خطبة بعنوان ( يوم الجمعة + الإنفلونزا الموسمية) مختصرة

سعيد الشهراني
1446/04/13 - 2024/10/16 12:31PM

الْخُطْبَةُ الأُوْلَى:

الحمدُ للهِ فاطرِ الأرضِ والسماواتِ، شَرَعَ لعبادِهِ الجُمَعَ والجَمَاعَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الملكُ العلامُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قدوةُ الأنامِ، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ ومن تبعهمْ بإحسانٍ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ

أما بعد: أوصيكم بتقوى الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.

أيها المسلمون: مِنْ فضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ على هذهِ الأمَّةِ أنْ اخْتَصَّهَا بيومٍ عظيمٍ، اختَارَهُ واصْطَفَاهُ وفَضَّلَهُ على مَا سِوَاهُ قالَ ﷺ( أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا، فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ) أخرجه مسلم.

عبادَ اللهِ: وكانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ ﷺ تَعْظِيم هذَا اليومِ، وتَخْصِيصُهُ بعبَادَاتٍ مِنْهَا:
أولا: الاغتسَالُ للجُمُعَةِ واستحبابُ التَّنَظُّفِ والتَّطَيُّبِ والسِّوَاك، ولُبْسِ أحسنِ الثِّيَابِ؛ لأنَّ الجُمُعَةَ عيدُ اجْتِمَاعِ المسلمينَ، قالَ ﷺ: (لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطاعَ مِن طُهْرٍ ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الإمامُ، إلّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرى) أخرجه البخاري، وقالَ ﷺ : (من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكبْ ودنَا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها) أخرجه أبو داود.

ومِنْ فضَائِلِ يَوْمِ الجُمُعَةِ، أنَّ فيهِا سَاعَةَ إجَابَةٍ أَخْفَاهَا اللهُ عزَّ وجلَّ ليَجْتَهِدَ المسلمُ الصَّادِقُ في طَلَبِهَا، قالَ ﷺ: (فيه ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعالى شيئًا، إلّا أعْطاهُ إيّاهُ وأَشارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُها) أخرجه البخاري، ومعنى يُقلِّلُها؛ أي: أنَّها وَقتٌ قَليلٌ خَفيفٌ .

وَمَنْ الفضائل أنه يوم تكفر فيه السيئات وترفع الدرجات قَالَﷺ:«الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ , وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ يَغْشَ الْكَبَائِرَ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ومن فضائل يوم الجمعة أنه سبب للوقاية من عذاب القبر قَالَﷺ:«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ القَبْرِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ.

ومِنْ أحكامِ صلاة الجمُعَةِ أن ليسَ للجمعةِ راتبةٌ قَبْلِيَّةٌ بل يُصَلِّي المسلمُ مَا شاءَ، ثم يتفرغُ للعبادةِ والذِّكْرِ وأمَّا النَّافِلَةُ بعدَهَا فإنْ صلَّى في المسجدِ صلَّى أربعًا وإنْ صلَّى في بيته صلَّى ركعتينِ.
ومن الأحكام أن منْ دخلَ المسجدَ والإمامُ يخطُبُ؛ فليركعْ ركعتينِ خفيفتين، قالَ ﷺ: (إذا جاءَ أَحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ والإِمامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِما) أخرجه البخاري.
ومن الأحكام أن منْ أدركَ ركعةً مع الإمامِ وجبَ أنْ يُصَلِّيهَا ركعتينِ، فَيُتِمَّ ركعةً ثانيةً ويُسَلِّمَ، أمَّا مَنْ أدْرَكَ الإمامَ بعدَ الرُّكوعِ الثّاني فيلزمُهُ أنْ يُتِمَّهَا ظُهْرًا أَرْبَع رَكْعَاتٍ.

أيُّهَا المؤمنونَ: إنّ التَّهاوُنَ في صلاةِ الجمعةِ والتأخُّرَ عن حضورِهَا، والتخلفَ عن أدائِهَا، أعظم الخُسْرَانِ وأمارَةُ الحِرْمَانِ قال ﷺ: (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ على قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ) أخرجه مسلم وقالَ أيضًا: (مَن ترَكَ الجمعةَ ثلاثَ مرَّاتٍ تهاونًا بها، طبَعَ اللهُ على قلْبِه) أخرجه أبو داود.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) .

بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:

الحمدُ للهِ الذي كفَى ووقىَ وهدَى، والصلاةُ والسلامُ على إمامِ الهُدى، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن اهتدَى

أمَّا بَعْدُ: أيها المسلمون: مع قدوم فصل الشتاء ينتشر مرض ما يسمى بالأنفلونزا الموسمية، والتي يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، ولقد حثَّنا ديننا الإسلامي، على المحافظة على صحة الأبدان، والوقاية من الأمراض وذلك بأن يلتزم الإنسان باتباع التعليمات التي تصدر عن الجهات الطبية المختصة حيث تَقُومُ وَزَارَة الصِّحَّة هَذِهِ الأَيَّام بِحَمْلَةٍ لِلتَّطْعِيمِ ضِدَّ الإِنْفِلْوَنْزَا المَوْسِمِيَّةِ التِي تنتشر فِي هَذِهِ الأَشْهُرِ مِنْ السَّنَةِ، حيث توجد في المراكز الصحية لَــقَاحٌ لـمكافحته، متاح لكل أفراد المجتمع، خاصة فئة المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، وهو من التداوي الـمباح ، قَالَﷺ: "...تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرم" . رَوَاهُ أَحْمد، فاللَّهُمَّ إِنّا نعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْجُنُونِ وَمِنْ سَيِّئِ الأسقام.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد... (الدعاء مرفق)

المرفقات

1729072962_خطبة بعنوان ( يوم الجمعة ^M الإنفلونزا الموسمية ) شاملة ومختصرة.pdf

1729073934_خطبة بعنوان ( يوم الجمعة الإنفلونزا الموسمية ) شاملة ومختصرة.docx

المشاهدات 2762 | التعليقات 0