خطبة الشيخ يحيى بن جبران جباري 18/7/1441

يحيى جبران جباري
1441/07/17 - 2020/03/12 13:05PM

الحمد لله يخوف عباده بالنوازل ، أحمده سبحانه وأشكره لكل شر عمن شاء عازل ، و أستعينه وأستهديه وأستغفره ، يعين الأواخر كما أعان الأوائل ، ويهدي إلى الحق كل غافل ، ويغفر لمن تاب إليه بعد أن كان منه الذنب حاصل ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الرب الكامل ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله ، أرسله ربه بالآيات والدلائل ، صل الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم يجن من هوله كل عاقل .

ثم أما بعد : فأوصيكم إخوة الدين ونفسي المقصرة بتقوى الله رب العالمين ، والقول والعمل بما يرضيه سبحانه ،  للفلاح والفوز في الدارين ، فحياتكم الدنيا إلى حين ، ثم موت إلى حين ، ثم بعث وحساب ، وطوبى ثم طوبى للناجين ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (الحج)

ايها المسلمون : اعلموا رحمني الله وإياكم ، بأن حلم الله يغلب كل حلم ، (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54) (الأنعام ) وعلمه جل وعلا بخفايا خلقه فاق كل علم ، (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ 65)(النمل) وذنوب العباد في الأرض جاوزت الحد ، فذاك كافر مشرك بربه ، وذاك دجال أفاك ملحد ،  وذاك يجري وراء الشهوات والهوى ويتبع كل مفسد ،  ورب العالمين ليس عن كل هؤلاء بعاجز ، إلا أنه جعل لكل شيء موعد ، (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45(فاطر)  ولله جل وعلى أن يبتلي عباده بما شاء ، ليذكرهم به وعما هم عليه من الغي يردد ،

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 41 (الروم)

أيها الأحبة : كفاني الله وإياكم كل بلاء ونقمة ، عندكم من أخبار الأوائل كثير ، ممن أنزل الله عليهم البلايا ، لشدة إعراضهم عن الحق ورد الخير ، واليوم ، يري الله الخلق ، في كل العالم ، بأنهم تجازوا الحد ، فابتلاهم بوباء ، أعجز كل أحد ، ولا نجاة منه ، إلا بالعودة والرجوع للواحد الأحد ، والدليل ، أن كل أمة سبقت إن أصابها الضر ، لنبيها ذهبت ، ومنه الدعاء لهم طلبت ، فيتضرع الى الله فيرفع عنهم البلية التي نزلت ، حتى يوم أن السماء بالغيث شحت ، والأرض أجدبت ، وحاجة الناس اشتدت ، وقف الرجل بباب المسجد ، وقال يا رسول الله : هلك المال والعيال والسبل علينا تقطعت ، فرفع كفيه عليه الصلاة والسلام ودعا الله بالغيث ، فأمطرت ،  وروى ابن ماجة بسنده عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله صل الله عليه وسلم (فقال صل الله عليه وسلم : يا معشر المهاجرين خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن : ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها الا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ،وما نقص قوم المكاييل والموازين الا ابتلوا بشدة المؤونة وجور السلطان ، وما اخفر قوم العهد الاسلط الله عليهم عدوهم فأخذ بعض ما في أيديهم ، ومالم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا سلط بعضهم على بعض )  نسأل الله عفوه عنا وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ...

الحمد لله ابتلاءه أوقع ، ونسأله سبحانه أن يرفع ، أحمده سبحانه وأشكره ، وأشهد أن لا إله إلا الله يرى ويسمع ، وأن محمدا عبده ورسوله ذو الذكر الأرفع ، صل الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه حتى الخلائق تجمع ، وبعد : يا كل من يسمع اتق الله وإليه فارجع ، فمن اتق الله عن الذنب يقلع (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين 119 (التوبة)  عباد الله : قلت وما رمت ، ووعظت وما أطلت ، و عساني إلى ما شئت أن أذكر نفسي وأذكركم به وصلت ، فالتوبة التوبة ، والبعد عن المعاصي ، يامن لفرج الله شئت ، وكشف الضر طلبت ، ودفع الوباء أردت ، فإن فعلت ، وبصادق الدعاء لله أخلصت ، فابشر وبشر العالم بأنك للطريق الصحيح وصلت ، وفي القول والفعل أصبت ، فذكر بها غيرك أخي إن ذكرت .

ثم صلاة وسلاما لا انقضت ؛؛؛ على الذي أعطاه ربه فصلت ؛؛؛ ما حملت سحب بغيث وهمت  ؛؛؛

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد ....

المشاهدات 951 | التعليقات 0