خطبة الجمعه بعنوان قصة يوسف عليه السلام 1
يحيى جبران جباري
1438/11/03 - 2017/07/26 06:40AM
خطبة الجمعه 21/10/1438 لشيخ يحيى جبران جباري
الحمدلله أنزل في القران عجب احمده سبحانه واشكره ماتحدث مخلوق وكتب ؛ واستعينه واستهديه واستغفره ؛ هو المعين على دفع النصب والهادي لمن شاء ورغب والغافر لمن للخطايا اكتسب ؛ واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ارجو بها النجاة يوم الكرب ؛ واشهد ان محمدا عبدالله ورسوله
اجتباه ربه للرسالة والشفاعة له وهب ؛ صل الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه واتباعه الى يوم تتطاير فيه الصحف والكتب ..
ثم اما بعد :
فأوصيكم ايها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله عزوجل وخشيته والعمل رجاء رحمته والخوف من شديد عقابه وغضبه ( ياايها الناس
اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)
: امة خير الأنام .. مهما تعددت الأساليب والألفاظ وانواع الكلام فليس اصدق ولا افصح ولا أوضح ولا اوجز من كلام ربكم العلام وما قاله من وحي ربه عليه الصلاة والسلام ( وما ينطق عن الهوا ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى ) وعن القران ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) وقد جاء في هذا القران العظيم احكام واخبار عن الأمم السابقة وتفصيل باهتمام وجاء فيه قصص وعبر لأولي الالباب والافهام ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يده وتفصيل كل شيء) وقد بين سبحانه لنبيه وامة نبيه بأن في بيان هذه القصص تصبير وتسلية وعون وتهدية لإكمال المهمة وليتم الله عليهم المنة ،،
( نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران وان كنت من قبله لمن الغافلين )
ومن ضمن ما جاء من قصص القران الكريم ( اذ قال يوسف لأبيه يا أبت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) اخبر الفتى اباه بما جاءه في نومه وراه ورؤيا الأنبياء وحي علم الأب أن هناك ابتلاء ينتظر هذا الغلام لأن الله اجتباه كما اجتبى ابويه من قبل ابر اهيم واسحاق ولا مناص من الابتلاء لمن اختاره الله ليكون من الأنبياء
العلم عند الله بما سيكتبه عليه ويشاء تحركت الغيرة في قلوب الأخوة على اخيهم ؛ الحبيب لا بيهم ومن هو من نظره قريب ؛ فأثار الشيطان في انفسهم الرغبة في التخلص منه ليظفروا بقلب ابيهم مهما كانت
الاساليب ؛ سواء بالقتل او غيره وإن هاج في النفس الحسد اصبح العقل غريب ؛ طرحوا فكرة القتل فأبى احدهم واعطاهم فكرة القائه في البئر لأن الله لم يشأ له القتل ولم يريد ؛
ماهي الفكرة ليخرجوا هذا الغلام من تحت ناظر ابيه وتطبيق ما قيضته لهم النفس الأمارة وما تمليه ؛ طلبوا من والدهم أن يسمح له بالذهاب معهم ليرتع ويلعب ارسل الفكرة والدهم وهو لا يشعر ولكن الله ان شاء أمرا فسيحضر ؛ اني اخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون ؛ فقالوا باستحالة حصول ذلك وهم عصبة ؛ ذهبوا به فنزل على يوسف الوحي بما يريدون وبالنجاة مما سيفعلون ؛ وأنه سيخبرهم بذلك وهم لايشعرون ؛ ألقوه في الجب و جاؤا اباهم عشاءا يبكون ؛ وقد ذبحوا شاة ولطخوا بدمها قميص الغلام المسكين مدعين بأن الذئب اكله والله يعلم أنهم لكاذبون ؛ جاء الخبر كالصاعقة على الأب فكيف يفقد يوسف الذي له شأن عظيم في قلبه المكلوم ؛ فقال بثبات النبي والعبد التقي بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل وطلب من الله العون ؛ بينما الغلام في غياهب الجب إذ بالليل يرخي ستائر الظلام و لا عجب؛ وصوت الضفادع في البئر تنق؛ فبدأ يسبح ربه تسبيح العبد الواثق ؛ وفي الصباح مرة قافلة تريد الشرب أنزلوا الدلو فإذا بالغلام معلق ؛ أخذوه ولحكمة شاءها الله بثمن زهيد باعوه ؛ من اشتراه أوصى أهل بيته بأن يحافظوا عليه ويراعوه ؛ فلا غلام له وقد اتى الله بخير غلام عنده ؛ كبر الغلام و استوا في النضج واما الجمال فلا كلام يقول عليه الصلاة والسلام ( رأيت اخي يوسف وقد أوتي شطر الجمال ) يعني نصفه .. تحركت شهوة النساء ؛
في المرأة التي تراه أمامها صباح مساء ؛ فبدأت تراوده عن نفسه ليقع في الفحشاء ؛ فتمنع خوفا من الله ؛ فهرب يريد الابتعاد عن الاختلاء ؛ فأمسكت قميصه من الخلف فقطع وكان هذا أعظم الأسباب لتبرئته بعد ان حضر صاحب الدار والتقيا بالباب ؛ فتقدمت هي بالشكوى ما جزاء من اراد بأهلك سوءا ؛ فدافع عن نفسه ؛ فحكم أحد قرابتها بما شاء الله من فوق السماء.
بدأ الحديث بما حصل من جانب النساء ؛ فاستدعتهن ليرين ما دعاها لما فعلته ويذهب الغشاء ؛ أعطت كل واحدة منهن سكينا وأمرته بالدخول عليهن رأين مالم يرينه من قبل من جمال وكمال فقطعن أيديهن ؛ وقلن بصوت واحد بلا استحياء ؛ حاش لله ما هذا بشرا إن هذا الا ملك كريم ؛ قالت فذا لكن الذي لمتنني فيه ؛ استمرت المحاولات لإيقاعه في الإثم ؛ وهدد ان لم يفعل ذلك بدخول السجن ؛ فاختار السجن فدخله ولبث فيه بضع سنين ؛ دخل معه السجن فتيان وهما السبب في خروجه بمشيئة المنان ؛ نام صاحبي السجن فرأى الاول في المنام ؛ أنه يعصر خمرا ورأى الاخر انه يحمل فوق راسه خبزا تأكل الطير منه ؛ولما رأياه من هذا الشاب من اخلاص لربه وايمان ؛ طلبا منه ان يفسر لهما الرؤيتان ؛ وقد آتاه الله تفسير الاحلام ؛ فسر لهما الرؤى ؛ فكان ما شاء الله منها فصلب احدهما واكلت الطير من رأسه والأخر خرج من السجن ليسقي من يملكه خمرا ؛ وليكون همزة الوصل بين يوسف وبين الملك الذي رأى في المنام سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات عجز المتنبئون عن التعبير وقالوا اضغاث احلام ومانحن بتأويل الأحلام بعالمين ؛ وماهي الا مشيئة رب العالمين ؛ ليخرج هذا النبي من وراء قضبان لبث خلفها مظلوما سنين .
قلت ما تسمعون واستغفروا الله لي ولكم ولجميع المسلمات والمسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ....
الحمد لله جعل الانبياء أشد الخلق ابتلاء أحمده سبحانه واشكره بلا انتهاء وأشهد أن لا اله الا الله فاطر الأرض والسماء واشهد أن محمدا عبده ورسوله بين له ربه أخبار الأمم السابقة والأنباء صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما لهجت الألسن بالدعاء .. وبعد أمة خير الأنبياء اتقوا الله تعالى فمن اتقاه تزود بخير زاد ينفعه يوم اللقاء (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) عباد الله قد سمعتم ما سرد ناه وقصصناه من خبر نبي الله يوسف عليه السلام وبما عرض له في بداية حياته وما وجده من بلايا ولاقاه .. فمن حجر والده وكنفه أخرج ؛ وهو لازال في حاجة لأب يهتم به ويرعاه ؛ وألقي في جب وحيدا بسبب كره وبغض من اخوته ؛ بدون ما ذنب أتاه ؛ و يا لألم القلب عندما يبغض الأخ أخاه ؛ بيع بثمن بخس رغم أنه نبي ابن نبي ابن نبي ابن خليل الله ؛
تربى في بيت لا يعرف فيه احدا ؛ ولا يخرج منه أنانية ممن هو عندهم أن ينظر اليه غيرهم او يراه ؛ فتن في نفسه ؛ فدعته من هو في بيتها لفعل الفحش فترفع عنه وأباه ؛ ألقي في السجن مظلوما دونما جرم جناه ؛ لبث في السجن مدة ترهق المجرم ؛ فكيف بمن هو محسن تقي نقي من انبياء الله ... كل هذا وهو صابر محتسب واثق في فرج الله ؛ وقد آتاه ؛ ولعلنا في موعظة تأتي ..
إن لم يحل من حائل ؛ نسرد ما من الله به على نبيه يوسف عليه السلام ؛ جزاء صبره على ما لاقاه ...
ثم كثيرا من سلام وصلاه ... على النبي المصطفى خير الدعاه .. ماقر مخلوق بفعل أو نفاه ... اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد ....