خطبة الجمعة 9 من ذي القعدة 1445هـ المبادرة بالحج وفق الأنظمة والتعليمات
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد فإِنَّ أصـدق الحديث كتابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وخيرَ الهَدْي هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ عباد الله الحج واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر فمتى استَطَاعَ المُسلِمُ الحَجَّ وَتَوَفَّرَت فِيهِ شُرُوطُ وُجُوبِهِ وَجَبَ أَن يُعجِّلَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ فِيهِ وَلم يَجُزْ لَهُ تَأخِيرُهُ قال الشَّيخُ العَلَّامَةُ ابنُ بَازٍ رحمه اللهُ مَن قَدَرَ عَلى الحَجِّ ولم يَحُجَّ الفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى مُنكَرًا عَظِيمًا وَمَعصِيَةً كَبِيرَةً فَالوَاجِبُ عَلَيهِ التَّوبَةُ إِلى اللهِ مِن ذَلِكَ وَالبِدارُ بِالحَجِّ وَلما سُئِلَ الشيخُ ابنُ عُثِيمِينَ رحمه اللهُ هَلْ الحَجُّ وَاجِبٌ على الفَورِ أَجَابَ رحمه اللهُ أَنَّ الحَجَّ وَاجِبٌ عَلَى الفَورِ وَأَنَّهُ لا يجُوزُ لِلإِنسانِ الذي استَطَاعَ أَن يحُجَّ بَيتَ اللهِ الحَرَامَ أَن يُؤَخِّرَهُ فالحج واجب على الفور عند توفر الشروط قال الله تعالى : (( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ....)) ويدخل في الاستطاعة في وقتنا الحاضر أن يكون الحج وفق الأنظمة التي وضعتها الدولة للِمصلحة العامة ففِي ذلكَ انتظامُ أمورِ الحُجَاجِ وسلامَتِهم بلْ هَوَ ممَا يثابُ المَرءُ عَليهِ لأنَّ ذلك من باب التعاون عَلى البِرِ والتقوَى وَقَدْ صدر عن هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ فلَقَدْ شَرَّفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْبِلَادَ الطَّيِّبَةَ الْمُبَارَكَةَ الْمَمْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ قِيَادَةً وَشَعْبًا بِخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ فَقَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّتِهَا هَذِهِ بِحَمْدِ اللهِ خَيْرَ قِيَامٍ وَتَجَلَّى ذَلِكَ فِي مَشْرُوعَاتِ التَّوْسِعَةِ الْمُتَتَالِيَةِ وَتَنْفِيذِ الْبُنَى التَّحْتِيَّةِ وَشَقِّ الطُّرُقَاتِ وَالْأَنْفَاقِ كَمَا تَجَلَّى ذَلِكَ فِي الْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى راحة الْحُجَّاجِ في تأدية مناسك الحج وَمِنْ ذَلِكَ الحصول على تَصْرِيحِ الْحَجِّ والالتزام بالتعليمات الواردة بذلك فَيَا مَنْ عَزَمْ عَلَى الْحَجِّ هَذَا الْعَامَ اتَّقُ اللهَ وعليك باتباع التعليمات والْأَنْظِمَةِ التي وضعتها الدولة للِمصلحة العامة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ))
بارَك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيمِ ونفَعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم أقولُ قولي هذَا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولِسائر المسلمين مِن كلّ ذنب فاستَغفروه وتوبوا إِليه إنّه هو الغفور الرحيم
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى )) عباد الله نحن في شهر ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم قال تعالى (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) وقَالَ ﷺ في حجة الوداع ( إن الزَّمَان قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) متفق عليه فاتقوا الله وعظموا الأشهر الحرم ولا تظلموا فيهن أنفسكم فالمعصية والسيئة فيها أعظم والحسنة والطاعة فيها أفضل قال ابن عباس رضي الله عنهما اختص الله تعالى أربعة أشهر جعلهن حرمًا وعظَّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم وجعل العمل الصالح والأجر أعظم ومن خصائص هذا الشهر فضيلة العمرة فيه فعُمَر النبي ﷺ الأربع كنّ في شهر ذي القعدة قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ متفق عليه
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ إمامنا ووليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ يَسِّرْ للحجَّاجِ حَجَّهُم وأَعِنْهُمْ علَى أَداءِ مَناسِكِهِمْ واجْعَلْ حَجَّهُم مَبرورًا وسَعْيَهُم مَشكورًا وذَنبَهُمْ مَغفورًا اللهمَّ اجْزِ ولَاةَ أَمْرِنَا خَيرَ الجَزاءِ على مَا يُقَدِّمُونَهُ لِلحُجَاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ واجْعَلْ ذَلِكَ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِم عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1715885657_خطبة الجمعة الموافق 9 ذو القعدة 1445هـ المبادرة بالحج وفق الأنظمة والتعليمات.pdf
1715885675_خطبة الجمعة الموافق 9 ذو القعدة 1445هـ المبادرة بالحج وفق الأنظمة والتعليمات.docx