خطبة بعنوان ( ذو الوجهين ) مختصرة ..
سعيد الشهراني
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد :
عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ).
أيها المسلمون: عباد الله ، الناس صنفان، صنف لهم قبول عند الناس، ترتاح القلوب لحديثهم، وتأنس النفوس بمجالستهم، وتسَرُّ برؤيتهم، يمازِحون ويمْزَحون، وصنف آخر عكسُ ذلك تمامًا، فحضورهم يعكر المجالس، وحديثهم يكدر الخاطر، كلماتهم لا تطيقها الأسماع، ويتقي الناسُ مُزَاحهم وحديثهم ومجادلتهم ؛خوفًا من عواقب شرهم .
وحتمًا كلنا لاقى هذا الصِّنف من الناس، ممَّن يحمِلون وجهين ،ويلبَسون قناعين ،ويرتَدُون شخصيتين في ثوبٍ واحد، بل ربما أصبَحْنا نرى اليوم صِنفًا من الناس بإمكانه أن يُغيِّرَ شخصيتَه في كل ساعة ، يفُوق في أدائه أبرَعَ الممثِّلين، فيتقمَّصُ عدة شخصيات في اليوم الواحد، كل هذا الصنيع ليجاريَ فلانًا أو ينتفع من علان، أو لينال حظوة من هذا أو ذاك.
ذو الوجهين الذي قال عنه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:« تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ ، الَّذِى يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْه (
وهذا الصنف من الناس يفسد ولا يصلح ، ويخون ولا يؤتمن ويفضح ولا يستر ، يبيح بالأسرار ، وينقل الأخبار ، ويزيد في الكلام بغرض الإفساد بين الناس ، هذا الصنف من الناس تراه يضحك في وجهك ، وهو يخبئ لك ما تكره ، ويظهر لك الود والحب وهو يبغضك ، يتظاهر بنفعك ، وهو يتمنى ضررك ، يلبس ثوب المصلحين ، وهو إمام المفسدين ، يأتي هؤلاء القوم بوجه حسن ، ثم ينقل عنهم أسوأ ما قالوا ؟
فذو الوجهين هو المتلون و الإسلام لا يحب التلون، ولا يرضى بسياسة تعدد الوجوه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَار).
فعلينا جميعًا أن نهجر هذا الخُلق الذميم، الذي يكرهه رب العالمين، وحذرنا منه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.
بارك الله لي ولكم في القران والسنة ونفعنا وإياكم بما فيه من الأيات والحكمة ،
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ؛ وصلاة وسلاما على خير المرسلين ...
أما بعد : اتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى .
عباد الله : ومن شر الناس منزلة عند الله ، من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ » فهذا الصنف من الناس تراه فظا غليظ القلب ، غليظ الطباع ، قبيح الكلام ، سليط اللسان ، وبالجملة فهو سيئ الأخلاق ، لا يرجى خيره ، ولا يؤمن شره ، ولذلك يبتعد عنه الناس ، ويتركونه ، ويتقونه ، خشية أن يصيبَهم شرُه ، وقد يكرمونه ويُلينُونَ معه الكلامَ اتقاءً لشره ،وقبح طباعه ، وفحش قوله .
وأما الصنف الأخر فهو من خيار الناس وأحبهم إلى الله ، قال صلى الله عليه وسلم ( أَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ. فهذا الصنف ياعباد الله هو صنف محبوب من الله ومن الخلق ، ومن صفاته أنه هين لين في التعامل وحسن الخلق والكلام ، يواجه الأخرين بإبتسامة وطلاقة الوجه ، يتجاوز عن الخطأ ، ويعفو عن الزلل ؛ يوقر الكبير، ويرحم الصغير ، ويعطي كل ذي حقه حقه .
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن ذو الوجهيين عادته قبيحة وعمله وفعله خطير وهي كبيرة من كبائر الذنوب التي ورد فيها الذم والوعيد لما تشتمل عليه من الكذب والخداع وهي من صفات النفاق .. نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية وأن يُجملّنا بحُسن الخُلق وأن يُجنبنا سوء القول والفعل .
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد ....
المرفقات
1706080666_1692871384_خطبة ( ذو الوجهين ) شاملة ومختصرة...docx
تركي العتيبي
لله درك
تعديل التعليق