خطبة بعنوان ( وصايا قبل رمضان ) مختصرة
سعيد الشهراني
خطبة (وصايا قبل رمضان)
سعيد سيف الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة
الخطبة الأولى :
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفُسِنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه.
أمَّا بَعْدُ: فاتّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
عِبَادَ اللهِ: وَنَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ رَمَضَانَ - نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى بُلُوغَهُ - فَهَذِهِ بِعْضُ الوَصَايَا؛ عَسَى اللهُ تَعَالَى أَنْ يَنْفَعَنَا بِهَا.
الوَصِيَّةُ الأُوْلَى: مَنْ كَانَ عَلَيْهِ أَيَّامٌ مِنْ رَمَضَانَ المَاضِي فَلْيُبَادِرْ بِقَضَائِهَا؛ وَلْيَعْلَمْ أنَّهُ لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا إِلَى رَمَضَانَ الثَّانِي بِدُونِ عُذْرٍ؛ قَالَ تَعَالَى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، تَنَبَّهُوا لِهَذَا؛ وَذَكِّرْوا بِهِ أَهْلَكُمْ وَأَوْلَادَكُمْ؛ قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُمُ الوَقْتُ وَفِي ذِمَمِهِمْ شَيءٌ مِنْ رَمَضَانَ المَاضِي.
الوَصِيَّةُ الثَّانِيَةُ: تَعَلَّمُوا أَحْكَامَ الصِّيَامِ، وَآدَابَهُ؛ وَتَدَارَسُوهَا فِي بُيُوتِكُمْ وَمَجَالِسِكُمْ وَمَسَاجِدِكُمْ، وَعَلِّمُوهَا مَنْ تَحْتَ رِعَايَتِكُمْ؛ لِيُؤَدِّيَ الجَمِيعُ هَذِهِ الفَرِيْضَةَ عَلَى عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ؛ فَتَكُونَ مَقْبُولةً عِنْدَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا.
الوَصِيَّةُ الثَّالِثَةُ: مَنْ كَانَ لَدَيهِ أَوْلَادٌ أَوْ بَنَاتٌ أَوْ إِخْوَةٌ أَوْ أَخَوَاتٌ؛ فَإِنْ كَانُوا صِغَارًا لَمْ يَبْلُغُوا سِنَّ الرُّشْدِ وَلَا يَشُقُّ عَلَيهِمُ الصِّيَامُ؛ فَلْيَحُثَّهُمْ عَلَيْهِ لِيَعْتَادُوهُ، وَلَا يُلْزِمْهُمْ بِهِ. أمَّا إِذَا بَلَغُوا سِنَّ الرُّشْدِ وَصَارُوا مِنْ أَهْلِ التَّكْلِيفِ فَلْيَأْمُرْهُمْ بِالصِّيَامِ، وَلْيُلْزِمْهُم بِهِ، وَلْيُبَيِّنْ لَهُمْ أنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى المُسْلِمِ البَالِغِ العَاقِلِ القَادِرِ المُقِيمِ؛ يَجِبُ عَلَيهِ صَومُ الشَّهْرِ كَامِلًا، وَلَيسَ مُخَيَّرًا بِأَنْ يَصُومَ أيَّامًا وَيُفْطِرَ أيَّامًا ، واعلموا يا رعاكم الله أن أوْلَادُكُمْ أَمَانَةٌ، وَأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنْ رِعَايَتِهِمْ وَتَرْبِيَتِهِمْ، وَتَعْلِيمِهِمْ أُمُورَ دِينِهِمْ؛ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ( أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
الوَصِيَّةُ الرَّابِعَةُ: قال ﷺ (لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
الوَصِيَّةُ الخَامِسَةُ: إِذَا رُؤِيّ هِلَالُ رَمَضَانَ وَأُعْلِنَ دُخُولُهُ؛ أَوْ أُكْمِلَ العَدَدُ؛ فَإِنَّهُ يُعْمَلُ بِهِ وَيَجِبُ الصِّيَامُ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُشَكِّكَ فِي ثُبُوتِهِ، وَيُلَبِّسَ عَلَى النَّاسِ؛ وَكَذَلِكَ عَلَى النَّاسِ أَنْ لَا يَلْـتَفِتُوا إِلَيْهِ؛ يَقُـولُ النَّبِيُّ صَـلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ: ( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
الوَصِيَّةُ السَّادِسَةُ: اعْقِدُوا العَزْمَ - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى الجِدِّ فَي شَهْرِكُمْ؛ احْرِصُوا عَلَى كَسْبِ هَذِهِ الفُرْصَةِ، وَاسْتِغْلَالِ هَذَا المَغْنَمِ. ؛فَلْنَتَهَيَّأْ لِحِفْظِ أيَّامِ شَهْرِنَا وَلَيَالِيهِ، وَلْنَعْمُرْهُ بِالطَّاعَاتِ؛ وَلْنَحْفَظْهُ عَنِ المُحَرَّمَاتِ. نَظِّمْ – وَفْقَكَ اللهُ - وَقْتَكَ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ، وَإِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ يَضِيعَ نَهَارُكَ فِي نَوْمٍ وَلَيلُكَ فِي سَهَرٍ.أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُبَلِّغَنِي وَإِيَّاكُمْ رَمَضَانَ وَيُوَفِّقْنَا لِاغْتِنَامِهِ، اللَّهُمَّ وَأَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِات وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْد: اتَّقُوا اللهَ تعالى واعلمُوا أنَّ أعْظَمَ غنيمَةٍ يَغْنَمُها العَبْدُ، هي اسْتِغْلالُهُ أيَّامَ عُمُرِهِ في مُحاسَبَةِ نَفْسِهِ، والتَّزَوُّدِ بما يُقَرِّبُهُ إلى الله، خُصُوصًا عِنْدَما يُوَفَّقُ العَبْدُ لِإِدْراكِ الأزْمِنَةِ الفاضِلَةِ ومَواسِمِ الخيرِ، فتزودوا فيها من الصالحات واستكثروا من الحسنات ليُقال لكم غدًا في الدار الآخرة ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )، وقدِّموا لأنفسكم خيراً، فإن من الناسِ الفقراءُ والمساكين، وأصحابُ الديونِ العاجزين والغارمين، واليتامى والأيامى، ومن غيَّبَتهُم السجون وأُسَرِهم في حال يرثى لها ، يتكففونَ العيش ، ويتعففونَ عن المسألة ، وهم في أمسِ الحاجة إلى صدقاتكم وزكواتكم قبل شهر رمضان ، فالتمسوهم ومدوا لهم يدَ العون والمساعدة وتذكروا قول الله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)، فاللهم بلغنا رمضان ونحن في صحة وعافية وإيمان..
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد ..( الدعاء مرفق)
المرفقات
1741087184_خطبة بعنوان ( وصايا قبل رمضان ) مختصرة.docx