خطبة الجمعة 7 ربيع أول 1445هـ عن نعمة التوحيد ووحدة الصف واجتماع الكلمة
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/03/06 - 2023/09/21 22:06PM
إِنَّ اَلْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِ اَللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اَللَّهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بعدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ رَحِمَكُم اللَّهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَمْن وَالْإِيمَان قَرِينان مُتَلازِمان فَلَا يتحقَّق الأمنُ إلاَّ بِالإِيمَانِ وَالتَّوْحِيد الْخَالِص قَالَ اللهُ تَعَالَى (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )) فَالأَمْنُ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِربِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَومِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنيَا ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَالأَمْنُ هِبَةٌ مِن اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ والشُّكرَ وَالأَمْنُ مِنْ أهمِّ متطلبات الْحَيَاة فَبِه تتحقَّقُ الحياةُ السعيدةُ ويحصُلُ الرَّخَاءُ والاِسْتِقْرَارُ وَتتحقَّقُ السَّلَامَةُ مِنْ الْفِتَنِ والشُّرُورِ لِذَا فَالْأَمْنُ نِعْمَةٌ كُبْرَى لَا يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلَّا مِنَ اكْتَوَى بِنَارِ فَقْدِهَا عِبَادَ اللهِ لَقَدْ اِمْتَنَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكُمْ فِي هَذِهِ اَلْبِلَادِ باِجْتِمَاعٍ اَلْكَلِمَةِ ووحْدَةِ الصَّفِ فَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ والمِنَّةُ فَاحْمَدُوهُ وَاشْكُرُوهُ وَاقَدُرُوا هَذِهِ اَلنِّعْمَةَ قَدْرَهَا فَإِنَّ تَعْدَادَ اَلنِّعَمِ مِمَّا يُوجِبُ شُكْرَهَا وَالْقِيَامَ بِحَقِّهَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))
فَنَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى وَنَشْكُرُهُ وَنَسْأَلُهُ المَزِيدَ مِنْ فَضْلِهِ وَبَرَكَاتِهِ
عِبَادَ اللهِ وَمَنْ التَّحَدُّثِ بِالنِّعْمَةِ مَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَة بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ مِنْ نِعَمِةِ التَّوْحِيدِ وَالْوَحْدَةِ وَالْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَقَاصِدِيهِمَا وَالِاهْتِمَامِ بِقَضَايَا الْمُسْلِمِين وَالْمَوَاقِفِ الْإِنْسَانِيَّةِ الْخِيِّرَةِ مُنْذُ تَأْسِيسِهَا عَلَى يَدِ المُؤَسِسِ الرَّاحِلِ المَلِكِ عَبْدِ العَزِيزِ بِنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ آلِ سُعُودِ رَحِمَهُ اللهُ وَطَيَّبَ ثَرَاهُ إِلَى هَذَا الْعَصْرِ الزَّاهِرِ عَهْدِ خَادِمِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ المَلِكِ سَلْمَانِ بِنِ عَبْدِ العَزِيزِ آلِ سُعُودِ حَفِظَهُ اللهُ فَأَنْتُمْ بِفَضْلِ اَللَّهِ فِي اِجْتِمَاعٍ وَائْتِلَافٍ وَانْسِجَامٍ وَوَحْدَةٍ وَتَوْحِيدٍ وَاجْتِمَاعِ كَلِمَةٍ تَحْتَ رَايَةٍ جَامِعَةٍ وَبَيْعَةٍ شَرْعِيَّةٍ رَاسِخَةٍ فَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ والمِنَّةُ فَيَجِبُ عَلَينَا الحِفَاظِ عَلَى أمْنِ بِلَادِنَا وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا ومُكْتَسَبَاتِهَا وَتَحْقِيقِ الْوَحْدَة الدِّينِيَّةِ وَالُّلحْمَةِ الوَطَنِيَّةِ وَالْبَيعَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالدُّعَاءِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ حَفِظَهُمْ اللَّهُ بِالإِعَانَةِ وَالتَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ أَدِامَ اللهُ عَلَى بِلَادِنَا أَمْنَهَا وَرَخَاءَهَا وَاسْتِقْرَارَهَا وَحَفِظَ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَزَادَهُمْ نَصْرًا وَتَوْفِيقاً وَأَيَّدَهُمْ بِالحَقِّ وَنَفَعَ بِهِمُ البِلَادَ والعِبَادَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشِّيطَانِ الرَّجِيمِ (( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الحَمْدُ لِلهِ حَمْداً كَثِيراً كَمَا أَمَرْ وَأَشْكُرُهُ وَقَدْ تَأَذَنَ بِالزِيَادَةِ لِمَنْ شَكَرْ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِرْغَاماً لِمَنْ جَحَدَ بِهِ وَكَفَرْ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اَللَّهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ السَّادِةِ الغُرَر أَمَّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُواطَنَةَ الحَقَّةَ تَتَحَقَّقُ فِي حِفْظِ مُقدَّرَاتِ ومُكْتَسَبَاتِ البِلادِ والْمُسَاهَمَةِ الفَاعِلةِ فِي البِنَاءِ وَالنَّمَاءِ وَالدِّفَاعِ عَنِ الوَطَنِ بِكُلِّ وَسِيلةٍ مُتَاحَةٍ
فَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى نِعْمَةِ التَّوحِيدِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَةِ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِ وكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ وُلَاةِ أَمْرِكُمْ فِي السَّمع ِوالطَّاعةِ وَحِفْظِ الأَمْنِ وَالبُعْدِ عَنِ الشُّرُورِ والْفِتَنِ وَاعْتَبِرُوا بِمَنْ حَولَكُمْ مِنَ الدُّوَلِ الَّتِي يَشِيعُ فِيهَا الظُّلْمُ والفَوضَى وَعَدَمُ الاِسْتِقْرَارُ وَلَا يَأْمَنُ النَّاسُ عَلَى أَرْوَاحِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ ومُمتَلَكَاتِهمْ بَلْ يَعِيشُونَ فِي خَوفٍ وَاضْطِرَابٍ وَقَلَقٍ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِوُلَاةِ أَمْرِكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنَّ اَللَّهَ أَمْرَكُمْ بِذَلِكَ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) فِي الصَّحِيحِ قَالَ ﷺ ( عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أحَبَّ وكَرِهَ إلَّا أنْ يُؤْمَرَ فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سَمْعَ ولا طاعةً ) حِفْظِ اللَّهِ لبلادنا أَمّنَهَا وأمانها وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا وَحَفِظ لَهَا وَلَّاةَ أَمْرِهَا وَزَادَهُمْ عِزَةً وَتَوفِيقًا وَبَارَك فِي أَعْمَارِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ إنْ مَنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُم كَثْرةُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ وَخُصُوصًا فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عليَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فإنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عليَّ ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ اللَّهُمَّ وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بِلَادِنَا آمِنَةً مُطْمَئِنّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اَللَّهُمَّ أمِّنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ اللَّهمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا وَبَلِّغْنَا فِيمَا يُرْضِـيكَ آمَالَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين عِبَاْدَ اَللهِ )) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
فَنَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى وَنَشْكُرُهُ وَنَسْأَلُهُ المَزِيدَ مِنْ فَضْلِهِ وَبَرَكَاتِهِ
عِبَادَ اللهِ وَمَنْ التَّحَدُّثِ بِالنِّعْمَةِ مَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَة بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ مِنْ نِعَمِةِ التَّوْحِيدِ وَالْوَحْدَةِ وَالْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَقَاصِدِيهِمَا وَالِاهْتِمَامِ بِقَضَايَا الْمُسْلِمِين وَالْمَوَاقِفِ الْإِنْسَانِيَّةِ الْخِيِّرَةِ مُنْذُ تَأْسِيسِهَا عَلَى يَدِ المُؤَسِسِ الرَّاحِلِ المَلِكِ عَبْدِ العَزِيزِ بِنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ آلِ سُعُودِ رَحِمَهُ اللهُ وَطَيَّبَ ثَرَاهُ إِلَى هَذَا الْعَصْرِ الزَّاهِرِ عَهْدِ خَادِمِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ المَلِكِ سَلْمَانِ بِنِ عَبْدِ العَزِيزِ آلِ سُعُودِ حَفِظَهُ اللهُ فَأَنْتُمْ بِفَضْلِ اَللَّهِ فِي اِجْتِمَاعٍ وَائْتِلَافٍ وَانْسِجَامٍ وَوَحْدَةٍ وَتَوْحِيدٍ وَاجْتِمَاعِ كَلِمَةٍ تَحْتَ رَايَةٍ جَامِعَةٍ وَبَيْعَةٍ شَرْعِيَّةٍ رَاسِخَةٍ فَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ والمِنَّةُ فَيَجِبُ عَلَينَا الحِفَاظِ عَلَى أمْنِ بِلَادِنَا وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا ومُكْتَسَبَاتِهَا وَتَحْقِيقِ الْوَحْدَة الدِّينِيَّةِ وَالُّلحْمَةِ الوَطَنِيَّةِ وَالْبَيعَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالدُّعَاءِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ حَفِظَهُمْ اللَّهُ بِالإِعَانَةِ وَالتَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ أَدِامَ اللهُ عَلَى بِلَادِنَا أَمْنَهَا وَرَخَاءَهَا وَاسْتِقْرَارَهَا وَحَفِظَ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَزَادَهُمْ نَصْرًا وَتَوْفِيقاً وَأَيَّدَهُمْ بِالحَقِّ وَنَفَعَ بِهِمُ البِلَادَ والعِبَادَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشِّيطَانِ الرَّجِيمِ (( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الحَمْدُ لِلهِ حَمْداً كَثِيراً كَمَا أَمَرْ وَأَشْكُرُهُ وَقَدْ تَأَذَنَ بِالزِيَادَةِ لِمَنْ شَكَرْ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِرْغَاماً لِمَنْ جَحَدَ بِهِ وَكَفَرْ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اَللَّهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ السَّادِةِ الغُرَر أَمَّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُواطَنَةَ الحَقَّةَ تَتَحَقَّقُ فِي حِفْظِ مُقدَّرَاتِ ومُكْتَسَبَاتِ البِلادِ والْمُسَاهَمَةِ الفَاعِلةِ فِي البِنَاءِ وَالنَّمَاءِ وَالدِّفَاعِ عَنِ الوَطَنِ بِكُلِّ وَسِيلةٍ مُتَاحَةٍ
فَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى نِعْمَةِ التَّوحِيدِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَةِ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِ وكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ وُلَاةِ أَمْرِكُمْ فِي السَّمع ِوالطَّاعةِ وَحِفْظِ الأَمْنِ وَالبُعْدِ عَنِ الشُّرُورِ والْفِتَنِ وَاعْتَبِرُوا بِمَنْ حَولَكُمْ مِنَ الدُّوَلِ الَّتِي يَشِيعُ فِيهَا الظُّلْمُ والفَوضَى وَعَدَمُ الاِسْتِقْرَارُ وَلَا يَأْمَنُ النَّاسُ عَلَى أَرْوَاحِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ ومُمتَلَكَاتِهمْ بَلْ يَعِيشُونَ فِي خَوفٍ وَاضْطِرَابٍ وَقَلَقٍ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِوُلَاةِ أَمْرِكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنَّ اَللَّهَ أَمْرَكُمْ بِذَلِكَ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) فِي الصَّحِيحِ قَالَ ﷺ ( عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أحَبَّ وكَرِهَ إلَّا أنْ يُؤْمَرَ فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سَمْعَ ولا طاعةً ) حِفْظِ اللَّهِ لبلادنا أَمّنَهَا وأمانها وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا وَحَفِظ لَهَا وَلَّاةَ أَمْرِهَا وَزَادَهُمْ عِزَةً وَتَوفِيقًا وَبَارَك فِي أَعْمَارِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ إنْ مَنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُم كَثْرةُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ وَخُصُوصًا فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عليَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فإنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عليَّ ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ اللَّهُمَّ وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بِلَادِنَا آمِنَةً مُطْمَئِنّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اَللَّهُمَّ أمِّنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ اللَّهمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا وَبَلِّغْنَا فِيمَا يُرْضِـيكَ آمَالَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين عِبَاْدَ اَللهِ )) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1695323109_خطبة الجمعة 7 ربيع أول 1445هـ عن نعمة التوحيد واجتمع الكلمة ووحد الصف.pdf
1695323123_خطبة الجمعة 7 ربيع أول 1445هـ عن نعمة التوحيد واجتمع الكلمة ووحد الصف.docx