.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا فيأوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم أئمَّتَنا وولاةَ أمورنا، وأيِّدبالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، وأصلِح له بِطانتَه يا رب العالمين.
اللهم أعِزَّالإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وادفعشرَّ الكائدين ومكرَ الماكرين وعُدوان المُعتدين وتربُّص المُتربِّصين وكيدَالحاسدين وحسدَ الفاجِرين وفُجور المنافقين يا رب العالمين.
اللهم احفظالحُجَّاج والزُّوَّار والمُعتمرين، اللهم تقبَّل مساعِيَهم وزكِّها، وارفع درجاتهموأعلِها، اللهم حقِّق لهم من الآمال أعلاها، ومن الخيرات أقصاها، اجعل حجَّهممبرورًا، وسعيَكم مشكورًا، وذنبَهم مغفورًا يا رب العالمين.
اللهم أصلِح أحوالَإخواننا في اليمن والشام والعراق يا كريم.
اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجسيهود، اللهم عليك باليهود الغاصبين، والصهاينة الغادرين، اللهم عليك بهم فإنهم لايُعجِزونك، اللهم لا ترفع لهم راية، ولا تُحقِّق لهم غاية، واجعلهم لمن خلفَهمعبرةً وآيةً.
اللهم اشف مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا،وانصرنا على من عادانا يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنَععنَّا بذنوبِنا فضلَك، اللهم تُب علينا برحمتك وإحسانِك، اللهم تُب علينا برحمتكوإحسانِك، اللهم تُب علينا برحمتك وإحسانِك، وتفضَّل علينا بفضلك وامتِنانِك ياكريم.
المشاهدات 2020 | التعليقات 0