خطبة تطبيق حدود الله على المفسدين في الأرض مناسبة للجوال

د. ماجد بلال
1443/08/13 - 2022/03/16 06:47AM

خطبة تطبيق حدود الله على المفسدين في الأرض

ماجد بلال -جامع الرحمن /تبوك 15/8/1443ه

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

أيها الإخوة: لقد جاء ديننا الإسلامي بجلب المنافع ودفع المضار، وأمر الله بحفظ النفس من الهلاك، وجعله من الضروريات الخمس، وأمر بعصمتها من التعدي عليها بأي نوع من أنواع التعدي، فحرم الله قتل النفس وعده من كبائر الذنوب، ورتب عليه الوعيد الشديد فقال عز من قائل: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). [النساء:93] وشنع الإسلام على هذه الجريمة فاعتبر قتل نفس واحدة: بمثابة قتل الناس جميعا، فقال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )[المائدة: 32].
وَسَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْكَبَائِرُ.؟ فَذَكَرَ مِنْهَا "قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ" رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه.. وَقَالَ ﷺ: "لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا" رواه البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ" رواه أبو داود والنسائي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما وصححه الألباني.

أيها الإخوة: وذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك فنهى عن إِشْهَارِ السِّلَاحِ فِي وَجْهِ الْمُسْلِمِ وَعَدَّهُ مِنَ الْكَبَائِر، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ" رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

 

ولما كان كذلك كان من حكمة الله أن يوجب على العباد أن ينصبوا لهم إماماً يتولى شؤونهم، وأوجب على الناس السمع والطاعة له، وهو قول الله للملائكة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، أي أناساً يخلف بعضهم بعضاً، وخليفة يخلف الله في أرض الله فيصلح في أرض الله ويطبق أحكامه ويحكم بين عباده ويقم حدود الله وأوامر الله في أرض الله، لتطبيق الحكمة البالغة من خلق البشر ألا وهي العبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } والذئاب لا تعيش إلا بقائد للقطيع، والأسود لهم ملك وقائد والنحل لهم ملكة، والنمل يعيشون في مملكة، فمملكة الإنساية التي قال الله فيها: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء:70] أولى أن تكون حياتهم منظمةً، يحكمها ملك وقائد يدير شؤونها.

فمن هذا أتت الشريعة الإسلامية بنصوص كثيرة تنص على أهمية طاعة ولي الأمر وأنه لا يصلح عيش الناس إلا بوال يرعى شؤونها ويصلح معايشها ويقيم شرع الله وينهي الخصومات بين الناس ويصلح بينهم، لذلك أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (إمام عادل) ذلك أنَّ الله آتاه الدنيا ومكنه من ظلم الناس إذ لا حسيب عليه إلا هو سبحانه، ومع ذلك اختار ما عند الله وآثر الناس على نفسه وحكم بينهم بالعدل، فهو أول السبعة الذين يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله.

ولا شك أن السلطان مع جوره خير من فقده، فقد قال شيخ الإسلام في الفتاوى: يجب أن يُعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي e : إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم. رواه أبو داود.

فأوجب تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة، ولهذا روي (إن السلطان ظل الله في الأرض) ويقال (ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان) والتجربة تبين ذلك ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان … فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله، فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات،) وقال في موضع آخر: ( والشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، ورجحت خير الخيرين بتفويت أدناهما، وهذا من فوائد نصب ولاة الأمور ولو كان على ما يظنه الجاهل لكان وجود السلطان كعدمه، وهذا لا يقوله عاقل فضلاً عن أن يقوله مسلم، وما أحسن قول عبد الله بن المبارك:  لولا الأئمةُ لم يأمن لنا سبلٌ**** وكان أضعفُنا نهباً لأقوَانا (. اهـ

ومن أعظم وظائف ولي أمر المسلمين، إقامة حدود الله في الأرض والقصاص بين الناس، وقطع دابر المفسدين،

وهذه الحدود جَعَلَها اللهُ تَعَالَى حَيَاةً لِلنَّاسِ بِاسْتِبْقَاءِ النُّفُوسِ الْبَرِيئَةِ، ﴿وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 179]،

وقال الله تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالعَيْنَ بِالعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالجُرُوحَ قِصَاصٌ ﴾ [المائدة: 45].

وقال تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾

وَرَجَمَ النَّبِيُّ e فِي حد الزنا رجلاً وامرأة حتى الموت.

وشرع لله حد القذف فقال: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ﴾

وقال: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّـهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [المائدة: 38]، وحرم الشفاعة في الحدود فقال لأسامة بن زيد: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّـهِ، إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّـهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ([1]).

وجلد علي ٌt في حَدِّ الْخَمْرِ ثمانين جلدة

وقال في حد الردة «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ([2]).

وقال في المفسدين في الأرض وقطاع الطريق ومن يشهروا السلاح في وجه المسلمين: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة: 33]

نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُلْهِمَنَا رُشْدَنَا، وَأَنْ يَكْفِيَنَا شُرُورَ أَنْفُسِنَا، وَأَنْ يُعَلِّمَنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَأَنْ يَرْزُقَنَا التَّسْلِيمَ بِحُكْمِهِ وَشَرْعِهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم..

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية: الحمد لله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبد الله e ، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

عباد الله: وإن من أعظم الإفساد في الأرض الانتماء إلى الجماعات الإرهابية الضالة، وإن المفسدين في الأرض قد يكونون أحياناً من بني جلدتنا، ويتكلمون بلساننا،

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أن النبي e بينا هو يقسم أموال اليمن على المؤلفة قلوبهم، فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ ‏.‏ - قَالَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِنْ عَصَيْتُهُ أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلاَ تَأْمَنُونِي ‏"‏ قَالَ ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فِي قَتْلِهِ - يُرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ‏"‏ ‏.‏ ‏‏ متفق عليه

وتهمة الافساد في الارض من أعظم التهم والجرائم، وقد شرع الله لرسوله e قتل كل مارق عن الدين مؤلب على ولي الأمر مزعزع للأمن في البلاد

عن أَنَسٌ t: {أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَاسْتَوْخَمُوا الْأَرْضَ، وَسَقِمَتْ أَجْسَامُهُمْ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَلَا تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ، فَتُصِيبُونَ مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا»، فَقَالُوا: بَلَى، فَخَرَجُوا، فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَصَحُّوا، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَطَرَدُوا الْإِبِلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُدْرِكُوا، فَجِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ، وَسُمِرَ أَعْيُنُهُمْ، ثُمَّ نُبِذُوا فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا، وقَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ فِي رِوَايَتِهِ: وَاطَّرَدُوا النَّعَمَ، وَقَالَ: وَسُمِّرَتْ أَعْيُنُهُمْ} صحيح البخاري (8/ 163)، صحيح مسلم (3/ 1296)

وإن ما قامت به الدولة –وفقها الله تعالى- من قتل المنتمين للجماعات الإرهابية من الذين قاموا بالقتل والتخريب وزعزعة الأمن وإثارة الفتن والقلاقل، إنه من توفيق الله لولاة أمرنا وفقهم الله تعالى وسددهم، حيث قضوا على كل ناعق ومثيرٍ للفتنة، وكان من ثمارها ولله الحمد أن صارت المملكة العربية السعودية الدولة الأولى من بين مجموعة العشرين الأكثر أماناً، وكل هذا بفضل الله، ثم بتطبيق المملكة العربية السعودية للقصاص وحدود الله تعالى.

صلوا وسلموا...



([1]) رواه من حديث عائشة رضي الله عنها: البخاري في أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار (3475) ومسلم في الحدود باب قطع السارق الشريف وغيره (1688).
([2]) رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: البخاري في الجهاد والسير، باب: لا يعذب بعذاب الله (3017).

المرفقات

1647413244_خطبة تطبيق الحدود على المفسدين في الارض ماجد بلال.docx

1647413249_خطبة تطبيق الحدود على المفسدين في الارض ماجد بلال.pdf

المشاهدات 928 | التعليقات 0