خطبة الجمعة 2 ذو القعدة 1445هـ ذكر الله من أيسر العبادات
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا عِزَّ إلّا فِي طَاعَتِهِ وَلَا سَعَادَةَ إلّا فِي رِضَاهُ وَلَا نَعِيمَ إلّا فِي ذِكْرِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا أمّا بعد فاتقوا اللهَ عباد الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون
أيها الإخوة ذكر الله تعالى من أيسر العبادات وثوابه عظيم عن أبي الدَّرْداء رضي اللَّه عنه قال قال ﷺ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعمَالِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ﷺ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ) صحَّحه الألباني وقال ﷺ ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إلى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ) رواه البخاري
وعن ثوبانَ رضي اللَّه عنْهُ قال كان رَسُولُ اللَّهِ إذا انْصَرَف مِنْ صلاتِهِ اسْتَغفَر ثَلاثًا وقال اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ومِنكَ السَّلامُ تباركْتَ يَا ذا الجلالِ والإكرام قِيل للأَوْزاعي وهُوَ أَحَد رُواةِ الحديث كيفَ الاستِغفَارُ قال تقول أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رواهُ مسلم
ومن الأذكار بعد الصلاة والذي أوصى به النبي معاذ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أخذ بيده وقال ﷺ ( يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّكَ أُوصيكَ يا معاذُ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تقول اللهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عِبادتِكَ ) رواه أبو داود
عباد الله للذكر فضائل لا تُحْصى منها أنَّ مَن يذكر الله يذكره كما قال تعالى (( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )) ومن الفضائل أن الذكر يوجب الأمان من نسيان الله تعالى للذَّاكر والذي هو سبب لشقاء العبد في المعاش والمعاد قال تعالى (( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))
ومنها أن ذكر الله تعالى يُذهب عن القلب المخاوف ويجلب الطمأنينة كما قال تعالى (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))
ومنها أن الذكر يجلِب الرِّزق قال تعالى (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ))
فحَرِيٌّ بنا أن نداوم على ذكر الله حتى ننال الأجر العظيم وحتى يذكرنا الرحمنُ في نفسه ومع ملأ خيرٍ من ملأ ذكَرْنا الله معه فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال قال النبي ﷺ ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُمْ ) متفق عليه
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأَنِهِ وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً أَمّا بَعدُ أَمَّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ والزموا دُعَاء اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ في صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال ( سيد الاستغفار أن تقول اللهمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ أعوذ بك من شر ما صنعتُ أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
قال ﷺ ( مَن قالها مِن النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنة ومَن قالها مِن الليل وهو مُوقن بها فمات قبل أن يُصبِح فهو من أهل الجنة (
هذا وصلُّوا وسلِّموا رَحِمَكُم اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ مُحَمَّد ﷺ فَقَد أمَرَكُم بذلكَ رَبُّكُمْ فقالَ جلَّ وعلا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ اللَّهُمَّ وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بِلَادِنَا آمِنَةً مُطْمَئِنّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اَللَّهُمَّ آمِّنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَارَبَ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللَّهمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا وَبَلِّغْنَا فِيمَا يُرْضِـيكَ آمَالَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عِبَاْدَ اَللهِ )) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1715291913_خطبة الجمعة الموافق 2 ذو القعدة 1445هـ ذكر الله من أيسر العبادات.pdf
1715291937_خطبة الجمعة الموافق 2 ذو القعدة 1445هـ ذكر الله من أيسر العبادات.docx