خطبة المحافظة على الجماعة وسلامة الصدور  للشيخ حمود بن ناصر آل وثيله

محمد بن شعبان
1441/12/16 - 2020/08/06 12:56PM

خطبة المحافظة على الجماعة وسلامة الصدور

 للشيخ حمود بن ناصر آل وثيله

الحمدلله القائل في كتابه {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله حَدِيثًا} وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً .

أما بعد : ‏فاتقوا الله جل وعلا واعلموا أن أعظم ما تتقون الله به إخلاص العبادة لله فلا تدعو إلا الله ولا تركعوا ولا تسجدوا إلا لله ولا تذبحوا إلا لله ولا تحلفوا إلا بالله ولا تستغيثوا إلا بالله قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين . ‏وكما تُفرِد الله بالعبادة فإنه يجب أن تُفرِد النبي صلى الله عليه وسلم بالمتابعة ولا طريق موصل إلى الجنة سوى طريقه القويم وسنة رسوله الكريم فقد تركنا على المحجة البيضاء والسنة الغراء فإياكم والطرق المعوجة كطرق أهل البدع والرفض والتصوف المخالفة لشريعة الله سواء كان ذلك في الاعتقاد أو الصلاة أو الأذكار ونحوها .

عباد الله : اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة فمن حفظها حفظه الله ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، احرصوا على إقامتها كما أمر الله في بيوت الله التي بنيت لها { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة التقوى } فكان السلف إذا أصابتهم خصاصة أو شدة أو ضيق بادروا إلى الصلاة وأمروا أهلهم بها . وكما تعلمون ما أصاب ‏الناس من آثار هذه الجائحة من أمراض وضيق وشدة وغلاء حتى منعت صلاة الجماعة ثم عادت ولله الحمد ولكن أناساً كثير لم يعودوا للمساجد بحجة هذا الوباء ثم تجدهم متسكعين في الأسواق حاضرين في المجالس والاستراحات وهذا تفريط عظيم في عمود الإسلام وركنه الركين وباب خطير إلى تركها بالكلية ويا عجباً لقوم يريدون السعادة ويبحثون عن الرزق ويأملون الرخاء بعد الشدة ‏والصحة بعد السقم ‏ثم لا يأبهون بهذه الصلاة ولا يقيمون لها وزنا والله جل وعلا يقول واركعوا مع الراكعين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول للرجل الضرير اتسمع النداء قال نعم قال فأجب لا أجد لك رخصة ويقول عليه السلام لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد  وحينما حضرته الوفاة أخذ ينادي بها " الصلاة الصلاة " .

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم

 

الخطبة الثانية

‏الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا

عباد الله : اعلموا أنكم غدا مستوقفون ومسؤولون وعن أماناتكم التي استودعكم الله إياها واستأمنكم عليها مسؤولون ومحاسبون أنت أيها الولي مسؤول عن رعيتك وعن أهل بيتك هل أنت حفظتهم كما أمر الله هل أنت حملتهم على كل خير ومنعت منهم كل شر أم أنك تركت الحبل على الغارب ‏للولد وفرت له السيارة والدراهم والجوال ثم تركته تتنازعه الشبهات والشهوات من إلحاد وشرك وغلو ومناهج منحرفة وجماعات ضالة إلى انحلال وتغريب ومخدرات وفواحش وآثام وكأنك وإياه كقول القائل

القاه في اليم مكتوفا وقال له           إياك إياك أن تبتل بالماء

وكذلك البنت والزوجة يجب عليك أن تتقي الله فيهن فهن ضعاف خلقه فأحسن إليهن بإعطائهن ما يحتجن له من لباس ورعاية وحفظ وإياك إياك أن تترك لهن الحبل على الغارب يخرجن متى شائن ويلبسن ما شائن من لباس العري والتبرج والسفور ‏والذي ينتشر في أيام الأعياد والمناسبات حتى تكون المرأة شبه عارية ولم يبق منها إلا العورة المغلظة والولي يرى ولا يحرك ساكنا وكأنه ‏غير المعني بكل هذا الكلام وأقول وأكرر وأعيد وأحذر من خطر ذلك الصاحب وذلك الجليس وذلك المرافق ألا وهو هذا الجوال وما فيه من وسائل التواصل و شبكة عنكبوتية وكم من رجل صالح انتكس بسبب ما يشاهد فيه ويسمع وكم من شاب انحرف بسببه وكم بنت قارفت الرذيلة وكم من امرأة أصبحت من البغايا وكم من شخص بسببه ألحد وكفر وتنصر ولحق بالمشركين وتنكف لأهله ودولته ودينه والعياذ بالله ، فانتبهوا يا رعاكم الله وأحيوا في أهلكم وأبنائكم و بناتكم استشعار مراقبة الله والخوف من سخطه وأسباب عقابه واجعلوا في بيوتكم مجلسا يوميا ‏لقراءة حديث أو تفسير آية أو توجيه ناصح والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلدان المسلمين, اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحبه وترضاه وخذ بناصيتهما للبر والتقوى وأصلح لهما بطانتهما وأعز بهما دينك وأعل بهما كلمتك واجعلهما مفاتيح خير مغاليق شر, اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرها وعلماءها وأهلها وزدها قوة وأمناً ورخاء, اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان وول عليهم خيارهم واكفهم شرارهم اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .

المرفقات

خطبة-المحافظة-على-الجماعة-وسلامة-الصد

خطبة-المحافظة-على-الجماعة-وسلامة-الصد

خطبة-المحافظة-على-الجماعة-وسلامة-الصد-2

خطبة-المحافظة-على-الجماعة-وسلامة-الصد-2

المشاهدات 727 | التعليقات 0