خطبة الجمعة 5 ذو الحجة 1444هـ فضل الأيام المعلومات والأيام المعدودات
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/12/03 - 2023/06/21 22:55PM
إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلِيهِ وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيرًا أمّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي أَيَّامٍ عَظِيمَةٍ إِنَّهَا أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَةِ الْمُبَارَكةٍ وَقَدْ مَضَى شَطْرُهَا وَبَقِي أَفْضَلُهَا بَقِي يَومُ عَرَفَةَ وَالَّذِي يُوَافَقُ هَذَا العَامَ يَومُ الثُلَاثَاءِ وَيَومُ عَرَفَةَ يَوْمٌ عَظِيمٌ أَكْمَلَ اللهُ فِيهِ الدِّينَ وَأَتَمَّ عَلَى عِبَادَهِ النِّعْمَةَ قَالَ تَعَالَى (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا )) وَيُسَنُّ صَومُ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الْحَاجِّ لِأَنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ: سَنَةً قَبْلَهُ وَسَنَةً بَعْدَهُ بِذَلِكَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ حَيْثُ قَالَ النبيُّ ﷺ : ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ عِبَادَ اللهِ يوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ عَظِيمٌ تُغْفَرُ فِيهِ الزَّلَّاتُ وَتُكَفَّرُ فِيهِ السَّيِّئَاتُ وَيُعْتِقُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ مِنَ النَّارِ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ ) فَيَنْبَغِي لِلمُسْلمِ الإِكثارُ منَ التَّهلِيلِ والتَّسبِيحِ والاستِغفَارِ وَالدُّعَاءِ في هذا اليومِ العَظِيمِ قَالَ النبيُّ ﷺ ( خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ )
أيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَبَعْدَ يَوْمِ عَرَفَةَ يَوْمُ النَّحْرِ أَفضَلُ الأَيَّامِ وَأَعظَمُهَا عِندَ اللهِ يُشْرَعُ فِيهِ وهِيَ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الإِسْلامِ يَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ مُرَدِّدِينَ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ وَصَلاةُ العِيدِ وَاجِبَةٌ فِي حَقِّ الرِّجَالِ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ قَوْلَي العُلَمَاءِ وَهِيَ سُنَّةٌ في حَقِّ النِّسَاءِ فَمَنْ تَرَكَ صَلاةَ العِيدِ مِنَ الرِّجَالِ البَالِغِينَ مِنْ غَيرِ عُذْرٍ فَهُوَ آثِمٌ وبَعْدَ يَوْمِ العيدِ أَيَّامُ التَّشرِيقِ وَهِي أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ ﷺ : ( أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ ) رَوَاهُ أَحمَدُ وَقَالَ ﷺ ( يَومُ عَرَفَةَ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ ) رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ وَفي رِوَايَةٍ ( يَومُ الفِطرِ وَيومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ ) وَقَالَ ﷺ ( أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ اللهِ )
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
وَمِمَّا يَجْدُرُ التَنْبِيهُ عَلَيهِ أَنَّ التَّكبِيرَ الْمُقيَّدَ أَدْبَارَ الصَّلَواتِ المَكْتُوبَةِ لغَيرِ الحَاجِّ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الفَجرِ مِنْ يَومِ عَرَفَةَ إلى عَصْرِ اليَومِ الثَالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَةِ آخِرَ أيَّامِ التَّشرِيقِ
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ وَأشهدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثيِرًا أَمّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ بَعْدَ يَومِ عَرَفَةَ يَأْتِي يَوْمُ النَّحْرِ الَّذِي رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ وَأَعْلَى ذِكْرَهُ وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ وَجَعَلَهُ عِيدًا يَتَقَرَّبُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رَبِّهِمْ بِذَبْحِ ضَحَايَاهُمْ اتِّبَاعًا لِسُنَّةِ الْخَلِيلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ والْأَضَاحِي شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ وَسُنَّةٌ قَوِيمَةٌ وَلَهَا شُرُوطٌ وَأَحْكَامٌ فَمِنْ شُرُوطِهَا أَنْ تَبْلُغَ السِّنَّ الْمُعْتَبَرَةَ شَرْعًا فَفِي الْإِبِلِ مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سَنَوَاتٍ وَمِنَ الْبَقَرِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ وَمِنَ الْمَعْزِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ كَامِلَةٌ وَمِنَ الضَّأْنِ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَمِنْ شُرُوطِ الْأُضْحِيَةِ أَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً مِنَ الْعُيُوبِ الَّتِي تَمْنَعُ الْإِجْزَاءَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : ( أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ فِي الْأَضَاحِيِّ الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي ) وَيَبْدَأُ وَقْتُ ذَبْحِ الْأُضْحِيَةِ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِيدِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ ( مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ ) وَيَمْتَدُّ وَقْتُ ذَبْحِ الْأُضْحِيَةِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنَ اليَومِ الثَالِثِ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَةِ آخِرَ أيَّامِ التَّشرِيقِ وَالذَّبْحُ يَوْمَ العِيدِ أَفْضَلُ لأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ التِي هِيَ أَفْضُلُ أَيَّامِ السَّنَةِ وَلِمَا فِيهِ مِن الْمُبَادَرَةِ إِلَى فِعْلِ الْخَيْرِ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا )
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ
اللهمَّ يَسِّرْ للحجَّاجِ حَجَّهُم وأَعِنْهُمْ علَى أَداءِ مَناسِكِهِمْ واجْعَلْ حَجَّهُم مَبرورًا وسَعْيَهُم مَشكورًا وذَنبَهُمْ مَغفورًا
اللهمَّ اجْزِ ولَاةَ أَمْرِنَا خَيرَ الجَزاءِ على مَا يُقَدِّمُونَهُ لِلحُجَاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ واجْعَلْ ذَلِكَ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِم عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
أيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَبَعْدَ يَوْمِ عَرَفَةَ يَوْمُ النَّحْرِ أَفضَلُ الأَيَّامِ وَأَعظَمُهَا عِندَ اللهِ يُشْرَعُ فِيهِ وهِيَ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الإِسْلامِ يَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ مُرَدِّدِينَ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ وَصَلاةُ العِيدِ وَاجِبَةٌ فِي حَقِّ الرِّجَالِ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ قَوْلَي العُلَمَاءِ وَهِيَ سُنَّةٌ في حَقِّ النِّسَاءِ فَمَنْ تَرَكَ صَلاةَ العِيدِ مِنَ الرِّجَالِ البَالِغِينَ مِنْ غَيرِ عُذْرٍ فَهُوَ آثِمٌ وبَعْدَ يَوْمِ العيدِ أَيَّامُ التَّشرِيقِ وَهِي أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ ﷺ : ( أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ ) رَوَاهُ أَحمَدُ وَقَالَ ﷺ ( يَومُ عَرَفَةَ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ ) رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ وَفي رِوَايَةٍ ( يَومُ الفِطرِ وَيومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ ) وَقَالَ ﷺ ( أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ اللهِ )
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
وَمِمَّا يَجْدُرُ التَنْبِيهُ عَلَيهِ أَنَّ التَّكبِيرَ الْمُقيَّدَ أَدْبَارَ الصَّلَواتِ المَكْتُوبَةِ لغَيرِ الحَاجِّ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الفَجرِ مِنْ يَومِ عَرَفَةَ إلى عَصْرِ اليَومِ الثَالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَةِ آخِرَ أيَّامِ التَّشرِيقِ
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ وَأشهدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثيِرًا أَمّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ بَعْدَ يَومِ عَرَفَةَ يَأْتِي يَوْمُ النَّحْرِ الَّذِي رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ وَأَعْلَى ذِكْرَهُ وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ وَجَعَلَهُ عِيدًا يَتَقَرَّبُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رَبِّهِمْ بِذَبْحِ ضَحَايَاهُمْ اتِّبَاعًا لِسُنَّةِ الْخَلِيلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ والْأَضَاحِي شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ وَسُنَّةٌ قَوِيمَةٌ وَلَهَا شُرُوطٌ وَأَحْكَامٌ فَمِنْ شُرُوطِهَا أَنْ تَبْلُغَ السِّنَّ الْمُعْتَبَرَةَ شَرْعًا فَفِي الْإِبِلِ مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سَنَوَاتٍ وَمِنَ الْبَقَرِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ وَمِنَ الْمَعْزِ مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ كَامِلَةٌ وَمِنَ الضَّأْنِ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَمِنْ شُرُوطِ الْأُضْحِيَةِ أَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً مِنَ الْعُيُوبِ الَّتِي تَمْنَعُ الْإِجْزَاءَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : ( أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ فِي الْأَضَاحِيِّ الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي ) وَيَبْدَأُ وَقْتُ ذَبْحِ الْأُضْحِيَةِ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِيدِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ ( مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ ) وَيَمْتَدُّ وَقْتُ ذَبْحِ الْأُضْحِيَةِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنَ اليَومِ الثَالِثِ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَةِ آخِرَ أيَّامِ التَّشرِيقِ وَالذَّبْحُ يَوْمَ العِيدِ أَفْضَلُ لأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ التِي هِيَ أَفْضُلُ أَيَّامِ السَّنَةِ وَلِمَا فِيهِ مِن الْمُبَادَرَةِ إِلَى فِعْلِ الْخَيْرِ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا )
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ
اللهمَّ يَسِّرْ للحجَّاجِ حَجَّهُم وأَعِنْهُمْ علَى أَداءِ مَناسِكِهِمْ واجْعَلْ حَجَّهُم مَبرورًا وسَعْيَهُم مَشكورًا وذَنبَهُمْ مَغفورًا
اللهمَّ اجْزِ ولَاةَ أَمْرِنَا خَيرَ الجَزاءِ على مَا يُقَدِّمُونَهُ لِلحُجَاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ واجْعَلْ ذَلِكَ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِم عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1687377300_خطبة الجمعة 5 ذو الحجة 1444هـ عن فضل الأيام المعلومات والأيام المعدودات.pdf
1687377323_خطبة الجمعة 5 ذو الحجة 1444هـ عن فضل الأيام المعلومات والأيام المعدودات.docx