خطبة بعنوان : شدة الحر عظة وعبرة
خالد خضران الدلبحي العتيبي
خطبة جمعة بعنوان : شدة الحر عظة وعبرة
كتبها : خالد بن خضران العتيبي الجمش – الدوادمي
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
عبادَ الله ينبغي على المسلم أن يتفكر فيما حوله من خلق الله وتدبيره وتقليبه لليل والنهار والحر والبرد فكل هذه آياتٌ من آيات الله الدالة على وحدانيته قال تعالى((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ) (آل عمران : 190 )وفي هذه الآيات عظة وعبرة يقول تعالى((يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ) (النور : 44 ) فأهل العقول وأهل البصيرة ينتفعون بهذه الآيات ويأخذون منها العبر.
عباد الله نعيش هذه الأيام حرا شديداً لا بد للمسلم أن يتفكر فيه وأن يأخذ العظة والعبرة ولا تأخذه الغفلة فمن العظات والعبر أن يتذكر المسلم نعمة الله عز وجل عليه كيف يسر له الوسائل النافعة التي تقيه شدة الحر فالمساجد مكيفة والبيوت مكيفة بل حتى السيارات والثلاجات متوفرة في البيوت ويسر الله للعبد اللباس الذي يقيه الحر وإلا لو طلبت من شخص أن يقف حافيا حاسرا الرأس في شدة الحر ما استطاع ولو فعل ذلك لتضرر يقول تعالى مذكرا بهذه النعمة ((وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (النحل : 81 ) ومن العظات والعبر المهمة : أن يتذكر الإنسان موقفَ يومِ القيامة فهذه الشمس التي لا تستطيع الوقوف في شدة حرها تبعد عن الأرض ملايين الكيلوات وقد ذكر علماء الفلك أنها تبعد مائةً وتسعة وأربعين مليون كيلو وفي يوم القيامة تدنو هذه الشمس من الخلق قدر ميل والميل تقريباً كيلو ونصف فيبلغ بهم من الهم والكرب ما لا يطيقون ففي صحيح مسلم عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تدنى الشمسُ يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حَقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما» قال: وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه)
ومقدار ذلك اليوم خمسون ألف سنة قال تعالى( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (المعارج : 4 ) فلنحاسب أنفسنا ماذا أعددنا لهذا اليوم ؟
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل الألباب والبصائر (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ )
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
أما بعد : عبادَ الله إننا نفر من شدة الحر ونبحثُ عن الظل والمكيفات وهذا أمرٌ مطلوب ولكن هل نحن فررنا من النار هل سعينا في أن نقي أنفسنا وأهلينا نار جهنم .
تَفِرُ من الهجيرِ وتتقيه فهلا من جهنم قد فررتَ
فلستَ تُطيقُ أدناها عذاباً ولو كنتَ الحديدَ بها لذُبتَ
ويقول تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم : 6 ) فلنحرص عبادَ الله على الأعمال الصالحة لعلنا أن نكون يوم القيامة في ظل عرش الرحمن ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
نعوذ بالله من النار و ما قرب إليها من قول وعمل ( رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) (الفرقان : 65 ) (إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) (الفرقان : 66 )
المرفقات
1719496147_خطبة عن شدة الحر عظة وعبرة.docx