خطبة الجمعة 5 من ذي الحجة 1444هـ عرفة و النحر وأيام التشريق وتضمينها توقي الشمس

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/12/05 - 2023/06/23 01:08AM
إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلِيهِ وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيرًا أمّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي أَيَّامٍ عَظِيمَةٍ إِنَّهَا أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَةِ الْمُبَارَكةٍ وَقَدْ مَضَى شَطْرُهَا وَبَقِي أَفْضَلُهَا بَقِي يَومُ عَرَفَةَ وَالَّذِي يُوَافَقُ هَذَا العَامَ يَوم الثُلَاثَاءِ وَيَومُ عَرَفَةَ يَوْمٌ عَظِيمٌ أَكْمَلَ اللهُ فِيهِ الدِّينَ وَأَتَمَّ عَلَى عِبَادَهِ النِّعْمَةَ قَالَ تَعَالَى (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا )) وَيُسَنُّ صَومُ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الْحَاجِّ لِأَنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ: سَنَةً قَبْلَهُ وَسَنَةً بَعْدَهُ بِذَلِكَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ حَيْثُ قَالَ النبيُّ ﷺ : ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ عِبَادَ اللهِ يوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ عَظِيمٌ تُغْفَرُ فِيهِ الزَّلَّاتُ وَتُكَفَّرُ فِيهِ السَّيِّئَاتُ وَيُعْتِقُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ مِنَ النَّارِ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ ) فَيَنْبَغِي لِلمُسْلمِ الإِكثارُ منَ التَّهلِيلِ والتَّسبِيحِ والاستِغفَارِ وَالدُّعَاءِ في هذا اليومِ العَظِيمِ قَالَ النبيُّ ﷺ ( خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ )
أيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَبَعْدَ يَوْمِ عَرَفَةَ يَأْتِي يَوْمُ النَّحْرِ الَّذِي رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ وَأَعْلَى ذِكْرَهُ وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ وَجَعَلَهُ عِيدًا لِلمُسْلِمِينَ حُجَّاجاً وَمُقِيمِينَ وَيَوْمُ النَّحْرِ أَفضَلُ الأَيَّامِ وَأَعظَمُهَا عِندَ اللهِ يُشْرَعُ فِيهِ صَلَاةُ العِيدِ وهِيَ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الإِسْلامِ يَتَقَرَّبُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رَبِّهِمْ بِذَبْحِ ضَحَايَاهُمْ اتِّبَاعًا لِسُنَّةِ الْخَلِيلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ والْأَضَاحِي شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ وَسُنَّةٌ قَوِيمَةٌ وَلَهَا شُرُوطٌ وَأَحْكَامٌ فَمِنْ شُرُوطِهَا أَنْ تَبْلُغَ السِّنَّ الْمُعْتَبَرَةَ شَرْعًا فَفِي الْإِبِلِ مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سَنَوَاتٍ وَمِنَ الْبَقَرِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ وَمِنَ الْمَعْزِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ كَامِلَةٌ وَمِنَ الضَّأْنِ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَمِنْ شُرُوطِ الْأُضْحِيَةِ أَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً مِنَ الْعُيُوبِ الَّتِي تَمْنَعُ الْإِجْزَاءَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ فِي الْأَضَاحِيِّ الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي ) وَيَبْدَأُ وَقْتُ ذَبْحِ الْأُضْحِيَةِ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِيدِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ ( مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ ) وَيَمْتَدُّ وَقْتُ ذَبْحِ الْأُضْحِيَةِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنَ اليَومِ الثَالِثِ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَةِ آخِرَ أيَّامِ التَّشرِيقِ وَالذَّبْحُ يَوْمَ العِيدِ أَفْضَلُ لأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ التِي هِيَ أَفْضُلُ أَيَّامِ السَّنَةِ وَلِمَا فِيهِ مِن الْمُبَادَرَةِ إِلَى فِعْلِ الْخَيْرِ اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ وَأشهدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثيِرًا أَمّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وبَعْدَ يَوْمِ العيدِ أَيَّامُ التَّشرِيقِ وَهِي أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ ﷺ ( أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ ) رَوَاهُ أَحمَدُ وَقَالَ ﷺ ( يَومُ الفِطرِ وَيومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ ) وَقَالَ ﷺ ( أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ اللهِ )
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ وَمِمَّا يَجْدُرُ التَنْبِيهُ عَلَيهِ أَنَّ التَّكبِيرَ الْمُقيَّدَ أَدْبَارَ الصَّلَواتِ المَكْتُوبَةِ لغَيرِ الحَاجِّ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الفَجرِ مِنْ يَومِ عَرَفَةَ إلى عَصْرِ اليَومِ الثَالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَةِ آخِرَ أيَّامِ التَّشرِيقِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ عِبَادَ اللهِ احْذَرُوا الوُقُوفُ فِي الشَّمْسِ وَالتَّعَرُّضُ لِأَضْرَارِهَا وَضَرَبَاتِهَا وَالْمُنَظَّمَاتُ الصِّحِّيَّةُ تُوصِي بِعَدَمِ الْمَشْيِ فِي الشَّمْسِ لِكَيْ لَا يَتَعَرَّضَ الْإِنْسَانُ لِضَرْبَةِ شَمْسٍ تُخِلُّ بِدِمَاغِهِ حِفَاظًا عَلَى صِحَّتِهِ وَعَقْلِهِ مِنْ حَرارَةِ الشَّمسِ الشَّدِيدَةِ لِذَا فَإِنَنَا نُوصِي قَاصِدِي الحَجِّ بِالتَّوَقِي مِنْ ضَرَبَاتِ الشَّمسِ وَذَلِكَ بِاتِّبَاعِ التَّوجِيهَاتِ الصَّادِرَةِ مِنْ وِزَارَةِ الصِّحَّةِ بِشَأْنِ التَّعْلِيْمَات الخَاصَّةِ بِالوِقَايَةِ مِنْ ضَرَبَاتِ الشَّمْسِ
لِأَنَّ حِفْظَ النَّفْسِ مِن الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ الَّتِي يَجِبُ حِفْظُهَا
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا )
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ يَسِّرْ للحجَّاجِ حَجَّهُم وأَعِنْهُمْ علَى أَداءِ مَناسِكِهِمْ واجْعَلْ حَجَّهُم مَبرورًا وسَعْيَهُم مَشكورًا وذَنبَهُمْ مَغفورًا اللهمَّ اجْزِ ولَاةَ أَمْرِنَا خَيرَ الجَزاءِ على مَا يُقَدِّمُونَهُ لِلحُجَاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ واجْعَلْ ذَلِكَ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِم عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1687471680_خطبة الجمعة 5 من ذي الحجة 1444هـ يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق وتضمينها بتوقي الشمس.pdf

1687471690_خطبة الجمعة 5 من ذي الحجة 1444هـ يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق وتضمينها بتوقي الشمس.docx

المشاهدات 2532 | التعليقات 0