خطبة جامع الديرة بمحافظة حريملاء بتاريخ 28/5/1433هـ بعنوان ( الارهاب واختطاف الآمنين)

راشد الناصر
1433/05/28 - 2012/04/20 06:24AM
الخطبة الأولى
أمّا بعد: فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عزّ وجل، فاتّقو الله ـ رحمكم الله ـ ما استطعتم، فمن ابتغى غنًى مِن غير مال،وغزًّا بغير جاه ، ومهابةً من غير سلطان ،فليتّقِ الله، فربُّكم سبحانه مغزُّ من أطاعه واتّقاه، ومذلُّ من خالف أمرَه وعصاه، سبحانه وبحمده، لا ُيذلُّ من والاه، ولا يعزُّ من عاداه، لا إلهَ غيره، ولا ربّ سواه.
عباد الله لايخفى على الجميع ان الأمنُ مطلبٌ عزيزٌ وكنـزٌ ثمينٌ، هو قِوام الحياة الإنسانيّة كلّها،
وإذا اضطرب الأمن ـ عياذًا بالله ـ ظهرت الفتَن، وتزلزلت الأمّة، وتخلخَلت أركانُها، وكثُر الخبث، والتبَس الحقّ بالباطل، واستعصى الإصلاح على أهلِ الحقّ. وحكم اللّصوص وقطّاع الطريق، وسادت شريعةُ الغاب، وعمّت الفوضى، وهلك النّاس. وتأمّلوا يارعاكم الله بلدانًا من حولِكم اختلَّ فيها الأمن، فهلك فيها الحرث والنّسل، وسُلِبت الأموال، وانتُهكت الأعراض، وفسد المعاش، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.
ونحن ولله الحمد على يقين ان الكثير لايخفاهم خطر الارهاب، لأن الكثير ولله الحمد والمنه اهل علم ولايجهلهم خطورة انتهاك الأنفس والاموال وترويع الامنين ، ولكننا في هذه العجاله لنا وقفه لما سمع به العالم قبل ايام قلائل لعملية الخطف لنائب القنصل السعودي في مدينة عدن وتبني الفئة الضالة لهذه العمليه والمطالبه بمطالبات كثيرة منها التهديد بذبح المخطوف بالسكين وقتل مواطنين وتفجير سفارة
ياسبحان الله انه ليطول العجب لمن يتهاون بسفك دم المسلم وازهاق الارواح البريئة فاينهم من من قول الله عزوجل وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93] وأين يذهب من قوله عليه الصلاة والسلام : ((لزوال الدّنيا أهون عند الله من قتلِ رجل مسلم)) أخرجه النسائي والترمذي[1]، ومن قوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يزال المسلم في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا))؟![2].
عباد الله اننا على يقين ان ارهاب المسلمين والمستأمنين واهل الذمة ومن لم يكن محاربا جريمة وان من ينتهج هذا النهج انما هو ينتهج نهج الخوارج الذين يستفتون عن دم البعوضة ويسفكون دم العابد في محرابه الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ،وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَلاَ يُجَاوِزُحَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَالرَّمِيَّةِ، ولذلك لاتعاطف البته مع من يروع المسلمين والمستامنين والمسالمين بل الواجب التحذير من فكرهم الضال وتخبطاتهم التي اضرت الاسلام والمسلمين
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،،،،،،،،،،،

الخطبة الثانية
اما بعد
عباد الله انه لابد للمسلم الحصيف ان ينظر نظرة بعيدة مستقبليه وينظر لكل اثر من اثار عمله حتى يخدم امته
اما ارهاب الناس وقتل الأمنين وترويعهم فلايخدم غير اعداء الله . والمسؤوليةَ ـ أيّها المسلمون ـ عظمى، والجميع في سفينةٍ واحدة، ومَن خرقها أغرقَ الجميع.
إنّ التهاونَ والتساهلَ يؤدِّي إلى انفلاتٍ وفوضى لا يمكِن ضبطها أو السيطرةُ عليها. إنّ هذا الإحساس الجادَّ بالمسؤوليّة وعِظم النتائج وخطورتِها هو الذي يحمِل كلَّ عاقل على رفضِ هذه الأعمال وعدم قبول أيّ مسوّغ لها ولزوم فضح آثارها ونتائجها. ولْيحذرِ المسلم أن يصدرَ منه شيءٌ يثير الفتنة، أو يسوِّغ لها ، عليه أن يكونَ صالحًا مُصلحًا، يجمع الشّمل ويوحِّد الكلمة، يقوم على الحقّ ويلتفّ حولَ ولاّة الأمر.
عليه الرّجوع إلى أهلِ العِلم العارفين وأهلِ الدّراية والحكمة في السؤال عمّا أشكَل وتوضيحِ ما التبس، وليحذَر أن يجتهد اجتهادًا فرديًا أو شخصيًا يؤدّي به وبمن حولَه إلى أمورٍ لا تُحمَد عقباها.
ومع يقين المؤمِن أنّ الله حافظٌ دينَه وبيته ومُعلٍ كلمتَه وجاعلٌ كيدَ الكائدين في تضليل إلاّ أنّ المسؤوليةَ عظيمة، فلا بدّ من الوقفةِ الصّادقة من أجلِ وضع الأشياء في مواضعها، والأسماء في مسمّياتها، فالإسلام إسلام، والإجرامُ إجرام، والإصلاح غيرُ الفساد، وإيذاء المؤمنين وانتهاك الحرمات غيرُ التّضحية والجهاد والفِداء. ألا فاتّقوا الله رحمكم الله، واستشعِروا الخوفَ من الله، وحاسِبوا أنفسكم، فللذّنوب شؤمُها، وللمعاصي أثرُها، وأكثروا مِن الدّعاء والاستغفار والتضرّان يهدي ضال المسلمين وان يرد كيد الكائدين في نحورهم
[1] أخرجه النسائي في المحاربين (3922)، والترمذي في الديات (1315) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وقال الترمذي: "وفي الباب عن سعد وابن عباس وأبي سعيد وأبي هريرة وعقبة بنعامر وابن مسعود وبريدة"، وأشار إلى أن وقفه أصح من رفعه، وكذا رجح وقفه البيهقي في الكبرى (8/22)، ورمز له السيوطي بالصحة، وصححه الألباني في غاية المرام (439).
[2] أخرجه البخاري في الديات (6862) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
الجمعه 28/5/1433
المشاهدات 2289 | التعليقات 0