خطبة : ( العداء الرافضي والصمت السني )

عبدالله البصري
1433/02/04 - 2011/12/29 16:28PM
العداء الرافضي والصمت السني 5 / 2 / 1433

الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولي الأَلبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللهُ إِلَيكُم ذِكرًا . رَسُولاً يَتلُو عَلَيكُم آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ وَمَن يُؤمِنْ بِاللهِ وَيَعمَلْ صَالِحًا يُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَد أَحسَنَ اللهُ لَهُ رِزقًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مَن مِنَّا لم تَطرُقْ مِسمَعَيهِ في كُلِّ يَومٍ وَعَلَى مَدَى تِسعَةِ أَشهُرٍ أَو تَزِيدُ ، أَنبَاءُ مُوجِعَةٌ عَمَّا يَحدُثُ لإِخوَانِنَا مِن أَهلِ السُّنَّةِ في الشَّامِ ، عَلَى أَيدِي قُوَّاتِ الشِّرذِمَةِ النُّصَيرِيَّةِ الظَّالِمَةِ الغَاشِمَةِ ؟!
إِنَّهُ لا يَكَادُ يَمضِي يَومٌ وَلا تُلقَى نَشرَةُ أَخبَارٍ ، إِلاَّ وَتَمَرُّ بِالعَينِ مَنَاظِرُ مُؤلِمَةٌ ممَّا تَشهَدُهُ مُدُنُ ذَاكَ القُطرِ الشَّامِيِّ ، مِنِ اعتِدَاءَاتٍ بِالدَّبَّابَاتِ وَالآلِيَّاتِ ، وَصُوَرٌ ممَّا يُصَابُ بِهِ ذَاكَ الشَّعبُ الأَعزَلُ الَّذِي لا يَملِكُ كَثِيرٌ مِنهُم وَلَو بُندُقِيَّةً يُدَافِعُ بها عَن نَفسِهِ أَو يَحمِي عِرضَهُ أَو يَذُودُ عَن مَالِهِ .
وَبَدَلاً مِن أَن تَكُونَ الأَسلِحَةُ الَّتي تَملِكُهَا تِلكَ الشِّرذِمَةُ الطَّاغِيَةُ البَاغِيَةُ دِرعًا وَاقِيًا لِلشَّعبِ مِن هَجَمَاتِ العَدُوِّ الخَارِجِيِّ ، صَارَت أَدَوَاتٍ لِقَمعِ الشَّعبِ وَإِسكَاتِهِ ، وَوَسَائِلَ لِقَهرِهِ وَإِذلالِهِ ، لِيَتَبَيَّنَ بِجَلاءٍ لِلمُسلِمِينَ مِن أَهلِ السُّنَّةِ في كُلِّ مَكَانٍ ، أَنَّ العِدَاءَ الرَّافِضِيَّ مَا زَالَ وَلَن يَزَالَ قَائِمًا ، يُغَذِّيهِ بُغضٌ فَارِسِيٌّ قَدِيمٌ لِكُلِّ مَا هُوَ عَرَبيٌّ حَتى وَلَو كَانَ الإِسلامَ وَالقُرآنَ ، وَيَدفَعُهُ حِقدٌ مَجُوسِيٌّ دَفِينٌ تُجَاهَ السُّنَّةِ وَأَهلِهَا ، حِقدٌ وَبُغضٌ مُتَمَكِّنَانِ ، لم تَكَدْ تُوجَدُ لهما فُرصَةٌ حَتى أُطلِقَا وَخَرَجَا ، لِتُزهَقَ أَروَاحُ أُنَاسٍ أَبرِيَاءَ لا يُطَالِبُونَ بِغَيرِ الحَيَاةِ الكَرِيمَةِ وَالعِيشَةِ المُستَقِيمَةِ .
إِنَّ تِلكَ العَدَاوَةَ المُتَأَصِّلَةَ في قُلُوبِ الرَّافِضَةِ لِلسُّنَّةِ ، لَن تَضعُفَ نَارُهَا أَو يَخبُوَ أُوَارُهَا ، حَتى وَلَوِ ابتَعَدَ أَهلُ السُّنَّةِ عَنِ السُّنَّةِ مَا ابتَعَدُوا ، أَو حَاوَلُوا التَّعَايُشَ مَعَ أُولَئِكَ الأَنجَاسِ بِتَميِيعِ عَقِيدَةِ الوَلاءِ وَالبَرَاءِ ، نَعَم ، إِنَّ ذَلِكَ لَن يَشفَعَ لأَهلِ السُّنَّةِ إِذَا جَدَّ الجِدُّ وَحَانَتِ الفُرصَةُ لِلمُفَاصَلَةِ وَالمُنَاجَزَةِ ، وَلَن يَكُونَ حَائِلاً بَينَ أُولَئِكَ الأَنجَاسِ وَبَينَ التَّشَفِّي مِن أَهلِ السُّنَّةِ بِكُلِّ مَا يَستَطِيعُونَهُ مِن حَربٍ وَضربٍ أَو قَتلٍ وَتَشرِيدٍ ، أَو حِصَارٍ وَتَضيِيقٍ أَو تَجوِيعٍ وَتَهدِيدٍ .
عِبَادَ اللهِ ، لَئِن صَعُبَ عَلَينَا الدِّفَاعُ عَن إِخوَانِنَا مِن أَهلِ السُّنَّةِ بِالنُّفُوسِ ، أَو حِيلَ بَينَنَا وَبَينَ دَعمِهِم بِالأَموَالِ وَالسِّلاحِ ، فَإِنَّ ثَمَّةَ بَابًا لا عُذرَ لِمُؤمِنٍ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ أَن يَتَرَاخَى دُونَ قَصدِهِ أَو يَتَأَخَّرَ عَن دُخُولِهِ ؛ لِيَقِفَ مَعَ إِخوَانِهِ وَيَدعَمَهُم وَيَشُدَّ مِن أَزرِهِم ، إِنَّهُ بَابُ الدُّعَاءِ وَاللُّجُوءِ إِلى مَن بِيَدِهِ مَفَاتِحُ الغَيبِ وَلَهُ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ ، نَعَم ، إِنَّهُ البَابُ المَفتُوحُ لَيلاً وَنَهَارًا ، وَالمَقدُورُ عَلَيهِ سِرًّا وَجَهَارًا ، وَالمَمنُوحُ لِلمُؤمِنِينَ كِبَارًا وَصِغَارًا . وَهَل يَشُكُّ مَن لَهُ أَدنى عِلمٍ أَنَّ إِخوَانَنَا في الشَّامِ الآنَ في نَازِلَةٍ بَل في ضَائِقَةٍ ؟
لا أَظُنُّ أَحَدًا يَشُكُّ في ذَلِكَ أَو يَتَرَدَّدُ ، أَلا فَأَينَ الدُّعَاءُ لهم وَالقُنُوتُ في الخَلَوَاتِ وَالجَلَوَاتِ ؟
هَل مَاتَتِ القُلُوبُ وَتَبَلَّدَ الشُّعُورُ وَفُقِدَ الإِحسَاسُ ؟
هَلِ انقَطَعَت رَوَابِطُ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ وَانصَرَمَتِ العِلاقَاتُ الإِيمَانِيَّةُ ؟
أَينَ قَولُ المَولى ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ " ؟
وَقَولُهُ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ " ؟
أَينَ قَولُ المُصطَفَى ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ فِيمَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ وَاللَّفظُ لَهُ : " مَثَلُ المُؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم مَثَلُ الجَسَدِ ، إِذَا اشتَكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى " ؟
وَقَولُهُ فِيمَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ : " المُؤمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالبُنيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا " ؟
وَقَولُهُ فِيمَا رَوَاهُ مُسلِمٌ : " المُسلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ ، إِنِ اشتَكَى عَينُهُ اشتَكَى كُلُّهُ ، وَإِنِ اشتَكَى رَأسُهُ اشتَكَى كُلُّهُ " ؟
وَقَولُهُ كَمَا عِندَ البُخَارِيِّ : " لا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفسِهِ " ؟
إِنَّ أَوثَقَ عُرَى الإِيمَانِ هِيَ الحُبُّ في اللهِ وَالبُغضُ في اللهِ ، وَمِن ثَمَّ كَانَ أَعظَمُ الأُمَّةِ إِيمَانًا رَؤوفًا بهم رَحِيمًا ، قَالَ ـ تَعَالى ـ عَن نَبِيِّهِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ وَهُوَ القِمَّةُ في ذَلِكَ : " لَقَد جَاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ "
وَمِن رَحمَتِهِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ بِِأَصحَابِهِ وَحَدَبِهِ عَلَيهِم ، نُصرَتُهُم وَإِعَانَتُهُم وَالقِيَامُ مَعَهُم عَلَى مَن عَادَاهُم ، وَمِن ذَلِكَ وَأَعظَمُهُ الدُّعَاءُ لهم ، رَوَى البُخَارِيُّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : دَعَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصحَابَ بِئرِ مَعُونَةَ ثَلاَثِينَ غَدَاةً ، عَلَى رِعلٍ وَذَكوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ "
وَعِندَ مُسلِمٍ عَن أَنَسٍ قَالَ : " مَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وَجَدَ عَلَى سَرِيَّةٍ مَا وَجَدَ عَلَى السَّبعِينَ الَّذِينَ أُصِيبُوا يَومَ بِئرِ مَعُونَةَ ، كَانُوا يُدعَونَ القُرَّاءَ ، فَمَكَثَ شَهرًا يَدعُو عَلَى قَتَلَتِهِم .
أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أُمَّةَ الإِسلامِ ـ وَلْنَقتَدِ بِنَبِيِّنَا ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ وَلْنُوَاصِلِ الدُّعَاءَ لإِخوَانِنَا في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ ، وَلْنُلِحَّ عَلَى اللهِ وَلْنَلجَأْ إِلَيهِ مُخلِصِينَ صَادِقِينَ ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ سِلاحٌ وَأَيُّ سِلاحٍ ، نَصَرَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ وَأَولِيَاءَهُ ، فَهَا هُوَ طَالُوتُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ يُلِحُّونَ عَلَى اللهِ ـ تَعَالى ـ بِالدُّعَاءِ قَبلَ بِدَايَةِ المَعرَكَةِ ، فَيُنصَرُونَ عَلَى جَالُوتَ وَجُنُودِهِ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفرِغْ عَلَينَا صَبرًا وَثَبِّتْ أَقدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُم بِإِذنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ "
وَهَا هُوَ نَبِيُّنَا وَأَصحَابُهُ في يَومِ بَدرٍ وَكَانُوا قِلَّةً مُستَضعَفِينَ ، يُنَاشِدُونَ رَبَّهُم فَيَستَجِيبُ لَهُم وَيَنصُرُهُم عَلَى المُشرِكِينَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " إِذْ تَستَغِيثُونَ رَبَّكُم فَاستَجَابَ لَكُم أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ . وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشرَى وَلِتَطمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم وَمَا النَّصرُ إِلاَّ مِن عِندِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . إِذ يُوحِي رَبُّكَ إِلى المَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلقِي في قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعنَاقِ وَاضرِبُوا مِنهُم كُلَّ بَنَانٍ . ذَلِكَ بِأَنَّهُم شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ . ذَلِكُم فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ "

الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوا أَمرَهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَاعلَمُوا أَنَّ مِن حَقِّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ نَصرَهُ ، قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " اُنصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَو مَظلُومًا ... " الحَدِيثَ ، رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
وَيَا للهِ كَم مِن مُسلِمٍ يَتَقَطَّعُ شَوقًا إِلى نَصرِ إِخوَانِهِ وَالذَّبِّ عَنهُم ، غَيرَ أَنَّنَا في وَقتٍ ضَعُفَت فِيهِ الأُمَّةُ عَن وَاجِبِ النَّصرِ بِالأَجسَادِ وَالعَتَادِ ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ دُونَ دَعمِهَا لِقَضَايَا أَبنَائِهَا وَلَو بِالرَّأيِ السِّيَاسِيِّ ، ممَّا يَجعَلُ مِن أَوجَبِ الوَاجِبَاتِ وَأَهَمِّ المُهِمَّاتِ ، الدُّعَاءَ لإِخوَانِنَا المُستَضعَفِينَ وَعَلَى أَعدَاءِ الدِّينِ ، وَلا يَقُولَنَّ قَائِلٌ : إِنَّ الدُّعَاءَ حِيلَةُ العَاجِزِينَ فَحَسبُ ، لا وَاللهِ ، بَل إِنَّ الدُّعَاءَ عَدَا كَونِهِ عِبَادَةً عَظِيمَةً وَقُربَةً جَلِيلَةً ، فَإِنَّهُ تَعبِيرٌ صَادِقٌ عَنِ الوَلاءِ لِلمُؤمِنِينَ وَالبَرَاءِ مِنَ الكَافِرِينَ ، ثُمَّ هُوَ إِذكَاءٌ لِرُوحِ اليَقِينِ بِأَنَّ الأَمرَ كُلَّهُ للهِ ، القَائِلِ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَمَا النَّصرُ إِلاَّ مِن عِندِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ "
وَالقِائِلِ : " وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ "
وَبِالدُّعَاءِ تُرَدُّ عَنِ الأُمَّةِ أُمُورٌ وَتُدفَعُ شُرُورٌ ، وَكَم في الأُمَّةِ مَن لَو رَفَعَ يَدَيهِ بِصدِقٍ وَنَادَى ، لأَجَابَ اللهُ دُعَاءَهُ وَسَمِعَ نِدَاءَهُ ، قَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " رُبَّ أَشعَثَ مَدفُوعٍ بِالأَبوَابِ ، لَو أَقسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ " رَوَاهُ مُسلِمٌ .
وَقَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " إِنَّمَا يَنصُرُ اللهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا ، بِدَعوَتِهِم وَصَلاتِهِم وَإِخلاصِهِم " رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
لا إِلَه َإِلاَّ اللهُ الحَكِيمُ الكَرِيمُ ، سُبحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبعِ وَرَبِّ العَرشِ العَظِيمِ ، إِلَهَنَا ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ ، عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَتَقَدَّسَت أَسمَاؤُكَ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ ، أَنتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَمَن فِيهِنَّ ، وَلَكَ الحَمدُ أَنتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَمَن فِيهِنَّ ، وَلَكَ الحَمدُ أَنتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَمَن فِيهِنَّ ، أَنتَ الحَقُّ وَقَولُكَ الحَقُّ وَوَعدُكَ الحَقُّ وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ . اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَلُّهُ ، لا قَابِضَ لما بَسَطتَ ، وَلا مُقَرِّبَ لما بَاعَدتَ ، وَلا مُبَاعِدَ لما قَرَّبتَ ، وَلا مُعطِيَ لما مَنَعتَ ، وَلا مَانِعَ لما أَعطَيتَ . اللَّهُمَّ ابسُطْ عَلَينَا مِن بَرَكَاتِكَ وَرَحمَتِكَ وَفَضلِكَ وَرِزقِكَ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ النَّعِيمَ يَومَ العَيلَةِ ، وَالأَمنَ يَومَ الحَربِ ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ، وَاجعَلْ عَلَيهِم رِجزَكَ وَعَذَابَكَ . اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلكِ تُؤتي المُلكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ ممَّن تَشَاءُ ، وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ، بِيَدِكَ الخَيرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ مُنزِلَ الكِتَابِ وَمُجرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الأَحزَابِ ، اللَّهُمَّ اهزِمِ النُّصَيرِيَّةَ وَدَمِّرْهُم ، اللَّهُمَّ شَتِّتْ شَملَهُم ، وَفَرِّقْ جَمعَهُم ، وَزَلزِلِ الأَرضَ مِن تَحتِ أَقدَامِهِم ، اللَّهُمَّ أَحصِهِم عَدَدًا ، وَاقتُلهُم بَدَدًا ، وَلا تُغَادِرْ مِنهُم أَحَدًا ، اللَّهُمَّ لا تَرفَعْ لهم رَايَةً ، وَلا تُبَلِّغْهُم غَايَةً ، وَاجعَلْهُم لمن خَلفَهُم عِبرَةً وَآيَةً ، اللَّهُمَّ أَنت عَضُدُنَا وَأَنتَ نَصِيرُنَا ، بِكَ نَحُولُ وَبِكَ نَصُولُ وَبِكَ نُقَاتِلُ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَجعَلُكَ في نُحُورِهِم ، وَنَعُوذُ بِكَ مِن شُرُورِهِم ، اللَّهُمَّ اجعَلْهَا عَلَيهِم سِنِينَ كَسِني يُوسُفَ ، اللَّهُمَّ وَانصُرْ إِخوَانَنَا مِن أَهلِ السُّنَّةِ في الشَّامِ ، اللَّهُمَّ استُرْ عَورَاتِهِم ، وَآمِنْ رَوعَاتِهِم ، اللَّهُمَّ احفَظْهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَمِن خَلفِهِم ، وَعَن أَيمَانِهِم وَعَن شَمَائِلِهِم ، وَمِن فَوقِهِم ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِن أَن يُغتَالُوا مِن تَحتِهِم ، اللَّهُمَّ كُنْ لهم مُؤَيِّدًا وَنَصِيرًا ، وَمُعِينًا وَظَهِيرًا . اللَّهُمَّ وَانصُرْ إِخوَانَنَا مِن أَهلِ السُّنَّةِ في كُلِّ مَكَانٍ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكرَامِ يَا رَبَّ العَالمِينَ . اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوطَانِنَا ، وَوَلِّ عَلَينَا خِيَارَنَا ، وَاكفِنَا شَرَّ شِرَارِنَا ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَينَا بِذُنُوبِنَا مَن لا يَخَافُكَ فِينَا وَلا يَرحَمُنَا .
المشاهدات 4561 | التعليقات 10

بارك الله فيك شيخنا
هل الخطبة موجودة على الوورد؟


وهذا ملف الخطبة مع هذه المشاركة .

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/5/0/العداء%20الرافضي%20والصمت%20السني.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/5/0/العداء%20الرافضي%20والصمت%20السني.doc


هي خطبتي غداً بأذن الله ياشيخ عبد الله
رفع الله قدرك ونفع الله بك الأسلام والمسلمين وبارك الله في جهود القائمين على هذا المنتدى الرائع المتميز الذي تميز بخطباؤه والقائمين عليه


وفقك الله ياشيخ عبدالله

ودائمًا مبدع


والله ان هذا كان في خاطري ان اخطب هذه الجمعه عن اخواننا في سوريا

فوجدت ما يغني ويكفي

اسأل الله ان يكتب اجرك

ويا ليت يا شيخ عبد الله زدت من وسائل النصرة :
1-الحديث عنهم في مجالسنا ومنتدياتنا
2-وردودنا على اخبارهم
3-والمشاركة في القنوات بالتداخل واعلان النصرة
4-وارسال رسائل الشات .


اللهم يا حي يا قيوم ويا من لك الأسماء الحسنى والصفات العلى يا من عز وارتفع وذل كل شيء لعظمتك وخضع يا كاسر الاكاسر ويا قاصم القياصرة ويا مذل الجبابرة أذل الطغاة المتسلطين على رقاب المسلمين اللهم إنهم طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ربنا فصب عليهم سوط عذاب
إلهنا جبار السماوات والأرض خضع كل سلطان لسلطانك إلهنا ترى الظالمين وما يصنعون وتعلم علانيتهم وما يكنون إلهنا من لليتامى المقهورين إلهنا من للشيوخ المشردين من للمسلمين الموحدين المستضعفين إلهنا أراضٍ منكوبة وأعراضٍ مغصوبة وأشلاء ممزقة إلهنا يا سند من لا سند له إلهنا يا ناصر من لا ناصر له يا معز من لا معز له يا غياث من لا غياث له إلهنا انقطع الرجاء إلا منك وخابت الظنون إلا فيك وضعف الاعتماد إلا عليك إلهنا أرنا في المجرمين وعدك وعذابك وعقابك اللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سؤلت به اعطيت وبعظمتك التي علوت بها على العظماء النصر والتمكين لاخواننا المستضعفين في كل مكان
الهنا لا نهلك وانت رجائنا ولا نضيع وانت ملاذنا اللهم نشكو إليك يا من اليك المشكى نشكو اليك حال اخواننا المستضعفين لا اله لهم غيرك فيدعون ولا رب سواك فيرجون ولانا صر سواك فيستنصرون الهنا نشكو اليك حالهم وضعفهم وهوانهم على الناس ان لم يكن بك غضب عليهم فلا يبالون غير ان رحمتك اولى بهم لك العتبى حتى ترضى
اللهم فرج همهم واكشف كربهم اللهم تولى امرهم اللهم اشف مريضهم اللهم فك اسيرهم اللهم ثبت اقدامهم اللهم قوي ايمانهم اللهم اربط على قلوبهم اللهم احفظ أعراضهم وأموالهم
اللهم قر عيوننا وعيون اخواننا المستضعفين بعز عاجل ونصر شامل للاسلام والمسلمين


جزاك الله خيرا ونفع بك
خطبة مهمة


بارك الله فيك ياشيخنا ونفع الله بك الإسلام والمسلمين


بارك الله فيك، ونفعنا بك، أحسنت الاختيار
موضوع مهم
وعبارات مؤثرة
وحلول مناسبة لنصرة أخواننا
نصرهم الله، ومكنهم من عدوهم، عاجلا غير أجل


جزاكم الله خير الجزاء

وللفائدة لي ولكم

قال ابن حجر في فتح الباري :
قوله وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر كأنه يشير إلى أنه لا يداوم على ذلك
قوله اللهم العن فلانا وفلانا لاحياء من العرب وقع تسميتهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم بلفظ اللهم العن رعلا وذكوان وعصية
قوله حتى أنزل الله ليس لك من الأمر شيء تقدم استشكاله في غزوة أحد وأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد ونزول ليس لك من الأمر شيء كان في قصة أحد فكيف يتأخر السبب عن النزول؟
ثم ظهر لي علة الخبر وأن فيه إدراجا وأن قوله حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال هنا قال يعني الزهري ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته
وقد ورد في سبب نزول الآية شيء آخر لكنه لا ينافي ما تقدم بخلاف قصة رعل وذكوان فعند أحمد ومسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه حتى سأل الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء الآية
وطريق الجمع بينه وبين حديث بن عمر أنه صلى الله عليه و سلم دعا على المذكورين بعد ذلك في صلاته فنزلت الآية في الأمرين معا فيما وقع له من الأمر المذكور وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم وذلك كله في أحد بخلاف قصة رعل وذكوان فأنها أجنبية
ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا ثم نزلت في جميع ذلك والله أعلم