خطبة : تعظيم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
حاطب خير
1435/10/27 - 2014/08/23 02:58AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعظيم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
عباد الله حقٌ من حقوق المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم ولازمٌ من لوازمِ محبته، به يتمايز أهلُ الإيمانِ عن أربابِ النفاق، هو دليلٌ على التقوى، وبرهانٌ على الإيمان في القلوب، إنه تعظيمُ سنة رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ؛
قال الله تعالى : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وقال تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: " ذكر الله الكتاب ، وهو القرآن ، وذكر الحكمة؛ فسمعتُ من أرضىَ من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة : سنة رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز في رسالته وجوب العمل بسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وكفر من أنكرها: "ولا شك أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل، فقد حفظها الله كما حفظ كتابه، وقيض الله لها علماء نقادا، ينفون عنها تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين "
عباد الله وبقدر إيمان العبد وحبه لنبيه صلّى اللّه عليه وسلّم وتوقيره وإجلاله تكون الحفاوة والتعظيم لسنته صلّى اللّه عليه وسلّم ، وهذه صفة أهل الإيمان واليقين والتقوى قال الله تعالى :
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ )
وقال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)
وقال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
قال ابن كثير رحمه الله هذه الآية الكريمة أصل كبير في التّأسّي برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أقواله وأفعاله وأحواله.
وقد أوجب الله -تعالى- على كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة, أنْ يُسلِّموا التسليم التامَّ لسنة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ،
قال الله تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان : " أَقْسَمَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ الْمُقَدِّسَةِ ، أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ أَحَدٌ حَتَّى يُحَكِّمَ رَسُولَهُ صلّى اللّه عليه وسلّم فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ ، ثُمَّ يَنْقَادَ لِمَا حَكَمَ بِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَيُسَلِّمَ تَسْلِيمًا كُلِّيًّا مِنْ غَيْرِ مُمَانَعَةٍ وَلَا مُدَافَعَةٍ وَلَا مُنَازَعَةٍ ".
قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)
وقال تعالى : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)
عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، " أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ ) أخرجه البخاري
واعلموا عباد الله أن اتباعَ السنةِ اتباعٌ للقرآن الكريم في الحقيقة؛ قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)
وفي الصحيحين عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ )فطوبى لمن حفظ وصية رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم : ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ)
عباد الله إن السمع والطاعة، والقبول والإذعان لنصوص الشرع هو سبيل أهل الحق والعدل والإيمان، وإن الإعراض عن الوحي أو معارضته أو مجادلته هو سبيل المنافقين قال الله تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
وقال تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ)
وقال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم قَالَ : " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ يَأْبَى ؟قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى ) أخرجه البخاري
وعَنْ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم قَالَ : ( يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ ، يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي ، فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم- مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ) أخرجه ابن ماجه
فمن ردَّ الأحاديثَ الصِّحيحة؛ فقد خالفَ أهلَ السنةِ والجماعَةِ وسلَفَ الأمة، وسلَكَ في درَكَات أهل الزَّيغ والضلال والبدع والغِواية ،فإنه لا يرُدُّ السنةَ إلا غوِيٌّ، ولا يُعارِضُها إلا عيِيٌّ، ولا يطعَنُ فيها إلا شقِيٌّ،
قال عمرُ بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-: "لا رأيَ لأحدٍ مع سُنَّةٍ سنَّها رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلّم " وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: "من ردَّ حديثَ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فهو على شفَا هلَكةٍ"
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
قال الله تعالى : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وقال تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: " ذكر الله الكتاب ، وهو القرآن ، وذكر الحكمة؛ فسمعتُ من أرضىَ من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة : سنة رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز في رسالته وجوب العمل بسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وكفر من أنكرها: "ولا شك أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل، فقد حفظها الله كما حفظ كتابه، وقيض الله لها علماء نقادا، ينفون عنها تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين "
عباد الله وبقدر إيمان العبد وحبه لنبيه صلّى اللّه عليه وسلّم وتوقيره وإجلاله تكون الحفاوة والتعظيم لسنته صلّى اللّه عليه وسلّم ، وهذه صفة أهل الإيمان واليقين والتقوى قال الله تعالى :
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ )
وقال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)
وقال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
قال ابن كثير رحمه الله هذه الآية الكريمة أصل كبير في التّأسّي برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أقواله وأفعاله وأحواله.
وقد أوجب الله -تعالى- على كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة, أنْ يُسلِّموا التسليم التامَّ لسنة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ،
قال الله تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان : " أَقْسَمَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ الْمُقَدِّسَةِ ، أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ أَحَدٌ حَتَّى يُحَكِّمَ رَسُولَهُ صلّى اللّه عليه وسلّم فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ ، ثُمَّ يَنْقَادَ لِمَا حَكَمَ بِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَيُسَلِّمَ تَسْلِيمًا كُلِّيًّا مِنْ غَيْرِ مُمَانَعَةٍ وَلَا مُدَافَعَةٍ وَلَا مُنَازَعَةٍ ".
قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)
وقال تعالى : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)
عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، " أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ ) أخرجه البخاري
واعلموا عباد الله أن اتباعَ السنةِ اتباعٌ للقرآن الكريم في الحقيقة؛ قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)
وفي الصحيحين عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ )فطوبى لمن حفظ وصية رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم : ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ)
عباد الله إن السمع والطاعة، والقبول والإذعان لنصوص الشرع هو سبيل أهل الحق والعدل والإيمان، وإن الإعراض عن الوحي أو معارضته أو مجادلته هو سبيل المنافقين قال الله تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
وقال تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ)
وقال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم قَالَ : " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ يَأْبَى ؟قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى ) أخرجه البخاري
وعَنْ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم قَالَ : ( يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ ، يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي ، فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم- مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ) أخرجه ابن ماجه
فمن ردَّ الأحاديثَ الصِّحيحة؛ فقد خالفَ أهلَ السنةِ والجماعَةِ وسلَفَ الأمة، وسلَكَ في درَكَات أهل الزَّيغ والضلال والبدع والغِواية ،فإنه لا يرُدُّ السنةَ إلا غوِيٌّ، ولا يُعارِضُها إلا عيِيٌّ، ولا يطعَنُ فيها إلا شقِيٌّ،
قال عمرُ بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-: "لا رأيَ لأحدٍ مع سُنَّةٍ سنَّها رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلّم " وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: "من ردَّ حديثَ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فهو على شفَا هلَكةٍ"
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
الخطبة الثانية
عباد الله اتقوا الله واعلموا أن من أعظم أسباب الزيغ والهلاك عدم اتباع ما جاء به الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم وتقديم أقوال البشر وأهوائهم على قول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصالح يَشْتَدُّ نَكِيرُهُمْ وَغَضَبُهُمْ, عَلَى مَنْ عَارَضَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم بِرَأْيٍ أَوْ قِيَاسٍ أَوْ اسْتِحْسَانٍ, أَوْ قَوْلِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ كَائِنًا مَنْ كَانَ, وَيَهْجُرُونَ فَاعِلَ ذَلِكَ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ خَذَفَ ، قَالَ : فَنَهَاهُ ، وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْخَذْفِ ، وَقَالَ : إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا وَلَا تَنْكَأُ عَدُوًّا ، وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ " ، قَالَ : فَعَادَ ، فَقَالَ : أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ ثُمَّ تَخْذِفُ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا) أخرجه مسلم
و قَالَ الْبُخَارِيُّ : سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ : قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلشَّافِعِيِّ : مَا تَقُولُ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ تَرَانِي فِي كَنِيسَةٍ ، تَرَانِي فِي بَيْعَةٍ ، تَرَى عَلَى وَسَطِي زُنَّارًا ، أَقُولُ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا ، وَأَنْتَ تَقُولُ لِي مَا تَقُولُ أَنْتَ ؟
جعلَنا الله ممن تلقَّى سنة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بالتسليم والاتباع،ووقانا شرَّ أهل الزَّيغ والجُحود والابتداع
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصالح يَشْتَدُّ نَكِيرُهُمْ وَغَضَبُهُمْ, عَلَى مَنْ عَارَضَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم بِرَأْيٍ أَوْ قِيَاسٍ أَوْ اسْتِحْسَانٍ, أَوْ قَوْلِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ كَائِنًا مَنْ كَانَ, وَيَهْجُرُونَ فَاعِلَ ذَلِكَ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ خَذَفَ ، قَالَ : فَنَهَاهُ ، وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْخَذْفِ ، وَقَالَ : إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا وَلَا تَنْكَأُ عَدُوًّا ، وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ " ، قَالَ : فَعَادَ ، فَقَالَ : أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ ثُمَّ تَخْذِفُ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا) أخرجه مسلم
و قَالَ الْبُخَارِيُّ : سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ : قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلشَّافِعِيِّ : مَا تَقُولُ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ تَرَانِي فِي كَنِيسَةٍ ، تَرَانِي فِي بَيْعَةٍ ، تَرَى عَلَى وَسَطِي زُنَّارًا ، أَقُولُ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا ، وَأَنْتَ تَقُولُ لِي مَا تَقُولُ أَنْتَ ؟
جعلَنا الله ممن تلقَّى سنة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بالتسليم والاتباع،ووقانا شرَّ أهل الزَّيغ والجُحود والابتداع
المشاهدات 6166 | التعليقات 8
وجوب العمل بسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وكفر من أنكرها
تأليف الفقير إلى عفو ربه : عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
http://www.binbaz.org.sa/mat/8188
.
تأليف الفقير إلى عفو ربه : عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
http://www.binbaz.org.sa/mat/8188
.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
وإياك شيخنا الفاضل / شبيب القحطاني
[align=justify]جزاك الله خير وكثر الله من أمثالك
نسأل الله أن تكون ممن أحيو السنة في هذه الأيام[/align]
جزيت خيرا شيخ الرامز لاسمه بحاطب خير وبورك فيك ونفع بعلمك وبكل الإخوة المشتركين.
وإياك شيخنا الفاضل / محمد البدر
وإياك شيخنا الفاضل / زياد الريسي
ولك جزيل الشكر على دعائك
ولك جزيل الشكر على دعائك
حاطب خير
وقال مُطَرِّفَ بنَ عَبْدِ اللهِ، سَمِعْتُ مَالِكاً - رحمه الله تعالى - يَقُوْلُ:"سَنَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوُلاَةُ الأَمْرِ بَعْدَهُ سُنَناً، الأَخْذُ بِهَا اتِّبَاعٌ لِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتِكمَالٌ بِطَاعَةِ اللهِ، وَقُوَّةٌ عَلَى دِيْنِ اللهِ، لَيْسَ لأَحَدٍ تَغِييرُهَا وَلاَ تَبْدِيلُهَا، وَلاَ النَّظَرُ فِي شَيْءٍ خَالَفَهَا ، وَمَنْ تَرَكَهَا، اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيْلِ المُؤْمِنِيْنَ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى، وَأَصْلاَهُ جَهَنَّمَ، وَسَاءتْ مَصِيْراً". ( سير أعلام النبلاء8/99)
وقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحمه الله تعالى : إِذَا جَاءَ الحدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ
وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : " أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس "
وقال أيضا : "يسقُطُ كلُّ شيءٍ خالفَ أمرَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يقومُ معه رأيٌ ولا قِياسٌ؛ فإن الله قطعَ العُذرَ بقولِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقال ابنُ الوزير رحمه الله تعالى:"التكذيبُ لحديثِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع العلمِ أنه حديثُه كفرٌ صريحٌ "
وقال السيوطي رحمه الله تعالى : (اعلموا رحمكم الله أن من أنكر أن حجية حديث النبي صلى الله عليه وسلم قولاً كان أو فعلاً ، كفر وخرج عن دائرة الإسلام، وحشر مع اليهود والنصارى، أو مع من شاء الله من فرق الكفرة)
وهذا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحدِّث عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ فَقَالَ ابنه بِلَالُ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، مُتأوِّلاً أنَّ الزمان تغيَّر, فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا، وَقَالَ: "أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ"أخرجه مسلم
وقال سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ: سَمِعْت مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ رحمه الله تعالى ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ أَيْنَ أُحْرِمُ ؟ قَالَ: مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ مِنْ حَيْثُ أَحْرَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحْرِمَ مِنْ الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْك الْفِتْنَةَ. قَالَ: وَأَيُّ فِتْنَةٍ فِي هَذَا ؟ إنَّمَا هِيَ أَمْيَالٌ أَزِيدُهَا . فقال الإمام مالك رحمه الله تعالى إنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.(احكام القرآن لابن العربي 3/432)
تعديل التعليق