خطبة الجمعة 28 رمضان 1443هـ بعنوان ختام رمضان

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/09/26 - 2022/04/27 18:41PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ أَتَمَّ عَلَيْنَا صِيَامَنَا وَبَلَّغَنَا خِتَامَ شَهْرِنَا وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَتْقَى الْبَرِيَّةِ وَأَزْكَاهَا صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الصَّائِمُونَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ التَّقْوَى وَتَأَمَّلُوا فِي الْأَحْوَالِ وَانْظُرُوا فِي الْعَوَاقِبِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))

 عِبَادَ اللَّهِ كُنَّا قَبْلَ أَيَّامٍ نَعِيشُ أَوَّلَ رَمَضَانَ وَهَا نَحْنُ الْيَوْمَ نُودِّعُ آخِرَ جُمْعَةٍ مِنْ رَمَضَانَ مَضَى الشَّهْرُ شَاهِدًا لَنَا أَوْ عَلَيْنَا فَلَيْتَ شِعْرِي مَنِ الْمَقْبُولُ مِنَّا فَنُهَنِّيهِ وَمَنِ الْمَحْرُومُ فَنُعَزِّيهِ

 فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ أَمَّلَ بُلُوغَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَبْلُغْهُ وَكَمْ مِنْ مُدْرِكٍ لِأَوَّلِهِ لَمْ يُكْمِلْ آخِرَهُ فَلننْتَبِه وَلنحَاسِبْ أَنْفُسَنَا وَلنَسْتَعِدَّ لِلْقُدُومِ عَلَى اللَّهِ.

( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )

أَيُّهَا الصَّائِمُونَ لَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ لَكُمْ فِي خِتَامِ شَهْرِكُمْ أَعْمَالًا صَالِحَةً تَجْبُرُونَ بِهَا نَقْصَ صِيَامِكُمْ وَمِنْ ذَلِكَ إِخْرَاجُ زَكَاةِ الْفِطْرِ وَهِيَ فَرْضٌ وَاجِبٌ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَتُخْرَجُ زَكَاةُ الْفِطْرِ مِنْ عَامَّةِ طَعَامِ الْبَلَدِ كَالْبُرِّ وَالتَّمْرِ أَوِ الْأُرْزِ وَمِقْدَارُ زَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعٌ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ وَهُوَ مَا يُسَاوِي باثْنَيْنِ كِيلُو وَأَرْبَعِينَ جِرَامًا وَإِنْ أَتَمَّهَا إِلَى ثَلَاثَةِ كِيلُو فَأَمْرٌ حَسَنٌ وَيَجُوزُ أَنْ تُوَزَّعَ عَلَى عِدَّةِ مَسَاكِينَ أَوْ تُعْطَى لِمِسْكِينٍ وَاحِدٍ وَجُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّهَا لَا تُعْطَى إِلَّا لِلْمُسْلِمِ وَيَجُوزُ إِخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَأَفْضَلُ وَقْتٍ لِإِخْرَاجِهَا قَبْلَ الْخُرُوجِ لِصَلَاةِ الْعِيدِ وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنْ صَلَاةِ الْعِيدِ وَلَا يَجُوزُ دَفْعُ الْقِيمَةِ بَدَلَ الطَّعَامِ لِأَنَّهُ خِلَافُ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو دَاوُدَ سُئِلَ أَحْمَدُ وَأَنَا أَسْمَعُ: يُعْطَى دَرَاهِمَ؟ قَالَ أَخَافُ أَنْ لَا يُجْزِئَهُ خِلَافُ سُنَّةِ صلى الله عليه وسلم وَلَا يَجُوزُ إِخْرَاجُ الرَّدِيءِ فِي الزَّكَاةِ فَاللَّهُ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا فَأَخْرِجُوهَا طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ

 أَيُّهَا الصَّائِمُونَ وَمِمَّا شُرِعَ لَكُمْ فِي نِهَايَةِ شَهْرِكُمُ التَّكْبِيرُ وَيَبْدَأُ مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ لَيْلَةِ الْعِيدِ إِلَى صَلَاةِ الْعِيدِ وَصِفَةُ التَّكْبِيرِ أَنْ يُقَالَ             اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ  

وَمِنْ صِيَغِ التَّكْبِيرِ أَيْضًا اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا 

فَأَحْيُوا هَذِهِ السُّنَّةَ أَحْيَا اللَّهُ قُلُوبَكُمْ بِالْإِيمَانِ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكُمْ صِدْقَ الِاتِّبَاعِ لِسَيِّدِ الْأَنَامِ صلى الله عليه وسلم 

عِبَادَ اللَّهِ جَدِّدُوا الْحَمْدَ لِلَّهِ عَلَى بُلُوغِ تَمَامِ شَهْرِكُمْ وَاسْأَلُوهُ قَبُولَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ فِي خِتَامِ شَهْرِكُمْ مِمَّا حَصَلَ مِنْ خَلَلٍ وَتَقْصِيرٍ قَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ وَقَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ عَوِّدْ لِسَانَكَ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنَّ لِلَّهِ سَاعَاتٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ سَائِلٌ

نَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمُ الصِّيَامَ وَالْقِيَامَ وَأَنْ يُعِيدَ لَنَا رَمَضَانَ أَعْوَامًا عَدِيدَةً وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً وَنَحْنُ فِي صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا الْهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخَلِيلُهُ وَمُصْطَفَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَمَنْ وَالَاهُ.

عِبَادَ اللَّهِ مِمَّا شُرِعَ فِي خِتَامِ الشَّهْرِ صَلَاةُ الْعِيدِ وَالِاسْتِعْدَادُ لَهَا وَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَتَجَمَّلَ الْرِّجَالُ لَهَا بِالطِّيبِ وَلُبْسِ أَحْسَنِ الثِّيَابِ أَمَّا النِّسَاءُ فَيَبْتَعِدْنَ عَنِ الزِّينَةِ إِذَا خَرَجْنَ لِصَلَاةِ الْعِيدِ لِأَنَّهُنَّ مَنْهِيَّاتٌ عَنْ إِظْهَارِ الزِّينَةِ لِلرِّجَالِ الْأَجَانِبِ وَيَحْرُمُ عَلَى مَنْ أَرَادَتِ الْخُرُوجَ أَنْ تَمَسَّ طِيبًا   أَوْ تَتَعَرَّضَ لِلرِّجَالِ بِفِتْنَةٍ.

 وَيُسْتَحَبُّ لِلْعَبْدِ أَلَّا يَخْرُجَ فِي عِيدِ الْفِطْرِ لِلصَّلَاةِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ لِمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمٍ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

المرفقات

1651084845_خطبة الجمعة الموافق 28 رمضان 1443هـ.pdf

1651084863_خطبة الجمعة الموافق 28 رمضان 1443هـ.docx

المشاهدات 2508 | التعليقات 0