خطبة: تحذيرُ الشّبابِ من الشَّبْوِ المُخَدِّر
وليد بن محمد العباد
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
خطبة: تحذيرُ الشّبابِ من الشَّبْوِ المُخَدِّر
الخطبة الأولى
إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا أمّا بعدُ عبادَ الله
ممّا أَوجبتِ الشّريعةُ على كلِّ مسلمٍ أنْ يَحفظَ عقلَه مِن المخاطرِ والمُدمّرات، ومِن أخبثِها الخمورُ والمُخدِّرات، قالَ تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ولذا حَرَّمتِ الشّريعةُ كلَّ مُسْكِرٍ أَشَدَّ التّحريم، ورَتَّبتْ عليه أَشَدَّ العقوبات، قَالَ ﷺ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ. وقَالَ ﷺ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ، لَقِيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ. نسألُ اللهَ العافية. وقد انتشرتْ بينَ كثيرٍ مِن الشّبابِ مادّةٌ مُخَدِّرَةٌ خطيرةٌ تُسمّى الشَّبُو، يَزعمونَ أنَّها تُنَشِّطُ وتُفَتِّرُ، وهي تُثَبِّطُ وتُدَمِّرُ، ولِكَوْنِها قد عَمَّتْ بِها البَلْوَى، دَعَتِ الوَزَارَةُ لوجوبِ توعيةِ النَّشْءِ بخطرِها والتّحذيرِ منها، فإنّها مادةٌ كيميائيّةٌ مُخدّرةٌ فتَّاكةٌ، تُسبّبُ الإدمانَ مِن أوّلِ مَرَّة، وهي تُوازي في ضَرَرِها عَشَرَةَ أضعافِ الكِبْتَاقُون، مع تَدْميرِها للجهازِ العصبيِّ والمناعيِّ لمتعاطيها بفترةٍ وجيزةٍ، وتَجْريدِه مِن الخُلُقِ والدِّينِ والإيمان، وتَحْويلِه لشخصٍ مُنْحَرِفٍ ومِزاجِيٍّ وانْعَزالِيٍّ وعُدْوانيٍّ، قد يَقْتُلُ نفسَه ووالديه وإخوانَه وكلَّ مَنْ يُلاقيه، إنّها نهايةٌ حتميّةٌ ومأساويّةٌ، لكلِّ مَنْ يَتَعاطى الشَّبْوَ المُخَدِّر، ولذا يَجِبُ اليقظةُ في معرفةِ أعراضِ ذلك المُخَدِّرِ على مَنْ يَتَعاطاه، وخصوصًا مِنْ أقربائِهِ للمبادرةِ لعلاجِه والحذرِ من شرِّه، فيا أيّها الشّبابُ اتّقوا اللهَ حفظَكم الله، واحذروا أشدَّ الحذرِ مِن الشَّبْوِ المُخَدِّرِ المُدَمِّرِ، فإنَّ هناك مِنْ أعداءِ هذه البلاد، مَنْ يَسْعَوْنَ لِتَرْويجِه بينَ الشّبابِ، وَفْقَ أَجْنِدَةٍ خارجيّةٍ خطيرة، تَستهدفُ تدميرَ أبناءِ وبناتِ المجتمع، ممّا يَسْتلزِمُ تَكاتُفَ الجميعِ للتّبليغِ عنهم والتّحذيرِ منهم، مع الإشادةِ بما يَقومُ به رجالُ الجماركِ والأمنِ ومكافحةِ المُخدِّراتِ وفَّقَهم الله، مِنْ جهودٍ تُذْكَرُ فتُشْكَرُ، في فَضْحِ أولئك المُجرمين، وحمايةِ شبابِنا مِنْ خطرِهم، نَسألُ اللهَ أنْ يُصلحَ شبابَنا وشبابَ المسلمينَ، ويَكفيَهم شَرَّ المُخدِّراتِ والمُفسدينَ، إنّه سميعٌ مُجيب.
باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأُصلي وأُسلّمُ على خاتمِ النّبيّين، نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، أمّا بعدُ عبادَ الله
اتّقوا اللهَ حقَّ التّقوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تَتِمُّ الصّالحات، الحمدُ للهِ على ما أَنْعَمَ به علينا مِنْ تَتَابُعِ الأمطارِ ونُزولِ الخيرات، اللهمّ لك الحمدُ كلُّه، وبيدِك الخيرُ كلُّه، وإليك يُرْجَعُ الأمرُ كلُّه، علانيتُه وسِرُّه، اللهمّ لك الحمدُ تَتَابَعَ بِرُّك، واتَّصَلَ خيرُك، وعَمَّتْ فَوَاضِلُك، وتَمَّتْ نَوَافِلُك، ولا إلهَ غيرُك، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا بك، اللهمّ اجعلْها سُقْيَا رحمة، وأمطارَ خيرٍ وبركة، وعونًا على الطّاعةِ والرّشاد، وَعُمَّ بنفعِها العبادَ والبلاد، يا مَنْ له الدّنيا والآخرةُ وإليه المَعَاد.
عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصلاةُ والسلام: من صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين
جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 13/ 6/ 1444هـ