خطبة: تعظيم الصلاة+ من أخطاء بعض المصلين

عبدالرحمن السحيم
1445/10/23 - 2024/05/02 21:57PM

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَأَحْسِنُوا فِي يَوْمِكُمْ، وَاجْعَلُوهُ خَيْرًا مِنْ أَمْسِكُمْ، وَتَفَكَّرُوا فِي غَدِكُمْ، وتوبوا إلى بارئكم، وقدموا لأنفسكم ما فيه نجاتكم وفلاحكم؛ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَا يَسْتَأْذِنُكُمْ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِدُنْيَاكُمْ؛ فَكَأَنَّهَا سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ؛﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)

عباد الله: الصَّلَاةُ عَمُوْدُ الدِّيْنِ، وهِيَ آكَدُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ، والصِّلَةُ بَيْنَ العَبْدِ ورَبِّهِ، وأَوْلُ نَعْتٍ لِلمُتَّقِيْنَ فِيْ كِتَابِ اللهِ بَعْدَ الإِيْمَانِ بِالغَيْبِ، وقُرَّةُ عَيْنِ النَّبِيِ ﷺ، وهي آخر وصاياه ﷺ، وهِيَ الفَارِقَةُ بَيْنَ الكُفْرِ والإِسْلَامِ، فَلَا حَظّ ولا نصيب فِي الإِسْلَامِ لِمن أَضَاعَ الصَّلَاةَ، قَالَ ابْنُ القَيِّمِ-رَحِمَهُ اللهُ-: "ولِلصَّلَاةِ تَأْثِيْرٌ عَجِيْبٌ في دَفْعِ شُروْرِ الدُّنْيَا، ولاسِيَّما إِذَا أُعْطِيَتْ حَقَّها مِنْ التَّكْمِيْلِ ظَاهِرًا وبَاطِنًا، فَمَا اسْتُدْفِعَتْ شُرُوْرُ الدُّنْيَا والآخِرَةِ ولَا اسْتُجلِبَتْ مَصَالِحُهُمَا بِمِثْلِ الصَّلَاةِ".

وعِبَادَةٌ بِهَذِهِ المنْزِلَةِ حَرِيٌّ بِالمسْلِمِ أَنْ يَتَفَقَّهَ فِي أَحْكَامِهَا، وأَنْ يَعْرِضَ صَلَاتَهُ عَلَى سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ القَائِلِ: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)، فَمَا كَانَ فِيْهَا مِنْ صَوَابٍ أَثْبَتَهُ، ومَا كَانَ فِيْهَا مِنْ خَطَأٍ أَصْلَحَهُ. ومِنْ تِلْكَ الأَخْطَاءِ الَّتِيْ تَقَعُ مِنْ بَعْضِ المُصَلِّيْنَ: الإِخْلَالُ بِآكَدِ شُرُوْطِ الصَّلَاةِ: وهُوْ الوَقْتُ، فَمَنْ أَخْرَّ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا فَهُوْ آَثِمٌ وفَاعِلٌ لِكَبِيْرةٍ مِن كَبَائِرِ الذَّنُوْبِ، وصَاحِبُهَا دَاخِلٌ فِي جُمْلَةِ السَّاهِيْنَ الَّذِيْنَ تَوَعَّدَهُمُ اللهُ فِيْ قَوْلِهِ: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ قال أهل التفسير:  (لم تكن إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا الوقت) قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( فسوف يلقون غيا ) هو: واد في جهنم، بعيد القعر، خبيث الطعم)

ومِنْ أَخْطَاءِ بَعْضِ المُصَلِّيْنَ: السرعة المفرطة في الصلاة وترك الطمأنينة فيها، فتجده ينقر الصلاة نقرًا، ولا يتم الركوع والسجود، وقد قال النَّبِيِ ﷺ لمن فعل مثل ذلك: (ارجع فصل فإنك لم تصل)

ومِنْ أَخْطَاءِ بَعْضِ المُصَلِّيْنَ: قِرَاءَةُ الفَاتِحَةِ وأَذْكَارِ الصَّلاةِ في قَلْبِهِ دُوْنَ أَنْ يُحرِّكَ بِها لِسَانَه، وقَدْ ذَكَرَ أَهْلُ العِلْمِ أَنَّ تِلْكَ القِرَاءَةَ لا تُجْزِئ، ومَنْ يُصَلِّيْ عَلَى تِلْكَ الحَالِ فَصَلاتُهُ غَيْرُ صَحِيْحَةٌ، وفِيْ مُقَابِلِ هَؤْلَاءِ: مَنْ يَرْفَعُ صَوْتَهُ خَلْفَ الإِمَامِ رَفْعاً يُشَوِّشُ بِهِ عَلَى مَنْ يُصَلِّيِ بِجِوَارِهِ، ورُبَّمَا تَسَبَّبَ بِغَلَطِهِ فِيْ القِرَاءَةِ أَوْ فِيْ تَفْوِيْتِهِ لخُشُوْعِهِ، وهَذَا مُخَالِفٌ لِلسُنَّةِ،وفَيْهِ أَذِيَّةُ لِغَيْرِهِ مِنْ المُصَلِّيْنَ.

ومِنْ جُمْلَةِ الأَخْطَاءِ: تَسَاهُلُ بَعْضِ المُصَلِّيْنَ فِي الصَّلَاةِ جُلُوْسًا مَع القُدْرَةِ عَلَى القِيَامِ، فَرُبَّمَا زَاوَلَ أَعْمَالَهُ وهُوْ قَائِمٌ بِكُلِّ نَشَاطٍ، فَإذَا أَتَى إِلى الصَّلَاةِ صَلَّى جَالِسًا، والقِيَامُ مَعَ القُدْرَةِ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ صَلَاةِ الفَرِيْضَةِ، ولَا تَصِحُّ الصَلَاةُ بِدُوْنِهِ، ومِثْلُ هَذَا مَنْ يَسْتَنِدُ إِلَى عَمُوْدٍ أَوْ جِدَارٍ وهُوْ قَادِرٌ عَلَى القِيَامِ، وهَذَا الاِسْتِنَادُ هُوْ فِيْ مَعْنَى الصَّلَاةِ جَالِسًا.

ومِنْ أَخْطَاءِ بَعْضِ المُصَلِّيْنَ: مُسَابَقَةُ الإِمَامِ في أَفْعَالِ الصَّلَاةِ، وهِيْ مُحَرَّمَةٌ، ورُبَّمَا أَبْطَلَتْ صَلَاةَ المَأْمُوْمِ فِيْ بَعْضِ الأَحْوَالِ، وقَدْ تَوَعَّدَ النَّبِيُﷺ مَنْ يُسَابِقُ الإِمَامَ بِقَوْلِهِ: (أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، والمَشْـرُوْعُ لِلمَأْمُوْمِ مُتَابَعَةُ الإِمَامِ، بِأَلَّا يَنْتَقِلَ مِنْ الرُّكْنِ حَتَى يَصِلَ إِمَامُهُ إِلى الرُّكْنِ الَّذِيْ بَعْدَهُ؛ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيْثِ البَرَاءِ -رَضْيَ اللهُ عَنْهَ-قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا قَالَ: (سَمِعَ اللهِ لِمَنْ حَمِدَهُ) لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ، حَتَّى يَقَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺسَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ.مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ومِنْ جُمْلَةِ الأَخْطَاءِ: زِيَادَةُ المُصَلِّيْ فِيْ أَلْفَاظِ الصَّلَاةِ عَلَى مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ، والأَصْلُ فِيْ أَلْفَاظِ الصَّلَاةِ أَنَّهَا تَوْقِيْفِيَّةٌ، فيُقْتَصَرُ فِيْهَا عَلى اللَّفْظِ الوَارِدِ عَنْ النَّبِيِ ﷺ بِحُرُوْفِهِ، ومِنْ ذَلِكَ: زِيَادَةُ لَفْظِ: "الشُّكْرِ" بَعْدَ الرَّفْعِ مِنْ الرُّكُوْعِ،وكَذَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ في التَّشَهُّدِ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ"، وهُوْ سَيِّدُنَا بِلَا شَكٍ، إِلَّا أَنَّ لَفْظَ السِّيَادَةِ لِمْ يَرِدْ هَنَا.

ومِنْ أَخْطَاءِ بَعْضِ المُصَلِّيْنَ:تَأَخُّرُهُمْ فِيْ الحُضُوْرِ إِلى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ أَوْالجُمُعَةِ، وكَمْ فَاتَهُمْ بِهَذَا مِنْ الخَيْرِ الكَثِيْرِ، فَعَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ-رَضْيَ اللهُ عَنْهَ- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِﷺقَالَ: (وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ، لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، والتَّهْجِيْرُ: هُوْ التَّبْكِيْرُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَالتَّبْكِيْرُ سُنَّةٌ في حَقِّ المَأْمُوْمِ، وأَمَّا الإِمَامُ فَالسُّنَّةُ لَهُ فِيْ صَلَاةِ الجُمُعَةِ أَنْ يَأْتِيْ مَع الخُطْبَةِ، وأَمَّا فِيْ بَقِيَّةِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوْبَةِ فَعِنْدَ الإِقَامَةِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الفِقْهَ فِيْ دِيْنِكِ، والعَمَلَ بِسُنَّةِ نَبِيِّكَ ﷺ، واجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ وعظموه، وراقبوه في السر والعلانية، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: ومِنْ الأَخْطَاءِ الـمُؤْذِيَةِ لِلْمَلَائِكَةِ ولِلْمُصَلِّيْنَ فِيْ المَسَاجِدِ: تِلْكَ الرَّوَائِحُ الكَرِيْهَةُ الَّتِيْ تَخْرُجُ مِنَ الثِّيَابِ والأَبْدَانِ والأَفْوَاهِ؛ لِأَكْلِ ثُوْمٍ أَوْ بَصَلٍ،أو بِسَبَبِ عَرَقٍ أو دُخَانٍ أو غَيْرِهَا، فَيَتَأَذَّى بِالرائحة مَنْ بِجِوَارِهِ، ويَنشَغِلُ عَنِ الخُشوعِ والاطْمِئنانِ، وقَدْ قَالَ-عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: (مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ).

ومِنْ أَخْطَاءِ بَعْضِ المُصَلِّيْنَ:عَدَمُ أَخْذِ الزِّيْنَةِ لِلصَّلَاةِ، والحُضُوْرُ إِليْهَا بِمَلَابِسَ مُتَّسِخَةٍ أَوْ ضَيِّقَةٍ أَوْ قَصِيْرَةٍ، أو بِمَلَابِسَ مُخَصَّصَةٍ لِلنَّوْمِ أَوِ الرِّيَاضَةِ، أَوِ بِمَلَابِسَ عَلَيْهَا عِبَارَاتٌ أَوْ صُوَرٌ لَا تَلِيقُ بِبُيُوتِ اللهِ، والـمَشْرُوْعُ في حَقِّ المُصَلِّيْ تَوْقِيْرُ الصَّلَاةِ، والحُضُوْرُ إِلَيْهَا فِيْ أَحْسَنِ هَيْئَةٍ، والتَّجَمُّلُ لَهَا بِلُبْسِ الْمَلاَبِسِ النَّظِيفَةِ، وَالتَّطَيُّبِ، وَاسْتِعْمَالِ السِّوَاكِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، وعَنْ نَافِعٍ قَالَ:"دَخَلَ عَلَيَّ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا أُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ لِي: أَلَمْ تُكْسَ ثَوْبَيْنِ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ بَعَثْتُكَ إِلَى بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَكُنْتَ تَذْهَبُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُتَجَمَّلَ لَهُ أَمِ النَّاسُ؟"،قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَلِهَذِهِ الْآيَةِ، وَمَا وَرَدَ فِي مَعْنَاهَا مِنَ السُّنَّةِ، يُسْتَحَبُّ التَّجَمُّلُ عِنْدَ الصَّلَاةِ، وَلَا سِيَّمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْعِيدِ، وَالطِّيبُ لِأَنَّهُ مِنَ الزِّينَةِ، وَالسِّوَاكُ لِأَنَّهُ مِنْ تَمَامِ ذَلِكَ، وَمِنْ أَفْضَلِ الثِّيَابِ الْبَيَاضُ، كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ"

أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وحَافِظُوْا عَلَى الصَّلَاةِ فِيْ أَوْقَاتِهَا، وأَدُّوْهَا بِشُـرُوْطِهَا وأَرْكَانِهَا وواجباتها، وأَقِيْمُوْهَا عَلَى أَحْسَنِ هَيْئَةٍ وحَالٍ، تَعَاهَدُوا أَهْلِيكُمْ ومَنْ تَحتَ أيْدِيكُم بالمُحَافَظَةِ عَلَى هَذِهْ الصَّلَاةِ، ورَبُّوْهُمْ عَلَى تَوْقِيْرِهَا وتَعْظِيْمِهَا، وعَلِّمُوْهُمْ أَحْكَامَهَا وآدَابَ الوُقُوْفِ بَيْنَ يَدَيْ خَالِقِهِمْ-سُبْحَانَهُ-،فَكُلُّ هَذَا مِن تَعْظِيْمِ اللهِ وتَعْظِيْمِ شَعَائِرِهِ، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنـَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾، ولا تمل أو تتثاقل في الأمر بالصلاة، وقد قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ جعلنا الله وإياكم وذرياتنا من مقيمي الصلاة المحافظين عليها الخاشعين فيها النائلين الفردوس الأعلى من الجنة.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى فإنه من صلى عليَّه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً.  اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل أعداء الدين. اللهم انصر إخواننا في فلسطين وفي كل مكان، اللهم اشف مريضهم وداوي جريحهم وتقبل قتيلهم وأمنّ خائفهم وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم يا قوي يا عزيز. اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله! اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

المرفقات

1714689848_خطبة موافقة للتعميم- من أخطاء بعض المصلين.pdf

1714690075_خطبة موافقة للتعميم- من أخطاء بعض المصلين.docx

المشاهدات 915 | التعليقات 0