(خطبة) بم نستقبل رمضان

خالد الشايع
1445/08/19 - 2024/02/29 17:15PM

الخطبة الأولى ( بم نستقبل رمضان )  20/8/1445

 

أما بعد فيا أيها الناس: بعد أيام سيحل بنا ضيف كريم بإذن الله، ضيف يمر بنا كل عام وهو محمل باالعطايا والخيرات من رب الأرض والسموات، من أدرك هذا الضيف وربح مما فيه من الخيرات فقد ربح خيرا كثيرا، إنه يمر العالم الإسلامي بأسره، إنه شهر التائبين، شهر المتصدقين، شهر الفقراء والمساكين، شهر المنفقين والباذلين، شهر التالين والمصلين، شهر لكل من أراد الخير، ولهذا ينادى فيه يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، وحري بالمؤمن الفطن، أن يتفكر في نفسه، ويستعد لهذا الشهر، حتى لا يفوته الخير، ويكون من المحرومين والعياذ بالله .

 

عباد الله: بعد أحد عشر شهرا خلت، مر فيها على المسلم فتن وشهوات ونكبات ومحن، ثم يجيء رمضان ليمسح عنا كدر الحياة، ولتقلب صحائفنا بيضاء نقية، رحمة من الله، فلنقدر لهذا الشهر قدره، ولنتعرف على مافيه من الخيرات لنتعرض له، ولنجاهد أنفسنا فيه قدر المستطاع، فهو كما قال سبحانه ( أياما معدودات)

 

أيها المؤمنون: كيف نستقبل موسما بهذه الصفة والمكانة؟

يجب على المؤمن أن يجلس مع نفسه جلسة صادقة، يرتب فيه أوراقه وملفات حياته، وماهي أعماله ومشاريعه الخيرية في رمضان؟

 

وليقرأ في سيرة السلف كيف كانوا يستقبلون رمضان، وكيف يعدون العدة له؟

لم يكونوا يستقبلونه بالمأكولات ولا بالمشروبات، ولا بالزينة والفوانيس، ولا بالأغاني والأناشيد، فكل هذه كانت من ترهات العوام الذين لا يقدرون للشهر قدره، أما أهل العلم وأهل العبادة فلقد كانت نظرتهم لهذا الشهر نظرة أخرى، كانوا يرونه فرصة لا تعوض أبدا، و كانوا يرون أنهم لن يدركوه العام القادم، فكانوا يستغلون كل دقيقة فيه، وكانوا يهذبون أنفسهم، ويطهرونها من أدران الذنوب التي ربما صدتهم أو أخرتهم عن المسابقة في الخيرات في شهر رمضان، وكانوا يتمنون لو كان رمضان السنة كلها .

 

قال عمر بن عبد العزيز: كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان، اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر فسلمه لنا وسلمنا له وارزقنا صيامه وقيامه وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والنشاط أعذنا فيه من الفتن .

 

وقال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم .

 

وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا.

 

وكان بعضهم يترك العمل والكسب إلا ما يتقوت به، ويتفرغ للعبادة، وكان كثير من أهل العلم يتوقفون عن دروس العلم ويشتغلون بالقرآن ويقولون شهر رمضان هو شهر القرآن .

 

وكانوا يتلمسون أهل الحاجة والفقر، ليغنوهم في رمضان، ويبدأون بالأقارب، ثم الجيران، ثم بقية المسلمين

 

اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا فيه الصيام والقيام وصالح الأعمال .

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد فيا أيها الناس: هاهي نسائم رمضان لاحت في الأفق، بدأ يشمها أهل المسابقة للخيرات، الذين يخشون فوات كل لحظة منه بلا استغلال .

 

رمضان ميدان للعمل والمثابرة، ميدان للمسابقة والتشمير، ينبغي على العبد أن يسعى فيه بكل قوته على تحصيل الخير، والفوز مع الفائزين، وأن يطهر قلبه ونفسه من الأدران، ومن ظلمات الشهوات والشبه، ليخرج من رمضان نقيا من الذنوب، سليم القلب، نقي الصحائف، قد تخلص من أخلاق السوء، وازداد من الأخلاق الفاضلة التي تدرس في رمضان، وإن هذا ليسهل على من استعد لرمضان، فروض نفسه على فعل الخير، من تلاوة للقرآن ومكث في المسجد، وإخراج صدقات، وكثرة ذكر لله، حتى تصفو نفسه، ويطهر قلبه، وتسهل عليه العبادات في رمضان فيسابق إليها .

 

معاشر المسلمين: هاقد جاء شهر التوبة والمصالحة، فكم سوفنا في التوبة، والتماس المعاذير، والآن قد مد الله في أجلك، وبلغت رمضان، فلا تفوت على نفسك التوبة من كل إثم وخطيئة وفعل سيئ وقبيح، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .

 

أقبل على ربك وانخلع من ذنوبك فإن لك ربا كريما يفرح بتوبة عبده، ويقبلها .

 

 اللهم أدم علينا أمننا، وعافيتنا، وارفع عنا وعن المسلمين البلاء والمرض يارب العالمين

 

المرفقات

1709216106_بم نستقبل رمضان.docx

المشاهدات 1712 | التعليقات 0