خطبة جامع الديرة بمحافظة حريملاء بتاريخ 13/10/1433هـ بعنوان (ثلاث رسائل قبل الدراسة )
راشد الناصر
1433/10/13 - 2012/08/31 05:36AM
الخطبة الأولى
أما بعد: اتقوا الله ـ معاشر المسلمين ـ في سرَّكم وعلانيتكم، فغدًا تبلى السرائر، وتكشف الخبايا، والناجون هم الصادقون المتقون، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119].
إخواني في الله، ويوم غدٍ يوم بدء الدراسة، مشهَد حافل وملتقى هام، في هذا اليوم تستأنف رحلة العلم، وتبدأ مسيرة الفكر، وتفتح حصون العلم، وتهيأ قلاع المعرفة، يبرق فجر غد والناس أمامه أصناف، والمستقبلون له ألوان، بين محب وكاره، ومتقدم ومحجم، ومتفكر ومتحير، ومتفائل ومتشائم.
ولعلنا بهذه المناسبة المهمة نوجه ثلاث رسائل :
الرسالة الأولى إلى الطلاب والطالبات:
فالله الله ايها لطالب ، اطلب العلم بإخلاص وتجرّد، والله يسدّدك ويؤيدك، ومن ثم إن كنت تريده فهو عزيز المنال، يلزم أن تحسن فيه المقال، وأن تتزين بأخلاق العلم، وأن ترتدي لبوس العلماء، كن صبورًا، ذا خلق رفيع، فلن ينال العلم مستكبر ولامستح ولا أحمق، ولتعلم بل ليعلم الجميع أن الأمة والأجيال الناشئة إذا لم تقدر معلميها ومربيها فعلى الأمة السلام.
وتذكر قول حبيبك : ((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة))، وتذكر قول ابن عطاء الإسكندري يقول: "من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة".
الرسالة الثانية إلى المعلمين والمعلمات: إلى رعاة الجيل وأمنة التعليم ورواد العلم وسُلّم الرقي، أنتم بيت القصيد ومحط الركب، بين أيديكم عقول الناشئة وعدة المجتمع وأمله، عليكم تعقد الآمال، ولسنوات عدة تحط عندكم الرحال، نبيكم أكبر شأنكم وأعلى مقامكم، ألم يقل فيما صح من سنته: ((إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير حتى النملة في جحرها))؟!
فجملوا عملكم بالإخلاص، فأجر الدنيا آت، وإلا فأجر الآخرة أعلى وأبقى. كم هدى الله بكم من ضال، وكم أنقذ بكم من عمى، وكم بصر بكم من جهل. أنتم مشاعل الهدى ومصابيح الدجى، كلاَّ ليس هذا خيالاً أو تلاعبًا بالأقوال، بل هو الحق ـ وربي ودعوا عنكم ترديد أن الأجيال تغيرت، والملهيات كثرت، فلن ينفع تضجركم؟! ولايأسكم وماذا يجدي تبرمكم؟! ، إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87]، ابذلوا ما تستطيعون، وقدموا ما تطيقون، زاحموا الشر الذي ترون، واعلموا أن الله يؤيدكم ويسددكم، والحق أبلج، والزبد جفاء
تخلقوا بالخلق الحسن، اصبروا وارحموا واعطفوا، فإن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرة في أذهان طلابه، ومنهم من لسان حال طلابه ومقالهم مستريح ومستراح منه. واعلموا أن الدارسين يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم بآذانهم،
فالقدوة الحقة في الافعال قبل الأقوال.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وعظيم امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
وثمة رسالة ثالثة إلى الآباء وأولياء الأمور نقول فيها: معاشر الأولياء، أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها،
وولعل هناك سؤال يطرح نفسه: هل تابعنا أبناءنا في دراستهم؟ هل زرنا مدارسهم وسألنا عن حالهم؟ إن من الآباء من آخر عهده بالمدرسة تسجيل أبنائه فيها! هل اخترتنا جلساء ابناءنا؟ هل عرفنا ذهابه وإيابه؟ هل اصطحبناه للمسجد ومجامع الخير، وعلمناه مكارم الأخلاق، وصوِّبنا خطأه وشكرنا صوابه،
اعلم ايها الاب الفاضل أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجر عليه، علَّك إذا كنت في قبرك وحيدًا فريدًا تأتيك أنوار دعواتهم في ظلَم الليالي تنير لك قبرك، وتسعدك عند ربك.
الجمعه 13/10/1433هـ
أما بعد: اتقوا الله ـ معاشر المسلمين ـ في سرَّكم وعلانيتكم، فغدًا تبلى السرائر، وتكشف الخبايا، والناجون هم الصادقون المتقون، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119].
إخواني في الله، ويوم غدٍ يوم بدء الدراسة، مشهَد حافل وملتقى هام، في هذا اليوم تستأنف رحلة العلم، وتبدأ مسيرة الفكر، وتفتح حصون العلم، وتهيأ قلاع المعرفة، يبرق فجر غد والناس أمامه أصناف، والمستقبلون له ألوان، بين محب وكاره، ومتقدم ومحجم، ومتفكر ومتحير، ومتفائل ومتشائم.
ولعلنا بهذه المناسبة المهمة نوجه ثلاث رسائل :
الرسالة الأولى إلى الطلاب والطالبات:
فالله الله ايها لطالب ، اطلب العلم بإخلاص وتجرّد، والله يسدّدك ويؤيدك، ومن ثم إن كنت تريده فهو عزيز المنال، يلزم أن تحسن فيه المقال، وأن تتزين بأخلاق العلم، وأن ترتدي لبوس العلماء، كن صبورًا، ذا خلق رفيع، فلن ينال العلم مستكبر ولامستح ولا أحمق، ولتعلم بل ليعلم الجميع أن الأمة والأجيال الناشئة إذا لم تقدر معلميها ومربيها فعلى الأمة السلام.
وتذكر قول حبيبك : ((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة))، وتذكر قول ابن عطاء الإسكندري يقول: "من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة".
الرسالة الثانية إلى المعلمين والمعلمات: إلى رعاة الجيل وأمنة التعليم ورواد العلم وسُلّم الرقي، أنتم بيت القصيد ومحط الركب، بين أيديكم عقول الناشئة وعدة المجتمع وأمله، عليكم تعقد الآمال، ولسنوات عدة تحط عندكم الرحال، نبيكم أكبر شأنكم وأعلى مقامكم، ألم يقل فيما صح من سنته: ((إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير حتى النملة في جحرها))؟!
فجملوا عملكم بالإخلاص، فأجر الدنيا آت، وإلا فأجر الآخرة أعلى وأبقى. كم هدى الله بكم من ضال، وكم أنقذ بكم من عمى، وكم بصر بكم من جهل. أنتم مشاعل الهدى ومصابيح الدجى، كلاَّ ليس هذا خيالاً أو تلاعبًا بالأقوال، بل هو الحق ـ وربي ودعوا عنكم ترديد أن الأجيال تغيرت، والملهيات كثرت، فلن ينفع تضجركم؟! ولايأسكم وماذا يجدي تبرمكم؟! ، إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87]، ابذلوا ما تستطيعون، وقدموا ما تطيقون، زاحموا الشر الذي ترون، واعلموا أن الله يؤيدكم ويسددكم، والحق أبلج، والزبد جفاء
تخلقوا بالخلق الحسن، اصبروا وارحموا واعطفوا، فإن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرة في أذهان طلابه، ومنهم من لسان حال طلابه ومقالهم مستريح ومستراح منه. واعلموا أن الدارسين يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم بآذانهم،
فالقدوة الحقة في الافعال قبل الأقوال.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وعظيم امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
وثمة رسالة ثالثة إلى الآباء وأولياء الأمور نقول فيها: معاشر الأولياء، أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها،
وولعل هناك سؤال يطرح نفسه: هل تابعنا أبناءنا في دراستهم؟ هل زرنا مدارسهم وسألنا عن حالهم؟ إن من الآباء من آخر عهده بالمدرسة تسجيل أبنائه فيها! هل اخترتنا جلساء ابناءنا؟ هل عرفنا ذهابه وإيابه؟ هل اصطحبناه للمسجد ومجامع الخير، وعلمناه مكارم الأخلاق، وصوِّبنا خطأه وشكرنا صوابه،
اعلم ايها الاب الفاضل أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجر عليه، علَّك إذا كنت في قبرك وحيدًا فريدًا تأتيك أنوار دعواتهم في ظلَم الليالي تنير لك قبرك، وتسعدك عند ربك.
الجمعه 13/10/1433هـ
المرفقات
263.doc
264.doc
265.doc
266.doc
267.doc
المشاهدات 2599 | التعليقات 2
((للرفع))
أخصر خطبة مفيدة قرأتها عن بداية العام الدراسي
نفع الله بكم يا شيخ راشد وسددكم
أبو المقداد الأثري
وفقك الله ياشيخ راشد على هذا الإختصار المفيد
تعديل التعليق