خطبة الجمعة 21 ربيع الثاني في فضل الصدقة والحث على التبرع عبر القنوات الرسمية
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الحَمْدُ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَقُوا اللهَ (( وِأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه )) واعْلَمُوا أّنَّ مالَ العَبْدِ في الحَقِيقةِ هُو ما قَدَّمَه لِنَفْسِهِ لِيَكُونَ لَه ذُخْراً بَعْدَ مَوْتِه وَلَيْسَ مالُه ما جَمَعَ فاقْتَسَمَهُ الوَرَثَةُ بَعْدَه قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: ( أَيُّكُمْ مالُ وارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مالِه ؟ ) قالُوا يا رسولَ اللهِ : مَا مِنَّا أَحَدٌ إلا مَالُه أَحَبُّ إِلَيْه قال ( فإنَّ مالَهُ ما قَدَّمَ ومالُ وارِثِهِ ما أَخَّرَ ).
وَالْمُتَصَدِقُ مِنْ الْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يُحِبُهُمُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا قَالَ تَعَالَى (( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))
وَالصَّدَقَةُ سَبَبٌ لِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ قَالَ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ( وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ )
وَالصَّدَقَةُ سَبَبٌ لِلبَرَكَةِ وَالنَّمَاءِ وَالخَلَفِ قَالَ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ) وَتَذَكَرْ أَخِي الْمُسْلِمُ أَنَّكَ إِذَا فَرَّجْتَ عَنْ أَخِيكَ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ بِهَا عَنْكَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ فَحَرِيٌ بِنَا أَنْ نَتَذَكَرَ فَضْلَ ذَلِكَ وَنَمُدَ يَدَ العَونِ لِكُلِّ مُحْتَاجٍ وَمِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَينَا أَنْ يَسَّرَ لنَا طُرُقَ الخَيرِ وَسُبُلَ الْمُسَاهَمَةِ فِي تَفْرِيجِ كُرَبِ الْمُعْسِرِينَ بِطُرُقٍ تِقَنِيةٍ آمِنَةٍ عَبْرَ مُؤَسَسَاتٍ حُكُومِيَةٍ خَيرِيةٍ تُعْنَى بِالْمُحْتَاجِين وَمِنْ أَبْرَزِ تِلْكَ الْمَنَصَاتِ الآمِنَةِ لِإِيصَالِ التَبَرُعَاتِ إِلَى مُسْتَحِقِيهَا مَنَصَةُ إِحْسَانِ وَالَّتِي تُشْرِفُ عَلَيهَا الدَّوْلَةُ وَفَقَ اللهُ القَائِمِينَ عَلَيهَا خَيرًا فَالتَبَرُعُ يَكُونُ عَنْ طَرِيقِهَا كِي تَصِلَ الصَّدَقَاتِ إِلَى مُسْتَحِقِيهَا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ )) بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُمْ أيها الناس وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى وَاعْلَمُوا أَنَّ الصَّدَقَةَ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ الَّتِي يَتَقَرَبُ بِهَا الْمُسْلِمُ إِلَى رَبِهِ وَلِلصَّدَقَةِ أَجْرُهَا الْمُضَاعَفُ أَضْعَافًا كَثِيرةً قَالَ تَعَالَى (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ يَعُدْ أَمْرَ الوصُولُ لِلمُحْتَاجِينَ عُمُومًا وَالسُّجَنَاءُ خُصُوصًا أَمْرًا عَسِيرًا مَعَ تَوَفُرِ الْمَنَصَاتِ الرَّقَمِيةِ والْمُؤَسَسَاتِ الخَيرِيةِ وَالَّتِي تُشْرِفُ عَلَيهَا الجِهَاتُ الحُكُومِيةُ لإِيصَالِ التَبَرُعَاتِ إِلَى مُسْتَحِقِيهَا بِطُرُقٍ تِقَنِيةٍ آمِنَةٍ وَوِفْقَ آلِيَةٍ مُنَظْمَةٍ تَحْفَظُ لَهُم كَرَامَتَهُم وَمِنْ طُرُقِ الخَيرِ الْمُيَسَرَةِ مَا تَقُومُ بِهِ اللِجْنَةُ الوَطَنِيةُ تَرَاحُمْ لِرِعَايَةِ السُّجَنَاءِ وَالْمُفَرَجِ عَنْهُم وَأُسَرِهِم مِنْ دَورِ رِيَادِيٍ فِي جَمِيعِ مَنَاطِقِ الْمَمْلَكَةِ فِي تِأْصِيلِ ثَقَافِةِ التَّرَاحُمِ وَتَفْرِيج ِكُرَبِ السُّجَنَاءِ وَأُسَرِهِم لِمُسَاعَدَتِهِم وَرِعَايَتِهِم فَتْرَةَ غِيَابِ رَبُ الأُسْرَةِ عَنْهُم .
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى نبيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وأذلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وانْصُرْ عِبَادِكَ الْمُوحِّدِينَ
اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا وَوَفِقْهُم لِهُدَاكَ
اللَّهُمّ ارزُقهم البطانةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانةَ السُّوءِ
اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
عِبَادَ اللَّهِ (( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ والبَغْيِّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات
1637852736_خطبة الجمعة 21 ربيع الثاني 1443هـ.pdf
1637852749_خطبة الجمعة 21 ربيع الثاني 1443هـ.docx