خطبة الشيخ يحيى جباري بعنوان (الحذر من لعبة الـــــــــــــــــبـــوبـــــــجي)

يحيى جبران جباري
1440/07/09 - 2019/03/16 21:01PM

الحمد لله اعطانا اعظم ما في الحياة ، احمده سبحانه واشكره حتى يبلغ الحمد والشكر منتهاه ، و استعينه واستهديه واستغفره ، يعين من دعاه ، ويهدي من رجاه ، ويغفر لمن تاب اليه بعد أن عصاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أسأله بها يوم لا ينفع مال ولابنون النجاة ، وأشهد أن محمدا رسول الله وعبد من عباد الله ، هو اختاره واجتباه ، فعليه من ربه أتم سلام وأزكى صلاة ، وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واهتدى بهداه .

ثم اما بعد : فأوصيكم ايها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله ، فمن اتق الله  اعطاه ، ومن اتق الله كفاه ، ومن اتق الله حاز رضاه ، ومن حاز رضاه حسنة دنياه وفاز في أخراه ( يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم 29 (الانفال)

ايها المسلمون : يقول ربكم مخاطبا لكم (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ ..  الاية110 (ال عمران)  فحري بكل من ينتمي لهذه الأمة ، أن يراعي هذه الخيرية ، ويوليها اعظم أهمية ، وأن يحذر كل من يريد بهذه الامة واهلها الضلال والغواية ، يقول ربنا محذرا  لنا (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ .. الاية 110 (البقرة) فهم لما علموا بأنا على الحق ، استقصدونا ، وسعوا ولازالوا ، وسيسعون لإغوائنا ماكتب الله البقاء لهم ولنا ، (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ،  والعاقل منا من يقول ،    قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وأما من يحيد عن الجادة وينحرف وراءهم ، فذاك الذي جاءه الإنذار بقوله سبحانه وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120البقرة) وروى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه )  وكم في كتاب الله جل وعلا ، وفي سنة حبيبنا المصطفى ، من الأدلة التي تحذر من اليهود والنصارى وأهل الكفر والضلال ، ومما يريدونه ويطمعون إليه من إغوائنا وإضلالنا ، وإفسادنا ، رد الله كيدهم وبلاءهم وشرهم عنا .

  أيها الأحبة : إنما سمعتم ما هو الا تذكير بهويتكم ومن انتم ، وتنبيه لما يريده الكفرة بكم ، وإليكم ملخص لما جئت له لكم ، تعلمون بأن الشباب ، هم الركن الأقوى في كل أمة ، وهم الهدف الأسمى للأعداء ، وبالنيل منهم تذهب الهمة ، وتضعف القوة ، والكل يعلم بل ومتيقن ، بأن شبابنا مستهدفون في كل قطر وثكنة ، ولا أخفيكم ، فقد طلب مني بعض أهل الفضل ، بأن أعظ الناس واحذرهم من لعبة ، تسمى بالبوبجي ، على حد قولهم ، وواعظكم يجهل ماهي تفصيلا وجملة ، وما اعرت الأمر اهتماما ، رغم الحاح قريب حبيب لي بذلك ، ومرة كنت اجلس مكانا فسمعت شابا يصيح وينادي وحده وهو يمسك بجواله ،  انتبه ، وراءك يمينك يسارك ، ويركز تركيزا عجيبا ،  فسألت شخصا قريبا وقتها ماذا يفعل ؟ فقال لي يلعب البوبجي ، فحرك ذلك في نفسي السؤال عنها ،  فسألت شابا ظهر لي من كلامه اعجابه الشديد بها ، وشرح لي شرحا مفصلا عنها ، وانها عبر الاتصال بأشخاص اخرين حتى في دول اخرى ، وأن الشخص يقضي ساعات طوال وهو منشغل بها ، حتى وصل لإخباري ، بأن باستطاعة احد اللاعبين يعطي اخر طاقة فيشفيه من جراحه ، او يحييه إن كان ميتا ، وهنا توقفت عجبا ، اما اكتفوا بضياع الوقت ، وشتات العقل وإذهاب نور العينين ، والتأثير على الأذنين ، وسماع السب والشتم ، وقول مالا يليق ، حتى يدخلون شبابنا في مسألة العقيدة ، والموت والحياة ، فأصابني الذهول ، حتى كنت له أقول ، ما انفكيت منذ مدة احذر ، من العاب البلايستيشن وما فيها من خطر على الأطفال ، وما تسببت فيه ، من أمراض ومصائب وأهوال ، حتى اسمع بل واشاهد من شبابنا من حالهم بسبب هذه اللعبة مال ، اعلم بأن الكثيرين قد لا يعجبهم ولا يقنعهم المقال ، ليس لأني على خطأ ، ولكن لأن من نشر هذا الداء بينهم ، وصل الى مبتغاه ، وهو اقناعهم بأن اللعبة حلال ، وأنها للتسلية ، وتضييع الوقت ، وسد الفراغ القتال ،  ولهؤلاء الشباب اذكر بقول ذي العزة والجلال ، ان كانوا  يعقلون ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم  (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ  (المؤمنون)  بارك الله لي ولكم فيما أقول وتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

 الحمد لله الموت والحياة من غيره محال ، احمده سبحانه وأشكره على كل حال ، وأشهد ان لا اله الا الله منه المبتدأ وإليه المآل ، وأن محمدا عبده ورسوله لاشك في ذلك ولا جدال ، صل الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه وأتباعه الى يوم تدك فيه الجبال ، وبعد: يا من جاء يسأل ربه صلاح الحال ، اتق الله فمن اتق الله ترك الحرام وعمل بالحلال (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون 102 (ال عمران)  عباد الله : انتم أمة قال الله فيها (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ (البقرة) ولا يحل لأمة فضلها الله وميزها ، أن يضيع شبابها وشاباتها ونساؤها ورجالها ، اوقاتهم وحياتهم ، في لعب وتسلية ، فنحن مطالبون بالعبادة ، لان لنا هدف وهو جنة عالية ، فلا يليق بنا وبأبنائنا أن نكون ويكونون لقمة سائغة ، لأعدائنا حتى يوردونا الهواية ،  بألعاب وأجهزة وتفاهات واهية ، تقلل من قيمة الشاب المسلم ، وتجعله يتصرف تصرفات غبية ، أمام الخاصة والعامة ، وليقارن الشباب اليوم ، بين الوقت الذي يقضونه على الألعاب والأجهزة الملهية ، وبين الوقت الذي يقضونه في قراءة القرآن وآياته ذات العظمة المتناهية ، ولا أقصد الإهانة ، إنما أريد أن أوصل لإخوتي وأبنائي وأحبتي رسالة ، لقد خلقت لأمر لو فطنت له ،،، فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل . ويقول عليه الصلاة والسلام (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )

ألا فاحذروا ايها الجيل ، من التساهل ببرامج وألعاب الزيغ والتضليل ، فأنتم هدف الأعداء ، وإن أصابوكم ، دب في الأمة الداء ، فكونوا متنبهين فطناء ، و قآكم الله كل شر وضلال وبلاء ، وحفظكم من كل تيه وإغواء

ثم الصلاة والسلام على إمام الاتقياء ،،، واله وصحابته النجباء .

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد .

المشاهدات 923 | التعليقات 0