خطبة جامع الديرة بمحافظة حريملاء بتاريخ 3/12/1433هـ بعنوان ( العشر واحكام الاضحية )

راشد الناصر
1433/12/03 - 2012/10/19 04:56AM
الخطبة الاولى
أَمَّا بَعدُ: فَاتّقُوا اللهَ تعالى وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوا أَمرَهُ وَنَهيَهُ وَلا تَعصُوهُ، وَمَن يَتَّقِ اللهَ يجعَلْ لَهُ مخرَجًا وَيَرزُقْهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا.
عِبَادَ اللهِ، َاحرِصُوا عَلَى فَرَائِضِهِ، وَتَقَرَّبُوا بها الى الله، فَإِنَّهَا أَحَبُّ مَا تُقُرِّبَ بِهاِ إِلَيهِ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ النَّوافِلِ وَاستَكثِرُوا مِنهَا يُحبِبْكُمْ وَيُوَفِّقْكُم وَيَجعَلْ لَكُم نُورًا تَمشُونَ بِهِ وَيَغفِرْ لكم، قال تعالى في الحَدِيثِ القُدسِيِّ: ((وَمَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِليَّ ممَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ، وَمَا يَزَالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحبَبتُهُ كُنتُ سمعَهُ الذِي يَسمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الذِي يُبصِرُ بِهِ وَيَدَهُ التي يَبطِشُ بها وَرِجلَهُ التي يَمشِي بها، وَإِنْ سَأَلَني لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ استَعَاذَني لأُعِيذَنَّهُ)).
عباد الله يعيش المسلمون هذه الأيام موسما عظيما من مواسم حصد الأجور ذالكم هو موسم عشر ذي الحجه التي قال فـيها الرسول صلى الله عليه وسلم ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)) رواه البخاري.
ولااعتقد ياعباد الله ان احدا يجهل فضل هذه العشرفلقد كثرت ولله الحمد والمنه وسائل التناصح والتذكير والتي نعيشها بلحظات يومنا ولكن مايجب ان نقف عنده كثيرا ونستحضره دائما اننا تمر بنا مواسم الخير دونما استثمار لها ، يخدعنا الشيطان بخدعة التسويف فما إن تبتدئ حتى تنتهي فيربح العاملون ويخسر المسوفون ايها المبارك لماذا لاتكن متميزا عن غيرك بعملك الصالح في هذه العشر ؟؟ كأن تصوم اغلب ايامها او تضع لك جدولا لزيارة اقاربك وارحامك ، أوأن تختم القران فيها ، او تسد حاجة معسر ،اوان تقوم على حاجة ارملة او يتيم الى غيره من جملة الأعمال الصالحة وقبل ذلك المراجعه الجادة في حالك مع الفرائض المقصود ايها الأحباب ان نحاول ان نغير من واقعنا الرتيب في العبادات
ايها الأخ المبارك ان مجرد وضعك لجدول واعمال صالحة تقترحها على نفسك وان لم تطبق منها الا نسبة يسيرة لهو انتصار كـبير على النفس ،فالله تعالى يجازيك الاجر على نية العمل الصالح فمابالك لو قمت به ؛ فابدأ من اليوم فرحلة المليون ميل تبدء من الخطوة الأولى والجميع في مضمار السباق فلاتكن انت خارجا منه بل لابد ان تكون من اوائل الفائزين وسوف تتذوق طعم اللذة وحلاوة العبادة وراحة النفس من اول عمل تطبقه من جدولك العامر ، فقط ابدأ وسجّـل الأعمال الصالحة وستجد نفسك قد قطعت شوطا كبيرا لم تكن تتوقع ان تقطعه قبل الخطوة الأولى .
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ؛؛؛



الخطبة الثانية

اما بعد :
ومن الأعمال المشروعة في هذه الأيام المباركة التقرب إلى الله بذبح الأضاحي، ففي ذلك أجر عظيم وهي سنة أبينا إبراهيم وشرعها لنا نبينا من بعده، قال عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما: أقام النبي بالمدينة عشر سنين يضحي. أخرجه أحمد والترمذي بسند حسن. وقال أنس بن مالك ضحى النبي بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده. أخرجه البخاري ومسلم
وقد حذرنا النبي من ترك الأضحية من غير عذر، فقال: ((من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا)) أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
واعلموا ـ عباد الله ـ أن للأضحية أحكاما وآدابا ينبغي للمسلم أن يراعيها، منها أن من أراد أن يضحي فإنه يجب عليه أن يمسك عن شعره وأظفاره، فلا يقص منها شيئًا، من رؤية هلال شهر ذي الحجة إلى أن يذبح أضحيته، قال: ((إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره حتى يضحي)) أخرجه مسلم،.
ومن أحكام الأضحية أن تبلغ السن المجزئة شرعًا، فمن الغنم ما أتم سنة كاملة، ومن الضأن ما أتم ستة أشهر، ومن الإبل ما أتم خمس سنين، ومن البقر ما أتم سنتين كاملتين، وتجزئ الإبل والبقر عن سبعة أشخاص، فلو اشترك سبعة في بعير أو بقرة أجزأت عنهم جميعًا.
ومن أحكام الأضحية أن تذبح في وقتها المحدد شرعًا، ويبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة العيد، قال: ((من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين)) أخرجه البخاري ويمتد وقتها إلى قبل غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
ومن أحكام الأضحية أن تكون خالية من العيوب المخِلّة شرعًا، قال : ((أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها،
والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والكسيرة التي لا تنقي)) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي
عباد الله ولنا وقفة صغيره على عجاله انه يلاحظ ان بعض الناس هداهم متساهل وبشده في حضور صلاة عيد الاضحى بدعوى انجاز الاضاحي بل قد يقودهم الاستعجال للذبح قبل انتهاء الصلاة وهذا من افات الاستعجال وياسبحان الله كأن ذبح الاضحية محدود بدقائق قليلة فليس للاستعجال مكان هنا يجعلك تفوت هذا الحضور المبارك والذي صرح بعض العلماء انه فرض عين على المسلم حضوره لآهميته فلماذا نفوت على انفسنا الخير العميم بامر وسع فيه الشرع وجعل له فسحة فيه فلا يخذلنكم الشيطان ياعباد الله ويفوت عليكم مواسم الطاعات اعتذارا بالاضاحي فما هذا فعل السلف فكل المصلون لصلاة العيد لديهم اضاحي ولم يتركوا الصلاة
الجمعة 3/12/1433هـ
المشاهدات 2538 | التعليقات 3

جزاك الله خيرا


جزاك الله خير


بارك الله فيك ، وإن أهم ما شد انتباهي في هذه الخطبة أنها مختصرة واحتوت على أهم ما ينبغي أن نذكر به في هذه الأيام المباركة .