خطبة جمعة يوم عيد الأضحى 1441هـ

سعود المغيص
1441/12/09 - 2020/07/30 23:46PM

الخطبة الاولى :

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْهِ، وَنَعُوْذُ بِهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ :

اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

أيها الأخوة الكرام : عِيدُكُمْ مُبَارَكٌ وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ, وَأَبْشِرُوا بِالثَّوَابِ الْجَزِيلِ مِنَ الرَّبِ الْكَرِيمِ,

عِبَادَ اللهِ : يَومُ العِيْدِ، وَيَومُ الجُمُعَةُ، وَأَيَّامُ العَشْرِ، وَمَا نَسْتَقْبِلُ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؛ أَيَّامٌ عَظِيْمَةٌ فَاضِلَةٌ؛ فَخُذُوا مِنْهَا؛ بَلْ وَمِنْ أَيَّامِ العُمُرِ كُلِّهِ زَادًا لِآخِرَتِكُمْ؛ اُعْمُرُوهَا بِالعَمَلِ الصَّالِحِ، اُعْمُرُوهَا بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ فَنِعْمَ الزَّادُ وَخَيْرُهُ تَقْوَى اللهِ: { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }

عِبَادَ اللهِ : اِفْرَحُوا بِعِيدِكُمْ، اِسْعَدُوا وَأَدْخِلُوا السَّعَادَةَ وَالسُّرُورَ عَلَى مَنْ حَوْلَكُمْ؛ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطِيبُوا الكَلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، أَحْسِنُوا لِوَالِدَيْكُمْ وَأَهْلِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ، ابْتَسِمُوا فِي وُجُوهِ إِخْوَانِكُمْ، أَكْرِمُوا جِيْرَانَكُمْ، تَفَقَّدُوا المُحْتَاجِينَ، أَحْسِنُوا فَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ، تَوَاضَعُوا فَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ، تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ.

مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَى مُؤْمِنٍ غِلٌ؛ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَرِيْبٍ أَوْ بَعِيْدٍ شَحْنَاءٌ، مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ خُصُومَةٌ؛ فَالبِدَارَ البِدَارَ؛ اُعْفُوا وَاصْفَحُوا؛ فَاللهُ تَعَالَى عَفُوٌ يُحِبُّ العَفْوَ؛ وَيَأْمُرُ بِالعَفْوِ، وَيُعِزُّ أَهْلَ العَفْوِ؛ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا، اُعْفُوا؛ { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }

وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِاغْتِنَامِ مَوَاسِمِ الخَيْرَاتِ،    

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

الخطبة الثانية :

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ 

أَمَّا بَعْدُ عباد الله:  قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ) وَفِي رِوَايَةٍ: ( وَذِكْرٍ لِلَّهِ ).

فأَكْثِرُوا مِنَ الذِّكْرِ وَالتَّكْبِيرِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ؛ ،  وَكُلُوا مِنْ أَضَاحِيِّكُمْ وَتَصَدَّقُوا وَأَهْدُوا، وَاسْتَحْضِرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْكُمْ؛ إِذْ هَدَاكُمْ وَأَعْطَاكُمْ. وَاحْذَرُوا الْمَعَاصِيَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَظِيمَةِ الْفَاضِلَةِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ كُفْرِ النِّعْمَةِ، وَمِنْ تَسْخِيرِهَا فِي غَيْرِ مَا وُضِعَتْ لَهُ

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلاً صَالِحًا, اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ, اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والْمُسلِمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعَدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينَ, اللَّهُمَّ أَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا اللَّهُمَّ أكْرِمنَا ولا تُهنَّا, اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَليْنَا اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ, وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ, وَالحَشْرَ مَعَ الأَتْقِيَاءِ, وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ,

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ, وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المشاهدات 830 | التعليقات 0